أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - دينا عبد الحميد - أقباط مصر بين الخيانة والاضطهاد














المزيد.....

أقباط مصر بين الخيانة والاضطهاد


دينا عبد الحميد
(Dina Iraqi)


الحوار المتمدن-العدد: 1382 - 2005 / 11 / 18 - 11:39
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ماذا يفعلون ؟ ولمن يلجئون ؟ بعد أحداث العنف والتخريب الذي تعرضت له مدينة الإسكندرية بسبب إشاعة المسرحية التي أثارتها جريدتي الميدان والأسبوع والتي تتهم أقباط مصر إنهم يسبون الرسول والإسلام فيها وان على البابا شنودة الاعتذار وإلا...................
حينها غابت العقول وتساوى دكتور الجامعة مع بياع البطاطا لان الموضوع يمس دينهم واعتقادهم ولم نسمع حينها غير صوت التعصب والتخلف والجهل بالدين الذين يدعون أنهم يدافعون عنه . وسمعنا آراء غريبة من مثقفين وصفوة المجتمع يهاجمون الاقباط ويثورون لدينهم بدون تحكيم العقل ولكنهم تركوا نزعاتهم الدينية تتحكم فيهم وتوجهم ومن هذه الآراء التي استمعت اليها مثلا (( ماذا يريد الأقباط اكتر من كده مش كفاية إنهم عايشيين معانا وبيأكلوا وبيشربوا )) (( إن الكنائس في مصر أكثر من الجوامع هما عايزين يملوا البلد كنايس)) (( اضطهاد إيه اللي بيتكلموا عنه هما أقلية وحظهم كدة عايزين يمشوا الأغلبية على مزاجهم )) (( دول خونة ويروحوا يشتكوا لأمريكا عشان تحميهم ))(( لازم نقاطع كل التجار المسيحيين فى مصر انتقاما من الذين عملوا المسرحية)) . بالذمة دي مش مهزلة ينكرون على الأقباط ممارسة حريتهم الدينية وبناء أماكن العبادة الخاصة بهم والأغرب من ذلك أنهم يعتبرون وجود الأقباط في مصر تعطف منهم وجميل يجب على الأقباط أن يصونوه وألا يطلبوا المزيد وإلا فإنهم بذلك يكونون خونة وناكرين للمعروف .
أن من أول مبادئ الحرية هي حرية العقيدة وعدم الاضطهاد بسبب الدين أو الاعتقاد فمن حق كل إنسان أن يختار دينه أو يختار حتى كفره ولكننا مع الأسف إيماننا بالحرية إيمان ظاهري أي إننا جميعا نتشدق بالحرية وننادي بها ولكننا لا نؤمن بها ولا نطبقها في الواقع .كل منا يريد الحرية له وحده فقط ولا يسمح بها للآخرين ولهذا لن نستطيع أبدا أن نأخذ حريتنا لان حريتك تتوقف عند حرية الأخر فإذا أخذها أخذت أنت حريتك . ولهذا قال فولتير مقولته الشهيرة "قد اختلف معك في الرأي ولكني على الاستعداد أن أضحي بحياتي في سبيل أن تدافع أنت عن رأيك " أن فولتير لم يقصد أن يضحي بحياته لأجل أن يقول الأخر رأيه ولكنه في الحقيقة يضحي بحياته من اجل حريته هو لأنه اكتشف أن حريته متوقفة على حرية الأخر .
