أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - السعادة والشخصية.... قراءة سايكولوجية لسعادة الذات!!















المزيد.....



السعادة والشخصية.... قراءة سايكولوجية لسعادة الذات!!


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 22:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السعادة والشخصية....
قراءة سايكولوجية لسعادة الذات!!
محمد طه حسين
في البدء
لا ابالغ أِن بِحتُ بادئ ذي بدء بالحقيقة التي لا تضاهيها حقيقة انَّ الهدف الاساسي في الحياة الذي يحيى ويجاهد الانسان لأجل تحقيقه هو السعادة. يعيش الانسان لأجل ان يُسعِدَ نفسه ويجد ما يجعله اكثر تمتعاً بالحياة واكثر تلذذاً بمعطياتها، السعادة حاجة روحية قبل ان تكون حاجة سايكولوجية، اثناء الوقوع فيها تسترخي الروح البشرية وتتعالى فوق الوجود الحي وترتفع الى ما لا يمكنه العقل الوصول اليه.
في شواطئ الروح يشعر الفرد بأنه في اعلى مراتب الحرية ومنطلِقاً الى حالات اللاتفكير الايجابي(حالات سايكوعلاجية يستخدمها فرانكل في طريقته العلاجية "العلاج بالمعنى") بغية الحصول على الطاقة التي تُمَكِّنُهُ مرةً اخرى في تفعيل ذاته وتنشيطه في المحيط الفيزيكي للحياة. السعادة هي التقاء الفرد بذاته وتَمَكُّنِه في ايجاد الألغاز المعقدة في أغوارها وفكِّها ووضع النفس على النسقية والنغمية السلسة التي تُطيرُ الفرح في الكل الوجودي للذات.
يقول ساموئيل فرانكلين في كتابه"علم نفس السعادة": السعادةُ اسلوبٌ للحياة يجعلنا ان نعطي الكمال لقدراتنا وامكاناتنا بأتجاه حياةٍ افضل، يسترسل فرانكلين حول السعادة ويذكر: لنكون انفسنا وذواتنا، فالطيور خُلِقَت لكي تَطير وهي في حياتها تحاول جاهدةً لكي تُنَمِّيَ قدرتها للطيران اكثر فأكثر، فَلنُنَمِّي نحن ايضاً قدراتنا العقلية كي نعيش بواسطة العقل اكثر سعادة ومحبةً للحياة(فرانكلين،2011، ص37،32).
تشعر الأفراد السعادة كلٌ على حدة، أفرادٌ يجدونها في المال والسلطة وأخرى في الحبِّ وآخرون في السياحة والرحلات عبر العالم والكثيرون يجدونها في التقصي للمجهول فيما يدور ويدغدغ مخيلتهم، وهناك بيننا من يتلذذ السعادة في ايذاء الناس واقصائهم في الامور التي تُثبِت لهم حيويتهم وتعطي المعاني لوجودهم.
الشخصية لن تكون موزونة أبداً اذا ما استطاعت ان تجد ما يُسعد كيانها ويُريح عقلها وذاتها، لَحَظِيَّة السعادة مرتبطة بالنتائج الخيِّرة والايجابية التي تشعر الافراد بانها لذيذة ولهذا يحاول جاهدةً الى تكرارها في لحظات اخرى في الحياة كناتجِ سلوكٍ يقاس بمدى التمتع والتلذذ به من قبل الفرد.
الوحدة الدايناميكية لهذا الكيان الأفتراضي*(الشخصية) لن تتحقق ما لم تحرك الكيان نزعات البحث عن السعادة، بات المعيار الاقوى لمتانة الشخصية يتجسد في نوعية حياتها واساليب الحصول على الراحة الروحية التي لا تعني غير التمتع بالسعادة وايجاد لحظات هنيئة يُشعرها بالتوازن في الوجود.
يقول مايكل اركايل: هل تعتمد السعادة على كون الفرد شخصاً سعيداً أم تعتمد على كونه يمر بالكثير من المواقف المبهجة؟ تقر هذه النظرة التي تنحو بالتسبيب من الاعلى الى الادنى ان الفرد هو العامل المحدد: فهناك ادلة على ان الناس السعداء يفسرون المواقف بطريقة اكثر ايجابية، وعلى ان اضافة احداث مبهجة ليس مؤشراً دقيقاً ينبئ بالسعادة، اما المنحى الذي يمضي من الادنى الى الاعلى فيرى ان السعادة تعتمد على عدد الاحداث والانشطة المبهجة التي يخبرها الفرد، وأحد سبل معالجة هذه المسألة ان ننظر الى مدى اتساق الافراد، والى اي مدى يعتمد شعورهم بالسعادة على المواقف، والواقع ان كلا الجانبين هام، بيد ان الافراد يكونون متسقين الى حد بعيد عبر الاوقات المختلفة وبين المواقف المختلفة، ومن الممكن ان نسأل اسئلة تدور حول السمات(مثل: هل تشعر عادة بالسعادة؟) أو اسئلة تتعلق بالحالة الراهنة(من قبيل: الى اي درجة تشعر بالسعادة الآن؟)، وتختلف الاجابة على النوع الثاني من الاسئلة بطبيعة الحال باختلاف المواقف والمناسبات(اركيل،1993، ص145).
