|
الذكاء العاطفي و حاجتنا اليه كعرب
طوني دغباج
الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 12:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الذكاء العاطفي و حاجتنا اليه كعرب
من اكثر الحاجات الحاحا و التي نحتاجها و نفتقر اليها كعرب و موكد انها ستفيدنا و لحسن الحظ لا تكلف شي اطلاقا هو الذكاء العاطفي ( Emotional Intellegence ). ثبت علميا ان الذكاء العادي اي ذكاء العقل وحده ليس كافي بل نحتاج معه ايضا كلنا كبشر و ليس العرب فقط نحتاج للذكاء العاطفي لنتاءج افضل في كل شيء في العمل حيث يتحسن الانتاج و في العلاقات الانسانيه حيث انها موكد سترتقي ان مارسناه اما كعرب فنحن بامس الحاجة اليه و اكثر من غيرنا بكثير . قديم جديد. رغم انه تم وضعه في اطار علمي فقط في سنة 1990 اي انه حديث جدا. و ربما بعضنا قد يكون لم يسمع به الى يومنا هذا الا ان اقدم الاصول عن الذكاء العاطفي يمكن ارجاعه إلى تشارلز داروين وقد عمل على أهمية التعبير العاطفي من أجل البقاء. ثم في عام 1900، رغم أن التعاريف التقليدية للذكاء أكدت الجوانب المعرفية مثل الذاكرة وحل المشكلة ، الا ان العديد من الباحثين في مجال الدراسة المؤثرة على الذكاء بدءوأ التعرف على أهمية الجوانب غير المعرفية ( الغير متعلقه بالعقل ) و المقصود بذلك العاطفه. مثلا في وقت مبكر من عام1920،E.L.ثورندايك استخدم مصطلح الذكاء الاجتماعي لوصف مهارة فهم و إدارة الآخرين، كذلك في عام 1940ديفيد كسلر وصف العديد من العوامل القيادية غير الفكرية بشأن السلوك الذكي، و في عام 1983، هاورد جاردنر بحث في نظرية الذكاء المتعدد اي ذكاء اخر غير ذكاء العقل. مما لا شك فيه أننا جميعا ندرك أن العواطف تؤثر في التفكير، وأن التفكير يؤثر في العواطف. وقد تم وضع هذا الأمر في إطار علمي منهجي فقط في عام 1990، حيث ظهر بحث موضوعه "الذكاء العاطفي". و جرى إعداد ذلك في "جامعة ييل" الأمريكية الشهيرة، من قبل كل من "بيتر سالوفي"، ومعه زميله "جون مايور". ويعرف البحث هذا الذكاء على النحو التالي: "يتمثل الذكاء العاطفي لدى الإنسان في قدرته على مراقبة عواطفه الذاتية، ومراقبة عواطف من حوله، وفهمها واستيعاب خصائصها والتمييز بينها، ثم استخدام المعرفة الناتجة عن ذلك في توجيه تفكيره وتحديد سلوكه".
على أساس هذا التعريف، جرى تحديد أربع صفات رئيسة للذكاء العاطفي:
1. أولى هذه الصفات هي قدرة الإنسان على استشعار عواطفه وعواطف من حوله، وهذا يعني قدرته على تلقي المعلومات من نظامه العاطفي ومن الأنظمة العاطفية الأخرى للناس من حوله، في إطار حالة معينة.
2. وتأتي الصفة الثانية هنا لتتضمن قدرة الإنسان على فهم هذه المعلومات التي تم تلقيها من الأنظمة العاطفية، وإدراك معناها، واكتساب المعرفة بمضمونها. 3. وتهتم الصفة الثالثة بعد ذلك بالقدرة على التركيز في إمكان استخدام المعرفة المكتسبة والاستفادة منها بالطريقة المناسبة.
4. ثم تبرز أخيرا الصفة الرابعة التي تحدد السلوك اللازم تنفيذه الذي يؤدي إلى حسن تصرف الإنسان تجاه الحالة التي يعيشها. وقد يشمل ذلك، على سبيل المثال، تهدئة عواطفه الذاتية إن رأى فيها غضبا غير مبرر، أو تهدئة عواطف من حوله إن كانوا مرتبكين في أمر، أو غير ذلك.
