أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - النقاب على عقول المتعلمين المصريين















المزيد.....

النقاب على عقول المتعلمين المصريين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 20:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا حدثتْ الردة بعد ثورة شعبنا فى مارس1919؟
وهل السيدات المصريات لم يعرفنَ الإسلام إلاّ بعد السبعينيات ؟
يبدو أنّ المُحترمين فى مصر قلة نادرة . خاصة عندما يكون تميّـزهم شديد الخصوصية ، وأنهم لا يكتفون بالكلام وإنما بالأفعال ، ورفضوا السير فى طابور المنظومة السائدة ، بل رفضوا أنْ يكونوا نسخ كربونية مثل غيرهم من المُــتعلمين المصريين المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة ، من بين المحترمين الذى أراه يُـغرّد وحده، د. جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة ، الذى سبق له - منذ عدة شهور- أنْ أصدر قرارًا بمنع المُــنتقبات من التدريس فى الجامعة ، فانهالتْ عليه سهام الأصوليين الإسلاميين ، ولكنه كان شجاعـًـا ولم يرتعب من تهديداتهم ، وأصرّ على موقفه. أما الكارثة الحقيقية فتمثــّــلتْ فى أغلب أساتذة الجامعات الذين هاجموه وانتقدوا قراره ، ولم يختلف خطابهم عن خطاب الأصوليين ومُـلخـّـصه أنْ منع النقاب مُـخالف للإسلام . أما الكارثة الثانية فإنّ أحدًا من رؤساء الجامعات لم يمتلك شجاعة د.نصار، ويتــّـخذ قرارًا مُـماثلا بمنع النقاب.
وبينما كان هذا هو موقف أساتذة ورؤساء الجامعات ، فإنّ د. نصار أقدم على خطوة ثانية شديدة الأهمية ، ألا وهى صدور قراره الجرىء بحظر النقاب بالمستشفيات التابعة لجامعة القاهرة. وأعتقد أنّ هذا القرار الأخير مُــتمّـم للقرارالأول ، وكأننا إزاء مُــتوالية آمن بها د.نصار، أى التأكيد على خصوصية التقاليد الجامعية من ناحية ، وخصوصية الثقافة القومية لشعبنا الذى رفض التطرف والمُـغالاة فى التدين الشكلى ، حيث كانت المرأة المصرية شديدة الحرص على (الحشمة) ونبذ التبرج الفج . وكل ذلك قبل انتشار موجة (الصحوة الإسلامية) التى أصابتْ شعبنا فى مقتل بعد أنْ أفرج السادات عن الأصوليين من السجون ، بهدف القضاء على اليسار المصرى، سواء فى الجامعات أو فى المصانع ، ثـمّ تصاعد دور الأصوليين أكثر، وتعاظم بعد انتشار الشعار التضليلى الخطير (الصحوة الإسلامية) التى بدأتْ بعد حرب أكتوبر73مباشرة ، خصوصـًـا بعد عودة الأصوليين من دول الخليج ، وانتشار الفكر الوهابى . والكارثة أنّ حملة (الصحوة الإسلامية) لم يتزعـّـمها الأصوليون وحدهم ، وإنما شاركهم فيها كبار المُــتعلمين المصريين أمثال د. مصطفى محمود. وكان د. فؤاد زكريا من بين العدد القليل من المُـفكرين المُـحترمين الذين ردوا على تلك الحملة المُـضلــّـلة ، فوصف (الصحوة الإسلامية) بأنها غفوة ونوم طويل وأنها ((مظهر من مظاهر الإحباط وخيبة الأمل.. وتغدو الصحوة كبوة عقلية. ويظل أعداؤنا - رغم هذا كله – يهتفون : أحذروا الصحوة الإسلامية ، ولكن لسان حالهم يقول : مرحبـًـا بها مادامتْ لاتــُـهـدّد مصالحنا . ولا مصالح المُـمسكين لدفة الأمور