|
أزلام السلطة ورجال الدولة 2-2
ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)
الحوار المتمدن-العدد: 1382 - 2005 / 11 / 18 - 11:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد حاولت في الجزء الأول من هذا المقال كشف الحقيقة المتعلقة بأهمية وقيمة النخبة السياسية بالنسبة لمصير الدولة والمجتمع والثقافة. كما حاولت البرهنة، استنادا إلى الواقع وتاريخ العلاقة العضوية بين طبيعة النخبة السياسية وآفاق تطور الدولة أو انحطاطها، إلى الاستنتاج القائل، بان استقراء تاريخ الخراب العراقي و"منظومة" الانحطاط الشامل فيه تبرهن على أن احد أسبابها الجوهرية يقوم في فساد النخبة السياسية. ولفسادها صيغ وأشكال متنوعة تصب عموما في استعادة الزمن واجتراره، بمعنى فقدانها لإدراك حقيقة الدولة، باعتبارها منظومة المؤسسات الشرعية. وانعدام هذا الإدراك هو الذي يشكل السبب الجوهري في انحطاط النخبة السياسية. وفي هذا أيضا يكمن سر بقاء الواقع المتخلف في كافة نواحي الحياة مع التغير المستمر "للقيادات" و"الزعامات" و"الرؤساء". وهو تغير يدل على أنها ليست نخبا سياسية بل كيانات طارئة وعابرة. وهي حالة معبرة عن هامشية النخب وفراغها الروحي والمعنوي والأخلاقي. من هنا تشابه سلوكها بما في ذلك في المظاهر. وهو أيضا مظهر من مظاهر انحطاطها المعنوي، وذلك لان حقيقة النخبة هي اختصاص وشخصية. ولهذا وصفتهم في الجزء الأول من المقال، بان النخبة الفارغة، أي الفاقدة للاختصاص والشخصية هي اقرب من حيث نوعيتها إلى حشائش الزينة، بمعنى أنها مجرد "عناصر" في ديكورات الجاه، وليس رجالا في مؤسسات الدولة ونظامها السياسي. من هنا هشاشتها وخوفها المزمن. وليس اندفاعها صوب "المنطقة الخضراء" سوى الصيغة الرمزية لمحاولة الاحتماء من الخوف الذاتي. فالانقلاب الديمقراطي العاصف والتأييد الجماهير الحاسم للقضاء على الصدامية كان ينبغي لحاله فقط أن يكون ستارا فولاذيا للنخبة السياسية الجديدة. ومن ثم كان يفترض منها أن تكون محصنة به للخروج إلى "الشارع العراقي" من اجل مواجهة إشكالاته ومشاكله الفعلية. بينما لا يعني اختباءها في المنطقة الخضراء سوى الاستعادة الفجة للصدامية واستمرار تقاليد الخوف الذاتي. وهي حقيقة تتضح معالمها بهذا الصدد بعد أكثر من سنتين من سقوط الدكتاتورية. بمعنى تزايد الاختباء الأمني(!) والانغلاق الطائفي والعرقي، والإثراء الفاحش!! أي إننا نقف أمام نفس المسار "التاريخي" للصدامية. والفرق الوحيد هنا هو أن "الانجازات" الصدامية في مجال "الأمن" و"الانغلاق" و"الثراء" قد جرت في غضون عقود مع عمران يناسبه، بينما جرى هنا في غضون سنتين لكن بدون أي عمران. وإعادة الاعمار الوحيدة هي لنفسية وذهنية الصدامية، أي لتقاليد منحلة. وهي حالة تكشف عن طبيعة النخبة السياسية العراقية السائدة حاليا وآفاقها الفعلية. إن خوفها الظاهري هو النتاج الملازم لخوفها الكامن فيها. ولا يعني ذلك بالنسبة للآفاق السياسية في العراق سوى فقدانها للجرأة على منازلة الصعوبات التي يواجهها العراق في كافة نواحي الحياة. وهي حالة تعبر أولا وقبل كل شيء عن أنها ليست نخبة بالمعنى الدقيق للكلمة بقدر ما أنها تركيبات متنوعة