ثنائية الايجابية والسلبية في الشخصية
تقاس الشخصية بمعايير مختلفة أو بالاحرى بتقييمات متباينة كلٌ وفق منظور معين، فالايجابية والسلبية كرأسين لأقطاب بنيوية متنوعة مساهِمة في تأريخ تكوين منظومة سلوكية تحتوي اختيارات الأفراد لنوعيات حياتهم تظهران متوازنة مرة على عتبة القيم والمنظور الفردي للحياة ومختلَّة التوازن مرات عديدة، الوظيفة الفردية هي ايجاد ما يختارها العقل من أشكال التواصل والعلاقات وكيفية التعامل مع الحياة بأبعادها المتلوِّنة.
موضوعة السعادة اصبحت الآن مبحثاً اساسياً ضمن علم النفس بصورة عامة وعلم النفس الأيجابي بصورة خاصة، فالانظمة السياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية وحتى الدينية تظهر حيويتها بمدى توفير الاجواء السعيدة بين الافراد في مجتمعاتهم وكذلك مدى اهتماماتها في الشؤون والشجون الانسانية التي تتجلى فيها السعادة كناتج أخلاقي وقيمي تبعث على الحيوية وتؤهل الافراد اكثر فأكثر للأنجاز والابداعات في كل مجالات الحياة.
يشير (الحجازي، 2012)الى أنَّ فهم حسن الحال والسعادة يشكل الهدف المركزي لعلم النفس الايجابي، حيث يركز على تفسيرهما والتنبؤ الدقيق بالعوامل التي تؤثر على حالاتهما، وصولا الى اساليب تعزيزهما عملياً، وحسن الحال الذي تشكل السعادة احدى مقوماته قابل للتعلم والتنمية من خلال جهود ذاتية مخططة، من ضمن مشروع حياتي نمائي وهو بالتالي ليس مجرد حظ أو حظوة، ولو انه لا يمكن استبعادهما، فالفرص المؤاتية تلعب دوراً مهماً في نجاح هذا المشروع(حجازي،2012، ص279).
حسن الحال بمعنى تحسين النوعية للحياة من حالة تعتبر سيئة أو دون المستوى الى حالة اخرى اكثر ملائمة مع تطلعات الفرد الانساني الذي تدفعه الكثير من القوى الداخلية والخارجية نحو تحقيق تمنياته باتجاه الهدف الاسمى وهو تحقيق الحد المعقول من الذات. تحسين الحال عملية تشمل المجتمعات من كل جوانبها كي ينهض وينشط متفاعلا مع القوى الحيوية التي تدفع بالحياة الى الامام.
الفردية اليونغية والتحقيق للذات المازلوية والذات المثالية الروجرزية والعقلانية الفرويدية والمتواصلة البينشخصية السوليفانية و والداخلية الضبط الروترية والواصلة لمعنى حياته الفرانكلية و......الخ كلها تعني بمعنى من المعاني الايجابية في الحياة واعطاء الحياة قيمة ترسندنتالية تتسامى من خلالها الذوات على انفسهم كي تمدوا جسوراً تواصلية لا تنقطع الحركة ولو لبرهة جداً قصيرة عليها.
اذا اردنا ان نعطي الحياة حقها الطبيعي علينا ان نعرف كيف نختار آليات متناغمة مع سمفونيتها ذات المعاني الروحية، المعاني التي ترفع من شأن العقل كونه هو الذي بيده اختيار طريقة مواجهة الحياة.
التعاسة ليست الاّ الوجه القبيح والنّافية للسعادة، هي تواجه غريزة الموت الفرويدية والانطوائية اليونغية والخارجية الضبط الروترية والنكروفيلية الفرومية و....هكذا دواليك.
التعاسة في الحياة لا تعني غير فشل الفرد من ايجاد المسلك الأصح للصعود، وكذلك فشل الأنظمة السياسية والمجتمعية من ايجاد النسقية المتناغمة للحياة التي تعطيها الحاناً هارمونيةً تستجيب الارواح والانفس والذوات لكلِّ الصَّعداتِ والنَّزلاتِ التي تُحدِثُهُ الأصوات المُبعَثَة على الحياة.
الشخص السعيد هو المتلذذ بحياته وهو يدرك ما يسعده وما يحركه باتجاه الحياة السعيدة، السعيد هو العاقل والواعي لأفعاله ونشاطاته، الوعي بالسعادة هو الادراك العالي بالذات ومعرفة اعلى بمكنوناتها، فالمجانين لا يأبهون للحياة ايما اهتمام وهم خارج الزمن وغير منتمين الاّ لأوهامهم الجنونية، هم ليسوا سعداء بقدر ماهم اتعس الخلق لأنهم انفصلوا عن ذواتهم وعن الواقع التي يرسمه العقول وليس النزوات والشهوات البوهيمية الحيوانية.
