|
عن الاعتصام المفتوح في الجامعة الأردنية
فاطمة محمد وشاح
الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 02:49
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
عن الاعتصام المفتوح في الجامعة الأردنية " الإنسان أغلى ما نملك " هكذا جاء في أحد الخطابات الملكية، شعار كثر تداوله وبه يصير وطنا ما أولاً، وعلى الرّغم ممّا يتضمّنه هذ االشّعار من تمجيد للفرد " الإنسان " بغضّ النّظر عن جنسه وعرقه وانتماءاته السّياسيّة والفكريّة والدّينيّة، بل وبغضّ النّظر عن كونه مواطنًا يحمل الجنسيّة أم لا - مهاجرين وأنصار ولاجئين - وعلى الرّغم من كلّ ذلك لا تملك جموع ذاك الوطن إلّا أن تسير حاملةً عبء علامتَي استفهامٍ وتعجّب.. في وطنٍ علّمونا في مدارسه - وتحديدًا في وحدة الدّيموغرافيا والسكّان- أنّه مجتمع "فتيّ" يشكّل الشّباب النّسبة الأكبر من سكّانه، وفي كلّ أيلول تبثّ شاشته الرّسميّة تقريرًا يكاد يكون شبيهًا بتقرير السّنة الماضية عن أعداد الطلّاب الجدد الذين التحقوا بالمدارس، وفي " دولة المؤسّسات " حيث تَحيد تلك المؤسسات عن مصلحة الإنسان وتنحاز إلى المال، يستمرّ المجتمع الفتيّ بركض ولهاث لا نهاية له خلف لقمة العيش التي يُضحّى بها في معظم العائلات الأردنيّة من أجل تعليم أحد أفرادها، لقد أصبحت العائلة التي تُدرّس جامعيّاً أو أكثر مثيرةً لكلّ كلمات التّعاطف.. أمّا بالنّسبة لمفهوم " الوعي " الذي تضجّ به المدارس ومؤسّسات الإعلام الرّسميّة، والذي يُقدّم بصورة واجب وطنيّ وفرض شبه دينيّ ومقدّس، فإنّه يتحوّل إلى خطر عندما يمسّ بصورة أو بأخرى قرارت تصدر عن تلك المؤسسات !! إذن ماذا علينا أن نعي؟ نحن نعي جيّدًا أنّ الوعي الذي يتطلّب الكثير من المعرفة والمناهج العلمية والبحثية قد صار أمرًا صعبًا في مؤسّسات أكاديمية تُقدّم نفسها على أنّها الأفضل وفي ذات الوقت يُخطئ رئيسها أثناء حفل تخريج للطّلبة المتفوّقين وطلّاب الطبّ والدّراسات العليا أكثر من خمسين خطأ لغويّ في خطاب لا يتجاوز الصّفحة! وينسف في مقابلة إذاعيّة احترام هذا المجتمع الفتيّ بإساءته للطلّاب، بل ويناقض نفسه عدّة مرات؛ إذ يقول عن اعتصام طلابيّ أقيم احتجاجًا على رفع أسعار الرّسوم بأنّ الاعتصام أمر مشروع، ثمّ يقول بأنّ معظم الطلّاب المعتصمين من الاتّجاه الإسلاميّ واليسار وذلك كلّه بصيغة اتّهام، وبهذا يظهر عدم احترامه لدولة المؤسّسات التي لن يكون لها معنى دون وجود أحزاب وتيّارات متعدّدة بالضّرورة، كما لم يسعفه تعليمه وشهاداته عن ارتكاب أغلوطة التّعميم، واعتماده في بيانه على معلومات مغلوطة، فالحقيقة والواقع يؤكّدان تفاهمًا لا مثيل له في جامعة تعدّ أما للجامعات وصرحًا علميّا علمًا يحوي جميع الأطياف الفكريّة والسّياسية، إنّه تفاهم قَلَّ ما يحدث في جامعة يصل فيها الاختلاف حدّ العنف أحيانا ... لا نريد عنفًا، نريد وعيا يعزّزه العلم لا التّقليد، وتنقله من صورة المفهوم النّظريّ إلى صورة الواقع ممارسة حقيقيّة حرّة بصورة أحزاب واتّجاهات وتيّارات، المعارضة لم تكن يومًا أجندات خارجيّة، نحن أبناء الوطن فهذا الوطن والمربى والملجأ، فيه يريد الشّباب أن يكبر وينجح ويضحّي من أجل قضيّة عادلة، وهذا لن يكون دون تعليم متاح للجميع، تعليم حقيقيّ لا تضطر أن تشرح فيه وزارة التّربية معنى الانتماء والولاء في كتاب التّربية الوطنيّة، بل وتقدّم هذين المفهومين بصورة الطّاعة وممارسة الأنظمة والقوانين ضمن الإطار المحدّد سلفًا، دون أن تعلّم الطلّاب توسعة هذا الإطار أو توضّح وهمه، ودون أن تعلّمهم أنّ الطاعة العمياء رديفة الجهل وسبب العنف الذي يعدّ العنف الجامعيّ أحد أشكاله! في الاعتصام المفتوح القائم منذ ثمانية أيام في الجامعة الأردنية والذي سُبِقَ على مدار سنتين باعتصامات واحتجاجات كثيرة، لم تُحترم حتّى الآن حقوق الطّلبة في الحصول على التّعليم بأسعار معقولة، ولم يُلغى قرار رفع أسعار السّاعات بنسب تتجاوز المئة بالمئة في جامعة هي حلم الكثيرين من الطلّاب، ولم تتحرّك الوزارات التي تهتمّ بالتّعليم والشّباب ... اقترب عيد الأم، وفي الجامعة الأم، العيد بدأ منذ ثمانية أيام، ف" بأيّ حال جئت يا عيد؟ " و" يا يمّة في دقّة عبابنا" والأبواب مغلقة حتّى الآن !!! فأين أنتم من هموم الطلاب وأغنيات اعتصامهم الذي جمع الأطياف والأطراف على هدف واحد؟ على أبواب رئاسة الجامعة الأردنيّة حيث اعتصم الطلّاب ثمانية أيّام وباتوا سبع ليال اقترب الخلق من الاكتمال، هنا سماء وأرض وإنسان ينتصر للحق، فخطيئة المعرفة هي الأشهى والأجمل على الإطلاق، معرفة الحقّ والحقيقة والسّير بنورهما ... أدام الله وحدتكم، وكلّل هدفكم بفرحة التّحقيق ... فاطمة محمد وشاح ( من خريجي الجامعة الأردنية )
#فاطمة_محمد_وشاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دفتر تعبير
-
مراوغةٌ للعبور
-
حيرة صوفيّ
المزيد.....
-
أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل
...
-
الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر
...
-
الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب
...
-
اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
-
الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
-
بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701
...
-
فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن
...
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|