أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - تأملات بشرى في الاحوال البشرية !!















المزيد.....

تأملات بشرى في الاحوال البشرية !!


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ثورة يناير سبحت عاليا في سماء مصر جملة هائلة تشع بنور عجيب :
" نهاية الاستبداد وبداية عصر جديد : الحرية "
كانت الجملة تقترب من وسط السماء لتستقر فيها ... ككلمة النهاية على الشاشة في أي فيلم .. لكن بشكل ما ، وكأنه قدر ظالم ، هبت رياح فتبعثرت الكلمات ، وتغيرت مواقعها .. واصبحت كالاتي :
" بداية عصر جديد للاستبداد ونهاية الحرية "
تغير جملة النهاية، أستدعى تغير كل شيء، فبدلا من الثورة البيضاء التي لم يراق أي دم فيها ، حل محلها حركة مختلفة ، يملؤها العنف والدم ، والقتل والظلم .
مشكلة الشعب المصري، انه وقع في الوهم فصدق أن رياح الحرية ، التي هبت عليه بفعل ثورة يناير، قد استقرت وانتهى الأمر ، لكن حريته كانت مجرد وهم ، اما مواردة فلازالت تنهب، وخيره عقوله لازالت تهرب ، او تعتقل ، وأراضيه تسرق لبناء السجون لمنح الشباب فرصة ليجد مكان اقامه ، بدلا من التشرد في الشوارع بدون عمل او آمال او حتى احلام .
لم يعد التشرد خطر على المجتمع كما كان يقال سابقا ..بل اصبح التشرد هو نفسه في خطر . تشرد شباب يدخل مدار الحياة مرتطما بقسوتها ،وبشعور مرير يحاول احتماله وحده .. ولا احد يسمعه .. لكنهم يهتمون به فيضعونه بالسجون .. او يغتالونه برصاصة .. او يكفروه بفتوى .. او يعاملوه بكل طريقة تشعره انه غير بشرى .
ويحق لنا الآن كمصريين ان نتباهى كما تتباهى الأمم ، بتاريخنا المجيد ، بالسجون .. وربما بجنون بعض المحاكم التي تحكم على الاطفال .. أو نتباهى بكلبش يوضع في يد عامل ما، متهم بأنه "صرصار" من قبل وكيل نيابة لأنه لم يقدم له فروض الاحترام والتوقير، والذى هي في كل المجتمعات البشرية الحرة إذلال وتحقير.
ولعل الحقيقة التي تقول أن العامل كإنسان ، افضل من وكيل النيابة الذى وضع في يديه الكلبش، هي حقيقة لم نبلغها بعد ..ربما نفهمها لكننا لا نطبقها ، وحقيقة أن في بر مصر ناس لاحول لهم و لا قوة، أعلى مقاما واثبت خلقا واكثر غنى بمشاعر الانسانية هي حقيقة معروفة .. لكننا لا نعاملهم باحترام وتقدير ، بقدر ما نعامل وكيل نيابة، او كل شخص حقير ومترفع لأنه يملك مصائرنا .
هذا الامر ينطبق ايضا على امثال وكيل النيابة الذى يحتقر من اقل منه في الدرجة ، ويمارس الخضوع لمن اعلى منه ، وهو وغيره قد اثبتوا بما لا يدع مجالا للشك ، انهم رعايا مخلصين لقوانين متخلفة ، بدولة يحكمها الكذب ويعشش فيها الفساد . والدولة التي يعشش فيها الفساد ، يكثر فيها الدود ، والدود ليس بحاجة لمن يدفعه ليمارس شغله في زيادة العفونة ..فالفاسدين يتطوعون من تلقاء نفسهم لقضاء امور لم يفرضها عليهم احد، وذلك تقربا من المسؤول بما فيها عملية الوشاية ضد معارفهم او تلفيق اكاذيب ضد أبرياء لمجرد ثأر تافه ..الكثير منا فاسدين بما يكفى لنخون بعضنا من غير دفع ولا يحزنون .. لقد قمنا بثورة .. وحاولنا تغير الظاهر ... لكننا لم نحاول تغير شخصيتنا .. حتى الظاهر الذى حاولنا تغيره فشلنا في تغيره.
انه شعور بالاسى يجتاح أي كيان ، فلم تعد مصر، كما كانت في الأيام الأولى للثورة .. مصر التي أشعرت المصري بعزة نفسه .. وانه احتل مكانه متقدمة في موكب الإنسانية اختفت .. هي الآن في صراعات ومتاهات الثأر ، وصراع أنانيات وفتن وأحقاد .. ولامبالاة بالآخرين... حتى المجانين فيها دخلوا في صراعات مع بعضهم .
