بين المرأة مسلمة والمسيحية واليهودية

جمال الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 08:06
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي
    

بين المرأة مسلمة والمسيحية واليهودية
يختلف كل مفكر في العالم حول المرأة ، البعض يمجدها والبعض يمدحها والبعض يكفرها والبعض يراها جسد بدون عقل ، ليس هناك طبيعة فكرية متفق عليها مع كل مفكر في العالم مهما كانت صفته ، لكن إدا أردنا طرح سؤال هل السبب في اضطهاد المرأة يكمن في الأديان أو الأعراف أو الصراع الطبقي؟ أم أسباب أخرى؟ فالإجابة واضحة الأديان اختلفت من كتاب إلى أخر جاءت المسيحية فطبقت شريعتها على المرأة سنوات ، لكن تقليد الحديث والعالم متفتح والفكر العلماني جديد رأى أنها متحجرة ومتخلفة مع دين المسيح ، فقام بإخراجها من الكنائس إلى الحياة اليومية العملية ليس بالعنف إنما مفهوم الحرية وتفتح الاجتماعي بطبقة الحريات هيا التي أخرجت النساء من الكنائس ، وهذا يطبق على اليهودية أيضا كانت يهودية وملتزمة بمعبدها والحريات أخرجتها وحررتها من هده العبودية الدائمة ، لأن مفهوم التدين عند المسيحية واليهودية هو الخروج من عبودية الكنائس والمعابد وأكبر دليل على النساء اليهودية هو : إذا سكن إخوة معًا ومات واحد منهم وليس له ابن، فلا تَصِر امرأة الميت إلى خارج لرجل أجنبي. أخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب أخي الزوج. والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يُمحى اسمه من إسرائيل" سفر التثنية: 25/5،6، شريعة اليهودية على المرأة أن تظل حبيسة الرجل حتى بعد موته، فلا تستطع الفكاك من هذا القيد، وتلزم الديانة اليهودية الأرملة بأن تتزوج شقيق زوجها الذي مات عنها، وبعد أن تضع طفلا منه لا يحق نسبه إلى أبيه الحقيقي، وإنما إلى زوجها الميت، أي عم الطفل، ويعتبر هذا التشريع من أشد الإهانات الموجهة ضد المرأة ، وأكبر دليل على المرأة المسيحية : والناظر إلى أوربا النصرانية يجدها تنظر إلى المرأة على أنّها أقذار، حتى أنّ أودو الكلني في القرن الثاني عشر الميلادي ذكر أنّ مُعَانقة امرأة تعنى مُعانقة كيس من الزبالة (الأستاذ أحمد عبد الوهاب: تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام. ص 230. ط1. 1409هـ / 1989م. دار التوفيق النموذجية – القاهرة.
أم المرأة المسلمة لن نتكلم من لسان عربي عنها إنما نرى فلاسفة الغرب مادا قالوا : هذا ما اعترف به روجيه كارودي Roger Garandy المفكر الفرنسي حين أنصف الإسلام فقال: "إن القرآن -من وجهة نظر اللاهوتية- لا يُحدّد بين الرجل والمرأة علاقة من التبعية الميتافيزيقية؛ فالمرأة في القـرآن توأم وشريكة للرجل... والقرآن لا يُحمل المرأة المسئولية الأولى للخطيئة" (انظر: وعود الإسلام. ص 78. ترجمة أ. ذوقان قرقوط. ط 1984م. منشورات الوطن العربي – بيروت).
كما جعل حقَّ الأمّ في البرّ أكثر من حقّ الأب، وقد بيَّنَ الرسـول صلى الله عليه وسلم ذلك حين قال له رجل: يا رسول الله، مَنْ أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثُمَّ مَنْ؟ قال: ثُمَّ أُمُّك. قال: ثُمَّ مَنْ؟ قال: ثُمَّ أُمُّك. قال: ثم مَنْ؟ قال: أبوك» مسلم: صحيحه. كتاب البر والصلة والآداب. باب "بِرّ الوالدين، وأنّهُمَا أحقّ به". ص 1029. رقم [2548]. من حديث أبي هريرة.
والإسلام لا ينظر إلى الرجل والمرأة على أنَّ كلًا منهما بديل عن الآخر، وإنَّما يرى أنّهُما يُكَمِّلان بعضهما البعض، وهذا مراعاة لمبدأ توزيع العمل الذى اقتضته الحكمة الإلهيّة، حيث تُعوّض المرأة جوانب النقص في الرجل، ويُوفّر الرجل ما تفتقر إليه المرأة (أ. وحيد الدين خـان: المـرأة بين شريعة الإسـلام والحضارة الغربيـة. ص 179، 180. ترجمة سيد رئيس أحمد النـدوى، ومراجعة د. ظفر الإسلام خان. ط1. 1414هـ / 1994م. دار الصحوة للنشر – القاهرة).
وتَهدِفُ الشريعةُ الإسلاميّةُ بشكلٍ عامٍ إلى غاية مُتميّزةٍ هي حماية المجتمع. ويُقدّم التشريع للمرأة تعريفاتٍ دقيقة لِمَا لها من حقوق، ويُبْدى اهتمامًا شديدًا بضمانها، فالقرآن والسُّنَّة يَحُضّان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف، كما ضمن لها حق المِلْكيّة الخاصة الشخصية والإرث (مارسيل بوازار M. Poizer: إنسانية الإسلام. ص 109، 110. ترجمة د. عفيف دمشقية. ط 1980م. دار الآداب – بيروت)
لدلك نقول أن سبب هو ليس الأديان إنما تطرف الأعمى لأصحاب الأديان ، الكنيسة ترى نفسها أنها العقل وليس للمرأة عقل ، واليهودية ترى أنها خادمة للمعبد وهذا خطأ كبير ، والمسلمة أنصفها الإسلام لكن التطرف جعل الاختلاف بين طوائف الإسلام يقتل المرأة ويحطمها ويرجعها إلى عصور قديمة جدا .

#جمال_الصغير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات