أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 50















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 50


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 13:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 50
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
تأسيس تجمع الديمقراطيين الإسلاميين
تجمع الديمقراطيين الإسلاميين
كما بينت سابقا، منذ بدأت أهتم بالبحث والكتابة في موضوعة الديمقراطية، والتفكير والتنظير للمزاوجة أو المواءمة بينها والإسلام عام 1993، ونشرت مقالتي الأولى عام 1994 في «الفكر الجديد» - حسين الشامي - لندن و«الغدير» - محمد مهدي شمس الدين - بيروت، وأنا أعيش هاجس التأسيس لمنظمة سياسية، أو ثقافية، قائمة على أساس هذه المواءمة. تجسدت بفكرة «الحزب الإسلامي الديمقراطي العراقي» عام 1995، ثم ببيان «المنتدى الإسلامي الديمقراطي العراقي»، ثم مشروع «المركز العراقي للديمقراطية والسلام»، وآخرها كان مشروع «تجمع الديمقراطيين الإسلاميين»، الذي بدأت أفكاره الأولى عام 2003، ثم طرح المشروع في كراس عام 2005، ثم التأسيس عام 2006. وسرعان ما التحق بالتجمع خمسون عضوا من الجنسين، أذكر منهم الآتية أسماءهم مرتبة حسب الحروف الهجائية: جابر الجابري، جنان مبارك، جواد الديوان، زهير الحسني، محمد ناصر، مها السماوي.

هذا بقطع النظر، عن تقييمي لكل منهم بعد التعرف عليهم بشكل أدق، وعن التحولات التي حصلت لديّ، مما جعل البعض يغير موقفه مني، وعن مدى استمرار البعض على وئام وانسجام فكري معي وحسم أيضا خيار العلمانية.

ويلحق هنا النظام الداخلي للتجمع، الذي أقر على ضوء المسودة المعدة من قبلي، ومع تعليقاتي كالعادة بالحرف الصغير المائل. [سأحذف ما لا أراه مهما للفكرة التي أنشر من أجلها هذه الحلقات المقتبسة من كتابي «ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي».]

النظام الداخلي لـ «تجمع الديمقراطيين الإسلاميين»
بسم الله الرحمن الرحيم
تجمع الديمقراطيين الإسلاميين
مقدمة
فكرة „التجمع“ في سطور
أولا - تاريخ ولادة وتطور فكرة „التجمع“:
- بدايات الفكرة تعود إلى عام 1995.
- كتب هذا المشروع أول ما كتب بصيغته التي اعتمدت كمسودة أولى لـ„التجمع“ عام 2003.
- روجع ونقح ونشر كمشروع مطروح للمناقشة لأول مرة عام 2005.
- جرى التأسيس في 31/01/2006، بعد سلسة اجتماعات، تمخضت عن مؤتمر تأسيسي، انعقد على مدى يومين؛ السبت 28/01 والثلاثاء 31/01/2006.
