أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - رحل الترابي.. ومازالت عجلة الهوس الديني تدور !!















المزيد.....

رحل الترابي.. ومازالت عجلة الهوس الديني تدور !!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 20:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رحل الترابي.. وعجلة الهوس الديني ما زالت تدور!!
رحم الله الدكتور حسن عبد الله الترابي ، وتقبله عنده أحسن القبول، فهو واسع الرحمة، والتعازي الحارة لأسرته ولتلاميذة ومحبيه أينما كانوا، ونسأله تعالى أن يعيننا، ويقدر لنا ان نكون صادقين ومخلصين في مواساتنا وتعازينا..
لقد كتب الأستاذ محمود محمد طه كتابا عن د الترابي بعنوان ( زعيم جبهة الميثاق في ميزان ، الثقافة الغربية (1) الاسلام ( 2) في عام 1968
جاء فيه ( نؤكد، لمن عسى يحتاجون لتأكيد، أن شخصية الدكتور حسن موضع حبنا، ولكن ما تنطوي عليه من ادعاء، ومن زيف، في الثقافة الغربية، والإسلامية، هو موضع حربنا. ونحن إذ ننقد الدكتور حسن لا ننطوي على مرارة، إلا بالقدر الذي يؤكد معنى ما نريد، شأن من تدفعهم الغيرة الى حب الخير للأشياء والأحياء. هذا ((وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ، وَمِنْهَا جَائِرٌ، وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ)).انتهى

لقد لازم خبر انتقال د الترابي الى الدار الآخرة لغطاً عظيماً، ونقاشات مستفيضة، في مواقع التواصل الاعلامي والاجتماعي ، اذ فتح الخبر جراحات بعمق الهوس الديني ومظالمه وآثاره الممتدة منذ قيام جبهة الميثاق والجبهة الاسلامية وحكومة الاخوان المسلمين والجماعات السلفيه والمتطرفة.
ولا اجد في ذلك التباين في الآراء مابين متطرف ومعتدل ومسالم ومتسالم، غير انها بجميعها، علامة من علامات الصحة والتعافي الفكري الحتمي!! على تفاوت في درجات المقدار. فلقد ألفنا كسودانيين أن يقود زمام أمرنا العواطف الفطيرة، الشيء الذي اقعدنا عقوداً طويلة تحت ويلات الهوس الديني، ورحمة من يسمون أنفسهم برجال الدين من المتطرفين والسلفيين.
ولقد آن الأوان لأبناء الشعب السوداني أن يسلكوا طريق الفكر السليم المستقيم المعافى من إرهاب الهوس الديني والتضليل باسم الدين!
لقد رحل الدكتور حسن الترابي الى جوار ربه وهو ارحم الراحمين، فمعركتنا اليوم ليست حرباً عليه! بقدرما هي معركة مصيرية، معركة كرامة الانسان في محاربة التطرف الديني، ومعركة الحراك الفكري والالتفاف حول دستور للبلاد يحفظ حق المواطنة لجميع السودانيين !!
رحل الترابي، ومازالت رحى عجلة الهوس الديني تدور بالبلاد، بما في ذلك قوانين ( الشريعة الاسلامية) قوانين سبتمبر 1983 ، والفكر الذي بموجبه تمت الحروبات الجهادية، بين الشمال والجنوب وقادت الى الانفصال في نهاية الأمر. تلك القوانين التي أذلت الشعب السوداني وأهانته. بإقامتها لمحاكم التفتيش التي تشبه العصور الوسطي.
ومازال القضاة الذين يتولون إدارة المحاكم في عهد حكومة الاخوان المسلمين ( غير مؤهلين فنياً وضعفوا أخلاقياً) ، كما كانوا بتلك الصورة التي مكنتهم في زمن النميري من تحويل التهمة ضد الأستاذ محمود من منشور سياسي الى ردة عن الدين، ثم منعوا دفن جثمانه في مقابر المسلمين!
نعم قد رحل الترابي ! ومادة الردة 126 وغيرها من المواد في القانون الجنائي 1991، وغيرها من المواد، التي جعلت السلطات ورصيفاتها، التي بمقتضاها لاتبالي قوات النظام العام، فساد وزراء العدل ومجرمي حاويات المخدرات ، ويتسارعون لكي يقيموا الحد في بائعات الخمور ومطاردتهن، بحيث لايجدن غير الغرق في النيل سبيلاً، ثم هم يجدون السند من تلك القوانين العاطبة، حتي في رمي طفلة رضيعة ، بعمر ستة أشهر لكي تلحق بأمها، وهم يتصايحون بعبارات البغض والكراهية، ما همهم حال الأم التي حاولت ان تحمي رضيعتها من الغرق!! في حادثة تناقلتها الأخبار بتاريخ 15 أكتوبر 2015، بينما أئمة الجوامع، ورجال الدين بزعمهم ، من علماء السلطان صامتين الا من شتم الغرب وإسرائيل وزرع الفتنة.