الشخصية ليست لها تعريف واحد متفق عليه من قبل جميع علماء النفس والمدارس السايكولوجية، لا تبتعد التعاريف عن بعضها البعض بقدر ما تكتمل الصورة بشكل اوضح عندما تصف كل نظرية مفهوم الشخصية من خلال مقاربتها النظرية التي تنطلق منها. عموماً الشخصية كما يصفها سوليفان هي كيان افتراضي لا تظهر على هيئة ثابتة مطلقة في كل المواقف، فالتعريف الجامع الذي يجمع بين جميع المنظورات هي" عبارة عن نموذج ثابت نسبي بين الصفات والاتجاهات والخصوصيات التي تعطي لسلوك الافراد نوعاً من الدوام"(فيست وفيست،2002، ص12).
اذن تكتمل شخصية الفرد بمجموعة سمات وخصائص واتجاهات لا تعد ولا تحصى مثل ما يتصورها غولدن البورت، ولكن العناصر أو السمات الاساسية المكونة للحالة السايكولوجية التي تبعث على السرور والسعادة كثيرة تظهر وتنمو من خلال عمليات التنشئة المتنوعة، وطريقة المواجهة للفرد تجاه حياته ومقومات وجوده.
عندما يصل الفرد بشخصيته الى حدود وموطن السعادة فانه استطاع ان يحقق الكثير من متطلباته وقفز شوطاً عريضاً نحو الايجابية في الحياة والتفكير السليم المنتج للسعادة، السعادة ليست الاّ جودة الحياة والبحث الدؤوب للأفراد لحرياتهم الفردية، فالسعادة ترتبط عضوياً بمسألة الحرية التي تبرز فيها الانسان وجوده كما هو وينتج حياته ويبدع فيها باستمرار.
الحرية مسألة وجودية يتوق اليها كلّ فرد من أفراد البشرية، ولكن اشكالية الحصول عليها مرتبطة بشعور الشخص وادراكه بحريته والحالة النفسية التي يعتبر نفسه وكيانه حراً الى درجة الرضاء السايكولوجي. يقول اريك فروم في (الخوف من الحرية): ان البشرية ناضلت كثيراً واراقت دماءً كثيرة لأجل التحرر من الخوف فالموت من اجل الحرية اعلى مراتب الفردانية(Fromm,2001,P:1).
تشير الحرية كمايراها (رولو ماى،1999) الى حقيقة ان الكائن الأنساني مسؤول عن ابداع عالمه الخاص وشكل حياته واختياراته وأفعاله، فالكائن الانساني محكوم عليه بالحرية على حد قول سارتر، وللحرية جانب آخر هو "الأرادة" فأن يعي المرء مسؤوليته عن موقفه يعني انه يدخل دهليز الفعل اي التغيير، فالارادة هي ذلك الممر الموصل من المسؤولية الى الفعل(ماى،1999، ص98-99).
اذا كان الانسان لن يعي حريته بمعنى انه مستلب وغير مسؤول حيث القى عبء حياته على غيره، ان السعادة التي تأتيه من هذا الموقف ما هي الاّ لحظات فرح تظهر من الكسل والتثائب النمطي المعتمد على من سرق له وجوده. السعيد غير الحر شخص غير مفكر وغير واعي بما يدور من حوله ولا يختار ابداً اتجاهاته في الحياة الاّ من خلال من يفكرون عوضاً عنه.
يقول المعرفيون في علم النفس بأن السعادة مرتبطة اساساً بالأطار المعتقدي للفرد، فالانسان يشعر حالات السعادة عندما يقارنها باعتقاده الذي يقرر ما اذا كان الموقف يبعث عن السرور أم لا؟.
ويقول برتراند رسل في كتاب له بعنوان"انتصار السعادة": الحياة السعيدة تماثل بدرجة غير عادية الحياة الطيبة، وأنا كفرد والقول لرسل اعشق اللذة واعتبر السعادة بانها الخير(رسل،2009، ص269-270).
خير السعادة في تحقيقها ومدى المسؤولية تجاهها وتجاه المساهمة في توفير السعادة للآخرين، فالفضاء السعيد لا يظهر على السطح اذا ما حاول الفرد اسعاد نفسه وتحقيق رغباته، السعادة للكل بمعنى توفير الأمان للذات أو للأنا كي يمكنه التحرك بحرية ولا تضايقه منبهات التعاسة والشر.
السعادة كحالة نفسية تتحقق أو بالاحرى تتجلى ضمن ظواهر لحظوية تارةً مثلما اشرنا اليها سابقاً وتُستدام كأستراتيجية تنموية سايكولوجية للفرد والمجتمع. الحالات السعيدة التي يجدها الفرد تدخل في ثنائية المثيرات والأستجابات في المحيط النفسي وكذلك المحيط الخارجي الفيزيقي والاجتماعي للأفراد، كالأشباع بعد حالة جوع والاستراحة بعد التعب، والتوازن بعد توترٍ أِثرَ حاجةٍ أو دافعٍ معين. أما التنمية المستدامة للسعادة هي مشروع جامع بين السياسة والدين والنظام الاجتماعي والاستثمار الثقافي والاقتصادي والتربوي و....الخ.
