|
الأنتخابات القادمة: لن تكون موجة لصعود التآمر البعثي
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1383 - 2005 / 11 / 19 - 07:26
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
صرخة لأبناء العراق الذين ذاقوا مرارة الموت البعثي واحترقت حياتهم بسعير جهنمه ولا زال حاضرهم يحمل اثار عنفهم ودمويتهم ومستقبلهم تحاصره زمر الأرهابيين والقتلة ومقابرهم الجماعية لازالت فاغرة تستقبل القادمون من الضحايا ’ الى هولاء اوجه صرختي ولا اعني بها اطلاقاً اولائك الذين يتصرفون كالنعامة ويحاولون الهروب الى الأمام من مطاردة واقع انتكاستهم وطموحهم غير المنزه للحصول على بعض المكاسب الشخصية والفئوية داخل التشكيلة الحكومية القادمة ’ او منهم من لايزال يعاني اعراض عادته القديمة دون رؤية الكلفة التي سيدفعها الشعب والوطن . هناك خوفاً مشروعاً له ما يبرره من عودة الرعيل الثاني لمجرمي حزب البعث بمباركة امريكية ودعم عروبي لقائمتهم الأنتخابية بقيادة الدكتور اياد علاوي والمطلية بعناية بمساحيق تاريخ بعض القوى المحسوبة على الصف الوطني والتي ارتضت ان تكون مكنسة لتنظيف قذارات الماضي البعثي ’ انه مرض الوصولية والأنتهازية ومجازفة سحب الورقة الآخيرة من يانصيب اللعبة السياسية ’ انهم القلاع الآخيرة التي يلجاء اليها البعث في لحظات ضعفه ومحاصرته بيقضة ووعي وارادة الجماهير العراقية . دائماً وبعد خراب البصرة يتكرم علينا السادة بنقداً ذاتياً خجولاً ومطالبة الضحايا الخاسرة بنسيان الماضي والتهيء لاستقبال شطحات قاتلة آخرى . ايام قليلة تفصلنا عن الأنتخابات القادمة ’ محطة مصيرية فاصلة في حياة العراقيين ’ فاذا كان المواطنون في انتخابات 30/01/2005 قد منحوا اصواتهم من اجل دعم المسيرة السياسية وتقدم التجربة الديموقراطية ’ فأنهم وبعد تجربة اكثر من عامين ونصف العام يحترمون ارادتهم ومسؤولين عن مصير صوتهم وثقتهم وحذرين مما سيأتي من اسواء الأحتمالات والمفآجئات . القوائم المتنافسة ’ بعضها يمتلك امكانيات اعلامية ومادية هائلة وبعضها مدعوماً بقوة من جهات خارجية ’ ناشطة في مستنقع التبعية مثيرة ضباب المساومات والدسائس والتشويه غير المقبول بهدف الحصول على اكبر عدد من الأصوات الى الحد الذي تنظر فيه الى المواطن العراقي وكأنه مجرد رقماً انتخابياً يجب الأستحواذ علية وبأي طريقة كانت ’ هنا تصبح بعض وسائل الأعلام كالمحطات الفضائية والصحف والمواقع الألكترونية التي تدعي الحيادية والأستقامة واحترام المهنة والحرص على نجاح العملية السياسية مدعوة للتقليل من نرجسيتها وحدة انحيازها ومساوماتها على حساب الهم العراقي وترك مساحة مقبولة للراي الآخر وتتجنب دخول سوق المفرد للمتاجرة بأجزاء المستقبل العراقي . لا يوجد بيننا من اكل وشرب مع الوجوه التي اعتمدها الأحتلال في تشكيلة مجلس الحكم والى يومنا هذا’ لكن تجربة عامين ونصف العام جعلتنا نتوجس خوفاً من ان يعيد التاريخ نفسه ’ فليس لدى العراق فائضاً من العافية والصبر يمكن ان يقدمه لتجربة دموية جديدة مع القادمين من عصابات حزب البعث ’ لهذا يستعيدون جميع تجاربهم ويحاولون اقفال جميع المنافذ التي سيحاول البعث النفاذ منها لأعادة تدمير المستقبل العراقي . ان القوى التي تبلل ثوبها بأوحال مستنقع الآنتهازية والوصولية والمساومات الغبية لا يهمها مطر تكرار الأنتكاسة والمآساة الجماعية’ لأنها دائماً تجد لها منفذاً للأفلات بريشها تاركة ( ولد الخايبه) حطباً لسعير الأرهاب والتنكيل والتصفيات الجماعية . الشخصيات التي لم تخدش جسدها مخالب البعثيين وعاشوا متفرجين في منطقة الحياد واللاابالية ’ تجد الآن فرصتها للحصول على كراسي جيدة الأستثمار في كيان الدولة العراقية ’ لاتفكر في موقع خطواتها حتى ولو كانت على طريق منزلق الكارثة . التبريرات دائماً تحت الطلب ’ حتى ولو اضطر الأمر افتعالها ’ هناك من يبرر سلوكه بالمخاوف من الأسلام السياسي مبالغاً في اخطاره نافخاً في اخطاءه ’ وقد اتفق معهم كوني على صلة بمجتمعي العراقي وعلى دراية بطبيعة تكوينه لا اطيق على الأطلاق ان ارى في العراق نظاماً اسلامياً ’ لكن الآمر لا زال مجرد مخاوف وقد تكون مشروعة لكنها وفي جميع الحالات يجب الا تكون سبباً لمصالحة ومصافحة البعثيين والتحالف معهم خاصة وان العراقيين لم يكتشفوا بعد جميع مقابرهم الجماعية ’ والأكراد لازالوا يبحثون عن ضحاياهم الذين افتقدوهم في مجزرتي الأنفال وحلبجة وغيرها ’ والكرد الفيليين لم يجدوا اثراً لألاف المفقودين من بناتهم وابنائهم’ والتركمان لازال اهلهم مهجرين والأيزيديين والكلدواشوريين والصابئة المندائيين والشبك وغيرهم لا زالت جراحهم تنزف . بعيداً عن التاريخ الهجين لبعض القوى التي كونت القائمة العراقية الوطنيه ( 731 ) بقيادة اياد علاوي ’ ان ظلام الأرهاب البعثي يتدفق نحو الصحوة العابرة للاجواء العراقية عبر الضغوط الأمريكية وحمى التدخل العروبي وطبخة مؤتمر الوفاق الوطني الذي سيعقد بالقاهرة بالذات ’ نأمل الا يجد اعضاء المجلس الوطني القادم انفسهم مشلولين حول سفرة ارهاب الرعيل الثاني لحزب البعث .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البعث : وجهان لعملة الخيانة الوطنية
-
( ثرثرة على ضفاف العملية السياسية ( 3
-
ثرثرة على ضفاف العملية السياسية 2
-
ثرثرة على ضفاف العملية السياسية-1
-
العراق : الخاسر في لعبة المصالحة
-
عودة الى : الأمة العراقية ... لماذا ؟
-
اين المصالحة في مؤتمر الوحدة الوطنية ... ؟
-
مؤتمر المصالحة: مفخخة سيفجرها عمرو موسى
-
نساء المسلمات يتظاهرن في البصرة
المزيد.....
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|