|
حكم البابا .. والمزايدات الوطنية على الكورد!!
بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 18:55
المحور:
القضية الكردية
الثورات تشبه الأنهر والسيول، ليس فقط في هديرها العظيم وجرفها لكل الأوساخ والطمي والأوحال في طريقها، بل وكذلك في كشفها لأولئك الذين يحاولون ركوب أمواجها أو الخوض في غمارها حيث إن الثورات تكشف عريهم، كما الأنهر عندما تجبرنا على التخلص من أثوابنا وتكشف عن عوراتنا. وهكذا هي الثورات؛ تجبرك أن تكشف عن عريك و(حقيقتك) ومعدنك.. وإن الثورة السورية، قد كشفت معادن الكثيرين منا وخاصةً هؤلاء الذين أخذوها _الثورة السورية_ مطية للوطنية أو الإرتزاق على حساب الدم السوري.. ومن بين هؤلاء، وللأسف، أحد كتاب "الفكاهة والقشمرة السورية"؛ ألا وهو الكاتب "حكم البابا" حيث بات الرجل يزاود على الجميع "معارضة وموالاة، كورد وعرب، سنة وعلويين ودروز.." يعني تقول: بأن (الرجل كان نزيل كل الفروع الأمنية والسجون السورية) مع العلم أن "لحم أكتافه من خيرات النظام"، إن كان في مرحلة الأب أو الأبن وهذه يعلمها كل السوريين.
لكن ما يهمنا _أكثر_ من مزاودات هذا (العكيد الجديد) في ساحات الوغى والميادين الثورية الفيسبوكية، هو ما يتعلق بنا ككورد؛ قضيةً وشعباً وجغرافية سياسية وكي لا نقول الكلام على عواهنه، فإننا سوف نأخذ مقتطفات من عدد من بوستاته بخصوص الكورد وقضيتهم؛ حيث وفي الشهر الفائت يكتب ثلاث بوستات في أيام أربعة بخصوص قضية شعبنا؛ ففي بوست له بتاريخ 17 فبراير يقول: "الآخرين كانوا واضحين منذ البداية ولم يخفوا راياتهم ومشاريعهم، ولكنكم كنتم عمياناً"، وهنا يتوجه بالكلام للمعارضة السورية ويضيف "فلا تحملوهم مسؤولية غبائكم، وأنتم الذين تبرعتم بتسمية الجمع صالح العلي والجمعة الحزينة وآزادي، وقدّر الله ولطف أنكم لم تتورطوا بتسمية جمع أخرى باسم ياحسين ويايحيى العريضي.. تذكروا أن غباءكم وأريحيتكم دفّعت أهلكم دماً عزيزاً وغالياً..".
وهكذا فإن الرجل يستكتر أن تسمى جمعة بإسم "آزادي"؛ كونه إسم كوردي وإن الذين سموا الجمعة بذلك فقد "كانوا يمارسون الغباء السياسي" بحسب رؤيته وقراءته السياسية.. ويأتي أحدهم بعد ذلك ليقول لنا: بأن "الشعب السوري .. واحد"!!، لكنه وفي اليوم التالي _أي في 18 فبراير_ يأتي ويكتب بوستاً يطبطب فيه على أكتاف أولئك الكورد الذين يصفقون له ولمشروع الإئتلاف والذي بات مكشوفاً؛ بأن لا أكثر من حق المواطنة _وبالمفهوم العروبي الإسلاموي_ للكورد في سوريا، حيث يقول في بوسته الثاني ما يلي: إن "بيان الشخصيات والأحزاب الكردية التي تبرأت من مليشات أوجلان وصالح مسلم المجرمة وماتقوم به من احتلال وذبح وتقتيل في الشمال السوري ضد الثوار والمدنيين على حد سواء محترم ومهم وغير مغمغم، فهؤلاء كانوا واضحين في إعلانهم البراءة من مليشيات أوجلان ومسلم المجرمة، على عكس العلويين الذين.. اختفوا خلف كليشيهات أن الثورة سرقت وتأسلمت وأنهم يخافون على طائفتهم، وأن بشار الأسد هو أفضل الموجود، وأن بديله هم الارهابيين..". إذاً يمكننا القول؛ مبروك للمجلس الوطني الكردي (شهادة حسن السلوك) والتي منحهم أحد العروبيين العنصريين!!