معاني السعادة
المعنى الثقافي للسعادة
الثقافات الانسانية تختلف فيما بينها بشأن انتاج السعادة لأفرادها ومجتمعاتها، فالأنغلاق الثقافي وعدم الانفتاح على الآخر المختلف يختزل وجوده داخل أسوار محافظة ويقيد الفرد بالمعايير الثابتة التي تعتبر البقاء المجتمعي والقيمي من خلالها فقط وعلى الأفراد ان يُضَحّوا بميولهم ورغباتهم الفردانية والذاتية لأجل اعطاء الكلّ المجتمعي القيمة الوجودية.
التمسك بمعايير الجماعة لحدّ الغاء الذات الفردي يقمع كل سلوك أو دافع يهدف الى ابراز الشخص كفرد سعيد ومستجيب لحاجاته الغريزية التي تسعدها في النهاية وتتولّد لديه شعوراً بالفرح والسرور التي لا تضاهيها اي افراحٍ اخرى تأتيها من الخارج النظاميّ المُنسَّق.
يقول اريك فروم في كتابه(مساهمة في علوم الانسان....الصحة النفسية للمجتمع المعاصر): ان هدفنا في الحياة ان نكون سعداء، منذ قرنين او ثلاثة قرونٍ مضت لم تكن السعادة هدفاً في البلدان البروتستانتية، كان الهدف نيل رضا الله والعيش وفقاً لمعيار ضميرنا، لكننا اليوم نقول اننا سعداء، وما الذي نعنيه بكوننا سعداء؟ حسنٌ، اظن لو انك سألت الناس بنزاهة، فسيقول معظمهم ان السعادة هي ان لا يكونوا معقدين، كما تعني ان يعيشوا المرح. لكن في الواقع لا علاقة تذكر لهذا المرح مع توصيف السعادة في الثقافات الاخرى. حتى ان الناس لا يحاولون ان يتخيلوا تلك السعادة، هل هي حالة عقلية؟ او ربما عندما يكون المرء سعيداً في لحظات نادرة من حياته؟ هل السعادة ثمرة شجرةٍ نادرا ما تثمر لكنها تبقى مورقةً كي تطرح ثمراً من حينٍ لآخر؟. يذهب فروم ادراج الكلام ويقول: السعادة هي احدى الأشكال التي يعبر فيها عن العيش المكثف، تجربة العيش المكثف وفقاً لتعريف سبينوزا متطابقة مع الفرح والسعادة(فروم،2013، ص 57-59).
الأسئلة التي طرحها فروم تأتي من خلال نظرته الى التكوينات النفسية المختلفة التي تنتجها الثقافات المختلفة في العالم، أثر الثقافة على تعريف السعادة مبيّنة لمن يلاحظ ويحقق انثربولوجياً، فالسعادة كحالات فردية أو جماعية تأطرت ضمن قوالب معتقدية في كثير من المجتمعات قبل ظهور الحداثة العقلانية التي نوَّرت العقول وغيَّرت فهمنا للسعادة وكثير من المسائل المرتبطة بالحالات النفسية الفردية.
فالثمرة الافتراضية التي نادراً ما تثمر هي الثقافة بمعناها المجازي حيث ان السعادة هنا هي لحظوية تشعر بها الافراد بفضل الاطار المعتقدي لها، ما سواها اي ما يتعلق بالفهم الاشمل للسعادة فأِنه حالات كرنفالية تحددها العامة المُتجلِّية في الكلِّ المجتمعي.
امّا تجربة العيش المكثف السبينوزوي التي ذكرها فروم هي الشعور الحرّ لدى الفرد بالسعادة كونها لا تنقسم ولا تتجزأ تلك الحالات النفسية، فالفرد امّا ان يكون سعيداً مع وجود عقبات في حياته أو ليس بهذا القدر من السعادة بسبب وجود مقيِّدات خارجة عن سيطرته تمنع الفرد بأن يظهر سعادته في كلِّ المواقف.
هنا نفهم بأنَّ للثقافة ومكوناتها البنيوية المرتبطة اساساً بالتأريخ الطويل لنشأتها والمختزلة في العادات والتقاليد والمعايير الفنية والادبية دوراً مؤثراً فهناك ثقافات أكثر مرونة واستجابة للتغييرات والتحولات المستجدة عالمياً وترى بأنَّ وظيفتها هي ادخال السرور والمحبة في نفسية مواطنيها وتوفير الحدّ الاوسع من العيش الهانئ لهم، وهناك ثقافات تبعث على الكآبة اكثر ما تنذر بالفرح والخير لمُعتَقِديها.
المعنى السياسي للسعادة
الأدارة الرشيدة والحكم الجيد والعدل المجتمعي والتوازن بين الحقوق والواجبات واشراك الافراد في العملية السياسية واعتبار الفرد ككائن فاعل ومؤثر في تحريك الماكينة الحكومية وجعله من خلال الاستراتيجية التنموية السياسية شخصاً سليماً وصحياً له على الدولة وعليه ما يجب القيام به لأظهار الصورة المجتمعية ككلٍّ حيويٍّ، بكلِّ هذه الشروط وشروط اخرى تكتمل الوجه التشكيلي للفرد السعيد داخل اي كيان سياسي.
