أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر يحي احمد - الفلسفة في المخيلة العربية














المزيد.....

الفلسفة في المخيلة العربية


عمر يحي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 10:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يأتي الإنسان إلى الحياة و هو غير مستعد للبقاء فيها و يذهب عنها و هو غير مستعد للخروج منها و ليس العبرة بقدوم الإنسان أو فناءه بقدر إرتباطها بتفسير سر البقاء و جوهر الوجود و كينونية الحياة وهنا يقف العقل البشري متأبطاً خيره لإيجاد تفسير لهذه الإشكالية ولما كانت الإشكاليات التي وآجهت الإنسان هي إشكاليات إستاتيكية الوجود ديناميكية التأثير فقد تعددت النظريات و الإتجاهات التفسيرية .
وقد إهتم كل علم او نظرية بجانب واحد من جوانب الحياة الإنسانية مثل علم الإجتماع الذي يختص بالظواهر الإجتماعية أو الإقتصاد الذي ينصرف إلى متعلقات الحياة المادية.
الفسلفة هي إحدى العلوم التي جاءت لتفسير ماهية الإنسان و جوهر الوجود و كينونية الحياة نشأة الفلسفة في أدغال المدن اليونانية القديمة أثينا و. إسبرطة و من ثم إنتشرت في بقاع الأرض متخطية الحدود و الجغرافيا متجاوزة العادات و التقاليد .
كانت من ضمن العقليات التي إستلهمت الفلسفة و وصلتا إبجدياتها هو العقل العربي إذاً ما هي صورة الفلسفة في مخيلة العقل العربي ؟.
الفلسفة في أبسط معانيها هي حب الحكمة ؛هذه الحكمة تسعي إلى تحقيق غايتين :
الاولى : تنمية العقل الإنساني وذلك من خلال طرح الأسئلة الكبرى و التنقيب عن جوهر الحقيقة .
والغاية الثانية للفلسفة هي النظر إلى الأشياء بمنظور مختلف وذلك من خلال الثورة على كل الأفكار الميتفزيقية و اللأهوتية التي تقترن بإستنتاجات العقل البشري المجرد
.لقد أخذ العرب منذ إتصالهم بالعالم الاوروبي موقفاً سلبياً منه وكانت الفلسفة هي أكثر نقاط الخلاف بين العقل العربي و العقل الأوروبي ولا تزال هذه القطيعة الفكرية متواصلة حتى الوقت الراهن إستطاع كثير من علماء العرب تشويه الصورة الحقيقية لجوهر الفلسفة فالفلسفة في مخيلة العقل العربي قد إقترنت بتكهونات لأهوتية و أحكام قبلية سابقة فهي كفر و إلحاد و زندقة .
و أمام هذه التكهونات فإن كل شخص يقف ضد الفلسفة في العالم العربي يُعد مفكراً فزٍ و عالماً ربانياً فكره حق و الثناء عليه واجب و رفض فكره و علمة شرك.
عندما إقترع الأوروبين آلة الطباعة كوسيلة لنشر العلم و المعرفة كانت الدولة الإسلامية هي اول المناطق التي وصلتها مكنة الطباعة و فور وصولها أفتى بعض علماء المسلمين بحرمة إستخدام هذه الطابعة لانها إنتجت في الغرب الكافر و لانها وسيلة لنشر الفلسفة و الزندقة .
كانت من نتائج هذه الصورة السلبية في مخيلة العرب هي تدهور العقل العربي و تخلفه عن التطور و قصوره في البحث و الإستنتاج و الإحتماء بأفكار و إطروحات براغماتية زرائعية تميل إلى التبرير بدلاً عن التجريب وإلى النفى بدلاً من الإثبات .
إن حال العقل العربي اليوم هو أسوا من حال إنسان ما قبل الحداثة و مجتمعات ما بعد الإشتراكية فقد تحول العالم العربي إلى مجتمعات غير متعلمة بل مستهلكة لنتائج العلم والمعرفة و الذي يذهب إلى دول الخليج مثلاً يجد أخر ما إنتج من الأدوات الإلكترونية و آخر ما صنع من السيارات ولكنه من المستحيل إن يجد آخر ما توصلت إليه العلوم الإنسانية .
وليس بقية الدول العربية بإستثناء من هذا التخلف الفكري .
ففي الوقت الذي وصل فيه الأوروبين إلى سطح القمر لا زال المجتمع العربي يبحث عن هل المصافحة حرام أم حلال و هل يجوز التسبيح بالسبحة بدل اليد .
إن المجتمع العربي المعاصر يواجه أهم الإشكاليات التي تواجه الأمم و الشعوب لان الإشكاليات العقلية و المعرفية هي جوهر الإنسان و فإذا لم تحل هذه المشكلة فأن مصيرها الفناء لقد أدرك كثير من أفراد الشعوب العربية هذه الحقيقة فسعوا إلى إصلاح مجتمعهم الذي يعيشون فيه فلم ينجحوا إلا في بعض الجوانب و كانت من نتائج هذا الواقع الأليم هو هجرة علماء العرب و عقولهم المفكرة إلى دول أخرى بها كل مستلزمات الرفاهية العقلية و النمو الفكري .
إن نظام التعليم في العالم العربي هو نظام مُتخلف يُكرس للجهل و يحطم ملكات العقل إذ إنه يقوم على سياسة الحفظ و التلقين و يركز على مبدأ ضمان إستمرارية مرتب الأستاذ و الحصول على شهادة للطلاب .
إن كثير من الدول العربية اليوم قد حزفت مواد التفكير و منعت علم المنطق بجانب منع تدريس العلوم التي تقوم على النقض الموضوعي و التحليل السليم ولما كانت هذه العلوم هي التي تعمل على تنمية العقل و توسيع الفكر فإن الأنظمة التسلطية لا تسعي إلى تنمية عقول الشعوب التي تحكمها بل تعمل بقصد على السيطرة على التعليم و توجيهه نحو الأمية و الجهل حقاً فشلت النظم التعليمية في تنمية العقل العربي بصورة جعلته غير قادر على تحديد أهدافه و غاياته و تفسير سر وجوده وفي ذات الوقت نجحت في بناء أنظمة عمقية و دول عميقة و بيوتات فكرية تتقدم نحو المؤخرة حتي وصلت إلى غاية الفشل بل نالت وسام مرحلة الإبداع في الفشل .
إن وجود الفرد على سطح الأرض لا يعني إنه مستخلف فيها و إن بعض الأفراد يموتون و هم في سن العشرين و يدفنون و هم في سن السبعين أو الستين و ما ينطبق على الفرد ينطبق على الأمة فإن الأمة هي عبارة عن مجموعة من الأفراد .
فإنتبهوا إلى عقولكم و تحسسوا وجودكم