إن تقييمنا وتوصيفنا للسيد حكم البابا؛ بالعروبية والعنصرية لم يأتي من حقد أو ضغينة أو خلاف شخصي _حيث لا علاقة شخصية مع الرجل_ لكن وصفنا جاء نتيجةً لمواقفه من قضية شعبنا وإن البوست الثالث له، سوف يوضح (حقيقة الرجل) ومواقفه وقراءاته السياسية.. وهو الذي كتب على صفحته الشخصية بتاريخ 20 فبراير البوست التالي: "لا توجد أراض كردية في سورية، هناك أراض سورية ومواطنون سوريون لهم حقوق متساوية يعيشون فوقها، وأي حديث عن اقليم كردي أو تغيير أسماء مدن هو احتلال، يعرف من قاموا به قبل غيرهم أنه مؤقت وزائل، وصواريخ الطائرات الروسية والأمريكية لا تستطيع أن تبني دولاً وتخط حدوداً، ومآلها أن تعود إلى قواعدها، وتترك ضباعها عراةً في العراء، وعندها سيجدون أنفسهم في مواجهة أصحاب الأرض والبلد، وكل من يتعهد لهم بشيء اليوم، فهو يبيعهم التروماي ويكتب لهم شيكاً بدون رصيد، ولو كان من يضحك عليهم ويمنيهم بدولة جاداً وصادقاً لكان الاقليم الذي يسيطر عليه الأكراد في العراق أولى، أما إذا كانوا يظنون أنهم سينالونها بالاحتلال وبقوة السلاح، فهم يعرفون أن الدول لا تقوم اليوم بقوة السلاح، وأن سلاحهم مسموح به لمحاربة أعداء مشغليهم، والسوريون الذين يقاتلون منذ خمس سنوات لن يسمحوا بنهش لحمهم، وأن العلويين الذين حكموا خمسين سنة بالحديد والنار ينتهون اليوم رغم كل حلفائهم، لا تنظر إلى ماتحت قدميك وتظن أنه لا يوجد غد وبعد غد ويوم جديد!".
إذاً وبعد كل ما سبق، "هل بقي شيء في الصحن" كما يقل في المثل الشعبي؛ إن الرجل يقول بوضوح ودون مواربة؛ "لا توجد أراض كردية في سورية"، وأن هناك فقط "أراض سورية ومواطنون سوريون لهم حقوق متساوية يعيشون فوقها"، وأن "أي حديث عن اقليم كردي أو تغيير أسماء مدن هو احتلال".. إحتلال يا منافق يا دجال _لك يخرب بيتك وبيت يلي بجوار بيتك_ يعني قلبت المعادلة من إحتلالكم للأراضي والإقليم الكوردستاني الملحق بالدولة السورية وفق إتفاقيات إستعمارية لـ(إحتلال الكورد للأراضي السورية)، فعلاً وقاحة وما بعدها وقاحة، بل إنه يهدد الكورد وذلك عندما يقول: "يعرف من قاموا به قبل غيرهم أنه مؤقت وزائل"، أي الإقليم الكوردي ويضيف "وصواريخ الطائرات الروسية والأمريكية لا تستطيع أن تبني دولاً وتخط حدوداً، ومآلها أن تعود إلى قواعدها، وتترك ضباعها عراةً في العراء"، والله _وهي حلفت_ إن أولئك "الضباع" سوف يلقنون الكلاب درساً في الفداء والبطولة وقد فعلوها سابقاً وسيعلم الجميع من هم "أم الولد" ومن هي المدعية للأمومة وبأنهم "أصحاب الأرض".