الانظمة السياسية ما هي الاّ مؤسسات مُعَبِّرَة عن الارادة المجتمعية كثيراً ما تنحاز الى نرجسية السلطويين وذلك لعدم وجود الرقابة القانونية والثقافة السياسية الديموقراطية بمعناها السايكولوجي(اي ان تكون الديمقراطية منظومة قيمية تظهر من خلال سلوك الأفراد والمواطنين).
عندما تغيب وتنعدم الوعي السياسي في اي مجتمع كان فان الهدف ينحرف من توفير الحد الاكثر للسعادة للأفراد الى حِكرها فقط على ذوي الكراسي والسلطة هم يجب ان يكونوا سعداء اولاً ومن ثم الحواشي التي تُؤَمِّن لهم الاستمرارية في ادارة الكراسي، والبقية اي الشعب فانهم لا يهمهم فقط البقاء على قيد الحياة.
النظام السياسي الذي لا يهمه تنمية الأفراد من كل الجوانب الصحية والجسمية والعقلية والحركية والروحية والسايكولوجية والاقتصادية و....الخ، فانه نظام متألِّه لا يعتقد بفردية وحرية الافراد، ولا يهمه البحث عن الطاقات الكامنة في الداخل النفسي والعقلي لكلّ فرد بمعنى لا يبحث عن المبدعين الذين هم حسب رأي العالم النفسي تورانس هم ثروات قومية للبلد، اذن الانظمة المتمركزة فقط على نرجسية وانوية السلطويين تبعث على التعاسة بالمعنى الرسلي**(برتراند رسل) للمفهوم ولا تبعث على السعادة وانتاجها كأهم استراتيجية للرخاء والعيش الهانئ لكلّ فردٍ في المجتمع.
هناك الآن في بعض الدول الاوربية المتقدمة كالدانمارك والنرويج وفنلندة والسويد والمانيا والدول الغربية الاخرى يراهن السياسيون على العمل الى الوصول الى ارقى انواع العيش لمواطنيهم بغية تشكيل كيان دولتي سعيد من بين كل الحروب والمآسي التي انهكت البشرية طيلة قرون مضت.
في التشكيلة الاخيرة لحكومة دولة الامارات العربية المتحدة استحدثوا منصباً وزارياً خاصاً للسعادة كون الدولة وصلت الى ارقى واعلى مرتبة من حيث دخل افرادها وانتاجيتها الوطنية والاستغناء عن النفط كناتج وطني واستثماري وحيد، كل هذه والدولة اي الامارات لا تقاس نظامها السياسي بمقاييس الديمقراطية ولا تتماشى مع القيم الحداثوية لبناء الدولة.
فالقبول المجتمعي والجماهيري عن نظام الحكم والاجهزة الادارية وربط مؤشرات السعادة بالقضايا والمشكلات المجتمعية والنفسية وكذلك السياسية تشكل كيان سياسي سعيد يعمل دائما على توفير هذه الحالة النفسية اولاً.
التفرد بالحكم حكراً لهذا الحق الذي هو بالاساس حق شعبي، وتبديل الاهداف بالآليات بمعنى كل شيئ بما فيه الدولة والأمة من اجل شخص واحد او حزب معين او نظام يولِّد العزوف الظاهر عن السعادة والتوجه الى الأنارشية التي لا تهمها الاّ منافع فئة معينة تدير دفة الحكم في الدولة. كل هذه تؤدي بالأفراد الى العزلة السياسية ومحاولات الوصول الى مُبَقِّياتِ الحياة ان صح التعبير وازدياد محاولات الفساد والمشاركة لا من منطلق الانتماء الواعي بقدر انتماءهم للمؤسسات السياسية للحصول على لقمة العيش وكذلك تكديس ما لا يحق لهم تكديسها.
اما النظم الديمقراطية المبنية على العقلانية والمشاركة الحية فتعتبر اسعاد مواطنيها هو الهدف الاسمى ولهذا نرى ونلاحظ بأنَّ المشاكل النفسية هناك ليست آتية من الغبن الفردي احساساً بالفوارق في حقوق العيش وانما مرتبطة اكثر بمشكلات الوقت حيث زمنهم الداخلي اسرع من حركية الزمن الخارجي وبهذا قد لا يتأبد الزمن مثلما يراه باشلار.
المعنى الديني للسعادة
لا يخرج الدين عن الوعي الانساني، فالأفراد يرون في الدين اجوبةً لكلِّ ما يوسوس افكارهم ويحرك اتجاهاتهم، الدين هو حالة من الرضا السايكولوجي احتاجها الانسان بغية ايجاد وضع جديد يدفعه الى الانشغال باحتياجاته الاساسية التي يعيش بها. الأكتفاء والقناعة بمصدر أعلى وأسمى لتأمين الرضا النفسي للأفراد بمثابة الشعور بالسعادة والراحة الروحية، فالاسئلة عن ما يُحَيِّر الفرد قديماً وحديثاً يصيبه بنوع من التوتر وعدم الراحة النفسية، عند الحصول على ما أراد فالتوتر قد يزول ويشعر الشخص بالسعادة والتوازن النفسي والجسدي، بمعنى انه كما رآه فرويد دافع الفرد عقلياً ضد الظواهر المهددة لحياته.