#عمر_يحي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النباهة و الإستحمار في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر
- الاستراتيجيات العسكرية المعاصرة دراسة مقارنة بين نظريتي الاق ...
- مدخل لماهية الحرب الثقافية
- قصيدة شعرية في الدفعة 17 بجامعة الزعيم الازهري كلية العلوم ا ...
- التخطيط الاستراتيجي للتكامل الغذائي العربي
- مقومات الأمن الغذائي العربي دراسة في فرص و معوقات التكامل ال ...
- التغلغل الإيراني في أفريقيا و أثره على الأمن القومي العربي
- كيفية اختيار عنوان البحث و عناوين مقترحة في مجال العلوم السي ...
- استراتيجيات الصراع الدولي في منطقة القرن الافريقي
- العقلانية و فلسفة الزواج و العمران البشري
- عسكرة المجتمع و أثرها على السلوك المجتمعي و الأمن القومي الس ...
- أهداف و دواعي مشاركة السودان في عاصفة الحزم
- مقال مختصر لشرح و تفسير نظرية الاستكشاف بالنظر
- نظرية الفيض و اثرها على الفكر السياسي الإسلامي
- الانسان وفلسفة الصراع من اجل البقاء
- القرصنة البحرية في الصومال و انعكاساتها على الأمن الاقليمي و ...
- اسباب و مبررات صمود النظام السوري و بشار الاسد في الحكم
- مهددات الأمن المائي في دول حوض النيل قراءة في طبيعة الميزان ...
- الانسان و فلسفة الوجود
- الصراع حول المياه في منطقة حوض النيل دراسة في الابعاد القانو ...


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر يحي احمد - الفلسفة في المخيلة العربية