|
تحفظ الغبان لصالح -حزب الله-،، وتهديد الخليج... إرادة إيرانية.
احمد محمد الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 01:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يوجد في السياسة صديق دائم ولا عدو دائم، ولكن يوجد مصالح دائمة، هذا المنطق هو المنهج الذي تُبنى عليه السياسة، حتى إن العلاقات بين الدول قائمة على أساس المصالح المشتركة، وهذا يعني انه لا يوجد ثوابت في عالم السياسة، فكل شيء قابل للتغيير وفقا للمصالح، وهذه القضية باتت من البديهيات يدركها السياسي وغيره، لكن في العراق بلد الغرائب والعجائب، نجد أن هذا المنطق غائب تماما عن ذهنية ومنهج ساسة الصدفة، فلا علاقة العراق مع الدول قائمة على أساس المصالح المشتركة، وإنما على أساس المصالح الشخصية للسياسيين وأسيادهم، أضف إلى ذلك انه يوجد ثوابت مشتركة، هي المصالح الإيرانية فقط وفقط، ويوجد صديق دائم وهو الذي يتحكم في سياسة العراق الداخلية والخارجية، ذلك الصديق هو إيران، ويوجد عدو دائم هو من لا ينبطح للمشروع الإيراني. فالحكومات التي توالت على حكم العراق خاضعة بصورة مطلقة لإرادة إيران فهي من تتحكم في العراق وترسم سياساته الداخلية والخارجية، بالطريقة التي تضمن فيها إيران تحقيق مصالحها وتنفذ مشروعها التمددي الشعوبي، وأما مصلحة العراق فهي خارج نطاق التغطية وما مرَّت وتمر به البلاد من خراب ودمار وضياع هو من نتائج الانقياد والتبعية المطلقة لإيران الذي تمخض عن المنطق السياسي الذي ابتكره ساسة المنطقة الخضراء(المحنكين جدا)، والذين خالفوا فيه المنطق السياسي الذي تعمل به كل الدول التي تحترم شعوبها، فضيَّعوا العراق وشعبه... وبالرغم من وضوح النوايا الإيرانية الخبيثة المبطنة والمعلنة من وراء احتلالها وتدخلها في العراق والتي صرحت عنها إيران جهارا وبكل غطرسة، إلا أن ساسة العراق والرموز الدينية الإنتهازية، لازالوا منقادين منبطحين لها، فلا إرادة ولا قرار لهم إلا ما تمليه عليهم إيران وهو أمر كشف عنه وأكد عليه المرجع العراقي العربي الصرخي في أكثر من مناسبة ومنها ما جاء في معرض إجابته على سؤال وجهته له صحيفة الشرق: ))... ولكن ثبت يقيناً عند الجميع أنه لا سلطة ولا اختيار ولا رأي لأي مسؤول في العراق دون رأي المحتل الإمبراطوري الإيراني))، وليس ببعيد موقف العراق من بيان الجامعة العربية في جلستها الاستثنائية بناءً على طلب من العربية السعودية على خلفية الاعتداء البغيض الذي أسفر عن حرق سفارتها في إيران، حيث كان موقف العرب داعما وبقوة للعربية السعودية وضربة موجعة لإيران، لكن حكومة العراق أبت إلا أن تبقى في أحضان إيران، وتزيد في الأبتعاد عن العمق والانتماء العربي للعراق، من خلال تحفظها لمقررات البيان إرضاءً لأسيادها في إيران... واليوم يتجدد نفس الموقف حيث تحفظ وزير الداخلية العراقية محمد الغبان على قرار مجلس وزراء الداخلية العرب الذي أعتبر "حزب الله" في لبنان منظمة إرهابية، والذي يمثل امتدادً للسياسة العراقية المنبطحة لإيران والممثلة لإرادتها، لأن حزب الله يعني عندهم إيران والمساس به يعني المساس بإيران، وهذا أمر لا يخفى على الجميع، حتى أن الأمين العام لهذا الحزب لم يتردد في إعلان ولائه وتبعيته للولي الفقيه (اللافقيه) الإيراني، وتطاوله على العرب وعدائه لهم، ووقوفه مع الأنظمة الفاشية ومنها نظام الطاغية بشار، وبعدها انبرى قادة مليشيا الحشد الطائفي الذي اهلك الحرث والنسل وارتكب أبشع المجازر بحق السنة العرب والشيعة العرب ومنهم المرجع العربي الصرخي وأتباعه الرافضين لإيران ومشروعها، انبرى قادة الحشد بإطلاق الخطابات والتصريحات اللامسؤولة، رغم كونها عبارة عن بالونات هوائية، ضد العرب وخاصة دول الخليج على خلفية تصريحات