أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد خضر خزعلي - الدمى الجنسية بين الفلسفة وعلم النفس والاقتصاد













المزيد.....

الدمى الجنسية بين الفلسفة وعلم النفس والاقتصاد


محمد خضر خزعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5100 - 2016 / 3 / 11 - 19:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تنتج شركات صينية ويابانية دمى جنسية تكاد تتطابق في ملمسها وشكلها واصواتها، مع تلك التي لدى النساء، ويأتي التبرير الانتاجي لهذه الدمى والبالغ سعرها، على انها احدى الوسائل التي تشكل حائلا للخيانة الزوجية، فالزوجة التي ترى في زوجها ميلا للخيانة اصبح بمقدورها شراء دمية بمواصفات يرغبها زوجها ليمارس الجنس افتراضيا مع الدمى، لتتجنب الزوجة بذلك وقع الخيانة الحقيقية على ارض الواقع... وهناك بعض الحالات التي يشتري فيها الزوج دمية جنسية سرا، لتلبي رغبات قد لا يجدها عند زوجته، ومن ناحية اخرى، تمثل الدمى الجنسية بديلا كامل المواصفات لبنات الهوى، لتشبع رغبات القوادين حول العالم.
هل ممارسة الجنس مع الدمى تعد ممارسة اخلاقية؟
من وجهة نظر نفعية نعم، حيث تستند النفعية في تبريرها الاخلاقي على النتائج المترتبة من الفعل، فاذا ما ارتبطت ممارسة الافعال، اي افعال، بمبدأ اكبر سعادة وفائدة لأكبر عدد من الناس، فالعفل اي كان هو فعل اخلاقي.
ومن هنا هل تحقق ممارسة الجنس مع الدمى الجنسية اكبر فائدة وسعادة لأكثر عدد من الناس؟
من وجهة نظر نفعية بنثام نعم، والتبرير يعود لعدد من النقاط:
1-اقل سعر للدمية هو 2000 دولار للمواصفات العادية، بينما يصل السعر عند طلب مواصفات خاصة الى ما معدله 3000 دولار، وهذه التجارة ترتبط منطقيا بامتصاص شيء من البطالة المتكدسة في السوق، مما يعني تقليل نسب الفقر، والدفع بالعجلة الاقتصادية قدما.
2-بما ان الناس محكومة بسيدين هما الالم والسعادة، فإننا نميل الى حكم الثاني بعيدا عن حكم الاول، ومن هنا تمثل الدمى الجنسية وسيلة لتجنب الالم وتحصيل السعادة، وهي ما تظهر في نقطتين:
أ-سعادة الزوجة بافتراضها المبدئي بأن زوجها لن يخونها خيانة واقعية وسيكتفي بالخيانة الافتراضية.
ب-سعادة الزوج في تلبية رغباته التي قد لا يجدها في الزوجة.
ومن هنا يحصل الازواج والزوجات سعادة اكبر ويتجنبون الم الخيانة والم عدم اشباع الرغبات.
3-حسب بعض التقارير فغن الدمى الجنسية ونظرا لمواصفاتها غير المتوفرة في كثير من بائعات الهوى، اصبحت تزاحم تلك البائعات في تجارة الدعارة. والتأمل في هذه النقطة يعني:
أ-تراجع الرذيلة الواقعية لصالح ممارستها افتراضيا.
ب-تراجع نسب خطف الفتيات الصغار واجبارهن على ممارسة الدعارة حول العالم، لا سيما وان التكنولوجيا توفر لك دمى عذراء في كل مرة تمارس فيها الجنس.
من هنا، تكون ممارسة الجنس مع الدمى الجنسية فعلا اخلاقيا نظرا لنتائجه التي تعود بالسعادة على شرائح مختلفة في المجتمع، وهي ما تظهر عند التجار، الرجل، المرأة وبائعات الهوى، وتراجع نسب خطف الفتيات...الخ، ولذلك يقول لنا جيرمي بنثام انا مع الدمى الجنسية.
لكن من وجهة نظر كانت فالأمر مختلف تماما، ويعود الاختلاف لمصدرية القيمة الاخلاقية للفعل. فما يجعل الفعل ذو قيمة من الناحية الاخلاقية ليست النتائج المترتبة عليه نفعيا، وانما الدافع والنية والارادة خلف الفعل ذاته، فنوعية الدافع والارادة والنية امور متطلبة لذاتها لا لنتائجها، بما يعني ان أي فعل او ممارسة تتعلق بنوع الدافع والإرادة، فاذا كان الدافع هو الواجب الاخلاقي يكون الفعل اخلاقيا بصرف النظر عن نتائجه المنفعية، وان كان الدافع سلب الحرية من الرغبات والشهوات فالفعل غير اخلاقي البتة.
وهنا، ما هو الدافع الرئيسي وليس العرضي من ممارسة الجنس مع الدمى الجنسية؟
بصراحة لا استطيع تحديد الدافع الرئيسي الا بتوسلي علم النفس لتحديده، ولا اجد في الادبيات النفسية حالات مشابهة لممارسة الجنس مع الدمى اكثر من ممارسة الجنس مع الميتة، فيما يعرف بمصطلح النيكروفيليا.
النيكروفيليا تعني الانجذاب نحو جثث الموتى بهدف اشباع الرغبات الجنسية، وحسب ما تفترضه الادبيات النفسية، فإن الدافع نحو هذا الانجذاب هو حب السيطرة والتحكم في شريك لا يملك أي خيار في الرفض او المقاومة اللفظية او الجسدية، بما يعكس شخصية غير متزنة انتهازية تسعى لتجنب أي حرج للمشاعر او نظرة احتقار اثناء عملية اشباع الرغبة.
وعليه تكون ممارسة الجنس مع الدمى وسيلة لا بأس بها لإشباع تلك الملذات المنحرفة، مما يعني ان الدافع هو دافع اللذة والاشباع وليس دافع الواجب الاخلاقي، لتكون النتيجة هي تحويل نفسك الى أداة لرغبتك، الامر الذي ينفي أي حرية امامك حتميات النفوس المريضة.