الهشاشة من أزلام سلطة، أي مكونات لا هوية واضحة فيها ولا شخصية. بينما حقيقة النخبة هي أولا وقيل كل شيء هوية وشخصية واضحة المعالم. وعندما نضع هذا المقياس العام، أي الهوية والاختصاص لمعرفة رجال الدولة في العراق، فإننا نعثر دون شك على نماذج ودرجات مختلفة ومتنوعة، لعل أكثر بروزا وتأثيرا هو الملك فيصل. وما عداه أما رجال سلطة أو أزلام سلطة وهو الغالب. بل أن شخصية كبرى مثل عبد الكريم قاسم، مؤسس الجمهورية الحديثة، الذي تبدو النخبة الحالية على خلفيته باهتة اللون وعديمة الطعم والرائحة، لم يكن في الواقع سوى رجل سلطة. ليس هذا فحسب، بل وممثل الفشل الذريع فيها. لكنه يبقى من رجال السلطة الكبار في العراق. أو على الأقل انه خلافا لمن تبعه لم يعرف فنون الاختباء ولم تعرف أعماقه نفسية الجبن والمهانة. وهنا اسمح لنفسي باستطراد شخصي. فقد كنا نحن الصغار بعد "ثورة تموز" نردد بنوع من الولع والسعادة التي لا يحدها حدود أهزوجة "عاش الزعيم عبد الكريم" في كل مناسبة مهما كانت طفيفة وسخيفة. وهو تعبير عن وجدان يتجانس مع شخصية الزعيم عبد الكريم. فقد كنا نحبه حبا جما و" نقدسه" بالشكل الذي غطى في أعماقنا على حب الأئمة وأشباههم. وهو الآخر وجدان له ما يحببه في شخصية الزعيم الحرة والمكشوفة والعلنية والشجاعة والجريئة والنزيهة. فقد كنا على سبيل المثال، نعرف بموعد مروره إلى معسكر الرشيد لان سائقه الشخصي كان جارنا في منطقة الألف دار (تل محمد) في بغداد الجديدة. وهي البيوت التي بناها الزعيم ووزعها على من يحتاجها من العراقيين. وقد كانت "هدية" تتمثل بكل جوانبها ما يمكن دعوته بصك الغفران الأول للسلطة الجديدة في شراء فكرة المواطنة الحقيقية. غير أن المواطنين لم يفكروا بمقاييس البيع والشراء لان ذممهم كانت بريئة براءة الزعيم عبد الكريم. لهذا كان اندفاع الجماهير (أو الجمهوريين) على موكبه الذي لم يحتو غير سيارته المكشوفة وسائقه والمحاط بزغاريد النساء وتلويح الأطفال والابتسامات المتبادلة من قبل الجميع كما لو موكبا سماويا نزل على الأرض لينتقل بهذه الجموع الفرحة من أراض خربة عابرا "شطيط" ("النهر" الذي كانت تتجمع فيه المياه القذرة والآسنة لمدينة بغداد) إلى معسكر الرشيد. لقد كان عبد الكريم قاسم في كل جزيئة منه رجلا ومواطنا حقيقيا. لقد استطاع أن يكسب الحب الخالص لإخلاص الأغلبية بأخلاق رجل الدولة، مع انه لم يستطع رغم كل شمائله الرفيعة بلوغ مرامه. لقد كان عبد الكريم اسما على مسمى، متحليا بجملة من الفضائل الأخلاقية التي يمكن أن تكون الأرقى والأنقى في تاريخ العراق الحديث كله بلا منازع من بين رجال السلطة والدولة على السواء. وهي فضائل ضرورية بالنسبة لفكرة الدولة بشكل عام والشرعية بشكل خاص، إلا أن الجوهري في فكرة رجل الدولة هو تحقيق الحد الضروري لتجانس مؤسسات الدولة وديناميكيتها في مختلف الميادين بما يكفل الحقوق الفردية والاجتماعية وفكرة المساواة والحرية بمعناها الاجتماعي والوطني. من هنا طبيعة ونوعية التناقض الهائل بين هويته واختصاصه. لقد أراد عبد الكريم قاسم، وهو العسكري الوطني الأصيل، أن يكون رجل الدولة. لكن التجربة التاريخية تبرهن على أن رجل الدولة هو المنحدر من النخبة السياسية الرفيعة فقط، أي من يتمتع برؤية إستراتيجية في إرساء أو تطوير أسس الدولة والمجتمع والثقافة والعلم والتكنولوجيا. وهي إستراتيجية ممكنة فقط في ظل وجود نخبة مبدعة في كافة الميادين وثيقة الارتباط بالهموم السياسية الوطنية الكبرى. في حين كانت شخصية الزعيم عسكرية من حيث الهوية والاختصاص. وهو الأمر الذي جعل من انقلاب الرابع عشر من تموز ردا عسكريا عنيفا على فساد النخبة السياسية الملكية الحاكمة آنذاك. أما نتائجها المباشرة فقد كانت تقوم في إشراكها المباشر للجماهير في العملية السياسية واستثارة نفسية المغامرة في النخبة التي لم تستطع التكامل في غضون أربعة عقود من إرساء الدولة (الملكية). أما النتائج غير المباشرة لانقلاب الرابع عشر من تموز فقد كانت تقوم في تفشي ذهنية المؤامرة واشتراكها الفعال في جعل الفكرة الراديكالية الملاذ الوحيد والمخرج النهائي للخروج من مأزق هي صانعته الكبرى. ومن حصيلة هذين التأثيرين تراكم الانتهاك السياسي لفكرة الشرعية والصراع الشرعي. بحيث جعل النخبة السياسية جزء من وجدان "الشارع" وليس عقلا مدبرا لمنظومة الدولة والمجتمع والثقافة. مما اقفل على النخبة إمكانية التطور بمعايير الرؤية الإصلاحية. لاسيما وان تاريخ الأمم والدول المتطورة يبرهن على أن الأسلوب الأمثل لضبط النخبة ضمن حدود الديناميكية المبدعة والاستقرار السياسي للدولة يقوم في تحسين شروط الإصلاح الدائم للدولة ومؤسساتها. فهي العملية التي تنقذ أيضا النخبة، بما في ذلك السياسية، من الفساد. في حين أدى القطع الراديكالي إلى تخريب الجميع، لأنه جعل من تجاوز التجارب التاريخية وبعثرتها في "مشاريع القادة" مجرد اجترارا للزمن الضائع. وفي هذا يكمن سر الخراب التاريخي للنخبة العراقية بشكل عام والسياسية بشكل خاص. وهي الحصيلة التي يقف أمامها العراق بعد بلوغه ذروة الانحطاط الكبرى في تاريخه المعاصر، أي الدكتاتورية الصدامية. فالنخبة السياسية الحاكمة في ظروف العراق الحالية تعيد في حالات عديدة إنتاج دكتاتوريات مجزأة وصغيرة. وإلا فكيف يمكن للمرء أن يفهم سلوك أولئك "الديمقراطيين" الذين يحيطون أنفسهم، في ظروف العراق البائسة، بعدد من الحراس يربو على ثلاثة آلاف ونصف يقترب راتبهم الشهري الرسمي من مليون ونصف المليون دولار. وقد لا تكون هذه الأموال كبيرة مقارنة بالسرقة التي تقوم بها النخبة السياسة الحاكمة حاليا في العراق، إلا أنها تعادل بمعايير "رجل الدولة" الفساد المريع والانحطاط الشامل. ذلك يعني إننا نقف أمام نخبة تستمر وتستكمل زمن الانحطاط. بمعنى أنها جزء من زمن التوتاليتارية والدكتاتورية. فهي نخبة لا يخامر قلبها الخجل حالما تنظر إلى الحالة المزرية لواقع الأغلبية المطلقة من العراقيين. وهو أمر يشير إلى أنها يمكن أن تنظر لكنها لا ترى. لان الرؤية من القلب لا من العين. وهو الأمر الذي يمنع عليها رؤية الفرق الشاسع والمهين بين ما تتمتع به وما تعانيه "جماهيرها" من حرمان ومآسي. وهو واقع مؤسف ومهين، لكنه يصبح معقولا ومقبولا حالما يتحول رجل السياسة إلى "عنصر" من "أزلام السلطة" وليس إلى شخصية اجتماعية وطنية. وفي هذا يكمن سر الطابع الباهت للنخبة السياسية