ثانيا – الخلفية الفكرية والشرعية:
فكرة „التجمع“ تقف على أرضية شرعية متينة، وتملك رؤية شرعية قوية الحجة، تامة الوضوح [كوني كنت مؤمنا بإلزامية الشريعة ولو وفق رؤية مرنة حداثوية]. فالمشروع ينطلق نظريا من فكرة المواءمة بين الإسلام والديمقراطية، التي بدأها صاحب المبادرة عام 1994 من رؤية شرعية مفادها "جواز القبول بالديمقراطية"، لتنتهي لديه برؤية شرعية متقدمة مفادها "وجوب الدعوة إلى الديمقراطية"، وواضح الفرق بين القبول و بين الدعوة، ناهيك عن وضوح الفرق بين الجواز وبين الوجوب، مع أن طرح فكرتي "الجواز" و"القبول" لم تكونا في حينها منطلقتين من قناعة ذاتية عميقة، بقدر ما مثلتا استجابة لضغوط الأجواء المتوجسة يومئذ في أوساط جُلّ الإسلاميين من الديمقراطية، أو المتلكئة فيها. ثم أضحى الوجوب الشرعي اليوم طبقا لرؤية صاحب المبادرة، هو وجوب الجهاد الشرعي السياسي والثقافي لتحقيق الديمقراطية، وتجذيرها، وحمايتها، والدفاع عنها، والتثقيف على مفاهيمها، والتربية على أخلاقياتها، والعمل بسُبُلها وآلياتها وقواعدها على تحقيق المشروع الوطني العراقي الشامل بشكل عام، وفي نفس الوقت على تحقيق المشروع الإسلامي الحضاري، أي السياسي، والثقافي، والتربوي، والاجتماعي، والاقتصادي بشكل خاص، وذلك عبر المنافسة الديمقراطية النزيهة، وآليات العصر، والقيم والأخلاقيات الإسلامية، القائمة على الحكمة، والموعظة الحسنة، والصدق، والوفاء بالعهد الوطني المتمثل بالديمقراطية، مع الاعتراف الكامل والصادق بحق كل الأطراف في الترويج لأفكارها، ولمشاريعها، والعمل على تطبيق تلك المشاريع بفرص متكافئة. وجاءت تجربة الجمعية الوطنية، والعملية الدستورية [وإحباطاتهما]، وسائر تفاصيل العملية السياسية، لتؤكد الحاجة الحقيقية والملحة إلى المشروع.
ثالثا – الخلفية التاريخية لفكرة تأسيس „التجمع“:
في الثلث الأول من القرن السابق تأسست في عموم العالم الإسلامي أحزاب إسلامية كان لـ"حركة الإخوان المسلمين" من بينها السبق والريادة. وتبعتها أحزاب أخرى تفاوتت في درجات أصالتها ووعيها وعمق فكرها وشمولية برنامجها أو اجتزائيته، واعتدالها أو تشددها، وانطلقت معظم حالات التأسيس من فكرة نشأت من الالتفات إلى غياب الإسلام عن ساحة الصراع الحضاري والسياسي، وتشخيص حالة غزو فكري للإيديولوجيات الفلسفية، والثقافية، والسياسية، للعالم الإسلامي، بدون وجود حصانة تجاه هذا الغزو. ومن أجل أن يوجِد مؤسسو هذه الأحزاب هذه الحصانة الغائبة، راحوا يؤسسون لفكرة الانفصال النفسي والثقافي عن الثقافة الوافدة، أو ثقافة الغزاة الثقافيين؛ هذا الانفصال الذي تطور في كثير من الأحيان باتجاه اتخاذه منحى التطرف والغلو، والتأسيس لثقافة كراهة الآخر، مما فوّت الفرصة على المسلمين من التعاطي والتلاقح والتكامل مع تجارب الشعوب على أساس مبدأ "التعارف" القرآني [«وَجَعَلناكُم شُعوبًا وَّقَبائِلَ لِـ[تَ]تَعارَفوا»]، ومبدأ أن الحكمة ضالة المؤمن، وكذلك ما ساهم هذا المنهج في انبعاث المخاوف، المشروعة منها وغير المشروعة، الحقيقية والوهمية، الصادقة والمفتعلة، من الإسلام، لا سيما ما سُمِّي بالإسلام السياسي، أو الأصولية الإسلامية، مما جعل المشروع الحضاري الإسلامي يواجه تحديات كبيرة، زادت من تصعيد منسوب سخونة الحماس، وتعميق مشاعر الكراهة للآخر (الكافر)، والاستغراق في نظرية المؤامرة، دون أن نبرئ هنا الطرف الآخر من تحمل مسؤولية هذا التصعيد. وساهمت الصدمة العاطفية لاكتشاف الهوية المغيبة لعقود طويلة، أو لعله قرون من الزمن، في رفع منسوب الحرارة العاطفية