#محمد_خضر_خزعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب والحمل
- الكلانية ووجهتي نظر
- التكنولوجيا والدافع المكاني
- بين نماذج النمو ودراسات العدالة
- نقد منهجية KOF Index of Globalization الصادر عن المعهد السوي ...
- المؤتمر الاقتصادي المصري ... مزيد من الخيبات ام فاتحة لدور ا ...
- العلم VS الفكر
- طريقة الوصول للنتيجة ام النتيجة
- نمط الجملة ودلالاتها النفسية والسياسية
- ازمات النظام العالمي
- تكنولوجيا وانتاج وقلق
- نظرية Counterfactual واشارة
- ارهاب الاسلام ... وقفة مع الارقام
- نظرية الاقمشاركة
- رأس المال والتفاوت العالمي
- ايمانويل والرشتاين والنظام العالمي الحديث
- التوسل في العقلية العربية
- حرب غزة بين الاهداف المعلنة وغير المعلنة:
- فقر ورق فكري :علم النفس بين الملحد والمؤمن:
- مشكلتك مع الاخر


المزيد.....




- -لجنة التحقيق الإسرائيلية الخاصة بهجمات 7 أكتوبر: -الحكومة ف ...
- ما جحم الخسائر في لبنان وإسرائيل منذ بداية الحرب؟
- جامعة مصرية تعلق بعد التداول الواسع لفيديو أستاذ يجبر طالباً ...
- لبنان.. القوات الإسرائيلية تطلق النار بعد ساعات من بدء الهدن ...
- غرف متفحمة وقصف متتال.. طبيب يوثق غارات إسرائيلية مستمرة على ...
- لجنة التحقيق الروسية تؤكد مقتل مدنيين في كورسك بصواريخ -أتاك ...
- رئيس إدارة تايوان يشكو لمسؤول أمريكي -التهديد الصيني المستم ...
- افتتاح مترو سالونيك الجديد في اليونان بعد 20 عاماً من البناء ...
- اليوم الـ418 للحرب الإسرائيلية على غزة: وقف إطلاق نار في لبن ...
- أبرز ردود الفعل على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد خضر خزعلي - الدمى الجنسية بين الفلسفة وعلم النفس والاقتصاد