محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 20:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت فرصته الأخيرة، إذ أن حدَّ 45 سنة الذي تضمنته شروط اجتياز مباراة التعليم لم تكن تسمح له بتكرار المحاولة، عاش أعزبا يتقنص كل سنة فرصة الانسلال إلى مقعد في الوظيفة العمومية، غير أن هذه السنة كانت استثنائية على غير العادة، حيث أعد لها العُدة قبل الإعلان عن تاريخ المباراة بعدة أشهر...
يوم الامتحان، استيقظ وقتما اتفق، تناول وجبة الإفطار اضطرارا، لمَّ حقيبته وهبَّ لمغادرة البيت، إلا أنه أضاع المفاتيح، بحث عنها زمنا ليس بالقصير، اضطرب، هل يغادر البيت دون إقفال، ومسكنه يقع في قلب الإجرام، حارة الحراشيف؟ ماذا عساه يفعل؟ وباب بيته لا يقفل تلقائيا، يسهل فتحه من الخارج؟ أم يلازم البيت ويضحي بفرصته الأخيرة؟
توكل على الله، غادر البيت إلى قاعة الامتحان، اجتاز المباراة بتفاؤل رفيع، ثم عاد أدراجه قبيل الغروب، وجد الباب مفتوحا والبيت فارغا عن بكرة أبيه !
تجرع المأساة بكوب ماء واصطبر، قال قضاء وقدر، والحكمة عند الله محفوظة، صلى الصلوات واقترض ما اقترض، أعلنوا عن النتائج، ورسب صاحبنا!
ندب حظه والدمع ينهمر من مقلتيه دون انقطاع، أضاع البيت والفرصة الأخيرة، أي ويلات تلاحقه، كاد أن يجن، لولا الوقائع الأخيرة!
عندما تابع قمع المتدربين، حمد الله على كل حال، واعتبر محنته نعمة في زمن اشتداد النقم !
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