أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي - جمانة زريق - لماذا اضطهدت المرأة عبر العصور














المزيد.....


لماذا اضطهدت المرأة عبر العصور


جمانة زريق
كاتبة سورية

(Jumana Zuriek)


الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 21:34
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي
    


تعتبر قضية اضطهاد المرأة واحدة من أهم القضايا في الشرق بشكل خاص, والعالم بشكل عام. فعلى الرغم من أن أكثر دول العالم الغربي أعطت المرأة الكثير من حقوقها,ولكنها مازالت تعاني من الاضهاد الذكوري أحيانا ولو بنسبة صغيرة. فمازالت المرأة تستخدم كسلعة في ترويج السيارات وعروض الأزياء. أما في الشرق فالمرأة مازالت تعاني من الاضطهاد بكل أنواعه. والسؤال المطروح هنا هو لماذا اضطهدت المرأة عبر العصور و حتى يومنا هذا؟ ولكن إذا دققنا في الموضوع سنجد أن الجواب بسيط ألا وهو أن ثقافة القوة التي سيطرت في العصور القديمة هي الأساس في اضطهاد المرأة.
فعلى الرغم من أن الديانات الثلاث اليهودية المسيحية, والإسلامية على وجه الخصوص وردت فيها النصوص التي تدعم فكرة أن البشر كلهم سواسية و أن لا فرق بين عربي على أعجمي أو ذكر على أنثى إلا بالتقوى, ولكن و مع ذلك بقيت تلك المجتمعات تحتفظ بعاداتها البدائية والجاهلية أكثر من ممارستها لقوانين الأديان السماوية. و لنكون منصفين, يمكننا القول بأنه لم يكن اضطهاد المرأة والاستبداد بها عبر التاريخ حكرا على الشرق وحده, وأنما كان منتشرا في كل بقاع الارض من شرق وغرب. ويمكن القول أن هذا الاضطهاد بدأ مع بداية البشرية, حيث كان هناك عدة أسباب جعلت الرجل يتفوق على المرأة في ذلك الزمن, ولعل أهم تلك الأسباب هو عامل القوة الجسدية. فالحياة البدائية كانت تعتمد على قوة الجسد أكثر من الاعتماد على قوة العقل, كالبناء وحمل الأثقال وما إلى ذلك من هذه الأعمال التي اعتمدت بنسبة كبيرة منها على القوة العضلية, ولم تستهلك مثل هذه الأعمال الكثير من القوة الذهنية, حيث كانت في أغلبها أعمال بسيطة ولا تتطلب جهدا عقليا كبيرا, و إنما تطلبت قوة جسدية تتناسب مع البيئة القاسية. ومن هنا جاءت مقولة الغلبة للأقوى. و بما أن المرأة غالبا أضعف من حيث البنية الجسدية, أصبحت المرأة خلف الرجل في أغلب المجتمعات البدائية إن لم نقل في كل تلك المجتمعات. وعلى الرغم من تطور المجتمعات لاحقا, لكن المرأة بقيت هي الحلقة الأضعف في تلك المجتمعات حيث أصبحت حبيسة المنزل, لا حول لها ولا قوة. حتى أنها أخذت تتخلف عن الرجل حتى في المجالات العقلية, لأن الرجل في ذلك الوقت استبد بالمرأة و حرمها من ممارسة بعض المهن التي اعتمدت بشكل أساسي على العقل كالكتابة أو كالطب والهندسة, فعلى سبيل المثال, لم تستطع المرأة في بريطانيا مزاولة مهنة الطب حتى عام 1920, حيث كان يسمح لها قبل ذلك بممارسة التمريض فقط. وعندما ندقق في تاريخ المجتمعات الغربية نجد أن أهم مفكريها وفلاسفتها انتقصوا المرأة ولم يعتبروها مساوية للرجل,فعلى سبيل المثال يقول جورج برناردشو أن "المرأة ظل الرجل عليها أن تتبعه لا أن تقوده." وظل هذا وضع المرأة في الغرب إلى أن تمردت المرأة على القوانين التي تحول بينها و بين إنسانيتها, فأخذت الكثير من حقوقها. أما في مجتمعاتنا الشرقية فقد حرمت من التعليم لوقت طويل وأصبح حالها حال العبد الذي لايقوى على شيء. وظلت ثقافة القوة و الاقوى هي المسيطرة بشكل كبير على مجتمعاتنا الشرقية وللأسف الشديد. حيث أن مجتمعنا الشرقي لم يتخل عن ثقافته البدائية على الرغم من التقدم العلمي الذي شهده و يشهده العالم. فمازالت المرأة الشرقية خلف الرجل أو ظله كما وصفها جورج برناردشو من مئة عام, ومازالت الكثير من النسوة في هذا الشرق التعيس يعانين الأمرين من أجل الحصول على حقوقهن الاساسية فقط في هذه الحياة.
وختاما أقول أنه من المستحيل لأي مجتمع من المجتمعات أن يتقدم أو أن يزدهر ظالما أنه ما زال يحافظ على ثقافته البدائية المتخلفة التي جعلت من المرأة ظلا للرجل فقط لأنه أقوى منها بنيويا, مهملا أهم جانب في الإنسان وهوالجانب العقلي الذي يتساوى فيه الرجل مع المرأة,وخصوصا أن المرأة أثبتت في كثيرمن الأحيان قدراتها العقلية الكبيرة,فكانت كاتبة و طبيبة ومربية للأجيال في البيوت والمدارس والجامعات.



#جمانة_زريق (هاشتاغ)       Jumana_Zuriek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارفعوا أيديكم عن الدين


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- الانثى في الرواية التونسية / رويدة سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي - جمانة زريق - لماذا اضطهدت المرأة عبر العصور