هويدا طه
الحوار المتمدن-العدد: 1382 - 2005 / 11 / 18 - 11:44
المحور:
الصحافة والاعلام
ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها كثيرون ذلك (الحزام الناسف) الذي ينافس يورانيوم أميركا المنضب في نثر (الموت العبثي) على رؤوس الأبرياء في أنحاء العالم، فالتليفزيون الأردني- ومنه إلى كل تليفزيونات العالم- بث اعترافات المرأة التي شاركت في (غزوة عمّان) دون أن تفلح في تفجير حزامها الناسف فهربت ومن ثم اعتقلت، عمّان.. وربما بأكثر من غيرها من العواصم العربية- شهدت تعاطفا مع (المقاومة العراقية للاحتلال) حتى اختلط على بعض أهلها الأمر.. بين مقاومة مشروعة تحرق مدرعات الغزاة وإرهاب يطال العراقي البائس.. في الأسواق والمدارس ونواصي الشوارع بل وحتى داخل ساحات البيوت والأفراح ومجالس العزاء، ربما يكون بعض أهلها ممن صدق أن الزرقاوي يقاوم.. ضحايا ثقافة همجية مبنية على الظن بأن الله يقايض الجنة بالقرابين البشرية! بينما من صفات الله الذي نعرفه العدل والرحمة بل والحب والجمال، هذه الثقافة امتدت من- بعض- خطباء المساجد الذين ينشرون كراهية الآخر المختلف إلى حد وجوب قتله.. إلى عدد ٍ من الفضائيات، فكم من قناة (دينية) ترفض تسمية قتل الآخر باسم الإرهاب.. فتشير دائما إلى حملات مكافحة الإرهاب بالقول:(مكافحة- ما يسمى- بالإرهاب) في إشارة لا يفهم منها إلا أن القائمين عليها لا يرونه إرهابا! وإذا كانت معارضة الحملة الدولية على الإرهاب لها أسباب وجيهة من ناحية أنها تحاول- فقط- القصاص من (الإرهاب الإسلامي) بينما تتجاهل إرهاب الجيوش.. وترفض الحزام الناسف بينما تتغاضى عن اليورانيوم المنضب.. إلا أنه إرهاب في جميع الحالات، ولعل ما حدث في الأردن من قتل أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في قضايا ذلك الزرقاوي- أو لعله الحمراوي- من شدة عشقه لدم الأبرياء.. يكون نقطة تحول لدى تلك القنوات.. التي تعتبر أحد أهم مصادر (تغذية) ثقافة الموت، فإذا وصفت تلك القنوات قتل عروس في ليلة زفافها أو طفلة رضيع على كتف أمها بأنه (جهاد).. فماذا نتوقع غدا من مشاهديها- المرابطين- حولها ليلا ونهارا؟!
#هويدا_طه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