أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي - فهد المضحكي - الثامن من مارس محطة مضيئة في حياة نساء العالم














المزيد.....

الثامن من مارس محطة مضيئة في حياة نساء العالم


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 09:40
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي
    


مع تقدم المجتمع البشري والحضاري لم تعد المرأة كما تتصورها ثقافة الخرافة والغلو والتطرف أنها رمز للغاوية والاغراء، وانها عورة مكانها المنزل، بل هي تلك القيمة والطاقة الهائلة الفاعلة في المجتمع، وهي في نظر المدافعين عن حقوقها لا يمكن ان تسير عجلة الحياة من دون ان تؤدي المرأة دورها.
نعم، لا يمكن ان تتقدم المجتمعات وترتقي من دون ان تتحرر المرأة من أسر اضطهاد الرجل لها، وتسلط المجتمع الذكوري الذي كرسته انظمة اجتماعية طبقية وابوية، وأن هذا التحرر مرتبط بتحرير المجتمع من كافة اشكال الاضطهاد الطبقي والقومي والاثني والديني!
يقول لينين في كتابه «لينين والمرأة» «لا يمكن ان تكون، ولا توجد، ولن تكون يوماً ما (حرية) طالما لم تتحرر المرأة من الامتيازات التي يكرسها القانون للرجل».
إن تحرر المرأة من قيود التخلف والتمييز والنظرة الدونية لا يتحقق فقط عبر النصوص الدستورية والقانونية التي تنص على حقوق المرأة، بل تعود ايضاً الى دورها ودور الرجل المؤمن بحقوقها ومساواتها، وإلى التصدي لكل الموروثات الاجتماعية التاريخية التي فرضتها وكرستها الانظمة ذات المرجعيات الماضوية والنصوص التي ترتبط مصالحها بفرض الوصاية على المرأة والمجتمع عموماً!
ولهذا كانت ولاتزال ابرز التحديات امام الحركات الديمقراطية والتقدمية أن تتحرر المرأة من قبضة وسلطة المجتمع الذكوري الذي يهيمن الرجل فيه على الانتاج والسلطة.
إذن فالمسألة ترجع الى ذلك الوعي الذي يرى ان مشروع ازالة الغبن والقهر عن المرأة لا يتحقق عبر الشعارات والموسمية التي ترفع في المناسبات، ولا بالخطب الرنانة التي تمثل رؤى سطحية لا تساهم في عملية التغيير التي تنطلق من المساواة الحقيقية للمرأة بالرجل وانما تتحقق من خلال ممارسات فعالة عبر نضالات وصراعات سياسية واجتماعية وطبقية في المجتمع.
لاشك ان حرمان النساء من المشاركة في اتخاذ القرار والولاية وفقاً لتعاليم القرون الوسطى يضاعف العنف ضدهن، وضد خطط التنمية المستدامة التي تهدف كما تشير تقارير منظمة المرأة العربية الى تعزيز السلام كشرط ضروري واساسي لاستدامة التنمية، وان الخبرات المتراكمة على مدار عقود في العمل التنموي تؤكد على انه لا يمكن تحقيق التمكين الاقتصادي دون تمكين النساء والفتيات ولا تنمية اجتماعية دون مساواة كاملة بين الجنسين والقضاء على كافة اشكال التمييز، ولا استدامة بيئية دائمة دون دور فاعل للنساء كرائدات اساسيات للتغيير.
ومن هنا فإن أهمية دور المرأة في تنمية المجتمع دور محوري، وبالتالي فإذا كانت التنمية كما تراها الدارسات المناصرة لقضايا المرأة ترتكز في منطلقاتها على حشد الطاقات البشرية الموجودة في المجتمع دون تمييز بين النساء والرجال، فإن الاهتمام بالمرأة وبدورها - كما جاء في دراسة اعدها احمد كردي - في تنمية المجتمع جزءاً أساسياً في عملية التنمية ذاتها، بالاضافة الى تأثيرها المباشر على النصف الآخر، ذلك ان النساء يشكلن نصف المجتمع وبالتالي نصف طاقته الانتاجية، وقد أصبح لزاماً ان يسهمن في العملية التنموية على قدم المساواة مع الرجل بل لقد اصبح تقدم المجتمع مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى تقدم النساء وقدرتهن على المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبقضاء هذا المجتمع على كافة اشكال التمييز ضدهن.
إن انعدام الديمقراطية، وتسلط الجهل، واستغلال الدين من القضايا الاساسية التي تؤدي حتماً الى التمييز ضد المرأة وحرمانها من مساواتها بالرجل.
ومما يجب تأكيده هنا ان تحفظات الدول العربية على اتفاقية (سيداو) التي تطالب بإلغاء كل اشكال التمييز ضد النساء يعد هروباً من التزاماتها بتنفيذ بنود الاتفاقية التي لا يمكن تجزئة مضمونها.
فليس هناك في نظر التجمعات النسائية الديمقراطية والتقدمية ما يبرر تلك التحفظات التي تعد تمييزاً ضد المرأة مبنياً على اساس الجنس وهو انتهاك لحقوق الانسان، لاعتبار هذا التمييز وقع من خلال العنف الجندري اي العنف ضد النساء لكونهن نساء وهو ما يتعارض مع الكرامة الانسانية والمواثيق الدولية والوطنية والحقوق والحريات ويكرس ثقافة التسلط والاقصاء في المجتمع.
ويعتبر اليوم العالمي للمرأة، 8 مارس، احد اهم المحطات المضيئة في حياة نساء العالم.. انه اليوم الذي قدمت فيه النساء العاملات التضحيات من اجل مجتمع تسوده العدالة والمساواة والسلم.. انه اليوم الذي واجهت فيه نساء الطبقة العاملة استغلال الرأسمالية التي تجعل النساء جيشاً احتياطياً للعمل الرخيص.. باقه ورد لنساء بلادي ولكل نساء العالم.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنة ومناهج التربية!
- العولمة والسيادة والاقتصاد!
- فاطمة ناعوت
- البرلمانات العربية!
- عن استراتيجية التنمية الدولية!
- انهيار اسعار النفط والقرارات المطلوبة!
- الثقافة الوطنية الديمقراطية
- عن -الربيع العربي--
- الدين العام مرة أخرى!
- دولة الإمارات والابتكار وتمكين المعرفة
- العمالة المحلية في القطاع الخاص!
- الكتابة بحبر أسود
- البطالة في الدول العربية!
- عن التنمية والعلم والثقافة!
- الحفاظ على المال العام ومكافحة الفساد!
- عقود العمل المؤقتة.. ألبا أنموذجاً!
- إنها لعبة المصالح!
- جنوب شرق آسيا.. وحماية المصالح الأمريكية عسكرياً!
- جمعية المرأة البحرينية واحتفالية الاتحاد النسائي العالمي
- ماذا بعد التدابير الاقتصادية الجديدة؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الانثى في الرواية التونسية / رويدة سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي - فهد المضحكي - الثامن من مارس محطة مضيئة في حياة نساء العالم