وعندما توهم المثقفين المصريين انهم احرارا فمارسوا حريتهم بعد سنوات طولة من القهر ، وجدوا الاحكام تنتظرهم والكلابشات في ايديهم .. وارض السجون فراشهم بدون غطاء من الأحلام او امتلاك القدرة عل الكلام .
كتبت من سنوات :
" عندما فجرت مصر ثورتها، كان الجيران من مواطني الدول العربية ، مشغولين عن معاناتهم، بالفرح من اجل شعب مصر، وعلينا, كنا من الجانب الآخر للجيرة, نترقب ثورتهم .. أما مصر الغارقة وقتها في عظمتها، فقد وقعت في حب من فرحوا بها .. وعلى التلفزيون وفى النشرات والصحف، وبرسائل الموبايل للقنوات ، ظهرت آلاف من علاقات الود، التي ولدت من رحم الثورة ، بين المصريين والفلسطينيين والعراقيين والسوريين وباقي مواطني الدول العربية .. وتونس تلك التي سبقت مصر بثورتها ، كانت في مقدمة الأحباب.. ها هي مصر عادت لتمنح الآخرين شرف التاريخ الذي فقدوه ، وتعود لتحتل القلب الذي خذلته ..
يومها ضاعت من ذاكرتي الانكسارات , والخسارات, والهزائم المتراكمة يوما بعد يوم كأنها تجاعيد يضيفها الزمن على وجه امرأة .. يومها اختزنت ذاكرتي هدير عظمتنا ، ،أما العقود الطويلة التي كنت أسال فيها من أنا ولا اجاب .. أصبحت نسيا منسيا فها أنا ، مواطن مصري أعيش في وطن أصبح مفخرتنا.."
هكذا كتبت يوما ما ... والان هنا اكتب بشكل عكسى، لكن حتى العكسى مغلف بالضباب .
فأين هو الوطن الذى كان مفخرتنا .؟؟
فهل عوقبنا لأننا اردنا ان نفكر بصوت عال، وان نكون مصريين نحب وطننا، وان ندافع عن بشريتنا حتى لا يسحقها الاستبداد ؟؟
هل من حقنا أن نسأل مثلا :
من هي تلك القوة المختفية في المجتمع المصري والتي تريد سحق حرياتنا وانسانيتنا دائما وابدا ؟
وهل من حقنا ان نسأل :
هل نتنياهو المتوحش هو زعيم حقا يمكنه قيادة العالم ونفخر به كما يفخر به السيسي ؟
هل من حقنا ان نسأل :
هل الزند على حق عندما يريد ان يفرض على مصر رؤيته الصهيونية بإبادة الأسر، لأن واحد من ابناءها متهم بالإرهاب ؟
هل نحن أسرى لما يحاك لنا في اقبية الظلام والدهاليز المعتمة ، من قبل جهات تريد ان تبقى متحكمة الى الأبد
في رقابنا ومواردنا وحتى في الهواء الذى نتنفسه ؟
هل نوافق عل اختصار التاريخ في شخص واحد ، هو الحاكم المطلق، لانسمع سواه، و ننحنى طاعه لجلاديه وسفاحيه .. لأن قانونهم يقول " أطيعوا أو تسحقوا " ؟؟؟
لا ..ابدا ... بالنسبة لي لن أوافق. فهو قانونهم الذى لايحكمنى .. وما يحكمني هو قانون هو الحياة .. اما قانونهم فهو تجريف الحياة .. وفى النهاية سيؤدى بهم هذا القانون الى الخرائب .. ويمكننا ان نجلس معهم اذا تركناهم يسرقون أدميتنا وحقوقنا وتمسكنا بقانون الصمت .
ويمكننا وقتها ونحن نعيش كالموتى ، ان نفخر بموتنا ...
----------------





#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناء وضحايا الأكاذيب الكبرى
- مقدمة لديوان (على ذاك الكثيب)
- قراءة في مجموعة - لم يكن حلما -
- اسكت، حتى ياتى يوم ذبحك
- غزة ، مشاهد من الحياة
- في الانتصار المدوي للمقاومة
- غزة ، والحكايات
- إسرائيل, السحره والنساء
- مهرجان الوحشية
- الأحلام والانكسارات في - نوافذ الشر -
- قراءة في قصة - ارتديتك غيابيا -
- قراءة في قصة هناء حمش
- اليرموك، بؤرة كاشفة للوطن
- ربط البحرين، والنووى، والقوة !!
- برافر... والهدف..!!
- حاميها حراميها بالجيش الإسرائيلي
- الأنفاق بسيناء صناعة إسرائيلية
- الفساد والانكسار والثورة ، بالورد والطواحين
- عندما تعزف انتصار أنشودة حب للحياة والوطن
- رفح المصرية الضائعة فى الظلام


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - تأملات بشرى في الاحوال البشرية !!