أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مصطفى المغراوي - أزمة الشباب وإشكالية الهجرة














المزيد.....

أزمة الشباب وإشكالية الهجرة


مصطفى المغراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5099 - 2016 / 3 / 10 - 19:41
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


من اخطر المشاكل التي تواجهها الحكومات، والمنظمات الدولية والمهتمون بالسياسة والاقتصاد ، مشكلة الهجرة لما تسببه من حوادث عويصة ذات انعكاسات سلبية على العالم كله وخاصة على الدول النامية، بل امتدت خطورة الوضع لتشمل أيضا الدول المتقدمة ، الأمر الذي يستوجب تجنيد كل الطاقات التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة، مسؤولة من قريب أو بعيد عن كارثية هذا الوضع، وذلك للتوصل إلى حلول لا نقول نهائية، لعلها تخفف ليس فقط من وطأة الضغط الذي يعيشه المهاجرون أنفسهم ، وإنما حتى عن المناطق المستقبلة لأفواج المهاجرين القادمين زُرافات ووحدانا، بشكل يجعل قدرتها على الاستيعاب تضعف أمام التدفقات القوية المتزايدة يوما تلو يوم .
ان معالجة مشكلة الهجرة على أساس إداري لن يؤدي إلى نتائج ايجابية، باعتبار أن المعالجة الوحيدة الممكنة، ينبغي أن تكون بالضرورة معالجة ذات طابع اقتصادي، بحيث يجب أن تقوم الدول على وضع مخطط للهجرة، من خلال ربطها بالجانب التنموي، الذي يخضع بدوره إلى التغيرات التي تعرفها كل مرحلة من مراحل الخطة الاقتصادية والاجتماعية، وفي هذه الحال لن تكون الصدفة هي التي تتحكم في الهجرة القائمة على اختيارات فردية أو جماعية، بل على العكس تماما، نجدها خاضعة لتخطيط مسبق ، يأخذ بعين الاعتبار الأسباب والدوافع وطرق المعالجة، بشكل يخدم التطور الاقتصادي والاجتماعي.
ونحن ننظر في هذه القضية، لا يمكن المرور دون أن نعرج على الدور الذي تلعبه الأزمات المستعصية التي يعاني منها الشباب، والتي تكاد تكون لها أبعاد مأساوية في بعض الأحيان، تزيد من تعميق مشكل الهجرة، من خلال طرح جملة من الأسئلة التي تشير إلى أسباب هذه الأزمة ونتائجها السلبية التي تعصف بمستقبلهم .
من اللازم إن نعترف بأن شبابنا تهيمن عليه صفة الحيرة والشك، وربما كان الضلال أيضا، فهو يعاني من أزمة نفسية وعقلية في الآن نفسه ، يجعلها بشكل تلقائي تنعكس على نظرته للحياة، وعلى تصرفاته ومواقفه واختياراته، دون أن يجد آذانا صاغية تتأمل شكواه وأسباب معاناته، بل نعارضه ونعمل على إدانته، والحكم عليه بأحكام ذات رؤية أحادية، ومقابل ذلك نجني التحدي والرفض، رفض يزداد معه عدم الاهتمام بآراء الآباء وتوجيهات المربين، فتتمخض عن ذلك عدة إشكالات عقائدية واجتماعية واقتصادية وسياسية ونفسية ..
لقد برر الشباب أزمته واقتنع بها، بل تعايش معها واصحب يعتبرها جزءا من واقعه وقدره الذي لابد أن يمشيه. ففي ظل الصمت المطبق، لم يعد مطمئنا إلى أي جدال أو مناقشة، متأثرا بمجموعة من المذاهب التي تسحق الفرد في الجماعة، منغمسا في أوحال المادية، ثائرا متمردا، رافضا للقيم ، ناقما على الوضع الاجتماعي، حائرا بين مادية هذا القرن المتنكرة للقيم الروحية ، والمتسمة بالتقدم الآلي وحده ، في غياب مطلق ليقظة الضمير، مترنحا بين أساليب السياسة الباحثة عن الأنصار والانتصار، مستأنسا بحضور أصوات المدافع المذوية في كل مكان.
فالكل مسؤول عن الحالة التي أوصلت الشباب إلى هذا الحد من اليأس وانعدام الأمل في أوطانهم، بسبب فقدانهم للطمأنينة والاستقرار الذي يشجع على الإبداع والابتكار . ومن هنا كان ضروريا إن يُؤخذ الأمر كل مأخذ جدي، فالمربون يجب أن يخططوا لتربية شمولية واعية ، والماديون يجب أن يتوقفوا عن النهم والطلب والاستزادة، والمسؤولون يجب يتنبهوا لعواقب هذا التجاهل المقصود ، لكي لا نتسبب في مأساة جيل كامل، جيل فقد التوازن والاعتدال بين الأنا الداخلي والغيري، كما فقد العدل الاقتصادي، إضافة إلى ضبابية الواقع المتأزم، المليء بالتناقضات والشعارات الجوفاء، الفاقد لأدنى مقومات العيش الكريم، مما أدى الى انهيار كل أصول وثوابت الاستقرار العقلي والنفسي والاجتماعي والإنساني.
لقد أصبح شبح الهجرة يهدد كل الأصقاع ، فرغم كل الجهود المبذولة لازالت سبل إيقاف هذا النزيف متعثرة، بل تحتاج إلى مزيد من البحث والتفكير، من اجل خلق توازن في توزيع الطاقة البشرية، واستغلالها الاستغلال الناجع ، بالعمل على تحفيزها لخدمة أوطانها لتحقيق التنمية، تنمية تنطلق بأيدي الشباب وتعود عليهم نفعا، يضمن لهم أسباب الرقي الاقتصادي والاجتماعي، فالشباب قاطرة النماء والبناء، والسفينة التي ستقود العالم حتما إلى بر الأمان والرخاء.



#مصطفى_المغراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية.. حريتها بداية مشاكلها
- حقوق الإنسان في العالم العربي الثقافة المهمشة
- الثقافة السياسية والنظام السياسي العربي ..التوافق المفقود
- مجتمعُ المعرفة .. مجتمعٌ غير عربي
- الدين و العلم .. صراع مفتعَل
- التكامل العربي.. البركان الخامد
- حوار الثقافات..عالَم مشروط وُلوجُه
- عولمة الهوية .. مشروع لن يكتمل


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مصطفى المغراوي - أزمة الشباب وإشكالية الهجرة