|
ماذا لو تمّ نقد الفتوحات العربية فى المناهج الدراسية
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 22:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ماذا لو تمّ نقد الفتوحات العربية فى المناهج الدراسية أولا : التعليم للارهاب وسفك الدماء تنفق الدولة الحديثة المليارات فى التعليم ، خصوصا فى التعليم قبل الجامعى ، لتضمن ان تظل فى الصدارة بينما تنفق دول المحمديين المليارات فى التعليم ( الدينى والمدنى ) خصوصا فى التعليم قبل الجامعى ، لتضمن ان تظل فى القاع ، تجترُّ الماضى وقرونه المظلمة فى الحروب الدينية والمذهبية ومحاكماته الدينية . وطالما ظل التعليم فى دول المحمديين يؤدى ـ بإمتياز ـ دوره فى تخريب العقول فلا أمل فى النجاة من حمامات الدم التى تجرى فى الشرق ( الأوسط / الأتعس ) . سيظل الشباب يندفعون الى جحيم الأقتتال المذهبى ، لو غابت القاعدة فهناك داعش ، ولو تهمشت أو تهشمت داعش فسيحل محلها غيرها . فالتعليم كفيل بإنتاج الملايين سنويا ، يتخرجون فيه مخلوقات مشوهة تسير على سُنة صحابة الفتوحات ، وعلى سنّة الخلفاء الأمويين والعباسيين فى سفك الدماء ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا .!. لا يمكن أن تنهض مصر وهى تنوء بحمل جبل من التخلف إسمه ( الأزهر ). لقد قلتها وأنا مدرس مساعد فى فترة الاضطهاد الأولى ايام الدكتوراة ( 1977 : 1980 ) . قلتها بصوت عال فى كلية اللغة العربية بالقاهرة ، وقد بلغ منّى الضيق وقتها مداه . قلت : ( هذا الأزهر إما أن أغيّره ..وإما أن أدمّره ). عجزت عن تغيير الأزهر لأنه دابة المستبد ، يمتطيها ليركب بها المصريين . والنتيجة أن الأزهر هو العنصر الفاعل فى تدمير مصر . مع تأسيس القاهرة عاصمة للفاطميين الشيعة وحتى الآن والأزهر يؤدى دوره فى خدمة المستبد المصرى ، شيعيا كان أم سنيا . فالمستبد ـ مصريا كان او هنديا ـ يحتاج الى كهنوت دينى . والكهنوت الدينى يحتاج الى تعليم دينى ، والتعليم الدينى يُصيغ المتخرجين فيه على دين السلف وما وجدنا عليها آباءنا . ونحن قد وجدنا آباءنا وسلفنا الصالح يتقاتلون من موقعة الجمل وما بعدها وهم يهتفون ( الله أكبر ) ، لذا فنحن كما قال رب العزة ( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) الصافات ) لذا نتقاتل ونقتل ونحن نهتف ( الله أكبر ).! بكل بجاحة ، وبدون خجل يرفعون شعار ( السلفية ) شعارا للاسلام ، أى يحكمون بسجن ( الاسلام ) فى الماضى ، أى يؤكدون أن الاسلام ليس صالحا لهذا العصر ، وليس صالحا لكل زمان ومكان ، أى يكذبون بالحقيقة القرآنية الالهية أن الله أرسل رسوله بالقرآن الكريم ( رحمة للعالمين ) أى لكل البشر حتى قيام الساعة ، يظل القرآن سبيل الرحمة لمن إتبعه وتمسك به ، وقام بتطبيقه . هم على العكس من ذلك أسسوا دينا أرضيا ماضويا جعلوه لارهاب العالمين . وإذا كان المؤمن الحقيقى إذا ذُكر الله جل وعلا ( وجل قلبه ) أى خشع قلبه وإذا قال ( الله أكبر ) إزداد خشوعا وإخباتا فهم يصرخون ( الله أكبر ) وهم يطبقون كفرهم بالله جل وعلا فى قتل النفس البريئة والاغتصاب والسبى والنهب والسلب ، فهذا ما تشربوه من نظامهم التعليمى ــ على أنه الاسلام وسنة النبى عليه السلام ـ هذا النظام التعليمى الذى ينفقون عليه بالمليارات . ثانيا : هيا بنا نتمنى منهجا تعليميا إصلاحيا فى مادة التاريخ من باب التمنى ، وأحلام اليقظة ـ دعنا نتخيل منهج التاريخ فى بلاد المحمديين كالآتى : 1 ـ فى الأساس فالمنطقة شهدت قيام وسقوط دول ، خصوصا فى الرافدين والجزيرة العربية وآسيا الصغرى وغرب آسيا وشمال أفريقيا . وشهدت ايضا غزوات وإحتلالات من قوى خارجية كونت إمبراطوريات : من الشرق (مثلا : الهكسوس جاءوا من آسيا الصغرى واتوسعوا الى أن إستقروا فى مصر ، ايران ( قمبيز )احتلت