أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - العلمانيّة والإصلاح ومقتدى الصدر














المزيد.....

العلمانيّة والإصلاح ومقتدى الصدر


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 15:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شيءٌ مفرحٌ أن يعاد الحديث عن العلمانيّة في العراق وأن تتحول إلى قضية للنقاش والحوارات الفكريّة والسياسية، لكن ما يمكن ملاحظته إن هذا الحديث الذي ظهر في العراق منذ بدايات الحراك الجماهيري، المُطالَب بالإصلاح والخدمات، في أواخر تموز من العام الماضي بصيغ متعددة وتبني المدنية وليس العلمانية!!، لم يظهر للعلن ولم يصل إلى هذا المستوى إلا بعد خروج، زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر لقيادة التظاهرات ورفع مستويات تحدياتها وتهديداتها وتأهبها، حضور السلاح، الاقتحام، الفرهود...الخ، في مواجهة السلطة القائمة في العراق وحيث يشكل التيار الصدري بنوابه ووزرائه جزء منها!! وبعد أن أعلن العديد من العلمانيين والمدنيين في العراق دعمهم لمشروع مقتدى الصدر!!

حديث العلمانيّة في العراق ليس بالجديد ولكنه يخضع لمؤثرات كثيرة، الصراعات السياسية، الحرب، داعش، سطوة المليشيات، الانقسام الطائفي والقومي، الاحتلال، سلطة الإسلام السياسي...الخ، ما يمكن ملاحظته الآن هو محاولة البعض ممن يتماهون مع مقتدى الصدر ومبادرته الإصلاحية ودعواته لحكومة التكنوقراط، لإعادة تعريف العلمانيّة وتطويعها وإسقاط الكثير من قيمها الجوهرية الأساسية " فصل الدين عن الدولة" من أجل الترويج لمشروعهم والذهاب بعيداً في البناء على وقع خطوات مقتدى الصدر، والوصول إلى " الكتلة التاريخية" ولا ندري كيف تفهم هذه القضية، هل تفهم كما طرحها، في حينها، الماركسي والشيوعي الايطالي انطونيو غرامشي، أي تحالف القوى السياسية والمدنية والنقابات والتجمعات من أجل إسقاط الفاشية، أم هناك فهماً آخر لها، لأننا إزاء قوى سياسية حاكمة في العراق، تنتمي للإسلام السياسي والفكر القومي المتطرف، تستند للفكر الشمولي وتنتهج العنف والقمع وتسعى لفرض رؤية أحادية، بالإكراه والاستبداد، على الدولة والمجتمع وإخضاعهما لسطوتها، أي إننا ازاء قوى تحمل بذور وجذور الفكر الفاشي، في جوهرها وفكرها والتيار الصدري أحد هذه القوى وأكثرها تطرفاً، فعن أي كتلة تاريخية يتحدثون؟؟!!

وما دام مقتدى الصدر، رجل دين وزعيم تيار ديني وسياسي واسع في العراق وصاحب مشروع يتعلق بالدولة والسلطة، فلابد من استذكار المحاولات السابقة لرجال الدين، محمد عبده، علي عبد الرازق...على سبيل المثال لا الحصر التي تنصب على تقديم النصح وتخليص السلطة الحاكمة من التشدد الديني ورفع القداسة عن الحاكم. لكن من يستحضر هذه الأمثلة تغيب عنه قضية أساسية ألا وهي مسألة السلطة، مشروع مقتدى الصدر لايستهدف بناء دولة علمانيّة أو حتّى مدنية كما يشاع، بل يستهدف السلطة التي يريد منها تصفية حساباته مع خصومه والخروج براية المدافع عن الفقراء ومحارب الفساد والمفسدين، فالتيار الصدري متهم حاله حال قوى السلطة بالفساد ونهب ثروات الدولة والإستئثار بالسلطة وإضعاف الدولة لحساب سلطة ونفوذ المليشيات، وان زعيم التيار نفسه متهم بقضية تصفية أحد خصومه، مجيد الخوئي !! أو ان محاولات مقتدى الصدر تصب في صالح إنقاذ النظام الحالي من المأزق والأزمة الخانقة التي يواجهها وأصبح من المتعذر حلها والخروج منها دون حدوث تحول كبير، حرب بين اقطاب السلطة، عصيان مدني يؤدي إلى اسقاط السلطة، انقلاب، تدخل الجيش...!!!

من يتماهون مع مقتدى الصدر ويدافعون عن مشروعه، خصوصا من العلمانيين أو المدنيين، ينسون التصريحات والمواقف المعلنة السابقة لمقتدى الصدر بخصوص العلمانية والمدنية والتي تنسجم تماما مع فكره ومنهجه كرجل دين يريد تطبيق الشريعة الإسلامية بحدودها وضوابطها المعروفة، فالعلمانيّة من وجهة نظره هي بدعة غربية ولا تنسجم مع المجتمع الإسلاميّ!!

العالم الذي نعيش فيه، ورغم كلّ الأزمات الكارثية التي تعصف بنا وبالعراق خصوصاً، ترك لنا وبحكم تطوراته وتقنياته ومدارسه الفكرية والنقدية الحديثة، إمكانية فهم أكبر لكلّ ما يحدث بشكل عقلانيّ ومتحضر والتخلص من أوهام التعلق بقوى لا تمت للدولة وللمجتمع المعاصر بصلة، إلا بقدر ما تمتلكه من قمع وبطش وكراهية للإنسان وآماله ومصيره، الإنسان الذي يريد الخروج من دوامة العبودية والإكراه وامتهان الكرامة.

وعلى الرغم من إن قوى السلطة الحاكمة قد تمكنت من فرض سطوتها وتحكمها الذي ترك آثاره على حياة العراقيين وتطلعاتهم وحقوقهم وحرياتهم بشكل مدمر وتعجيزي يُصَعب من مهمة مواجهة هذه السلطة بشكل جذري، لكن ثمة قوى أخرى، اجتماعية ومهنية وسياسية لم تتوهم بما يسمى العملية السياسية ولم تتخذها كسقف لمشروعها، يمكن البناء عليها والتعاطي معها من أجل بناء كتلة تاريخية في العراق وإنقاذه من براثن سلطة فاشلة وفاسدة ولا تمت للحقوق والحريات والكرامة الإنسانية بصلة.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثلك تماماً، لست ممتعصاً من دفقِ سردك
- خداع السلطات الحاكمة!
- عن سعادة الإمارات وتسامحها!
- قانون اللجوء الجديد: يوم أسود في الدنمارك!
- باعة الوهم!
- الطائفيّة وأتباعها!
- الاعترافات المتأخرة للحكومات الأوربية!
- ليلة الجحيم الباريسيّ: العالم في مواجهة أزماته!
- أوهام التمسك بقوى السلطة الطائفيّة
- التظاهرات: القطيعة مع السلطة، ودور الشيوعيّة واليسار
- أزمة اللاجئين: حكومة اليمين، عار الدنمارك!
- لَستُ معلماً لأحد ولن أكون!
- افتحوا الأبواب،لاتكبلوا التظاهرات بأسوار الخوف!
- مأزق الإسلام السياسيّ الحاكم في العراق
- حيدر العباديّ أبن المحاصصة ولن يخرج من سطوتها!
- بمناسبة الحديث عن 14 تموز 1958!!
- صولة مجلس محافظة ذي قار ضد العرگ والعرگجية!
- صمت العالم، مرّة اخرى!
- مرة أخرى، لنقف ضد الطائفية والمحاصصة في العراق
- حركة الخلاص الثوري: حكاية تنظيم سري!


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - العلمانيّة والإصلاح ومقتدى الصدر