أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - موجز لتاريخ الطغاة














المزيد.....

موجز لتاريخ الطغاة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 12:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


موجز لتاريخ الطغاة
طلعت رضوان
استطاع د. إمام عبدالفتاح إمام فى كتابه (الطاغية - دراسة لصور الاستبداد السياسى) أنْ يـُـلخـّـص تاريخ الاستبداد فى الشرق والغرب . ودلــّـل على أنّ الاستبداد السياسى لا يتم إلاّ بدعم من المؤسسات الدينية. وذكر أنّ أول خلفاء بنى العباس (السفاح) بدأ عهده بقتل عدد كبير من الأمويين . وكان يجلس على البساط ويتناول طعامه فوقهم وهم يئنون بآلامهم . وأخرج جثث بنى أمية من قبورهم وجلدهم وحرق جثثهم . ومع ذلك كتب عنه المؤرخون أنه ((كان شديد التدين ونقش على خاتمه ((الله. ثقة الله. عبد الله وبه يؤمن)) ولما أتى أبو العباس برأس مروان ووضعها بين يديه سجد وأطال السجود وقال ((الحمد لله الذى لم يبق ثأرى قبلك . الحمد لله الذى أظفرنى بك)) أما عبد الله بن على فتـتـبـّـع بنى أمية من أولاد الخلفاء فقتل منهم فى يوم واحد اثتين وسبعين ألفــًـا.
وقال الخليفة المنصور ((أيها الناس ، أنا سلطان الله فى أرضه. أسوسكم بتوفيقه وتأييده)) ووضع الخليفة الهادى السم لأمه فى الطعام ، فأطعمته للكلب فمات ، فبادرتْ وقتلتْ ابنها. وتولى بعده أخوه هارون الرشيد ، الذى كان يـُـصلى فى كل يوم مائة ركعة. ومع ذلك كان شديد الولع باللهو، واللذات المحظورة (دينيًـا وأخلاقيـًـا) حيث وقعتْ فى نفسه (جارية) من جوارى المهدى فراودها عن نفسها. فقالت لا أصلح لك . إنّ أباك قد طاف بى (أى جامعها) فأرسل إلى أبى يوسف (القاضى الشرعى) والملقب ب ((فقيه الأرض وقاضيها)) وسأله الرشيد أعندك فى هذا شىء ؟ (أى سأله عن الحل) فقال ((اهتك حرمة أبيك. وصيـّـر الأمر فى رقبتى))
والمعز لدين الله الفاطمى عندما دخل القاهرة خطب فى الأزهر. فسأله الناس عن حسبه ونسبه. فأخرج من جيبه مجموعة من الدنانير الذهبية وقال : هذا حسبى . ثم رفع سيفه وقال : وهذا نسبى . رغم أنه كان يفتخر بالانتماء إلى الرسول عن طريق على بن أبى طالب وفاطمة الزهراء. وأنّ الشاعر عمر بن أبى ربيعة قال ((إنما العاجز من لا يستبد)) وأنّ الخلفاء العباسيين لم يقبلوا أنْ يكونوا ملوكــًـا فحسب ، بل أرادوا أنْ يـُـنظر إليهم على أنهم أمراء دينيون . وأنْ يـُـدرك الناس أنّ حكومتهم دينية. ولذلك لا توجد عبارة واحدة فى التاريخ العربى/ الإسلامى تقول إنّ الخليفة ((مسئول سياسيًـا ويخضع لمبدأ العزل وليستْ له حصانة.. إلخ))
وأنشأ العباسيون إدارة للبحث (عن الزنادقة) وأفرطوا فى قتل المُـتهمين . ومنهم من قــُـتل ظلمًـا. وكانت السياسة سبب القتل . ولكنهم نفــّـذوا أغراضهم تحت (شعار الزندقة) كما فعلوا مع ابن المقفع وصالح بن عبد القدوس . أما عمر بن عبد العزيز فكان واليـًـا على المدينة فى عهد الوليد وجلد خبيب بن عبد الله بن الزبير، وذلك بأمر من الوليد لأنّ خبيب كان يـُـبشـّـر بسقوط دولة بنى أمية.
وبينما تغنى أغلب المثقفين المصريين بمارتن لوثر، لمجرد أنه ترجم الكتاب المقدس للألمانية. وكتبوا أنّ البروتستانتية التى أسّسها كانت ((مع التسامح الدينى)) ولكنهم تجاهلوا جرائمه مثل وقوفه ضد ثورة الفلاحين ( 1524- 1525) واختلف د. إمام مع هؤلاء فكتب : لو افترضنا أنّ الطاغية طلب من رجال الدين أنْ يـُـبرّروا للناس أفعاله الاستبدادية وسلوكه السيىء، فإنه لن يجد أروع من كلام مارتن لوثر، وجون كالفن . مثل أنّ الطبيعة البشرية فاسدة وشريرة. أما الأعمال الصالحة فمن الله. وشنّ لوثر حملة عنيفة ضد (الشعب) فقال ((فكما أنّ الحمار يـُـريد أنْ يتلقى الضربات ، كذلك يريد الشعب أنْ يكون محكومًـا بواسطة القوة. إنّ الله لم يعط الحكام ذنب ثعلب وإنما أعطاهم سيفــًـا. وأمراء هذا العالم آلهة ، والناس العاديون هم الشيطان)) وكذلك كانت كتابات كالفن .
000
هامش (1) د. إمام عبدالفتاح إمام- رأس قسم الفلسفة بجامعة الكويت. من مؤلفاته (المنهج الجدلى عند هيجل)، (كيركجور)، (توماس هوبز) إلخ بخلاف ترجماته العديدة مثل (المعتقدات الدينية لدى الشعوب)
هامش (2) ابن المقفع- فارسى واسمه (روزبه ابن داذويه) اتهمه سفيان بن معاوية بالزندقة. ترجم (كليلة ودمنة) واعتنق الإسلام وكتب رسالة فيها نقد لنظام الخلافة فى عهد أبى جعفر المنصور، فكان مصرعه بتقطيع أعضاء جسده بمعرفة والى البصرة . فكانت أعضاؤه تــُـلقى فى النار، وهوينظر إليها.



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاب على عقول المتعلمين المصريين
- لماذا مرض عبادة البطل ؟
- العلاقة الملتبسة بين الرب العبرى والأنبياء والإنسان
- لماذا جرّح الإسلاميون بطرس غالى ؟
- تابع المزامير العبرية
- التوجه الأيديولوجى فى المزامير العبرية
- من يمتك مفتاح الفهم الصحيح للإسلام ؟
- كيف اخترقت الأصولية التعليم الجامعى
- متوالية العداء بين الفلسطينيين وبنى إسرائيل
- الرب العبرى مُخلّص إسرائيل
- ما سر ازدواجية شخصية الحجاج ؟
- جذور طقوس الزار
- الميول السياسية واجهاض الموضوعية
- عجائب أنبياء بنى إسرائيل الخارقة
- هل البخارى (ألّف) الأحاديث ؟
- رد على الأستاذ سلام صادق بلو
- لماذا ينخدع شعبنا بالأحزاب الظلامية ؟
- ما مغزى تهمة ازدراء الأديان ؟
- لماذا غضب إله إسرائيل على سليمان؟
- متضامن مع الأستاذ على محمود ورفاقه


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - موجز لتاريخ الطغاة