العراقية الحالية. فهي، كما يقول العراقيون، قوى "احترقت أفلامها" بسرعة!! بمعنى أنها لم تعد في عقل وضمير المجتمع أكثر من أشباح. إن تحول الأشباح إلى قوة سياسية هو الوجه الأكثر مأساوية في تاريخ النخبة العراقية. ومن ثم لا يعني صعود "أزلام السلطة" سوى الوجه الآخر لتلاشي "رجل الدولة". وهي العملية التي تجد انعكاسها النموذجي في ظروف العراق الحالية بانحدار النخب صوب المكونات التقليدية والبدائية لما قبل الدولة العصرية مثل الطائفية والعرقية والجهوية والعشائرية وما شابه ذلك، وكذلك في صعود نجم رجل الدين وانحدار رجل العلم. فهي العملية التي تشير إلى حجم الضعف الهائل للقوى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية من جهة، والى ضعف أو انعدام نخبة علمانية (دنيوية) عراقية ذات تأثير روحي بالمجتمع. من هنا صعود المرجعية الدينية وليس المرجعية العلمانية (الدنيوية). إن هذه المعادلة الغريبة لمحاولات الانتقال إلى الديمقراطية هي دون شك من بقايا التوتاليتارية الدكتاتورية، التي أفسدت بصورة شبه تامة معنى وحقيقة ووجود النخبة الاجتماعية بشكل عام والسياسية بشكل خاص، إلا أنها لا تبرر بأي حال من الأحوال نفسية أزلام السلطة. وذلك لان النخبة السياسية التي تعتبر نفسها ممثلة وداعية للنظام الديمقراطي والمجتمع المدني والدولة العصرية تتحمل هي لوحدها المسئولية التاريخية عن المستقبل. أما مهمة النخبة الإبداعية في العراق ومسئوليتها التاريخية، فتقوم في تمثل حقيقة المستقبل العراقي من خلال الالتزام الدائم بمرجعيتها الخاصة في الموقف من النخبة السياسية على قاعدة واحدة فقط وهي إدانة ومهاجمة أزلام السلطة وتأييد ودعم رجال الدولة، مع الإبقاء على مسافة ضرورية بينها وبين السلطة للحفاظ على استقلالها الفكري والسياسي.
#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)
Maythem_Al-janabi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أزلام السلطة ورجال الدولة -1-2
-
كتاب جديد لميثم الجنابي - العراق ورهان المستقبل
-
النخبة السياسية والمأساة العراقية! 2 - 2
-
النخبة السياسية والمأساة العراقية! 1 - 2
-
حرب أهلية = دولة كردية. وهم أو خرافة؟
-
الاستفتاء وآفاق الانتقال من نفسية القطيع إلى ذهنية الاختيار
...
-
العقدة العراقية – تاريخ البدائل
-
العقدة العراقية – خرافة الانحطاط وأسطورة العظمة
-
الشخصية العلوية – وحدة المتناقضات المغرية
-
العراق وهوية المستقبل
-
الاستفتاء والمحاكمة – الابتذال الديمقراطي لفكرة الحق
-
العد العكسي لزواج المتعة بين القيادات الإسلامية الشيعية والق
...
-
المأساة والأمل في العراق
-
هادي العلوي: المثقف القطباني 11 من 11
-
هادي العلوي: وحدة اللقاحية والمشاعية الشرقية 10 من 11
-
هادي العلوي: المثقفية والابعاد الروحية والحضارية 9 من 11
-
هادي العلوي - المثقفية والابعاد الاجتماعية والسياسية -8 من 1
...
-
هادي العلوي: المثقفية او القيمة الابدية للمثقف 7 من 11
-
هادي العلوي - الثقافة الحقيقية هي الثقافة المعارضة 6 من 11
-
هادي العلوي - الثقافة والسلطة كالعقل والطبع 5 من 11
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|