|
مهزلة الانتخابات الايرانيه - 18-
صافي الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 20:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مهزلة الانتخابات الايرانيه - 18- خامنئي وكاس السم الانتخابي صافي الياسري صحيح ان معادلة الانتخابات الايرانية لم تتغير كثيرا في مسالة اقتسام مقاعد مجلس الخبراء ومجلس الشورى بين العقارب الثلاثة الابرز في ولاية الفقيه المتصارعة على النفوذ والمغانم ،لكنها ضربت نتائجها زمرة خامنئي في الصميم في طهران حيث اطاحت باهم اعمدة الزمرة ومن بينهم اقارب خامنئي عادل حداد الذي كان يرجى لمنصب رئيس البرلمان او ما يسمى مجلس الشورى ،وصحيح ما قاله ممثل خامنئي في صحيفة كيهان الحكومية في تبرير الصفعة التي تلقتها زمرة خامنئي ،ان طهران ليست كل ايران ،وصحيح ما نعرفه ان كفة الحرس الثوري كما يسمى ما زالت مجيرة الوفاء لخامنئي وانها قادرة بالترغيب او الترهيب تعديل ميل موازين القرارات لصالح خامنئي ،الا اننا نقولها بيقين ان نتائج الانتخابات هذه انما هي بمثابة رسالة شعبية رافضة لسلطة خامنئي ومركزه ،ويتضح ذلك في رسالته القصيرة التي نشرها بعد يومين من مسرحية الانتخابات، وهي كما وصفتها المعارضة الايرانة بانها انعكاس لمرآة منكسرة لهزيمة النظام وتفاقم أزماته. هزيمة اريد أن تكون مخفية تحت عبارات دعائية متعددة. عبارات مثل «عزيمة راسخة و حماس وحيوية لا تنسى» و« لتشكيل مجلسين مقتدرين عظيمي الأهمية»و« الديمقراطية الدينية في وجهها المشرق المقتدر». ان الضعف الملموس السائد على كل جوانب هذه الرسالة يوضح الحقيقة بشكل جلي. فعلى سبيل المثال عندما يحذر قادة النظام من أن « الفترة الراهنة البالغة الحساسية تتطلب حساسية ووعياً وعزيمة راسخة من الجميع وخصوصاً من المسؤولين». أو عندما يطعن رفسنجاني ويتهمه بـ « ترجيح المصالح الشخصية والإرادات الشخصية و الفئوية على المصالح الوطنيه » ويقول انه ليس أهلا « للوقوف بشجاعة أمام التدخلات الأجنبية» ولا يبدي « ردود فعل ثورية حيال مخططات الخصوم و الخونة ». او في اشارة الى مزاعم روحاني بـشان «الاستثمارات الخارجية» تحت عنوان «التنمية» و «التقدم» يقول: « التقدم لا يعني الذوبان في هاضمة الاستكبار العالمي». خامنئي بطبيعة الحال يترك شهر السيف لشن حملات أكثر علانية لوقت اخر وليشفي غليله الى كبير جلاديه في قضاء النظام الملا آملي لاريجاني ليتهم على لسانه رفسنجاني «بالتنسيق مع وسائل الاعلام الأمريكية والبريطانية» و حتى «الدواعش» و«التناغم مع الأجانب». الاتهام الذي يرادف الاعدام في نظام الولاية. الا أن رفسنجاني وفي المقابل شهر السيف بوجه خامنئي ليقول «لا أحد يقاوم ارادة الغالبية الساحقة للشعب وكل من لايريده الشعب فعليه أن يرحل». (28 فبراير). هذه المواجهة تبين أنه في عهد ما بعد مسرحية الانتخابات، تدور رحى الصراع في قمة النظام وكل الأزمات الناتجة عنه راحت تتفاقم أكثر مما مضى. انها حالة مجتمعة بين حصيلة تبعات تجرع كأس السم ونتائج الصراع على الانتخابات حيث يخرج منها النظام والولي الفقيه أضعف وأعجز مما سبق. لماذا وكيف؟ تجيب المعارضة الايرانية على هذا السؤال بالقول - بالقاء نظرة الى نتائج مسرحية الانتخابات يمكن الحصول على الجواب: 1- لحد مساء الخميس 25 فبراير كان قادة النظام يتشدقون بمشاركة 75 بالمئة ولكن عمليا كانت «لا» الشارع الايراني كبيرة جدا بحيث حتى باللجوء الى دهاليز «تجميع الاراء» لمضاعفة الأصوات بمضروب كبير فانهم لم يتمكنوا من اعلان أكثر من 62 بالمئه (بيان وزارة الداخلية 29 فبراير). هذا الواقع يكشف صراحة أن بوار سوق تهريج الانتخابات كان بدرجة اضطرت معها وسائل الاعلام الحكومية الى الاعتراف بذلك من خلال عناوين تحذير من «الجزء الفارغ من الكأس» و«عدم حضور مالايقل عن 40 بالمئة أي حوالي 22 مليون نسمة» مؤكدين أن هذا الواقع لايمكن العبور عليه بسهولة» (جهان صنعت 28 فبراير) كما حذروا من أنه «في بعض المناطق الفقيرة تضائل عدد الأصوات ... لذلك على غرف التفكير في النظام والحكومة أن تدقق المسألة وتتداركها». (جوان 28 فبراير). 2- مع شطب العناصر الرئيسية لخامنئي من أمثال حداد عادل والملا يزدي ومصباح وفي المقابل تصدر رفسنجاني القائمة، فقد تلقى الولي الفقيه ضربة كبيرة. ويمكن ادراك وقع هذه الضربة من خلال الشطب الكامل لقوائم زمرته في طهران سواء في مجلس الخبراء أو البرلمان. ووصفت وسائل الاعلام التابعة لخامنئي هذا الواقع تحت عنوان «اننا تلقينا هزيمة» (جهان نيوز 29 فبراير) و حتى ذهبت أبعد من ذلك ووصفتها بـ «الاطاحة» من حيث «الايديولوجية السياسية» (موقع دولت بهار الحكومي 28 فبراير). 3- مع ذلك وبما أن خامنئي وبشطبه المرشحين بالجملة من قبل مجلس الصيانة، قد سلب رفسنجاني امكانية حصوله على الغالبية خاصة في مجلس الخبراء الا أن المشهد تحول الى اصطفاف مكثف بين زمر النظام والصراع على السلطة في مستوى أعلى سوف تترتب عليه تبعات ثقيلة على كاهل النظام متجرع كأس السم النووي ثم الانتخابي تاليا .
#صافي_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عشية يوم المراة العالمي رسالة شعله باكروان
-
روحاني بعد سليماني في بغداد
-
مهزلة الانتخابات الايرانيه -17-
-
ما هي مهمة قاسم
-
دستور حقوق المراة
-
مهزلة الانتخابات الايرانيه -16-
-
ليكن هذا القرن عصر خلاص المرأة
-
عشية يوم المراة العالمي
-
مهزلة الانتخابات الايرانيه -15-
-
مهزلة الانتخابات الايرانيه -14 -
-
ايران وكاس السم الاقليمي
-
التدخل الايراني في الشان العربي سافرا
-
مهزلة الانتخابات الايرانيه 12
-
مهزلة الانتخابات الايرانيه - 10
-
مهزلة الانتخابات الايرانية -7-
-
مهزلة الانتخابات الايرانيه - 8-
-
مهزلة الانتخابات ايرانيه -9-
-
مهزلة الانتخابات الايرانيه - 6-
-
مهزلة الانتخابات الايرانيه -4-
-
مهزلة الانتخابات الايرانيه -5-
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|