أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - احمد سعيد ....الصحاف....الجبير















المزيد.....

احمد سعيد ....الصحاف....الجبير


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5099 - 2016 / 3 / 10 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احمد سعيد.....الصحاف .....الجبير
بقلم :- راسم عبيدات
أذكر أثناء اندلاع حرب حزيران 1967،والتي هزمنا فيها كعرب شر هزيمة،رغم محاولتنا التقليل من شأن تلك الهزيمة على أساس انها نكسة،بأن المعلق السياسي في اذاعة صوت العرب المصرية المرحوم احمد سعيد كان يتلو البيانات النارية عن انتصارات عربية ورقية، حيث اسقاط الطائرات الإسرائيلية بالجملة وتدمير مئات الدبابات والعربات المدرعة والإبادات بحق فرق اسرائيلية كاملة،وعبارات الديماغوجيا الثورية " تجوع...تجوع يا سمك" و" سنلقي بهم في البحر" ..الخ،ولكون بلدتنا جبل المكبر كانت احد الخطوط الأمامية للجبهة،وكان لدينا راديو بحجم التلفزيون 36 بوصة اليوم نستمع فيه لأخبار القتال على الجبهات العربية،واذا بصوت المرحوم احمد سعيد يصدح " كبر يا مكبر كبر....حررنا جبل المكبر"...لتتعالى هتافات الموجدين الله واكبر الله واكبر " عاش الزعيم الخالد جمال عبد الناصر،وما هي الا ساعة من الزمن،واذا بعدد من الدبابات يتمركزن على مقربة من بيتنا،وأصر والدي الذي يعشق القائد الرئيس الراحل عبد الناصر حد العبادة،على ان أقوم بإرسال الشاي للدبابات العراقية التي كان يعتقد انها تتمركز بالقرب منا،ولما وصلت كانت المفاجاة كانت دبابات لدولة الإحتلال ،حيث عدت بابريق الشي وكاساته،وانا مرعوب،قلت لوالدي والموجودين إنها دبابات اسرائيلية،ولكن والدي لم يقتنع وأصر على أنني جننت،فالمرحوم احمد سعيد يتلو بيانات النصر والتحرير،ولم يقتنع الا بقدوم عدد من الجنود الأردنيين يطلبون ملابس مدنية لكي ينسحبوا وتحدثوا عن الخيانة.

