أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي - سندس القيسي - المرأة العربية 8: الواعظات يضعن أياديهن في عِش الدبابير














المزيد.....

المرأة العربية 8: الواعظات يضعن أياديهن في عِش الدبابير


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 21:06
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي
    


المرأة العربية 8: الواعظات يضعن أياديهن في عِش الدبابير

بداية ذي بدء، أنا لا أنظر إلى المرأة العربية من منظار القمع والكبت، ذلك أني أرى المرأة العربية محاربة تقاتل في سبيل ما تؤمن به، وهي لذلك ليست كائن سلبي بحاجة لمن يحررها، لأنها أكثر من قادرة لخوض معاركها مع عائلتها ومجتمعها ومع العالم أجمع لنيل حقوقها وما تستحق من تقدير واحترام. وهناك المرأة العربية الجندية في خندق القتال، والشرطية والطبيبة والجراحة وكابتن الطائرة والباخرة والفنانة والكاتبة وربة البيت التي تصنع الأجيال. لهذا أنا ضد هذه الكليشية عن المرأة العربية المقموعة. كما أن الإضطهاد يصيب المرأة والرجل على حدٍ سواء. ولعلنا سمعنا عن المرأة الفلسطينية التي تقف صفًا واحدًا مع الرجل في رحلة النضال من أجل الوطن وليلى شهيد على سبيل المثال اسم مرعب حيث اشتهرت بتنفيذ عمليات اختطاف طائرات من أجل القضية.

أما مسألة تحرر المرأة، فهي تخص المرأة وحدها ولا علاقة للرجل بها، إذ أن عليه أن يتركها وشأنها تخوض معاركها بنفسها دون تأثير وتشويه وتدخل منه لأن ذلك لن يكون في صالح المرأة. وأنا لا أؤمن بوجود رجل عربي حر ومتحرر إلا فيما ندر، لأنه في حين أن الرجل العربي يشجع صديقته على التحرر، نجده يمنع أخته وزوجته من الخروج من باب الدار، وبالتأكيد سيكون له غرض وحاجة من وراء تحرر صديقته، التي يأمل أن يتسلى معها على حساب مبادئ التحرر الوهمية. أما حين تأتي مطالبات التحرر من الرجال الغربيين، فهذه ليست حتى كلمة حق أريد بها باطل لأن الرجل الغربي لا يفقه شيئًا عن المرأة العربية ولديه أجنده موبوءة ومغرضة، ويتكلم عن المرأة العربية من منطلق تصوراته الخاطئة عنها. والمرأة العربية بشكل عام لا تريد أن تكون مثل المرأة الغربية على كل الأحوال.

والدين الإسلامي لا يقمع المرأة العربية، التي تستند إلى نصوص القرآن والحديث للمطالبة بحقوقها كما ضمنها لها الدين، كالمهر والنفقة وعلاقاتها مع أهلها وبيتها والنَّاس. وغالبية النساء لا يرين أن الصلاة والصوم والحجاب قمعًا، بل حرية روحانية وعفة وطهر ولذلك هم يمررون هذه القيم لأبنائهم وبناتهم. فعن أي اضطهاد نتحدث؟ هل لأن المجتمع العربي ذكوري بعض الشيء، نعتبر هذا اضطهادًا؟ حتى العالم الغربي يوصف بأنه عالم الرجل. بالطبع، لا ننكر وجود خلل في قوانين الأحوال المدنية لصالح الرجل، لكن هذه بدأت تتغير بعض الشيء لصالح المرأة في بلدان مثل تونس والأردن والمغرب مثلاً.

بالنسبة للزواج، فالمرأة تكون تحت رحمة الرجل في بعض الحالات وليس كلها. لكن الأهل يجرون تحرياتهم قبل أن يزوجوا ابنتهم لأي شخص قد يهينها. وقد تخرج عشائر كاملة إلى الشوارع إن مس أحدهم إمرأة بأي شكل من الأشكال. والمرأة العربية ليست مكسورة الخاطر والجناح، فعندها أب وأخوة يضعون حدًّا لزوجها أو أي شخص إذا تمادى عليها. ويظل العنف الأُسَري الذي لا تحبذ المرأة العربية الحديث عنه، ولا يوجد هناك هيئات إجتماعية كافية للتصدي له.

