|
هل مازالت ثورتنا ثورة أم إنها تحتاج إلى ثورة عليها
دروست عزت
الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 23:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رد على الأخ الصحفي الإعلامي السوري سمير متيني المحترم : قد لا أختلف معك فيما طرحته وحللته من التدخلات والفيتوات والدمار وقمائة النظام الدموي .. ولكن أين بقيت من القضية الكوردية وأنت تطالب المركزية لشعب السوري .. أولستَ إعلاميٌ سوريٌ .. وعليك أن تقول الحق ولا تخجل ولا تنحاز ولا تتجبن من قضية الكورد في سوريا والتي أتخذت أبعاداً دولياً على مستوى المحلي والاقليمي والمنابر العالمية .. أوليست التحليلات الصحيحة تشمل الكل .. وليست البعض على حساب البعض .. أم أنك تكرر الصورة لخالد البكداش الذي كان يتزعم الشيوعية يوماً في سوريا وهو كوردي الأصل .. وكان يتجبن ويتملق ويكذب على نفسه في لطي القضية الكوردية في سوريا ليبين ويثبت أمميته الفاشلة التي ما كانت نهايتها إلا خلق عنصريين قوميين من العرب والكورد وغيرهم من المكونات الموجودة في الحزب .. ولم يعد يذكر إسمه بين الشيوعيين ولا قوميين ولا وطنيين لأنه ألغى نفسه قبل أن يلغي الحقيقة .. لا يا إستاذ سمير متيني حتى نكون واقعين : علينا أن نعرف بأن لا حل لسوريا بدون حلٍ للقضية الكوردية .. ولا ديمقراطية في سوريا بدون حرية الشعب الكوردي في مناطقه .. ولا ديمقراطيين في العرب السوريين إلا إنْ لم يقتنعوا ويؤمنوا بأن سوريا الأمس لم تعد سورية الغد .. وإن الكورد شركاء أصلاء وشعب يعيش على أرض أجداده .. وإن خريطة سايكس بيكو خريطة مصطنعة تغتصب حقوق البعض على حساب البعض .. وتؤجج بين الشعوب لاطماع الغيرِ فينا وفي خيراتنا .. فلما التجاهل والتغافل عن الحق والحقيقة .. هل للعنصريون الحق في أن يفكروا كما يشاؤون .. والوطنيين الحقيقين لا يحق التفكير في الحرية وفي العيش الكريم .. أوليست كل العهود التي مرت بعد الإستقلال كانت عهود العنصريين والقوميين الشوفينيين ولم ينتج شيئاً للوطن ولا للشعب بل بالعكس دمر البلاد والعباد بحقارتهم ونظرتهم الإستعلائية التي لم تثبت في الأخير ألا وهي نظرة دونية فيهم كونهم متخلفون غير متطورين ومازالوا ويعيشون في طورهم الحيواني .. لا يا صديقي الوطني علينا ان لا نكررالبكداشية : عليك إعادة النظر بالعدل والقسطاس .. وفيهما لا تبخل عن حق شعب له كل المقومات القومية وهو يعيش على أرض أجداده وأبائه وليس كغزاة منافقين جاؤا بأسم الدين ليبنون أمجادهم القومية وليشكلون دولاً لهم وليشعلون نار الفتن بين الشعوب والمكونات في دولهم حتى يطولوا بسلطاتهم في الحكم والنهب والنفاق وبشعارات خولبية فارغة التي لم تخدم غير جيوبهم وكروشهم وأسيادهم وبها دمرت بلدانهم ومجتمعاتهم .... فالثورات تبدأ من أجل وضع الحلول لمجتمعاتها وإنهاء الظلم والإضطهاد والقمع عن شعوبها .. ولتزول معالم الدكتاتوريات وتجار الشعارات من الوصوليين إلى السلطة اللذين جعلوا الوطن إلى سجن كبير لشعوبها ..
# تقول أنت : لماذا استمرت الحرب في بلدنا لاربع سنوات وماذا ينتظر سوريا! * ونقول: لأن معارضتنا السورية كانت على غير مستوى المطلوب في وعيها الوطني أمام مسؤليتها التاريخية ... وبدأت تختلف فيما بينها على المناصب والمناسف وعلى قضايا شوفينية كانت وضعتها النظام .. فبدل من أن تحل فيما بينها بشكلٍ وطني واعي .. بل بالعكس بدأت تعكر الجو الوطني بنظرة قومية ضيقة كأنها في عصر ما قبل مائة عامة إنطلاقاً من عنصريتها وحقدها وتشددت فيها أكثر من النظام بحق إخوتها الكورد والمكونات الاخرى في الوطن ... وكان فيها من يستفيدون من إطالة الخلافات والحرب ..