وزير الخارجية الإماراتي المتعلقة بالحشد، وراحوا يهددون بضرب الخليج وهي نفس التهديدات التي كانت تطلقها وتتبجح بها إيران والتي تلاشت وانهارت أمام الضربات التي تبنتها الدول العربية بقيادة العربية السعودية، وبانت العزة والمكابرة الفارغة التي لطالما تبجحت بها إيران، وها هي اليوم تعيش حالة الوهن والانكسار، وتقف عاجزة أمام التحالف العربي الإسلامي، الذي نأمل أن يكون قويا ورصينا حتى يكون الأمل الذي تتطلع إليه الشعوب العربية والإسلامية وخصوصا في العراق وسوريا، وغيرها من الشعوب من اجل تخليصها من الإرهاب بكل أشكاله وانتماءاته، والذي حظي بتأييد ومباركة المرجع الصرخي له من خلال بيان له تضمن قوله : (( ...ونأمل ان يكون قويا رصينا متحملا مسؤولية الشرع والأخلاق والإنسانية في تخليص شعوب المنطقة وخاصة في العراق وسوريا... وإننا وباسم من يوافقنا من أبناء شعبنا العربي والإسلامي المظلوم نعلن تأييدنا ومباركتنا ودعمنا الكامل للتحالف الإسلامي...)). فكان التحالف القوة التي قلبت الطاولة على إيران وغيرت موازين القوى، والسد المنيع الذي سيقف (ما دام قويا) بوجه التمدد الإيراني ويقضي على أحلامه الإمبراطورية، والمنقذ للعراق من الاحتلال الإيراني وهذا يمثل مفتاح الحل والخلاص للعراق والمنطقة والعالم، لأن إخراج إيران من اللعبة العراقية هو الحل ومفتاح الخلاص كما أشار إلى ذلك المرجع الصرخي في "مشروع خلاص" والذي أكد فيه على حل الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص خالية من كل المتسلطين الفاسدين وإبعاد المليشيات وقوى التكفير ومن يرتبط بها وشدَّد على ضرورة الاستعانة بالدول العربية وإخراج إيران من اللعبة العراقية كما جاء في البند العاشر منه، وعودا إلى مواقف الحكومة في العراق وشخوصها وقيادات حشدها الطائفي الإيراني الذي أسسه السيستاني بفتواه الكارثية، نتساءل هل إن تلك المواقف المنبطحة لإيران والمناهضة للعرب، هل أنها تصب في مصلحة العراق؟!!!، وهل أن مصلحة العراق في أن يبقى تابعا ومنقاداً ومراهنا على إيران وهي رهان خاسر منهار لا يقوى على إعالة نفسه؟!!!، وهل من مصلحة العراق البقاء بعيدا وبالضد من عمقه ومحيطه وانتمائه العربي؟!!!، ألا يكفي تبعية وانقياد لإيران الشر التي لم يجنِ منها العراق سوى الويل والثبور...
#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنتهازية والإنتهازيون... عندما تحين النهاية !!.
-
لجنة التحقيق في الأموال المسروقة...لماذا استثنيتم المالكي؟!.
-
المرجع الكهنوت .. وفريق منهج الفراعنة والمستكبرين.
-
التكنوقراط المزيفة خدعة المرحلة.
-
فتاوى دعم الاحتلال... وإباحة الدم العراقي.
-
تحالف الفاسدين والدوران حول عقرب الفساد.
-
العراق بين مشروع خلاص...ومشاريع الفاسدين.
-
الصرخي: نُبارك جهود الوطنيين...
-
المرجعية العراقية والأثر السامق.. والمرجعية الكهنوتية وإنعدا
...
-
الإعتدال والوسطية بين عشق الوطنيين.. وحقد المتطرفين.
-
لا مصالحة مع حكومة مليشيات وإرهاب وفساد... وثارات وسرقات.
-
الأمين العام للجمعية العربية للدفاع عن حقوق الإنسان..لابد من
...
-
هل يستفيق القضاء الدولي من سباته ليحاكم السيستاني وحشده؟.
-
لا يمكن حل مشكلة الحشد الشعبي باستخدام نفس العقلية التي أوجد
...
-
حَرْبُ المقدسات.. (المزعومة)... والتغرير بالمجتمعات.
-
مَنْ عنده كلام عن الحشد...فليوجهه للسيستاني، مؤسّسِ الحَشْد
...
-
شتان بين صورة الوزير الألماني وصور ال.(....) في العراق.
-
حلُّ الحشد .. قاب قوسين أو أدنى.
-
عزمي النبالي .. وإيقونة العصر العربي الجديد ..مشروع الخلاص.
-
بُح صوت المرجعية.. وبيدها (لو أرادت) حلّ الأزمة المالية.
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|