هذه الهزيمة القاسية افقدت الجميع الثقة ليس بالنظام الرسمي العربي،بل أصبحت النظرية السائدة عند العرب شعوباً وقيادات عن الجيش الإسرائيلي بأنها" الجيش الذي لا يقهر"،ولم تعد البلاغات والبيانات العسكرية الصادرة عن قيادة الجيوش العربية محط ثقتها واحترامها،ولتصبح محطات "مونت كارلو" و"لندن" اكثر مصداقية وموضوعية منها،ولتكن معركة الكرامة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني جنباً الى جنب،محطة فاصلة استعادت فيها الشعوب العربية الثقة شيئاً فشيئاً بجيوشها وقياداتها،وكانت تلك المعركة اول نصر يتذوقه العرب.
حرب أكتوبر التحريكية اعادت الثقة بالجندي العربي،وأضحت البيانات العسكرية العربية،اكثر دقة وموضوعية،ولكن ما تحقق من إنجاز ونصر عسكري،لم يجر استثماره سياسياً،فكانت الخسارة مدوية،وبدد النظام الرسمي العربي بفعل البترودولار هذا المنجز والنصر،عبر اتفاقية "كامب ديفيد" التي أخرجت مصر بثقلها العسكري والبشري والسياسي من المعركة ضد العدو الصهيوني.
جاءت الحرب الأطلسية الغربية الاستعمارية على العراق،تحت حجج وذرائع خادعه ومضلله بامتلاكه السلاح النووي،وممارسة القمع بحق الشعب العراقي،من اجل إحتلاله وتدميره وتقسيمه ونهب خيراته وثوراته وتفكيك جيشه ومؤسسته العسكرية.
في الوقت الذي كانت فيه القوات الغازية على أبواب بغداد،كان وزير الاعلام العراقي في تلك الفترة محمد سعيد الصحاف،يتحدث عن "ام المعارك"،وان بغداد ستكون مقبرة ل"العلوج" الأمريكان،وبأن العدو سينتحر على أبواب وأسوار بغداد،ولنشاهد بان كل هذه"الهوبرات" الإعلامية والخطابات النارية،ليس لها أي أثر في أرض الواقع،ففي الوقت الذي كان يدلي فيه بتصريحاته هذه كانت القوات الأطلسية الغازية تغتصب بغداد عاصمة الرشيد بمشاركة عربية فاتحة الطريق للمزيد من الإغتصابات بحق عواصم عربية أخرى،بعد السكوت على اغتصاب مسرى الرسول محمد "صلعم" القدس.
رحل الصحاف،وكان وقع اغتصاب عاصمة الرشيد كبيراً وصادماً على الشعوب العربية،والتي باتت تدرك بان هذا النظام الرسمي العربي المنهار،ليس أهلاً للقيادة والدفاع عن الكرامة والأمن القومي العربي،ودخلت الشعوب العربية في حالة من اليأس والقنوط،ولتستعيد الثقة من جديد بعد نجاح حزب الله اللبناني بقيادة سماحة السيد حسن نصرالله في إلحاق الهزيمة بما يسمى بالجيش الذي لا يقهر في الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على حزب الله والمقاومة اللبنانية في تموز/2006 .
وأصبح الجمهور الإسرائيلي لأول مرة يثق بزعيم عربي أكثر من ثقته بقيادته،لأنهم يدركون بانه يقول الحقيقة،وان قال فعل.
اليوم بعد الانتصارات المتسارعة التي يحققها الجيش السوري وحلفاءه،صرنا بشكل شبه يومي نسمع احد صبيان النظام السعودي،المدعو عادل الجبير،يردد كالببغاء على الرئيس السوري بشار ان يرحل،الرئيس السوري يقتل شعبه،الرئيس السوري ديكتاتوري،على اعتبار ان نظامه السعودي قاطع الأيدي والرؤوس ديمقراطي...؟؟ السعودية ستتدخل برياً في سوريا،السعودية لن تقبل تمثيلاً للمعارضة السورية غير المعارضة المنبثقة عن مؤتمر الرياض،وكل يوم يتحفنا بتصريح عن سوريا وعن الرئيس بشار الأسد ورحيله،وكل هذه التصريحات لكون دولته حكومة تابعة واداه من أدوات أمريكيا في المنطقة تحركها كيفما تشاء،وتحدد لها شكل علاقاتها وتحركاتها ومواقفها،وحتى كيفية صرف أموال الدعم السعودي لمن تذهب ولمن لا تذهب...فسرعان ما يجري التراجع عنها،حيث سقطت معزوفة التدخل البري في سوريا،بسبب رفض أمريكيا لذلك،وكذلك سقطت أسطوانة الفترة الإنتقالية او الهيئة الإنتقالية،فهناك قرار أممي 2254 ينص على التشارك في حكومة يقودها الرئيس الأسد،وعدم المشاركة في جنيف اذا جرى تمثيل اطياف أخرى من المعارضة السورية في هذا المؤتمر ،وهذا الشرط جرى لحسه والتخلي عنه.
الجبير يريد ان يعطي لنفسه حجماً أكبر منه بكثير،فهو ليس اكثر من اداه تابعة،غير مالكة لقرارها ولا لإرادتها السياسية،فرغم المشاغبات والحرد الصبياني،سرعان ما يعود هذ الولد عن اعماله الصبيانية ومشاغباته،فهو يدرك انه اذا ما تمادى في ذلك،لن ينال أي جائزة تقديرية من أمريكا،بل ستتم معاقبته.
من احمد سعيد الى الصحاف فالجبير،ظواهر اعتادت على الكذب وتصوير الهزائم المريرة الى انتصارات ورقية،خالقة حالة واسعه من الإحباط في صفوف الجماهير العربية،ولكن في حالتي احمد سعيد والصحاف،هم ربما أرادوا رفع معنويات الشعوب العربية،وهم ليسوا بالخونة والمتآمرين،في حين هذا الصبي الجبير،فعدا انه كذاب ومخادع من الطراز الأول،فهو يبتذل نفسه حد الإبتذال،ومتآمر على الأمة العربية ومشروعها القومي خدمة لأجندات واهداف استعمارية غربية وامريكية وصهيونية.

القدس المحتلة – القدس
10/3/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجار البلدة القديمة في القدس...معانيات وهموم
- مشيخات الخليج النفطية.....والتحالف العلني مع اسرائيل
- المخيمات ...أصل الحكاية وجوهر الصراع
- النايف شهيداً.....القيق منتصراً
- ماذا فعلنا لأجل القيق؟
- السعودية ....تدفع لبنان نحو الإضطراب السياسي
- عن -تسليع- الفكر والسياسة ....ورحيل هيكل
- حول التدخل البري السعودي- التركي في سوريا ..؟؟
- حوارات تفشل...نظام سياسي أزمته تتعمق
- مسلسل المصالحات الفاشلة ...والمفاوضات العبثية
- مبادرات الإنفصال...مرامي واهداف
- جنيف السوري مساراً ل -تقطيع الوقت- ..؟؟
- المصالحة ..؟؟
- هجمة اخرى على المنهاج الفلسطيني في القدس...؟؟
- تنسيق امني مستمر...لا حكومة وحدة وطنية في الأفق...؟؟
- المشهد السياسي الفلسطيني المأزوم ..؟؟
- لماذا الصراع على تشكيلة وفد المعارضة السورية ..؟؟
- -اسرائيل- من العشق السرس الى الزواج العلني..؟؟
- القدس....وقوانين الممنوع ..؟؟
- طريق جنيف السوري ليست سالكة


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - احمد سعيد ....الصحاف....الجبير