# وتقول أنت : الشعب السوري قام بثورة سلمية مدنية دامت لأشهر كانت كافية لاسقاط 10 انظمة متأصلة في الإستبداد .... نقول نعم : ولكن عندما تكون المعارضة لا تقل عقليتها عن عقلية السلطة الفاشية في نظرتها القومية نحو آفاق الوطن فستكون الثورة في مهب الرياح العنصرية والجهلاء والوصوليين والسلفيين .. فتدني مستوى وعيها وقلة فهمها لسيرورة التاريخ وعدم إيمانها بالوطنية .. أدت كل ذلك إلى تسلق جهات وحثالات صُنِعت وسُيّرت من قبل أصحاب المصالح وقوى الإقليمية والدولية .. فانتقلت ثورة شعب إلى ثورة حثالات ومجاميع عاطلة فكرياً وأخلاقياً حتى أصبحت الثورة لديها بقرة حلوبة ... # وتقول: بدأ العمل وذلك بالسماح للجماعات المتشددة والمتطرفة وبمعرفة النظام واشرافه لتسهيل الدخول الى سوريا لتنظيم انفسهم واعطاء تلك الجماعات مساحة اعلامية واسعة لدعم رواية النظام ولرفع الحرج عن مايسمى ” الداعمون ” للثورة تحت ذريعة التخوف من وصول السلاح ليد المتطرفين . * نقول نعم : ولكن لو كانت المعارضة واعية وقوية وشريفة ومخلصة مع شعبها وجماهيرها أكثر من أن تكون مخلصة لجيبها وكرشها لكان الاتجاه تغير لصالح الثورة والشعب .. ولكانت الخسائر أقل و المدة اقل والخلافات أقل والتدخلات الخارجية أقل .. ولكن تبين بأن الثورة ليست لها أية علاقة مع المعارضة التي كنا نتأمل منها أن تقود الثورة سياسياً وإجتماعياً وفكرياً وجغرافياً .. ولكن مع كل الاسف لم تستطع المعارضة أن تقود نفسها بنفسها أمام مسؤوليتها التاريخية والوطنية .. فبقيت الثورة يتيمة أمام الغزاة وأطماع الأقليمية والدولية والسلطة وهكذا قضوا على ثورة الفقراء والجياع والغاضبين على الظلم والقمع .... # وتقول يا صديقي : على الجانب الآخر تدخل المال السياسي من عدة جهات وجندت الكتائب لمقاتلة النظام و اشتُرط عليهم ان يتبنوا شعارات بعينها لا تنسجم مع مصلحة الثورة بل تخدم توجه وافكار تلك .... وتعددت الولاءات وبدأ اقتصاد الحرب يبرز وفسدت النفوس واختلط الامر على الجميع .... * ونحن نقول أيضاً : لهذا فشلت الثورة ولم تبقى للثورة بوصلة وطنية لأن المعارضة فاشلة ومسيرة روبوتية ونفعية والدول الكبرى أمريكا وروسيا وغيرها تلعب لعبتها لمصالحها وليست لمصلحة الشعب وهذا هو قانون الاقوى منذ التاريخ .. وهكذا لعبت الدول العربية أقذر دور في حق شعبنا السوري لأن قيادته في المعارضة كانت تستخدم كفزعات الحقول فقط في الواجهة ...
وهناك في مقالاتك بعض نقاط آخرى جوابها الحقيقي عند معارضة شريفة مخلصة جدية وليست عند هذه المعارضة الهزلية والهزيلة والرزيلة التي ترقص على نغمات التسول والإذلال أمام دوائر الدول التي لا تهمها من قضية سورية اكثر من منفعتها ومصالحها .. فالمعارضة السورية المتمثلة بالإئتلاف المعارض السوري العنصري والمُسيّر من قبل سعودية وتركيا وكذلك المجموعات المرتزقة والحثالات الضائعة بين الفكر الديني والطائفي والمذهبي وبين أتجهات شوفينية عنصرية لا تهمها الوطن ولا الوطنية فقط تعيش في تحقيق أحلامها المريضة التي تلغي ثقافة الآخر وترفض العيش مع كيانه بشكل حضاري مدني .. فمثل هذه المعارضة لا تمثل الشعب وثورته ولا تسمى وجودهم بثورة يا صديقي سمير متيني العزيز .... ومعاً إلى الاكثر .. من أجل الجميع ومن أجل الوطن .. دروست عزت / السويد 7/3/2016
#دروست_عزت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة بوجهة النظر إلى أخ صاحب الرد :
-
الإلحاد العقلاني هو غير الإلحاد الغير العقلاني والذي هو نتيج
...
-
لا بد من الرد ولإضاءة عن ما كتب
-
المساهمات التي تنفع القضية هي مساهمات وطنية وقومية عقلانية
-
الحكمة في الفكر قبل البدء به
-
إن من لا يصلح لقومه بالتأكيد لا دين له ... ولا يصلح للأديان
...
-
رسالة مفتوحة إلى علي سيريني صاحب مقالة ٌ وهو يهاجم الكورد في
...
-
النقد والمناقشة تغني الأفكار .. لا تنبذ الأخر
-
سوريا لم تعد سورية ورؤية الواقع غير رؤية الرغبات
-
ومن فرط بالدين غير المتدينين
-
رسالة ضميرٍ إلى من يقتلون الضمائر ويسلبون الحرائر:
-
الوطنية فكرٌ وقناعةٌ تبنى بالوعي والإخلاص
-
عندما نوهم أنفسنا ونصدق أكاذيب الأخرين نصبح كالقطيع
-
كذبةُ الفكرِ من النصوصِ إلى النفوسِ
-
كذبة الفكر من النصوص إلى النفوس
-
إن كان حزباً أو فرداً فهذا لا يجوز
-
التربية والسلوك... وعاءا الفهم وتقويم الإنسان وليس الحجاب
-
التشوش الفكري وعدم التميز بين السياسة و الحزبية
-
لذكرى مجزرة الأرمن
-
في رحاب الدكتاتور
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|