لقد رحل الدكتور الترابي الى رب أرحم! لكن على الشعب السوداني واجب جاد وشاق في إزالة مخلفات إرث أفكار الاخوان المسلمين ، من عنف أصيل ومتوارث هو دخيل على طبائع أهل السودان المسالمين والأصيلين ، كما هو دخيل على ادبيات الخلاف الفكري في السودان. كان من أكثرها سوءا الإسهام في تمزيق الوطن واشعال الحروب في جنوب السودان ثم في دارفور، وجبال النوبة والنيل الازرق والشرق وغيرها من بقاع الوطن، وزرع الفتن العرقية والتفرقة العنصرية ، والتي نجح فيها الإسلاميون بأفضل من المستعمر!!
ما احوجنا اليوم الى التنادي بقيام الثورة الفكرية، والتي تصمد بديلاً في وجه العاطفة الدينية، التي تستغل الدين للاغراض السياسية!! وتستخدم عواطف البسطاء ، في إشعال مشاعرهم الدينية لتمرير أجندتها والإفلات من المساءلة في جرائم ضد شعب كريم مسالم!!
ثورة فكرية تحمي البلاد بعد سقوط حكومة الاخوان المسلمين ، بحيث تتيح للأحزاب حق الممارسة الديموقراطية ، ونوع الحكم الذي يرتضونه ويناسب أقاليمهم، حتى لا تسمح بإعادة اخطاء الماضي، الذي من ابرز نماذجه حادثة طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان وحل الحزب 1965،
بسبب انهم مارسوا حقهم الديموقراطي في المطالبة بإقالة الحكومة لعجزها الاقتصادي، ولكن الأخوان المسلمين أوهموا الرأي العام بأن السبب الأساسي هو أن الحزب الشيوعي ينشر الإلحاد ويعادي الإسلام ويزدري الرموز الإسلامية بعد واقعة معهد المعلمين العالي المشهورة.
وكان صوت الهوس الديني هو الأعلى للأسف !! لقد جاء في بيان الاخوان المسلمين وقتها من جريدة الميثاق بتاريخ 14 نوفمبر 1965 قولهم والذي هو من آصل أصول فكرهم الأقصائي للمختلف معهم فكرياً ( ان حل الحزب الشيوعي المقيم في السودان هو هدف رئيسي ودائم من أهدافنا وايس مفيداً بالأزمنة الراهنة).. انتهى
لذلك انتقال رجل بقامة الدكتور الترابي، لهو جدير بأن يتخذ منعطفا يجب استخدامه لقراءة جادة في واقع خارطة السودان السياسية والدينية من خلال تجربة حكومة الاخوان المسلمين، ولابد من مواجهة ان هنالك أزمة حقيقية في طرح ( الشريعة الاسلامية) وقوانينها كنظام حكم، كما كانت عليه في العهد الاسلامي الاول !
ولابد من التصدي لمحاربة الاٍرهاب الديني، والحث الجاد في تدارس الأفكار التي تنادي بالتجديد الاسلامي، والاطروحات الاسلامية!! وذلك لتفادي تكرار تناقض الاخوان المسلمين ، بين ما هم عليه من حال ومقال بعد استلامهم للسلطة، وما عليه جهل رجال الدين وعجزهم في مواكبة مستجدات عصرهم ووقوفهم عند عتبة النصوص الفقهية وابتعادهم عن جوهر الفهم الديني الصحيح ، بالصورة التي نفرت الناس عن الدين ، وشوهته في نظر المخلصين والأذكياء من ابناء هذا الشعب.
رحم الله الدكتور حسن الترابي، وحفظ الله السودان وشعب السودان، وأعانهم على التخلص من حكومة التطرف والهوس الديني.

بثينة تروس



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاج ماجد سوار ( التمكين) في الحكومة.. والفئ في كندا!!
- وانا ما بجيب سيرة الجنوب !!
- ( الخال الرئاسي) !!وهل لك مقال صدقٍ فيؤتمن!!!
- ومن أجل هذا نحتفل بذكري الأستاذ محمود محمد طه!
- شبابنا بين ( جاهزية) داعش.. ( وجهلنا ) بالدين!
- سعد أحمد سعد ( عفريت الجن) ولغة الخطاب الديني التكفيري
- رجال الدين ( يؤخرون عقارب الساعة) في قضية المرأة


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - رحل الترابي.. ومازالت عجلة الهوس الديني تدور !!