إن المسلمين والأقباط في مصر يعانون في بلد غاب عنها الحريات وأنهم جميعا مضطهدين ولكن بنسب متفاوتة مثلا لو كان المسلم يعيش مواطن من الدرجة الثانية في بلده فإن المسيحي يأخذ المرتبة الثالثة وأصحاب المذاهب الاسلاميةالاخرى مثل ( الشيعة والبهائيين والمعتزلة والقرآنيين) فى المرتبة الرابعة وتأتي المرأة في المرتبة الأخيرة . ولكي نأخذ حريتنا يجب علينا أن ندافع عن حقوق الأخر قبل أن ندافع عن حقوقنا ولا ننكرها عليه وان نعترف بهذه الحقوق . أن الأقباط في مصر يعانون فعلا من اضطهاد شديد من جميع الجهات من الحكومة التي لا تعترف إلا بثلاث عائلات فقط من اكبر العائلات المسيحية المصرية وتوكل لهم مناصب كبيرة في الدولة حتى تظهر مصر دولة الحريات والديموقراطية والمسيحيين في مصر يمثلوا 10% من سكان مصر وربما أكثر أي أن تلك العائلات لا تمثل الأقباط . فنرى تجاهل الحكومة المسيحيين في الوظائف العليا في الدولة فلا يوجد أي محافظ ولا رئيس جامعة ولا رئيس محكمة ولا رئيس لأي من المؤسسات السيادية مثل القوات المسلحة مسيحي. غير أنهم محرومين من تقلد مناصب مثل وزارة الداخلية والخارجية ومحرومين أيضا من المشاركة في السلطة . وليس لهم الحرية مثل أخوتهم المسلمين في بناء دور العبادة الخاصة بهم فيلزم لذلك إجراءات معقدة جدا مما يجعل بناء كنيسة يأخذ سنوات عديدة لاستخراج الإذن بالبناء فقط . أما الجهة الثانية هي جماعة الأخوان المسلمين الذين يحرضون الأغلبية على الأقباط ويشجعون على كراهيتهم ومعاداتهم لأنهم في نظرهم كفرة ومشركين ولا يجب التعامل معهم ولان هؤلاء محتكرين الكلام باسم الدين ولان المسلمين في بلدنا ق فقدوا الثقة في شيوخ السلطة فإنهم لا يسمعون إلا هؤلاء ويلبون نداءا تهم فورا كما حدث في مهزلة محرم بك .
والان وبعد كل هذا نتهم الأقباط أنهم خونة لأنهم لجئوا إلى أمريكا كي تحميهم من الأغلبية المتربصة بهم . إذا كنا لا نعترف بحقهم في الحياة معنا كمواطنين مصريين عليهم مثل ما علينا ولهم مثل ما لنا وأن من حقهم ممارسة عقيدتهم بحرية مثلنا وان بلدنا هي بلدهم أيضا وإننا لا نتكرم عليهم بسماحنا لهم العيش معنا في وطنهم . أن مؤتمر واشنطن هو عار علينا جميعا كمصريين لأنه يدل على عدم وجود التسامح الديني بين أفراد الشعب المصري وإننا لسنا إلا شعب متخلف متعصب همجي لا يستطيع أفراده التعايش في سلام ومودة .
و بعد موقف المثقفين والصفوة في مصر من أحداث الإسكندرية وعدم اعترافهم بحقوق الأقباط المهدرة يستنكرون ذهاب الأقباط لأمريكا طلبا للحماية ولحقوقهم التي نكرها عليهم أبناء وطنهم إنهم كالذي يقتل القتيل ويستنكر ويغضب إذا صرخ .



#دينا_عبد_الحميد (هاشتاغ)       Dina_Iraqi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى من يحاولون إرهاب د.احمد صبحي منصور: لن تستطيعوا أن ...
- انقذونا من الصحافة الصفراء
- أهكذا علمنا ديننا يا مسلمين؟
- إلى الأستاذ مصطفى بكري : قتلت القتيل وجاي تمشى في جنازته؟
- إلي الأستاذ مصطفى بكري: هل من اجل ثأر شخصي تشعل الفتنة في مص ...
- هدى لن تضيع دماؤك هدرا لأننا لن نسكت بعد اليوم
- هل إرادة البشر أقوى من إرادة الله؟ لماذا يحرمون ما أحل الله؟
- ردا على القارئ طارق مقدادي ...هل لا يجوز زواج المسلمة من أهل ...
- لماذا يحرمون ما أحل الله ؟لماذا لا يجوز للمراة المسلمة أن تت ...
- الحرية الحقيقة
- دعاة عملاء


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - دينا عبد الحميد - أقباط مصر بين الخيانة والاضطهاد