والحماس الملتهب، كما ساهمت موروثات إسلام السلطة [الإسلام السني] القائم على مبدأ احتكار الحق، واحتكار الشرعية، وإقصاء الآخر في ذلك، مما تسرب إلى الأحزاب التي تنتسب تأريخيا إلى إسلام السلطة [الإسلام السني]. وإذا وجدنا الأعذار لتلك الأحزاب، فمن حقنا أن نتساءل عن الذي جعل هذه الثقافة تتسرب إلى الأحزاب التي يفترض أنها كانت تنتسب تأريخيا إلى إسلام المعارضة [الإسلام الشيعي]. هنا يمكننا تفسير الظاهرة بأن هذه الأحزاب كانت متأخرة زمنيا في التأسيس عن تلك الأحزاب، ولكون اللاحق غالبا ما يتأثر بالسابق له في التجربة، نجد أن هذه الأحزاب قد اقتبست من تلك وحذت حذوها، دون أن تدرك اختلاف المنهج [وقد سميت في مقالة لاحقة حزب الدعوة الإسلامية بالنسخة الشيعية لحركة الإخوان المسلمين]. كل ذلك ساهم في التأسيس للغلو السياسي والتطرف، أو أقله للتشدد، وذلك بسبب الخلط في كثير من الأحيان بين التشدد والتصلب والتطرف من جهة، والرسالية والأصالة والعمق والنظرة التغييرية الشمولية من جهة أخرى. ثم ما كان من أثر لأحداث الثمانينيات من القرن السابق، وما رافقتها من ثورة إسلامية في إيران، كحدث هزّ العالم الإسلامي بكل مذاهبه خصوصا، والعالم كله بشكل عام، ومن الطبيعي أن الذين التقوا مذهبيا بالثورة وقائدها كانوا الأكثر حماسا في الانشداد إلى الثورة، وإعلان الولاء لها ولقائدها، والانقياد تحت لوائها، حتى بدأت الحركات الإسلامية لنفس البلد الإسلامي - العراق مثالا - تتبارى في إظهار الولاء والانقياد للثورة، والتبني لنظريتها في ولاية الفقيه، والتنظير لما يمثل تطبيقا حقيقيا لهذه النظرية، بحيث أصبح البعض ينظر كون شرعية العمل الإسلامي عموما والسياسي خصوصا لا تتحقق إلا بالانقياد لولاية الفقيه ولمصداقها في إيران، وأن الانقياد لولاية الفقيه لا تتم إلا بالارتباط بها [المجلس الأعلى، محمد باقر الحكيم، القيادي السابق في حزب الدعوة اللبناني علي الكوراني، وفي لبنان حزب الله، كأشد المرتبطين بولاية الفقيه]، وسماه البعض مبالغة في الولاء بالارتباط العضوي لكل حزب إسلامي بأجهزة ولاية الفقيه [دعوة محمد مهدي الآصفي في أواسط التسعينيات، قبل استقالته من حزب الدعوة، بعدما يئس من تحقيق هذا الهدف، وكان حتى استقالته الناطق الرسمي للحزب، والذي خلفه بالناطقية إبراهيم الجعفري، كبديل عن طموحه بأن يكون الأمين العام للحزب]. وراحت تتصاعد المزايدات وعمليات التسقيط بين تلك الحركات الإسلامية، فيمن هو الأكثر إخلاصا للثورة والأشد اندكاكا وانصهارا فيها.
ولكن مع الوقت بدأت مرحلة جديدة من الترشّد ومراجعة التجربة وإعادة النظر في الأفكار، لاسيما بعد تراكم أخطاء الثورة الإسلامية، ثم اكتشاف ضرورة التنسيق والتعاون مع الأحزاب العلمانية، بل وتشكيل المشاريع السياسية المشتركة معها [ولم يفعلوا ذلك إلا بعد استحصال الإذن الشرعي من الولي الفقيه لجمهورية إيران الإسلامية، البعض إيمانا منهم بوجوب استحصال هذا الإذن، والبعض تقية، أو خوفا من المضايقات من قبل الدولة المضيفة إيران]، وبدأ الكثير من الإسلاميين يراجعون الكثير مما كانوا يعتقدونه من المسَّلمات والثوابت، أولها الرجوع إلى نهج تركيز الاهتمام بالشأن الوطني الخاص، والانفكاك عن تجربة الثورة الإسلامية الإيرانية، وإن كان بالتزامن مع ظاهرة الترشد قد ولدت مجددا ظواهر وتيارات ملتهبة بالحماس [كنت أعني هنا التيار الصدري على يد مؤسسه محمد الصدر، الذي خلفه ابنه مقتدى]، لأنها بدأت لظروف خاصة بالاكتشاف المتأخر للذات، أو بتوهم اكتشاف الذات الإسلامية، المقترن بالصدمة العاطفية