كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 17:37
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
العالم هو وحدة واحدة، حيث الكل يحتوي على الجزء والجزء يحتوي على الكل.
ان عناصر الطاقة التي تكوّن السماء والارض هي نفسها التي تكون الانسان،
الكائن البشري صورة مصغرة عن الكون بحسب الحكمة الصينية، والطاقة التي تتفاعل فيه هي ذاتها التي تتفاعل في الكون وعندما نعي الطاقة التي بداخلنا ، يمكن ان نعي الكون بأسره.
يقول ابن طفيل: " ان الفلك بجملته ومايحتوي عليه من ضروب الافلاك شيء واحد متصل ببعضه كشخص واحد."
الحياة هي واحدة في كل مكان و أن كل أشكال ظهورها تبقى في وحدة أولية منسجمة، وإدراك هذه الوحدة داخلياً هو الذي يغير الإنسان و يرفعه إلى درجة جديدة من التطور الروحي.
ان ادراك وحدة الكون يتحقق من خلال الوصول الى الوعي، فاالتوصل الى ادراك وحدة الكون هو ذاته التوصل الى مستوى الوعي الكلي.
ان هذه الوحدة متناغمة ومنسجمة والانسان جزء منها وكذلك الطبيعة التي تخفي جميعها العقل الكلي، والانسان بادراكه لهذه الوحدة تظهر رحابته واتساعه فيخرج من اطار تقوقعه وذاتيته الضيقة
حيث يشعر بأن العالم كله موجود في داخله.
إن إدراك و استيعاب وحدة الحياة يجعل الإنسان أكثر علواً و سمواً و لا يعود هذا الإنسان يخاف الاندثار و الاختفاء وحتى الخوف من الموت يختفي من قلب هذا الإنسان لأنه أصبح يفهم بأنه جزء من الحياة الواحدة و لذلك فهو لن يضيع و لن يختفي منها.
كل مافي الكون من مظاهر مادية واخرى غير مادية انما يعود في اصله الى مصدر واحد ويتألف من نفس الجزئيات والمركبات، حتى النجوم واصغر كائنات الوجود تتكون من المادة نفسها التي خلق منها الانسان.
يرتبط الكون بحقل من الطاقة يربط اجزاءه ببعضها البعض، وهذه الطاقة ديناميكية ونشطة وتؤكد الفيزياء الحديثة على أن المادة في تذبذب و رقص دائمين الرقصة الأبدية للخلق و الإفناء هي أساس كل الظواهر الطبيعية أساس كل الوجود.
ان ادراك الصلة التي تربط الانسان بالعالم ينتج عنها ايجاد المعنى الحقيقي لوجوده بصفته كائنا كليا، جوهره هو جوهر العالم.
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