وأخيراً نقول للسيد حكم البابا؛ إن تهديدك الأجوف وأنت تقول: "عندها سيجدون أنفسهم في مواجهة أصحاب الأرض والبلد"، يذكرنا بتهديد أصدقائك من ضباط المخابرات السورية في الفروع والأقبية الأمنية ولا غريب عليك، لربما شاركتهم بعض الإستجوابات وليس فقط الإرتزاق والجلوس على موائد السلطات.. أما وبخصوص الدولة الكوردية، فلعلمك هي حق طبيعي لشعبنا كما هو الحق لكل شعوب العالم، وإننا نعلم بأن الجميع يبحث عن مصالحه وأن هناك من يريد أن يبيعنا الوهم أو "التروماي" _بحسب تعبيرك_ وكذلك قد يكتبوا لنا "شيكاً بدون رصيد"، لكن سوف يتحقق حلم الكورد في دولتهم المستقلة، فهل تعلم لما كل هذا التفاؤل، لكن من أين لك العلم وأنت وريث ثقافة الإستعلاء القومي.. نعم يا سيد حكم؛ إن الكورد أصحاب حق ولكون قضيتهم قضية حق و"لا يموت حق وراءه مطالب" وإن شعبنا سيطالب إلى أن يحقق حقوقه كاملةً في قيام دولته الحرة المستقلة على جغرافية كوردستان وليس على "نهش" لحوم، أو جغرافيات الآخرين كما تريد أن توهم القارئ ولعلمك أيضاً؛ فإن خاصية النهش هي للضباع والكلاب، لكن شعبنا يحاول أن يقدم مشروعه الإنساني وليس "الداعشي" القائم على غريزة القتل والسبي والغزوات والسلب.
وإن كلمتي الأخيرة لك ولكل العنصريين والفاشيين هو التالي؛ إننا لا نظن بأنه "لا يوجد غد وبعد غد ويوم جديد!"، بل إننا على يقين تام بأن هناك يومٌ _بل أيام_ جديدة هي أكثر عدالةً وإنسانيةً وكرامةً لحقوق الإنسان وذلك مهما كانت معتقداتهم وأديانهم وقومياتهم .. يومٌ سيكون الإنسان فيه أعلى قيمة وجودية كينونية، تحترم فيه آدميته وإنسانيته، يومٌ تحقق الحرية والعدالة الإنسانية لكل الأمم والشعوب والقوميات .. يومٌ جديد سنرى فيها؛ كوردستان دولة حرة مستقلة.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كوردستان الكبرى ..بين الحلم الكوردي والواقع التأسيسي.
-
مشكلتنا مع الإستبداد.. ثقافي فكري وليس حزبي/ فئوي.
-
داود أوغلو: لن نسمح بسايكس بيكو جديدة للمنطقة!!
-
حوار .. مع سلفي!!
-
قوات التحالف الإسلامي .. هي لخلافة -داعش- وإعلان إقليم سني ف
...
-
العكيدي ..في آخر خزعبلاته الحمقاء!!
-
القائد السابق للناتو.. حان الوقت التحدث عن إمكانية تقسيم سور
...
-
تركيا.. وقصف مواقع وحدات حماية الشعب.
-
الرد الأمريكي ..على الطلب التركي لمنع قيام الكيان الكوردي.
-
الوحدة الكوردية ..بات من مصلحة النظام السوري!!
-
أسباب غياب ..الملف الكوردي في سوريا؟!
-
(سيدي).. الإستبداد ليس واحداً!!
-
الكوردي .. من هو الكوردي؟!!
-
نقطة نظام ..في قضية العلاقة مع النظام!!
-
شارل إيبدو .. هل تجنت أم قالت الحقيقة؟!!
-
جهاد الخازن .. في قراءته لسياسات أردوغان.
-
واقع مقلوب .. كوردستان لا تحتل الدول العربية!!
-
فكرة التوحيد .. وبذور الإستبداد!!
-
الكتابة.. على الحجر!!
-
الكورد.. وعنصرية حنان الفتلاوي!!
المزيد.....
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
-
مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|