تنظر هذه الصفات إلى النظام العاطفي للإنسان كنظام معلوماتي يقوم بإرسال المعلومات إلى ذاته وإلى الآخرين، ويستطيع استقبالها أيضا من ذاته ومن الآخرين. كما تعمل هذه الصفات على تفعيل تفكير الإنسان في مضمون المعلومات العاطفية وإدراك معناها، وفي اتخاذ القرار المناسب للاستفادة منها وتحويلها إلى سلوك مناسب يحمل قيمة لصاحبه. وفي ذلك يبرز التعاون المعرفي بين القلب رمز العواطف، والعقل أداة التفكير والإبداع. ولعله يمكن القول هنا إن الذكاء العاطفي يبقى ذكاء فكريا يقوده العقل، لكنه ينطلق من معلومات عاطفية ينبض بها القلب. ولأن الذكاء العاطفي أمر عام يهم الجميع، انتقلت المعرفة به من بحوث "جامعة ييل" إلى الصحافة. فقد صدر للكاتب "دانيال جولدمان" حول الموضوع كتابان انتشرا على نطاق واسع وترجما إلى لغات عديدة. أولهما هو كتاب "الذكاء العاطفي" الذي صدرت ترجمة عربية له عام 2000. وثانيهما كتاب "العمل باستخدام الذكاء العاطفي" الذي ركز على أهمية الذكاء العاطفي في توظيف الثروة البشرية. يحتل "الذكاء العاطفي" حاليا أهمية كبيرة في سوق العمل في كثير من بلدان العالم، خصوصا في الوظائف التي تتطلب تواصلا أكثر مع الآخرين. فصاحب هذا الذكاء الذي يتمتع بصفاته الأربع يكون أكثر قدرة على حسن التصرف، بما فيه صالح العمل الذي يقوم به. وعلى ذلك باتت التساؤلات المبنية على هذا الذكاء تشكل جزءا مهما مما يطرح في مقابلات التوظيف. فلم يعد التوظيف يبحث فقط عن تأهيل معرفي ودرجات علمية وخبرة عملية، بل يبحث أيضا عن مستوى الذكاء العاطفي والقدرة على التصرف الحسن في أي حالة من حالات التواصل مع الآخرين. ونظرا للأهمية المتزايدة للذكاء العاطفي، هناك مقررات جامعية، ودورات مستقلة، لتأهيل الطلاب في مجاله، وتدريبهم على حسن التصرف. ويضاف إلى ذلك أن بحوث الذكاء العاطفي لم تعد مقصورة على "جامعة ييل"، بل باتت تجرى أيضا في جامعات مختلفة أخرى. وبين المسائل البحثية التي تطرح حول الموضوع: مدى قدرة الناس على اتقان كل من صفات الذكاء العاطفي الأربع، وأثر هذا الذكاء في الإبداع والابتكار في مختلف الموضوعات وفي مختلف الأعمال، ومدى قدرة الناس على إخفاء العواطف أو إظهار عواطف لا يشعرون بها فعلا، إضافة إلى مسائل أخرى. ولا شك أن لاكتساب وتعزيز واستخدام الذكاء العاطفي أثرا مهما في الإبداع والابتكار. وهناك سببان رئيسان لذلك. أولهما أن في ممارسة هذا الذكاء تسهم في تفعيل العقلية التحليلية للإنسان وتعويده حتى على تسخير نظامه العاطفي في الحصول على المعلومات والتصرف على أساسها. وفي ذلك بالطبع تفعيل لعقلية الإبداع والابتكار. أما السبب الثاني، فهو أن هذا الذكاء يزيد من قدرة الإنسان على العمل المشترك ضمن فرق عمل مع الآخرين، كما يزيد من قدرته على إقامة شراكات معرفية أفضل مع الآخرين سواء في إطار فرق العمل التي ينتمي إليها أم خارجها. وفي ذلك بالطبع تفعيل لاكتساب أفكار متجددة وتحفيز على المنافسة مع الآخرين وتوليد للمزيد منها. وتجدر هنا إضافة فكرة أخرى بشأن جدوى عمل العقل والقلب معا. فقد قال "رالف إميرسون" أحد كتاب القرن التاسع عشر: "عندما نصمم بحماس على تنفيذ عمل ما، فإنه يبدو أسهل، وليس ذلك لأنه بات أسهل بالفعل، بل لأن قدرتنا على هذا التنفيذ تكون قد زادت". إن الشراكة بين العقل والقلب في المسؤولية عن مختلف نواحي الحياة شراكة مهمة، بل وأساسية، ليس فقط لتعزيز التفكير والإبداع والابتكار، وليس فقط لزيادة الإنجاز المهني، بل لتحقيق سعادة الإنسان أيضا. فعواطف القلب مع تفكير العقل، وتفكير العقل مع عواطف القلب، في إطار غايات أخلاقية نبيلة، رضاء ذاتي لعل فيه ما يبهج النفس البشرية ويعطي حياتنا مزيدا من السعادة. كما و يجدر القول هنا بان الذكاء العاطفي سوف يكون دواءا ناجعا للتعصب كونه يقوم على فهم عواطف الاخر و تقدير مشاعره مما سيسهم في تحسين كافة نواحي حياة العرب الاجتماعيه و العمليه و الحياتيه كلها بشكل عام. و الان مع وسام الامير خليلي مزاجك رايق وحياتك لا لا تفقسنا سلطن معنا و ضلق فايق بوجودك ايه بتانسنا.
والله ولي التوفيق.
طوني دغباج. Mar.03.2016
#طوني_دغباج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يكفي الحج بالعيون : -
-
احب النسا العابسات
-
بلاد العرب اوطاني
-
من ريف فلسطين
-
ما أروع الإنسانية ان وجدت
-
من الريف الفلسطيني
-
حاسد قد حسد
-
يا ديرتي
-
لي حبيبةحنطيه
-
الى عديم العطاء
-
الله معاك
-
الارض بتتكلم عربي 2
-
العن القدر و الغدر
-
ارجوك بي ان تستبدي
-
لن يقف الزمن عند احد او بسبب احد
-
الى متى
-
التعنت
-
النفس البشريه
-
قلي ماذا تفعل اقولك كيف نشات
-
يا ساحر العينين
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|