العراق والشام ومصر ، وعناصر فارسية سيطرت على الخلافة العباسية : البويهيون الشيعة ، وعناصر تركية سنية سيطرت على الخلافة العباسية ( النوريون والسلاجقة ) ، ثم الأكراد الأيوبيون السنيون ـ ثم المغول وتأسيسهم دول الايلخانات فى العراق وغرب العراق الى الهند وسهول آسيا الوسطى ، والعثمانيون الأتراك القادمون من الشرق الآسيوى الى آسيا الصغرى وتحولهم الى قوة اقليمية ثم الى قوة عالمية ، وصراعهم مع الفرس الشيعة شرقا ( الصفوييين ) وأوربا غربا ) . ومن الغرب : ( مصر الفرعونية وتوسعها القديم حتى حدود العراق ، اليونان ( الاسكندر الأكبر وخلفاؤه فى مصر والشام والعراق وايران ) الرومان ( روما ـ ثم البيزنطيون شمال وجنوب البحر المتوسط ومصر والشام ) ، ثم الدولة الفاطمية الامامية الاسماعيلية ، التى بدأت فى تونس ثم تمركزت فى مصر ومنها تمددت فى الشام والعراق ، الدولة المملوكية التى توسعت من مصر الى حدود العراق وآسيا الصغرى ، والحروب الصليبية من أوربا الى الدول التى أقامتها فى آسيا الصغرى والعراق والشام ) ثم الاستعمار الأوربى الذى إحتل العالم الجديد ثم معظم العالم القديم ومنه الشرق الأوسط . ثم الصراع الأمريكى السوفيتى فى القرن العشرين . ومن الجنوب : من الجزيرة العربية : الفتوحات العربية وتوسعها على حساب البيزنطيين والايرانيين فى المرحلة الأولى ( مصر والشام والعراق وفارس ) فى المرحلة الثانية فى آسيا الصغرى وشمال أفريقيا واسبانيا غربا الى أواسط آسيا وتخوم الهند والصين شرقا . 2 ـ فى كل الامبراطوريات والغزوات والاحتلالات كان الهدف طموحا دنيويا ، الحكم والسلطة والسيطرة على مقدرات الشعوب وثرواتها . بعضها كان صريحا بلا شعارات دينية ( الامبراطويات الفرعونية والإيرانية واليونانية والرومانية والمغولية ، والامبراطورية البريطانية والاستعمار الفرنسى والايطالى والهولندى ) وبعضها حمل راية دينية ( العرب والصليبيون والأتراك العثمانيون ) . 3 ـ لم تتخلف عن ذلك أنظمة الحكم والدول المؤقتة ، فى الجزيرة العربية والسودان وشمال أفريقيا والمغرب والشام والعراق وىسيا الصغرى والاندلس و سهول آسيا الوسطى . الهدف الأصيل هو الثروة والسلطة ، وبعضها حمل راية الدين مثل : حركة الزنج التخريبية ثم حركة القرامطة ، ثم الدولة الفاطمية ، وحاليا الدولة الوهابية ( السعودية ) والدولة الشيعية الاثناعشرية فى ايران . 4 ـ لا بد من التأكيد على أن دين الله جل وعلا مؤسس على العدل والسلام والرحمة والحرية ( الدينية والسياسية ). وبالتالى فدين الله جل وعلا برىء من إستغلال البشر له فى الفتوحات وتكوين الدول والامبراطوريات . فالله جل وعلا برىء مما فعله العرب الفاتحون من الخلفاء الراشدين ، ومن الصليبيين الأوربيين . ولا بد من إستنكار هذا وذاك على قدم المساواة . 5 ـ هذه الاحتلالات والامبراطوريات التى رفعت شعارات دينية أنتجت ـ بالأصالة وبالتاثير أو برد الفعل المضاد ـ فكرا دينيا واسست أديانا أرضية ومذاهب وطوائف دينية والكثير من الملل والنحل نشرت التخلف وسفك الدماء. التشيع مثلا كان رد فعل مضادا للامبراطورية العربية ، بينما كانت السُّنّة مُنتجا أصيلا للأمبراطورية العربية من ( الخلفاء القرشيين : الراشدين والأمويين والعباسيين ). ونفس الحال مع الاحتلال الاسبانى الذى نشر الكاثولوكية فى الفلبين وأمريكا الوسطى والجنوبية . 