أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق السالمي - الحق الحصري في الثروة والحرق الحصري في الحقيقة














المزيد.....

الحق الحصري في الثروة والحرق الحصري في الحقيقة


توفيق السالمي

الحوار المتمدن-العدد: 5100 - 2016 / 3 / 11 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستبداد نوعان : ديني واقتصادي . وكلاهما يمارس بواجهة سياسية ، أي بآليات الدولة السياسية. الاستبداد الاقتصادي هو استبداد طبقة تملك وسائل الانتاج المادية تراكم بها الثروة والاستبداد الديني هو استبداد طبقة تملك وسائل انتاج الرعب تراكم بها الثروة أيضا. آليات ممارسة الاستبداد الاقتصادي هي أجهزة الدولة القمعية الحديثة وآليات ممارسة الاستبداد الديني هي أجهزة الدولة القمعية القروسطية .
الفرق بين نوعي الاستبداد أن الأول ، وهو الاقتصادي، موهم بالحرية والمساواة القانونية والتقدم في حين أن النوع الثاني ، وهو الاستبداد الديني، موهم بالجنة وعدالة السماء وحسن سريرة المستبد. غير أن كلا النوعين هو استبداد بالإنسان وتجريد له من حقه في أن يكون إنسانا لذاته لا لغيره. ولذلك يمكن أن يلتقي نوعا الاستبداد إن قبل أحدهما التنازل عن بعض من طبيعه وآلياته وخاصة إذا عجز كلاهما عن أن يفرض نفسه على المجتمع . هذا هو ما يحدث في تونس . الاستبداد الاقتصادي يحتاج إلى الاستبداد الديني ويتاج هذا الأخير إلى صنوه الاستبداد الاقتصادي. وتكشف الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية عن هذا التداخل وعن تقاسم السلطة بينهما تقاسما جوهريا . فأجهزة الدولة لم تعد تشتغل باحترافيتها القديمة التى تسمح لها بالسيطرة على الفضاء العام بسبب الاختراقات التي يسببها الاستبداد الديني. والأمر نفسه بالنسبة لأجهزة الاستبداد الديني مثل المساجد التي فرخت ما أمكنها من أعوان الاستبداد في السنوات التي عقبت الانتفاضة المغدورة في 2011 . فلا الأجهزة العسكرية والأمنية ولا المدرسة أو الإعلام في مأمن ذيول الاستبداد الديني ولا أجهزة الاستبداد الديني في بعد عن عيون الاستبداد الاقتصادي وهو ما يترجم حالة الزواج القسري الذي فرضها التاريخ على الحالمين بمنع الانسان أن يدرك إنسانيته وأن يعيش لذاته حرا من كل قيد.
اختصارا ، يقوم الاستبداد الاقتصادي على الحق الحصري في الثروة ، في ما يقوم الاستبداد الديني على الامتلاك الحصري للحقيقة .
يتقدم التاريخ بمعزل عن إرادة الكائنات غير التاريخية ويطرح مهماته على المجتمع . فالمجتمع يتطور حتى وإن بدا يتأخر في ظاهره لأن التطور لا تعبر عنه المقولات الثقافية والسياسية إلا بشكل متأخر. فالتركيبة الاجتماعية للأسرة ووجود المدرسة والجامعة وتتطور تكنولوجيا الاتصال والتواصل وغيرها تخلق إنسانا منخرطا في عالمه وعصره يحقق كل يوم شبرا إضافيا في الابتعاد عن العصور التي انبتت نوعي الاستبداد. واعتبارا لهذا المعطى ذي الصفة التاريخية وذي المظهر السوسيولوجي تتكثف المقولات الثقافية والسياسية شيئا فشيئا من أجل القطع النهائي مع الاستبداد بوجهيه. ولذلك من البلاهة أن ينتصر من هو تقدمي تاريخي إلى وجه من وجهي هذا الاستبداد الذي يبدو متخبطا في صراعه مع أعدائه الطبقيين الذين ربما أثثوا حتى أحزابه دافعين به نحو المزيد من سلخ جلده بما أن شرائح من المفقرين لا تزال تدعو أحزاب الاستبداد إلى تحقيق المزيد من الحرية والديمقراطية والمساواة ظنا منها أن ذلك ممكن. ولأن الاستبداد الأقدم هو المرشح أكثر للاندثار فإن اليمين الديني يسارع الخطى نحو أن يسلخ جلده ويتنصل من أصله راغبا في التحول إلى استبداد إقتصادي يسميه هو تحول إلى "حزب حديث" وهي خدعة وإن صدقوها هم أنفسهم لا يمكن تنفيذها بسبب أن التحول إلى الحديث يقتضي أولا إعدام القديم. ولو حصل أن أعدم القديم فإن تحويل الجثث إلى كائنات جديدة هو أمر مستحيل بطبيعة الحال.



#توفيق_السالمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في معجزة الارتكاب الوطني
- في الاكتتاب الوطني
- الهاشمي الحامدي: الاتجار في الدين والسمسرة في بؤس المفقرين
- تحليل قول ابن الراوندي
- واقعية أم ذرائعية : محاولة في فهم السلوك السياسي لليسار التق ...
- السيستام هو المشكل
- مأساة الطرح الديني بين الأسس المتعالية ومأزق النزول الأرضي .
- الإخوان والعسكر يفسدون الثورة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق السالمي - الحق الحصري في الثروة والحرق الحصري في الحقيقة