التي أفرزت من جديد ظاهرة الحماس الملتهب، وثقافة احتكار الصواب والحق والأصالة، ورفض الآخر [بما في ذلك الآخر الإسلامي المنتسب لنفس المذهب، والمفترض انتماؤه لنفس المدرسة، ألا هي مدرسة محمد باقر الصدر]، ولكن دون أن تتوقف عملية الترشد عند الحركات الإسلامية السابقة زمنيا [لم يترشّدوا، لكن شُبِّهَ لي أو هكذا تمنيت]، إلا أنها يمكن أن تكون قد أثرت على سرعتها، كمفردة من مفردات الواقع الضاغط، مما جعلت عملية الترشّد تتلكأ وتتباطأ. [وقصدت بالترشد حزب الدعوة بشكل أساسي، لكنهم لم يبلغوا الرشد، ولن يبلغوه، ما بقوا إسلاميين، وما بقوا شيعويين، لكن ظواهر الترشد، إما لكون بعضهم ترشد فعلا، ولكن انجرف مع التيار اللارشيد، أو أفسدته السلطة، ومنهم من لم يترشد، إنما تظاهر بالترشد والتدمقرط، تكتيكا، ومجاراة للواقع ومتغيراته.]
وكانت "الديمقراطية" واحدة من أبرز المواضيع الساخنة التي أثارت الكثير من الجدل، بين رافض لها، ومعتبر إياها بدعة غربية، ومنهج من مناهج مجتمعات الكفر، وشرك بالله، ومنازعة له تعالى في حاكميته، وبين مستعد للقبول بها، إذا اضطر إلى ذلك، دون جواز الدعوة لها ابتداءً، وبين قابل بها من غير قيد أو شرط [وهذا هو المطلوب]، حتى لو تخلى عن كل ملامح هويته الإسلامية [قلتها إما للوثة مستصحبة من عهد الجاهلية الأولى لإسلاميتي، أو مجاراة للأجواء الإسلامية السائدة]، وبين مناقش فيها؛ آلية هي أم نظام حكم أم إيديولوجية [محمد عبد الجبار الشبوط كان من منظري اختزال الديمقراطية في كونها مجرد آلية]. وإعادة النظر في الثقافة التأسيسية وعملية الترشد لم تقتصرا على ورثة ثقافة إسلام المعارضة [قوى الإسلام السياسي الشيعية]، بل شملتا ورثة إسلام السلطة [قوى الإسلام السياسي السنية]. مع الوقت بدأت إذن الكثير من الأحزاب الإسلامية تتبنى التعاطي مع الديمقراطية، من خلال نظرة واقعية، أو إعادة نظر شرعية، أو اضطرارا [والراجح هو الاضطرار والتقية والتكتيك، وأحيانا الباطنية والنفاق، ثم عندما تحول مشروعهم إلى مشروع سلطة، لم يعد التنظير ذا أهمية]. ولكن بسبب تأسس هذه الأحزاب في مرحلة الانفصال النفسي والثقافي الكلي والمطلق، ومرحلة صدمة اكتشاف الذات أو توهم اكتشاف الذات، ومرحلة الحماس الثوري، والصراع الحاد مع الآخر، نجد أن في داخل الحزب الواحد درجات متفاوتة، بين من استطاع أن يحرر نفسه من الموروث الثقافي، وبين من بقي حبيس هذا الموروث، وبين من هو بين هذا وذاك بدرجات متفاوتة [هذا التفاوت يلمس داخل حزب الدعوة، إلا أن السلطة وامتيازاتها وحدتهم تحت راية المالكي]. وبقيت أكثر هذه الأحزاب بطيئة التحول نحو الثقافة السياسية الإسلامية المعاصرة، أو متلكئة في التحول، بتقديم قدم وتأخير أخرى، أو خائفة من المزايدين عليها بشعارات دعوى الأصالة والانتماء والولاء، أو خاضعة لضغط الشارع المعبأ من الحركات التعبوية والخطابات الشعاراتية الملهبة للحماس. هذا كله جعل الكثيرين من أبناء هذه الحركات، ومنذ عقد أو عقدين [أتكلم هنا عن نفسي بكل تأكيد] يعيشون بين هاجس التأسيس الجديد، الذي يمثل من جهة ضرورة ملحة، وبين رغبة وأمل الإصلاح داخل أحزابهم، بسبب ما تتمتع به من رصيد تأريخي وتضحيات، خاصة تلك الأحزاب التي تجمع بين الأصالة والرصيد الشعبي والرصيد الجهادي، وبين الاعتدال والعقلانية والمرونة [حسب تقييمي لحزب الدعوة آنذاك]. وصاحب المبادرة واحد ممن عاش هذا الهاجس منذ مطلع التسعينيات، وقدم أكثر من مشروع في هذا الاتجاه. وهناك اليوم الكثير من نظريات التأسيس، اخترنا منها لمشروعنا أن يكون جمعية ثقافية سياسية يتعنون باسم تجمع إسلامي ديمقراطي، أو ديمقراطي إسلامي، ومن هنا تقرر تأسيس