6 ـ نشر المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء ( الراشدين والأمويين فى الفتوحات ) وما ارتكبوه من مذابح وسبى ونهب ، والمسكوت عنه من مقاومة للغزو العربى قام بها المصريون والأمازيغ والفرس والأفغان ، وإعادة الاعتبار لهؤلاء الأبطال المنسيين الذين ظلمهم المؤرخون العرب . ونشر المسكوت عنه من تفصيلات الحروب الأهلية فى عصر الراشدين ( مواقع الجمل ، صفين ، النهروان ) وفى العصر الأموى ( مواقع كربلاء وانتهاك حرمة الكعبة وغزو واستباحة المدينة فى خلافة يزيد بن معاوية ـ الحروب الأهلية فى النزاع بين ابن الزبير والأمويين ، الحروب الأهلية بين الأمويين والأعراب الخوارج )، واضطهاد الشعوب المحتلة ، وإستنزاف خيراتها وإخماد مقاومتها باقصى درجات القسوة فى عصور الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين . 7 ـ ومن باب التمنى أيضا : 7 / 1 ـ تسليط الضوء على اثر تلك الأديان الأرضية فى نشر التخلف فى العصور التى سيطرت فيها على المجتمعات ، كالحنابلة فى العصر العباسى الثانى والتى أجهضت الحركة العلمية للعلماء المسلمين ( ومعظمهم غير عرب كابن سينا والفارابى والبيرونى و الرازى والخوارمى والزهراوى وابن النفيس ..الخ ). 7 / 2 ـ تسليط الضوء على نشرها حمامات الدم كالقرامطة الشيعة فى العصر العباسى والوهابية الحنبلية فى عصرنا ، والكاثولوكية الاسبانية التى ارتبطت بحركات إبادة فى أمريكا اللاتينية . 7 / 3 ـ المنع النهائى والبات لأى إكراه فى الدين ، وإزالة كل القوانين التى تحول دون حرية الفكر والبحث وحرية الدين فى الاعتقاد وتأدية الشعائر وفى الدعوة والتبشير . بحيث يكون من حق الفرد أن يقول فى الدين ما شاء ، ولا حساب عليه فى الدنيا ، إكتفاءا بمسئوليته يوم القيامة أمام رب العالمين .وحصر الكهنوت الدينى داخل مؤسساته الدينية وحظر التجول عليه فى الشارع لينطلق الناس أحرارا من أغلال المتخلفين من رجال الدين . أخيرا هى مجرد أمنيات بتحقيق إصلاح سلمى بديلا من حمامات الدم التى أوصلتنا اليها الوهابية التى تستعيد ثقافة قريش وخلفائها الفاسقين .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المحمديون والكيل بمكيالين فى موضوع صحابة الفتوحات :
-
نتقرب الى الله جل وعلا بوصف صحابة الفتوحات بما يستحقون
-
كتاب (وعظ السلاطين من الخلفاء الفاسقين الى ( حسنى مبارك ) ال
...
-
أيها المحمديون : مالكم من إله غير الله جل وعلا ..!!
-
القاموس القرآنى : حسب / حساب ( 3 : 4 ) ( يوم الحساب )
-
القاموس القرآنى : حسب / حساب ( 3 : 4 ) ( حساب الرزق )
-
القاموس القرآنى : حسب / حساب ( 2 : 3 ) ( حسب ) بمعنى يكفى
-
القاموس القرآنى : حسب / حساب ( 1 : 2 ) ( من الحساب العددى ال
...
-
( وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ) ( 2/ 282 )
-
معظم طقوس الموت والدفن ليست من الاسلام
-
القاموس القرآنى : خائن / خوان / يختانون
-
القاموس القرآنى : عفا / عفو
-
الانفجار المصرى القادم بين التفاؤل والتشاؤم
-
فى مصر : حرب أهلية ممكن .. تقسيم : مستحيل .!!
-
القاموس القرآنى : الخلود
-
أثر الفتوحات العربية فى نشر الكفر بالاسلام وبالقرآن
-
تفاديا لثورة الجياع ( 2 من 2 )
-
تفاديا لثورة الجياع ( 1 من 2 )
-
الخلفاء الراشدون الفاسقون يا أهلا بالهلع .!!
-
القرآن الكريم ( عٍلم إلاهى ) مُتاح تدبره للعلماء المؤمنين
المزيد.....
-
دول عربية وإسلامية تحتفل الاثنين بأول أيام عيد الفطر (صور+في
...
-
عشرات الآلاف يتوافدون إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة العيد وسط
...
-
إقامة صلاة عيد الفطر المبارك بإمامة قائد الثورة الإسلامية
-
في العيد.. تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصنا
...
-
رسائل تهنئة عيد الفطر مكتوبة بالاسم للأصدقاء والأقارب 2025 .
...
-
الإمارات تحكم بالإعدام على 3 أوزبكيين قتلوا حاخاما يهوديا
-
بزشكيان يهنئ الدول الإسلامية بحلول عيد الفطر
-
بن سلمان يبحث مع سلام مستجدات الأوضاع في لبنان ويؤديان صلاة
...
-
أهالي غزة.. صلاة العيد على أنقاض المساجد
-
المسلمون يؤدون صلاة العيد بمكة والمدينة
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|