أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعيد ابوطالب - الحزب والابنية الوسيطة














المزيد.....

الحزب والابنية الوسيطة


سعيد ابوطالب

الحوار المتمدن-العدد: 5099 - 2016 / 3 / 10 - 16:47
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


الحزب والأبنية الوسيطة
لا يمكن لحزب سياسى ان يكون مؤثرا دون ان ينسج وشائج و علاقات قوية مع منظمات وجمعيات وروابط ولجان يؤثر فيها وتؤثر فيه بشكل دياليكتيكى ويتلمس من خلالها دفء الواقع.
أى حزب لن يقدر على تنظيم كل الطبقات التي يعبر عنها داخله ، مما يجعل بالضرورة إحدى أهم مهماته ان يرتبط بالناس حيث هم منظمون او يساعدهم على تنظيم انفسهم في جماعات مصالح تعبر عنهم.
في بداية عام 1917، كان عدد البلاشفة حوالي 23 ألف عضو فقط ، ولكن كان المتعاطفون معهم ومؤيدوهم يقدورن بعشرات الآلاف ، وهذا يرجع لكونهم كانوا جزءاً راسخاً في الحركة العمالية لأكثر من عقدين من الزمان. ومع ذلك، فقد وجدوا أنفسهم أقلية في معظم السوفيتات وفي روسيا ككل بشكل عام .
كانت السوفيتات هي اللجان المنتخبة للعمال والجنود، وبدأ تشكلها في 1905 ولكنها سحقت ، لتعود مرة أخرى في 1917.
السوفيتات كانت منظمات العمال الوسيطة والتي سرعان ما إستولت على السلطة.
من هنا تبرز أهمية روابط العدالة الاجتماعية و المؤتمر الدائم لعمال إسكندرية والتعاونيات الثقافية التي يسعى حزبنا الى بنائها والتواجد الجاد فيها ونسج روابطه معها.
اعتمد مثقفو السبعينات على مؤسسات حكومية مثل النوادى ومراكز الشباب وبيوت الثقافة وحاول العمال اليساريون التواجد في التنظيمات النقابية الرسمية ، وظل هذا التواجد مرهونا برضا النظام بلعبة شعرة معاوية مما يعنى عدم تجاوز اليسار للسقف الحكومى ،وهناك يساريون اعتمدوا على جمعيات لتنمية المجتمع تابعة للشئون الاجتماعية مقيدة أيضا بعدم الاقتراب من النشاط السياسى.
البناء الوسيط يضم جمهورا أكثر وعيا من الجمهور الفرط ومهتما بقضية ما ، ولايرغب بالإنتظام او الإلتزام الحزبى.
ويستهدف الحزب الناس من حيث إنتظموا ومن هنا يهتم بالأبنية الوسيطة يتأثر بها ويؤثر فيها عن طريق وجود كادر حزبى داخل البنية الوسيطة ، إما عن طريق زرع أحد الكوادر المهتمين بمستهدفات البناء الوسيط ، او إستهداف أحد القيادات للبناء الوسيط وضمه للحزب.
اى لو اردنا الإلتحام مع الألتراس الأبيض او الأحمر لابد لنا من وجود زميل مهتم بتشجيع الفريق الأحمر او الأبيض وينتمى للحزب ، او نقتنص قائد التراسى مهتم بالسياسة والعمل الحزبى.
رغم ان الأبنية الوسيطة هي بمثابة رئة الحزب السياسى التي يتنفس بها، إلا ان التناقض بينها وبين الحزب هو أحد الأشكاليات الأساسية والهامة في العمل التنظيمى ، وازعم ان السيطرة على هذا التناقض احد المفاتيح الهامة للتواجد اليسارى المؤثر والفعال. و أن فقدان هذه السيطرة العاقلة كانت كعب أخيل الحركة اليسارية المصرية.
لا يمكن ان يحرفك التنظيم الوسيط – ككادر حزبى - عن اهدافك الإستراتيجية ، وكذا لايحرف الحزب عضو البناء الوسيط عن مستهدفاته ، هنا تكمن المعضلة.
توقف عبد المجيد أحمد القائد العمالى الشهير في كفر الدوار عن النضال عندما أضرب عمال مصنعه لمجرد أن رئيس مجلس الإدارة أصر على ختم الكارت عند الحضور والإنصراف بعد ان لاحظ ان العمال يغيبون ويحسب لهم اليوم حضورا.
وهناك عمال أضربوا منذ عامين واوقفوا محطة الكهرباء عن محافظة الدقهلية لأنهم مصرون على تشغيل أولادهم بالشركة والإدارة ترفض.
وتتصاعد بين الحين والأخر دعوات الإضراب الكلى بين الأطباء .
وهناك الكثير من الأمثلة التي قد تعبر عن مستهدفات متدنية للبناء الوسيط ، لايمكن للكادر الحزبى ان يقبل الدفاع عنها.
ومن الناحية الأخرى ،يحاول البعض من الرفاق اليساريين لى أهداف البناء الوسيط والإصرار على رفع شعارات ومطالب لا تعبر عن جمهور النقابة او الرابطة وهى مانسميه" الإستخدام ".
طلب من بعض النقابات المهنية" المهندسين والأطباء" إقامة حفل تأبين لشيماء الصباغ داخل مبنى النقابة وهما نقابتان لم يعرف عنهما انهما من نقابات الرأي مثل " الصحفيين أو المحامين".
يحاول بعض اليساريين إعتبار النقابات المهنية مكانا للنضال السياسى والحزبى دون النظر لرؤية جمهور النقابة، ولا تختلف هذه الرؤى عن رؤية الإخوان المسلمين والحكومة.
العمل الدؤوب المثابر الصبور الغير متعجل والصادق الغير مدعى داخل الأبنية الوسيطة هي ما يولد الثقة في الكادر الحزبى وبالتالي في الحزب. .




#سعيد_ابوطالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطباء بلا حقوق ومهندسون ضد الحراسة
- المهدى
- تقرير سياسى لحزب العيش والحرية تحت التاسيس المصرى
- قراءة جديدة : فى الحاجة الى استراتيجية اشتراكية جديدة
- تنظيم الحزب والعمل الجماهيرى
- اليسار والنقابات المهنية
- اليهود والمسلمون
- مصر إناء يغلى على النار
- زيارة السيدة العجوز
- الطبقة الوسطى بين التهميش والهجرة
- تمزيق سترة قديمة
- مصر بين الوحدة الوطنية والفتن الطائفية
- الاقباط بين الاندماج والجيتو
- السيد النبى


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعيد ابوطالب - الحزب والابنية الوسيطة