تجمع الديمقراطيين الإسلاميين
أما إذا جرى التساؤل، لم لا يُلجأ إلى استكمال عمليات الإصلاح داخل الأحزاب الإسلامية الواعية والأصيلة، وذات المنهج المعتدل نسبيا، والتي تملك قابلية استقبال عملية الإصلاح، والتي لعله تتحرك في المسار الصحيح، حيث تخطو خطوات لا بأس بها بهذا الاتجاه، يكون الجواب أن الفكرة لم تعد تتحمل الانتظار مع كل هذا البطء في التحول، وكل هذا التردد في الحسم، بسبب خضوع هذه الأحزاب لحسابات سياسية، يجب أن تراعيها، ولضغط من الشارع. بينما „التجمع“ كإطار جديد لا يجد نفسه مضطرا لهذه المراعاة، كونه لا شغل له بالحسابات السياسية، لخصوصيته الثقافية، وبالتالي لا يهتم بالاستزادة من أصوات الناخبين، أو هتاف المؤيدين، بقدر ما يريد أن يؤسس للمستقبل، ويستجيب لمتطلبات الحاضر، وكون „التجمع“ لا يعاني من إرث ثقافي يتفاوت المنتمون إليه بدرجات القدرة على التحرر منه، أو إعادة النظر فيه، بل هو يبدأ من قناعة مشتركة وواضحة للمؤسسين، استخلصت نظريتها من تجربة الإسلاميين من جهة، ومن التجربة الديمقراطية المعاصرة من جهة أخرى، وبدأت على ضوء التجربتين نافضة عنها غبار التقليد، ولابسة رداء جرأة التجديد غير المنفصل عن الأصالة [يبدو ما زلت هنا أعيش هواجس الخوف من فقدان الأصالة، أو لعله الخوف من تهمة التخلي عن الأصالة]، بقراءة جديدة للإسلام، لتكتشفه اكتشافا جديدا في الكتاب والسنة النبوية وامتداداتها الأصيلة. فإن هذه الرؤية خاضت معترك البحث العلمي الشرعي، باحثة عن الديمقراطية في الإسلام، فاكتشفت الكثير من ملامح الإسلام في الديمقراطية، وأرادت أن تفتش عن جواز قبول الإسلاميين بالديمقراطية، فاكتشفت وجوب دعوتهم إليها، لأن الدعوة إليها - كما اكتشفت - لا تنفك عن الدعوة إلى الإسلام. ومن هنا رأت نفسها ملزَمة شرعا بأن تتعبد إلى الله تعالى في جهادها السياسي والثقافي للتأسيس للديمقراطية فكرا، وأخلاقا، ووعيا، وممارسة، ونظاما للحكم، وأداءً سياسيا، وطريقا لتحقيق قيم السماء، وإنسانية الإسلام، المتزاوجة مع عقلانية الديمقراطية.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 49
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 48
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 47
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 46
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 45
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 44
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 43
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 42
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 41
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 40
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 39
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 38
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 37
- هل تتجه مرجعية السيستاني نحو العلمانية؟
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 36
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 35
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 34
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 33
- أمراض المتعصبين دينيا أو مذهبيا
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 32


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 50