أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد العروبي - في الإصلاح















المزيد.....

في الإصلاح


أحمد العروبي

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 13:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإصلاح يحتاج بلاشك إراده من الحاكم لكن هذا وحده ليس كافي مهما كان الحاكم يتقزز من التقاليد و الرجعية في الارض التي يحكمها فلن يقدر علي عمل أي إصلاحات جذرية تنقل المجتمع الذي يحكمه نقله نوعية , الحاكم هنا يحتاج إما لدعم تيار معتبر من شعبه للإصلاح أو إلي إنقلاب و عمل عمليات تخريب من المحافظين التقليديين أو الرجعيين ضد هذا الحاكم تتيح له فرض إصلاحات ردا علي هذة المحاولات التخريبية و الإنقلابية و وقتها لن يقوم الشعب بالثورة عليه و تعين حاكم أخر لانه في نظرهم سيكون المذنب هو من حاول التخريب و ليس الحاكم الذي لم يعتدي عليهم من قبل .

النموذج الابرز علي هذا هو نموذج بيتر الاكبر في روسيا حيث كان يعشق كل ما هو غربي و كل ما هو جديد و في المقابل كان يكره الحياة الروسية المحافظة و التقاليد و كل شئ قديم و هذا لان روسيا لم يكن بها عصر نهضه كأوروبا و لم يكن بها ثورة إصلاح ديني كأوروبا بالتالي كانت جزء من العصور الوسطي بالفعل حين وصول بيتر الاكبر للسلطة فيها و التي لم يهتم بها سريعا لكراهيته للكرملين و تقاليده و هو وقتها كان يحكم إلي جانب أخوه إيفان تحت وصاية أخته صوفيا التي كانت تتمني لو تحكم لولا إن في هذا الوقت كان من الصعب قبول إمرأه تحكم روسيا , بيتر ذهب بعيدا عن الكرملين ليعيش مع الغربين الموجودين في روسيا حيث كانت لهم حياه غربية خاصة في أماكن خاصة بهم و هذا يشبه لحد كبير وضع الهولندين في اليابان حيث كان لهم مكان خاص يعيشون فيه حياتهم الغربية و في هذا المكان أعجب بيتر بالازياء الغربية و الاسلحة الغربية و تعلم كل ما يقدر علي تعلمه و شخصيته القيادية كانت واضحه من عمر ال10 سنوات و في عمر ال17 كانت قوته العسكرية هذة أقوي من قوات الكرملين مما سهل عليه الدخول للكرملين و أسر أخته صوفيا و سجنها في دير حتي يمكنه حكم روسيا و تطويرها كما يريد علي النموذج الاوروبي الغربي و من هنا بدأ الصراع مع الرجعيين و التقليديين الذين لم يقبلوا ملابس قيصرهم الغربية و رحلاته للغرب و التي كان سببها بسيط جدا هو تطوير العسكرية الروسية خاصة في البحر حيث كانت روسيا دوله حبيسه حين إستلمها بيتر و كانت تحتاج لميناء في البحر الاسود ثم فيما بعد في المتوسط و هنا إستطاع بيتر في البداية سحق القوات العثمانية في ميناء أزوف لكن الدعم البحري من العثمانيين للميناء جعلهم يصمدون و فيما بعد قام ببناء أسطول روسي إستطاع عزل الميناء عن الدعم العثماني و هنا سحقه و سيطر عليه في أول معركة بحرية في تاريخه بعد أن كان مجرد هاوي مراكب قبل سنه واحدة , بيتر حينما ذهب لاوروبا حاول تعلم كل شئ من النجاره حتي العمليات الجراحية و هذا رغم إنه قيصر الدولة الاكبر مساحة في العالم وقتها إلا إنه لم يكن لديه مشاكل في التعلم من الحرفيين الهولندين النجارة و الجراحة , لكنه في نفس الوقت الذي يقوم فيه برحلاته هذة قامت محاولة إنقلابية ضده من المحافظين و هو ما مكنه منهم و كأنه كان ينتظر هذة الفرصة للإنقضاض عليهم حيث سحق التمرد قائد قواته في روسيا حتي يرجع بيتر و بمجرد أن رجع بدأ في ممارسة أبشع الجرائم في حق المحافظين و طبقة النبلاء الروسية حيث قام بقتل الالاف من هؤلاء الإنقلابيين المحافظين منهم من قتلهم بيده و هذا شئ صعب تخيله من قيصر في هذا الوقت و أيضا قام بنفسه بحلق لحي رجال الدين و الارستقراطيين و قام بقص ملابسهم الطويلة و إكراههم علي أن يرتدو الملابس الاوروبية (هذة الفعلة أثرت فيهم بشكل كارثي هذة الفعله تشبه لو قمت بعملها في اليابانيين قبل الحداثه مع ملابسهم التقليدية و شعرهم الطويل هذا كان شرفهم تقريبا) و من هنا كانت بداية الإصلاح الحقيقي في روسيا و الذي لم يكن علي المستوي الميكانيكي العسكري أو العلمي التطبيقي فقط بل علي المستوي الثقافي أيضا حيث أكره النبلاء و رجال الدين علي التعامل مع الثقافه الاوروبية بدلا من الخوف منها و كراهيتها .