يقول فروم في(التحليل النفسي والدين): ان النظام الاخلاقي والدين مترابطان ومن ثم هناك شيئ من التداخل، وبشأن التطور الحاصل الآن يشير فروم ايضاً اننا قد ابدعنا الاشياء المدهشة فقد اخفقنا في جعل انفسنا كائنات يبدوا انها تستحق هذا الجهد الهائل، فليست حياتنا حياة الاخوة، والسعادة والرضا بل حياة الفوضى الروحية الشاملة والتشوش القريبة من حالة الجنون بصورة خطرة-لا النوع الهستيري من الجنون الموجود في العصور الوسطى بل الجنون القريب من الفصام الذي ينفقد فيه الاتصال بالواقع الداخلي وينفلق فيه الفكر عن العاطفة. ان الدين كما فهمه فروم هو نظام من الفكر والعمل تشارك فيه مجموعة ويعطي للفرد اطاراً للتوجه وموضوعاً للاخلاص(فروم،2012، ص51).
التصور الفرومي للدين ليس الاّ تساؤلاً جديدا على كل الاسئلة التي حيرت البشرية منذ ان استدرجه ظواهر الطبيعة نحو البحث عن مسبباتها، فانه يسأل من جديد هل ان السعادة التي دعى اليها الدين تحققت؟ هل اننا كأفراد في المجتمعات البشرية اخوة بالفعل؟ هل حققت الافكار والدعوات الدينية ما صاحت من اجلها ونادت؟. يذكرنا فروم بهذه الدعوات الاولية ليقول لنا ان البشرية لم تستطع الى الآن بأخراج اطار انساني راقي يجمعنا لأجل الوصول الى الهدف السايكولوجي الاصيل الا وهو السعادة والخير للجميع.
الحالة النفسية المتجسدة في اي دين ما هي الاّ تمنيات الفرد لأن يصل الى اعلى مراتب السعادة والوصول الى الابدية والوقوع في اللامتناهيات السعيدة التي تتحقق له فقط بأشارة نزوية اليها.
الفوضويات الموجودة في كل المجتمعات تجاوزت الأطار الديني المؤسَّس عليها حيث السعادة وتحقيق الرفاهية الدنيوية والأُخروية لم تعد هدفا بقدر ما دخلت الاديان الصراعات السلطوية لأحتلال المساحة الاوسع لعقيدتهم والنيل من الآخر الديني. القراءات الدينية والمذهبية المقتصرة على الفئويات المصلحية طغت على البعد الروحاني للدين والذي احتاجه الانسان لأجل خلاصه من الشرور وتطهير روحه من الوساوس والآثام التي يعتقد انه يتألم من اثرها.
الانتهاكات التي احدثه البشر بحق الله اكبر بكثير من الانتهاك بحق الناس العاديين، حيث ان الاديان لا تعد غير أُطرٍ تُنتَظم فيها مستويات الوعي للأفراد كما يراه هيغل تجاه المسائل الايمانية والحياتية ولكن المحتكرين لها جعلوا الدين وسيلة لأبراز الذات الفئوية والقبلية والمحلية لاغير.
وظيفة الدين الآن ليست اسعاد النفوس بقدر ما هي تخويفهم وترهيبهم والاهداف تلك لا تأتي مع استراتيجيات السعادة وبث روح المرح والسرور والطمأنينة في النفوس. العلاقة بين الذات التي تفكر والذات التي يعتقد الفرد انها تعلوه لا تدار بالوكالة وتكفيل البشر بادارتها، فالعلاقة هذه هي في منتهى التفرد والذاتوية ان دخلت فيها آخرون من البشر فالهدف منها يتحول الى المنافع التي تخدم أشخاص أو فئات خاصة لا تهمها بث روح السعادة في البشر.
المعنى الاقتصادي للسعادة
مجتمعات الوفرة والرفاه تقتصد في السعادة ونحن لا تُسعدنا اقتصادنا، الاقتصاد سيبقى العامل الاقوى بين كلّ العوامل التي تؤدي الى التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية والنفسية، البناء التحتي الذي ادرك اهميته كارل ماركس هو الاساس المتين لا فقط للبناء الفيزيكي والبيولوجي للفرد بقدر ما تهم البناء العقلي والسيكولوجي حيث الضمان على المصادر الاساسية للطاقة والحيوية للجسد الانساني يبقى في مقدمة الضمانات التي تقدمها الانظمة الاقتصادية والسياسية لمجتمعاتهم، الاساس السيكولوجي الذي هو البناء الفوقي للشخصية لا يتأسس الاّ على اقتصاد منظم ومؤَمَّن.
لا ننتظر من الانظمة الاقتصادية الفاسدة والتي أكلت الحيتان الطفيليين كلّ وجود الأفراد فيها أن يبنوا افراداً اقوياء وسعداء يتوقون الى العطاء الانساني بموازاة الحركة الاقتصادية لنظامهم. بناء الاقتصاد مرتبط انسانياً ببناء السعادة وتوفير العيش الآمن،هنا لا نتحدث عن ماهية الانظمة الرأسمالية التي وصلت الى حد التشيئ بالبشر والنظر اليه كأنه آلة في جسد الماكينة الأعظم، ولكن الحديث ينحصر فقط في الانظمة الاقتصادية ذات الارث الأنارشي والديكتاتوري والشمولي وكذلك ذات النزعات الثورية بالمعنى النفسي لمفهوم الثورة لا بالمعنى الجدلي لقوانين التغيير الاجتماعي.