أنا في الحقيقة لا أفهم ما المقصود بمفهوم اضطهاد المرأة وَيَا ليت يتم توضيحه بنقاط مباشرة. هل على المرأة العربية أن تخرج سافرة، كافرة بدينها وتقاليدها؟ تضاجع هذا وذاك دون حساب؟ تأخذ أبيها وزوجها وأخيها إلى الشرطة والمحاكم؟ أنا لا أقف ضد حرية المرأة ولا تحررها، لكن علينا أن نضع أيدينا على المشكل كي نجد الحل. أنظروا في الإنترنت على صور العربيات، ممثلات ومغنيات ومذيعات. هل ترونهم مقموعات؟ يبدون لي أنهن يعيشن حياتهن على الآخر! إذًا من هي المرأة العربية المقموعة؟ هل هي موجودة فقط في خيال المستعمر وأتباعه ؟

أما أبشع ظاهرة في المجتمعات العربية والتي ينبغي محاربتها بشدة بغية القضاء عليها، فهي الواعظات الإسلاميات، اللواتي يبعن أفكارًا مشوشة عن الدين والإسلام دون أن يكن مؤهلات لمثل هذه المهمة الصعبة. فهم يدخلن البيوت العربية كالخفافيش وينهشن في جسد النساء العربيات، ينتفعن ماديًا من هذه وتلك، ويخربون علاقة المرأة بزوجها وأبنائها، ويحرمون ويحللون ويدعون النساء لارتداء البراقع وعدم سماع الموسيقى وإغلاق أجهزة التلفاز لكي لا يكون هناك حلاً سوى تبني ونشر الأفكار الضلالية والظلامية بين البشر. وهؤلاء الواعظات لسن مؤهلات أكاديميًا ودينيًّا لمثل هذا الدور القيادي في التأثير على الأسر، لكنهن يضعن أيديهن في عِش الدبابير ويخربن البيوت ويسممن أفكار النساء ويعزلونهن عن بيئتهن ومجتمعهن.

وقد تدمن بعض النساء العربيات على دوروس الدين، على اعتبار أن الملائكة تحف تجمعاتهم. وقد يلجأون إلى دروس الدين للتخفيف عن همومهن ولأنهم يريدن فعاليات لا يوجد فيها اختلاط مع الرجال وكما يقال، فالدين أفيون الشعوب. والواعظات قد يكن صوفيات، صاحبات طريقة وقد يأتين بتسميات جديدة كل يوم. إن خطر الواعظات والدجل والنصب والإحتيال يجب أن تقف في وجهه الدولة التي يجب أن تضع له حدًّا صارمًا، خاصة وأن كل يوم تظهر طائفة إسلامية جديدة، لم نسمع منها من قبل، ولا نعرف من ورائها ولا ما هي أهدافها. إن خطر الواعظات جد وعر لأنهن كالسوس الذي ينخر في الخشب حتى يهترىء كليًّا ويتفكك ويقع. ويجب عدم التهاون معهن على الإطلاق لأنهن مخرباتٍ من الطراز الرفيع.

وبالطبع، فإن فصل الدين عن الدولة، قد يحد من ظاهرة الواعظات، وإذا كانت هناك دولة القانون والتي بطبيعة الحال، لا بد أن تأخذ من روح الإسلام في سن قوانينها، كما هو شأن أي دولة علمانية تستشف بعض قوانينها من ديانتها. ولعل المشكلة المتبقية للتعامل معها بالقانون في البلدان العربية هي ظاهرة العنف الأُسَري عوضًا عن أن نقول إضطهاد المرأة لأن العنف الأُسَري مصطلح أدق وهو تفصيلة وعلينا أن ندرك رحلة المرأة العربية، التي خطت شوطًا طويلاً في مسيرة تحررها، بالتعليم والعمل الجاد والجمع ما بين التقاليد والحداثة والإبتعاد عن الشعارات الخاوية. فلا بد من فصل الدين عن الدولة وبناء دول القانون والمؤسسات، من أجل تحقيق المساواة والعدالة الإجتماعية.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية 7: يوم المرأة وأمومة الأم العربية
- المرأة العربية 6: أمينة ليست شرف أحد وجسدها ملكها
- المرأة العربية 5: الجسد والطالعات من قمقم الشهوة
- المرأة العربية 4: النضال بالجسد العاري
- المرأة العربية 3: من التعري الكلي إلى النقاب
- الملكة إليزابيث ملكتي وقدوتي
- المرأة العربية 2: الملكة إليزابيث الثانية ملكتي وقدوتي
- لا تلقي قذارتك الأقذر على الطاهرات
- المرأة العربية 1: الفضيلة والرذيلة والحريّة
- لا ترمي قذارتك الأقذر على الطاهرات يا منال
- يوم لندني غامر بالحرية
- التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود
- الفنان موسى حيّان: لا أشرب إلا من ماء الغيمة الصادقة
- يوم جميل في لندن
- الشرف والدم 5: تشويه المرأة العربية
- الشرف والدم 4: حذارٍ من الصلب والذبح
- الشرف والدم 3: المستعمر وإقصاءاته للمرأة
- الشرف والدم 2: الأنوثة
- الشرف والدم 1: الذكورة
- الشرف والدم 1: الذكورية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الانثى في الرواية التونسية / رويدة سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي - سندس القيسي - المرأة العربية 8: الواعظات يضعن أياديهن في عِش الدبابير