أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - ثقافة التجديد لا تنهض فى وسط دينى














المزيد.....

ثقافة التجديد لا تنهض فى وسط دينى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 16:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الصعب أن تكتب عن التنوير والحداثة والتقدم وعالم الفضاء والعلوم والفلسفات الإنسانية وسط مناخ دينى متعصب، فالفرد المؤمن بدين معين وتشكل العصبية التى هى بداية درجات العنصرية أخلاقه الدينية، ليس لديه أستعداد لقراءة الثقافات الإنسانية لأنها مرفوضة أصلاً فى معتقده الدينى، ولا يعتمد عليها لأن النصوص الدينية علمته وجود أهل العلم الدينى الذين يتولون تلقينه وتحفيظه ونقل علوم الله إليه، وطالما ان أغلبية المجتمعات العربية تعتمد فى فهمها للعالم الذى يحيط بها على ما تسمعه من أهل وفقهاء الدين، فلن تستطيع إيجاد قنوات إتصال صالحة يستمع من خلالها إلى عالم اليوم وعلومه وثقافاته الحديثة، فالسلوكيات الفردية اليومية تخضع إلى نشأة تربوية دينية تعطيك الحق فى الفخر بمكانتك الأعلى فوق الآخرين الذين لا يشاركونك الإيمان بدينك.

عندما يعلن رئيس الجمهورية بضرورة تجديد الفكر الدينى ويتمعن المسلم فى كلماته ثم يتذكر عشرات الآئمة وخطباء المساجد، على مدار سنوات طويله من حياته يرددون نفس الأفكار ونفس العقيدة ونفس النصوص، سيسأل المسلم العادى نفسه: أى أفكار سيتم تجديدها، هل ما كان الفقهاء والخطباء يلقونه على مسامعه طوال السنوات الماضية كانت أفكارة قديمة بالية وليس من الإسلام؟ أتق الله يا أخى ووحد الله!!
هذا ما يدور فى أذهان الغالبية التى تتلقى أسس وأصول دينها عن فقهاء وعلماء دينيين من كبار العلماء من الخليج والسعودية ومصر وغيرها، عن طريق القنوات الفضائية والبرامج اليومية التى تبث القراءات والحوارات الدينية التى تناقش القضايا اليومية التى يتكلم فيها المثقفين وغيرهم.

إذا رجعنا إلى وسائل الأتصال الدينية سنجد أن رجال الدين سيستبدلون خطاباتهم الأعتيادية بخطابات عن الإسلام المتسامح الذى يكفل حرية الأعتقاد ويأمر بالمعروف، ولديهم تراث كبير من الأحاديث وتفاسير الفقهاء الكبار الذين يشرحون لك أن الإسلام دين هداية للتى هى أحسن وديانة قائمة على التوحيد والرحمة والسلام والفطرة، أى أنها ديانة تنسجم مع متطلبات الإنسان الحديث حيث تأمر بالعلم والتفكير والإجتهاد البشرى، وهى التى أقامت حضارة إسلامية تعلم منها الغرب الكافر وقام بالأستفادة من علوم المسلمين وصنع بها حضارته الحالية، ويستمر الخطباء وأهل العلم فى إعلان هذا الخطاب السمح ليكون متوازناً مع رغبة التجديد التى يرددها الجميع، رغم أن مجتمعاتهم تؤمن بالوحدانية فإن أفكارها مأزومة وتجاهد من أجل الخروج من مشكلة التعددية، لأن الدين عند الله الإسلام فكيف تطالبنى بالإيمان بالتعددية وأعتبار الآخرين ليسوا كفاراً؟ من يقبل على نفسه تلك الأزدواجية؟ وعندما يبدأ فى توجيه الأسئلة يجد من يذكره بمبدأ التقية ليشكر السائل شيخه ليخرج سعيداً وأن أفكاره هى هى لم تتغير لكنها ظروف التجديد تستلزم ذلك.

وإذا دخلنا إلى المؤسسات التعليمية سنجد المناهج الدراسية تعانى هى الأخرى من ثورة التجديد، ويلجأ القائمون على تجديد المناهج وإلغاء قصص العنف التى تشجع على الكراهية والإرهاب، وتقوم اللجان المختصة والمسئولة عن التجديد والتغيير بالبحث عن قصص ونصوص أخرى تخدم نفس أغراضهم التى يعتقدون فيها لكن بطرقة ملتوية، وبهذا يتم التجديد ويظل المجتمع يعيش فى إزدواجية ونفاق يغذيه تراث كبير من السهل تأويله ليتوافق مع شعارات النهضة والتجديد والإصلاح، وبما لا يتعارض مع ثوابت دينه الإسلامى وهذا ما يريده أصحاب المشروعات الرجعية التى تتآمر على الأوطان وتتركها تتراجع عن مسيرة التقدم وتتخلف عن حضارة اليوم التى لها معالمها وطبيعتها التى تختلف جذرياً عما يفخرون به من حضارات الأمس والماضى.

إذن كيف يمكن وجود تجديد حقيقى والذين ينادون بالفضيلة وفساد أخلاق الكفار يتحرشون بالنساء فى غيبة الأمن والقانون؟ كيف يمكن التجديد ورجال الفضيلة يقفون ضده ويرفعون قضايا الأزدراء بالأديان لإيقاف حركة الثقافة والإبداع وإخماد الحماس فى الذين يرفعون شعارات التجديد، كيف يمكن الحديث عن التنوير والتحديث والقارئ يفكر فى إسترجاع الماضى العظيم المتمثل فى أسترجاع مجد الأندلس ومجد الخلافة الإسلامية والتمثل بحياة السلف الصالح؟

أينما ذهبت ستجد أصنام آلية تفتخر وتعتز بتراث الخرافات والأساطير رغم تعايشهم العقيدى الإجبارى أو الإختيارى مع نتاج الثورة التكنولوجية، كيف يقتنع المؤمن العربى بأن عصرنا الحاضر عصر علماء وليس عصر شعراء؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دونية المرأة فى ثقافة العرب الدينية
- أوسكار فيلم التجديد السيسى
- أصولية الرئاسة والقضاء
- القبض على رسام الكاريكاتير
- القادة تدمر الوطن
- الصمت المريب إسلامياً
- واقعية الديانة الإرهابية
- أستخدام مواهبنا للقضاء على الفقر
- الإرهاب العربى يهدد العالم
- سيدتى العظيمة: العرب أصل البلاء
- الأمة الغريقة
- نداء للسيسى وحكومة الصفر
- الإرهاب ليس قضية عالمية
- التحريض على القتل والفجور
- الكفار لن يحاربوا مكان المؤمنين
- ثورات وقت المصائب
- محاكمة الدولة فى الشيخ زويد
- ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين
- إرهاب الأصولية الإسلامية
- إختفاء رجل المهام الصعبة


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - ثقافة التجديد لا تنهض فى وسط دينى