ادامة العمل بالماكينة الثورية في كثير من بلداننا الشرقية لا تعني غير ما تعني التقليل من اهمية التحول ذات الصبغة الاقتصادية التي تؤدي بالنتيجة الى التحول في الكيان النفسي للفرد باتجاه الاستقلال ومعرفة الذات وكذلك التمدن. الاقتصاد الموزون الانساني يهتم بالدرجة الاهم بالاستثمار في البشر، وايصالهم الى اعلى مقامات السعادة، الافراد السلبيين والمعزولين والقلقين الدائمين والذين لم يكن غير ارقام في الشأن الاقتصادي لا يمكنهم ان يكونوا سعداء كونهم ينشغلون دائماً بأمور تتعلق بخارجهم وليس بالداخل النفسي الذي من الممكن ان يتوازن بفعل العطاءات الاقتصادية الحقة.

المعنى الاجتماعي للسعادة
عندما تعيد المجتمعات نفس الانماط الشخصية بين افرادها وتُصِرُّ على الابقاء على النمط المُحَبَّذ الذي تُفَضِّلُه لكي يحافظ على ارث الاجداد والعقلية التي تُسَيِّر ارادته، فأنه اختار بمحض ارادته ان يبقى اسيراً للثبات الدوغماطيقي للثقافة وعدم الالتفاتة الى الاستجابة للمثيرات التي قد تؤثر على العقول واختياراتهم النفسية والقيمية، هناك مجتمعاتٌ أسيرةُ قيودها الحابِسة للتنفس في الاجواء الحديثة وبهذا يمنع على افرادها ان يتمتعوا بالجديد خوفاً من ان يعوا وبعد ذلك يفكرون في البدائل الاخرى للسيطرة والسلطة.
المجتمع السعيد لا ينبني على النمطية والقوالب الجاهزة المحفوظة في الذاكرة الازلية لها، اسعاد الافراد يخضع لحيوية الانظمة المجتمعية والعقول الثقافية التي تتحرك بداخل كياناتها، المزايدة على الحصول على الافضل والاحسن بين القوى المسيطرة في المجتمع تكون بالتمسك بمبدأ النضال من اجل اسعاد الآخرين وليس بث التعاسة في النفوس.
التعاسة غطت مساحة اكبر بين الافراد في المجتمعات الشرقية وخاصة مجتمعاتنا، الاعلام كوسيلة للتواصل لا تعمل سوى على التعاسة وبث الفوضى الفكري، وانتاج نوع منحط جداً من برامج التسلية وظيفتها تغييب المتلقي عن الأمور الهامة وتهميش دوره في التحولات المختلفة. المؤسسات المجتمعية وعلى رأسها النظام التربوي يرتكز اساساً على التصغير من شأن الفرد والتقليل من حيويته ليكن فرداً تعيساً وليس صاحباً لذاته، التربية هنا بيننا لا تخضع الى المعايير المنظمة والمؤسسة على فلسفة المجتمع والتطور التقني والثقافي ولا تخضع الى ستراتيجية بناء الشخصيات السعيدة من وجودها.
اللاّنظام التربوي عندنا لا يَهُمُّهُ تنمية العقول وفق المنظورات الجديدة في العلوم التربوية والنفسية، يدير هذا القطاع الأهم في البلد أفراد سياسيين يهمهم احزابهم ولا يعبؤون الى بناء افراد متحررين من القيود القامعة للفكر النيِّر وأصحاب التفكير النقدي البناء بقدر ما يلجمون العقول وفق نمطية الانتاج البشري في تقاليدنا والتي تتجسد في الاستلاب العقائدي.
المشاريع التنويرية التي تدعيها وتنطق بها الساسة هنا لا تملأ حتى الاوراق بالكلمات التي تندمل بها الجروح الوجدانية.
فالمشروع التنويري الذي يمتد من فلسفة كانت Kant وهيغل حتى النظرية النقدية لهابرماس ومدرسة فرانكفورت، وهذا المشروع قد وجد سبيله في اعمال كل من كارCarr وكيميسKemmis,1986 وكذلك في اعمال يونغ وغيرهم.ان محور الاهتمام هنا هو التحرر عن طريق تنمية الافراد المستقليين والعقلانيين في مجتمع ديمقراطي يؤمن بالحوار، ويحمي الانسان من القهر التي تمارسه الافكار الفنية والبيروقراطية(باركر،2007، ص95).
التطرق هنا الى النظام التربوي ماهو الاّ اشارة الى الفشل في نقل الثقافة من جيل الى جيل من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية، أو عدم امكانية المجتمع تدارك الامور المتعلقة بايجاد نظام تربوي تنتج له افراداً صالحين للبناء المجتمعي، وهذا بدوره يؤثر على القبول الاجتماعي لما يسميها التربية وصناعة العقول، فالحالة هذه يرثى لها ولا تؤدي الى تهيئة الاجواء لاسعاد المواطنين بقدر ما تؤدي كما ادت الى التعاسة المنتجة لليأس والفوضى في العقول.

