عجائب وغرائب السياسة القطرية أكثر من أن تعد وتحصى ؟ ففي الجعبة القطرية هنالك أشياء كثيرة وأوراق عديدة لم تلعب بعد ! ويبدو أن لعبة ( الحاوي ) أو مروض الثعابين هي واحدة من أهم السمات التي باتت تميز السياسة القطرية الإعلامية أو السياسية ؟ ففي الحين الذي تبني فيه الدوحة أقوى وشائج الوصال والود مع النظام العراقي مثلا وعلنا وعلى رؤوس الأشهاد إلا أنها أيضا تفتح أراضيها وبحرها ومائها للأساطيل الأميركية ولطائرات البنتاغون كما تضم أرضها واحدة من أهم واكبر القواعد الإستراتيجية الأميركية حول العالم ؟ فعلى سطح الدوحة يجتمع الصيف والشتاء في وقت واحد ليشكلان مزيج غير متجانس من الأداء السياسي والدبلوماسي غير المفهوم ولا المحدد بضوابط معينة ؟ ورغم كل هذه الليبرالية والشفافية الظاهرة للعيان إلا أن البعض قد لايصدق أن إستعمال الصحن اللاقط ممنوع في قطر مثلا أمام المواطن العادي ؟؟ وهذه أيضا طرفة ومفارقة من نوع غريب ؟ ورغم أن الدوحة من السابقات والرواد في التعامل العلني والتطبيع الواضح مع إسرائيل إلا أن قناتها الفضائية وسلاحها السري البعيد المدى ( الجزيرة ) لم تزل ترطن ببيانات الخمسينيات الثورية ، وتحتضن الثوريين ، ويمارس مذيعوها نفس المهام التي كانت ملقاة على عاتق ( طيب الذكر ) أحمد سعيد أيام صوت العرب من حيث سيادة لغة التحريض وإنهاض الجماهير وتعبئة الصفوف وإعلان الجهاد وتبني كل الخطابات الراديكالية حتى ليحسب المرء وهو يطالع نشرات الجزيرة وتشنجات مذيعيها وتهديدات حوارييها ومناقشات أقطابها من أن الجزيرة ستكون الإنطلاقة الحقيقية لفجر التحرير القومي الناجز ؟؟؟ ليتضح للجميع في نهاية السهرة من أن القضية برمتها لاتعدو أن تكون سوى نوما في العسل ؟ .
أما اليوم وبرغم أزيز حاملات الطائرات وهديرمحركات الأساطيل وجلبة الصعود والهبوط في ( العديد ) ، فإن الدوحة مشغولة بمهمة قومية ملحة لاتحتمل التأجيل ولا المساومة ! ولاتخضع حتى لطواريء الأمور .. وتلك المهمة هي إفتتاح مهرجان ( الدوحة ) الغنائي والذي شهد مفاجآت ، وسبقته تشنجات ، ودارت حوله وفيه حروب ساخنة وباردة أدت لإنسحابات وسجالات ومناوشات لن تنتهي في المدى المنظور ! فلقد سبقته إشاعة مقاطعة المطربين السعوديين له إحتجاجا على مواقف ( الجزيرة ) من المملكة العربية السعودية ! إلا أن المفاجأة كانت في إفتتاح المطرب السعودي / العدني أبو بكر سالم بلفقيه للمهرجان كما شارك أيضا علي عبد الكريم ؟ وكان المطرب الكويتي الشهير نبيل شعيل قد فتح النار على المهرجان لأسباب شتى وإنسحبت نوال الكويتية لأسباب صحية ! وتدور حروب الإشاعات الفنية لتجعل من الدوحة شاغلة الدنيا ومالئة الناس فنيا هذه المرة ؟ فيما العالم العربي يقف على قدميه تحسبا وخشية من التداعيات القائمة في العراق والتي تنذر بشر مستطير في ظل إصرار جميع الأطراف على المواقف المتطرفة والتي قد تؤدي في النتيجة لكارثة مهولة ؟
ولكن لاشيء يهم .. وكل شيء سيكون بخير .. والرجاء عدم الإزعاج
فالدوحة تغني ؟ .