الثقافة الروسية فيما بعد إنفتحت علي الحداثة و كانت بداية مرحلة تشكل للهوية الروسية الوطنية كما حدث في بقية أوروبا فيما بعد حيث كان عصر النهضه ثورة ثقافية مهدت للوصول للمرحلة القومية و هذا لان عصر النهضه حدث نتيجة إحياء الفن و الادب القديمين في الثقافة الاتينية و اليونانية بعد أن كان البحث الدائم في أوروبا و المشرق العربي في كتب اليونانين الطبيعية و المنطقية و ليس أكثر من ذلك و هذا لا يعني عدم قيمة الطبيعة (العلم) و المنطق بل عدم وجود قدرة علي توجيههم في إطار تقدمي سوي في ظل دولة قومية و الدولة القومية هذة يجب أن يكون أساسها ثقافة قومية تجمع البشر فيها و هذا علام يبدو من الفوارق التي فرقت بين مصر و روسيا تحت قيادة دكتاتور مرعب مثل بيتر الاكبر هو محمد علي فعلي كان كبيتر يريد الحداثه لكنه لم يهتم أبدا للثقافة الاوروبية بل ظل ذو فكر رجعي إسلامي في المقابل كان بيتر تحرري بالكامل من الاورثذوكسية و معادي لاي تقاليد دينيه حتي إن الاوروبين أنفسهم المتحررين كانو بستغربو من جو العربدة و الفجور الذي يعيش فيه في الليالي عندهم بعد الصباح حيث التعلم , لكن مع ذلك علينا أن نتذكر أنه لم يحارب الكنيسة في عقائدها مما يؤكد وجود خطوط حمراء في النهايه لا يمكن تخطيها إلا كما قلنا بعد أن يكسر المحدد هذا نفسه بقيامه بمغامرة ضد الحاكم إما تنجح أو تفشل , و هذا عموما شئ لم يكن مطلوب من علي خاصة أنه ظل غير قادر علي عزل ولايته عن الدولة العثمانية بالتالي أي حرب ضد الازهر كانت ستكون كارثية عليه و حتي سحقه لعمر مكرم كان عن طريق إظهاره بمظهر الظالم وقت إنخفاض منسوب النيل و ليس بسبب تدينه أو بسبب تهديده لسلطة محمد علي السياسية و لذلك فقط ما كان مطلوب هو محاولة إحياء الثقافة المحلية ثم إجبراها علي الإنفتاح بقدر الإمكان مع الاوروبية حتي يكون هناك أساس لدولة قومية يضمن بقاء الإنجازات في العلوم التطبيقة البحته باقية و تطور فيما بعد إلا إن هذا لم يحدث و حتي لم يكن هناك مشروع إسلامي خاص بمحمد علي و لا حتي مشروع عربي و هو علام يبدو ما سهل حدوث التراجع الشديد بعد موته حيث كانت الملكات السياسية و الدكتاتورية لخلفائه وضيعه بالفعل , أيضا لم يكن مطلوب سحق الثقافة المحلية بالكامل لاجل الاوروبية فهذا فشل في أفغانستان و تركيا لكن المطلوب إحياء و إنفتاح و حتما ستثار دماء في الطريق لهذا لكنها ستكون مثمرة في المستقبل .

في النهاية النموذج الروسي قد يكون أقرب لنا من أي نموذج أخر سواء في الشرق الادني أو الغرب لنعرف من خلاله مشكلتنا مع الحداثة .



#أحمد_العروبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في كتالوج إبراهيم عيسي
- عن التقدم
- السوق الحر ليس الحل السحري
- أهمية الحجم في التأثير السياسي للدولة القومية
- إنعكاسات علي لقاء إبراهيم عيسي بأحمد جلال
- في ما يسمي بالإصلاح الزراعي
- التعليم ليس الحل السحري
- إحدي أهم المفارقات السنية
- في أزمة اللاجئين
- إستيعاب كارثة الحرب مع إسرائيل
- الفارق في قبول السلطه الحديثه بين المسيحيه و الإسلام السني ت ...
- نموذج بسيط يوضح الفارق بينا و بين اليابانيين
- السلم التمهيدي للإسلام السياسي
- في علمنة المسلمين السنه
- بالنسبة لليسار و النظام الطبيعي
- عدم القدره علي إستشراف نموذج الدوله المستقبلي
- الدوله ما بعد القوميه
- بعض الملاحظات علي لقاء الدكتور القمني الاخير
- أسطورة التقدم الإقتصادي التركي بعد الاك بارتي
- خطوره أفكار يسار الوسط علي الدوله الشرقيه


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد العروبي - في الإصلاح