استنتاج نظري
عند النظر الى كل هذه الآراء والقراءة الفاحصة للسعادة والعوامل التي تؤثر فيها، كيف نُقيِّم سايكولوجية السعادة بيننا؟، وكيف نوصف الواقع المجتمعي والسياسي والثقافي والاقتصادي التي كلٌّ بدوره له دور فاعل في ايجاد الارضية المناسبة لتنمية روح وسايكولوجية السعادة بين الافراد؟.
السعادة هنا تقاس لا بالمعايير العلمية والعوامل الحداثوية، بقدر ما تقاس بالاساليب الاشراطية التي تقترن بمثيرات صناعية تثير الحركة والسلوك بشكل لحظوي ومؤقت، الألاعيب الاكروباتيكية في المجالات كافة ماهي الاّ اظهار مكّار من قبل السلطويين لمجموعة استجابات تبعث على الفرح الحظوي ولا تتعمق بالحالة النفسية الى العقل الباطن كي يطمأنَّ الفرد من انَّه في مأمن من مؤسساته.
الفلسفة السياسية هنا لم يتحول الى الديمقراطية بالمعنى الليبرالي لها، والشعارات ليست الاّ ترددات على الاوتار الغريبة لا تعني شيئاً مفهوماً ومقبولا. برامج التنمية السياسية لبناء السعادة في العمل والرضا الوظيفي لدى الكلّ وكذلك في المشاركة السياسية والحزبية غير صادقة وهزيلة جداً.
الاقتصاد لا تدار بالشكل الذي يؤدي الى التنمية في كل المجالات وبناء اقتصاد قوي يؤدي بالمواطن الى الائتمان عليه والثقة الكاملة به، فالوضع الاقتصادي هو حالة صراع وتنافس قاتل وشرس بين عمالقة الاقتصاد والسياسة ليس للفرد العادي دوراً فيه غير دور المستهلك غير الناضج. اذن كيف نبني السعادة والفرد ليس الاّ رقما من دون روح يحسب لها؟.
المراجع والهوامش
1- أرغيل،مايكل(1993).سايكولوجية السعادة،عالم المعرفة-العدد: 175 ،الكويت.
2- باركر،ستيوارث(2007).التربية في عالم ما بعد الحداثة،الدار المصرية اللبنانية،ط1، القاهرة.
3- حجازي،مصطفى(2012).اطلاق طاقات الحياة، التنوير،ط1،بيروت.
4- رسل،برتراند(2009).انتصار السعادة،المشروع القومي للترجمة، ط2، بيروت.
5- فروم،اريك(2013).مساهمة في علوم الانسان....الصحة النفسية للمجتمع المعاصر، دار الحوار،ط1،اللاذقية.
6- فرانكلين،ساموئيل(1389 شمسي). روانشناسى شادكامى، انتشارات سخن،جاب اول، تهران.
7- فيست،جس و فيست،كريكورى(2002).نظرية هايى شخصيت، نشر روان،جاب سوم،تهران.
8- Fromm,Erich(2001).The Fear Of Freedom,first published,Routledge,London And New York.
9- فروم،اريك(2012).التحليل النفسي والدين،دار الحوار،ط1، اللاذقية-سورية.
10- ماى،رولو(1999). مدخل الى العلاج النفسي الوجودي،دار النهضة العربية،ط1،بيروت.
*الكيان الافتراضي: رؤية هاري ستاك سوليفان للشخصية الانسانية.
**اشارة الى المفهوم المعاكس للسعادة والذي يستخدمه برتراند رسل في كتاب "انتصار السعادة" المشار اليه في المرجع رقم4.



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى روح نيتشة.... قبل اليوم فقط هو زمني*
- السياسة والشخصية السائدة*
- الوعي والشخصية....... في المنظورات الانسانية والمعرفية
- السواء واللاّسواء بيننا..... رؤية نفسية
- سايكولوجية المعنى..... مقاربات تشخيصية لمعنى الحياة*
- شخصية الأرهابيّ*
- أشياء على غير مسمياتها.....تجليات الأشياء في جماليات الكلمة
- الذات الشاردة
- احزاب معدلة وراثيا!!!
- حديث عن فينومينولوجيا الذات
- ذاتنا المغتربة من منطلقات فكر اريك فروم
- الهروب من العقل .... الأدمان بالجهل!!!
- الذات السياسية و العودة الاسطورية
- أردوغان..... التقمص الفاشل لشخصية السلطان
- الهشاشة الوجودية... قراءة لخلفيات الآيدز النفسي و السوسيوثقا ...
- اللازمان و اللامكان الداعشي
- ما زلنا في حدود الذات.... ثالوث الذات ..القارئة و الكاتبة و ...
- ذات تتقنع........ذات تحن الى طفولتها!!
- مالك الدم الحزين!!
- الاصل الميتافيزيكي و السيبرنيتيكي للذات


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - السعادة والشخصية.... قراءة سايكولوجية لسعادة الذات!!