فى العالم الإسلامى)) (الصحوة الإسلامية فى ميزان العقل – دار الفكر المعاصر- يناير87- ص34، 35) وأنّ الإدارة الأمريكية من أكثر المُهتمين بتلك الظاهرة وأطلقتْ عليها ((يقظة إسلامية)) لأنها تــٌـقدّم البديل الأيديولوجى عن الاشتراكية (ص13) خاصة بعد أنْ أصدر مصطفى محمود كتابه (الماركسية والإسلام) والذى انتقد فيه الاشتراكية العلمية. ووقع فى التناقض - والأدق فى التزوير- عندما كتب أنّ ((الإسلام عرف المنطق الجدلى أو الديالكتيكى واستخدمه)) وأنّ الإسلام عرف الاشتراكية (العلمية) قبل ماركس وطبقها (من ص211- 222)
وإذا كانت (الصحوة الإسلامية) أفرزتْ (الحجاب) وبعد سنوات قليلة أفرزتْ (الخـِـمار) وبعد سنوات أقل جاء (النقاب) فإنه لا يجب تحميل الأصوليين الإسلاميين وحدهم المسئولية ، لسببيْن الأول : أنّ الثقافة السائدة لم تــُـدافع عن الخصوصية الثقافية (القومية) لشعبنا. ولم يطرح أحد السؤال البديهى : كيف ولماذا تحدث الردة بعد ثورة شعبنا فى1919؟ وهل سيدات مصر- منذ العشرينيات وحتى أواخر الستينيات - لم يكنّ قد دخلنَ فى الإسلام ، إلاّ بعد (الصحوة الإسلامية) ؟ وهل جداتنا اللائى عملنَ فى الغيطان وفى المصانع لم يكنّ مسلمات ؟ وهل السيدات اللائى حضرنَ حفلات أم كلثوم ، سافرات محترمات لم يسمعنَ عن الإسلام ؟ رغم تأدية الكثيرات منهنّ فروض الإسلام من صلاة وصيام وحج إلخ ؟ السبب الثانى توازى مع السبب الأول ، حيث انتشرتْ كتابات عديدة هوّنتْ من شأن الحجاب ، بحجة أنه اختيار شخصى، فى تجاهل تام لآلة الدعاية الضخمة التى تبتلع عقول الجماهير. كما ارتفعتْ أصوات أغلب الماركسيين الذين تناولوا الموضوع من الزاوية (الاقتصادية) وكانت حجتهم أنّ الفتاة الفقيرة لا تملك المال اللازم للذهاب إلى الكوافير. وأنّ الحجاب حلّ مشكلتهنّ . فى تلك الفترة حدثتْ مناقشة بينى وبين كاتبة يسارية شهيرة دافعتْ عن الحجاب من هذا المنظور(الطبقى) وعندما قلتُ لها : الاقتصاد لا يـُـفسـّـر كل شىء كما جاء فى الماركسية ، انفعلتْ وأصرّت على رأيها ، وبعد عدة سنوات قابلتها وقلتُ لها مارأيك فى فتيات الجامعة الأمريكية ، اللائى يركبنّ أحدث موديلات السيارات وهنّ مُـنتقبات ، فكانت شجاعة وهى تعترف بخطئها وقالت لى : كلامك طلع مظبوط .
وفى شهر مارس1991، أعلن وزير الأوقاف افتتاح (معهد الدعاة) لشباب ((علماء مصر من أطباء ومهندسين إلخ)) فكتب المرحوم خليل عبدالكريم أنّ ذلك المعهد سيؤدى إلى ((تجريف أرض العلوم الطبيعية)) (الأهالى20/3/91) بعد ذلك تـمّ افتتاح معاهد جديدة لتلبية احتياجات الأثرياء ، مثل (الجامعة الأمريكية الإسلامية) و(الجامعة الإسلامية الأمريكية) وأرجو ملاحظة أنه لا يوجد أى خطأ طباعى ، فهما جامعتان تحملان نفس الاسم مع التقدم والتأخر فى كلمتىْ الإسلامية والأمريكية. وهاتان الجامعتان مُسجلتان فى أمريكا . ووقــّـعتْ كل منهما بروتوكول تعاون مع جامعة الأزهر. وحكتْ إحدى عضوات نادى الروتارى أنها ظلــّـتْ لسنوات غير مقتنعة بالحجاب وأنه ليس فريضة. والذى أقنعها بذلك كتابات المستشار محمد سعيد العشماوى وأمثاله ((قاتلهم الله)) (وائل لطفى ظاهرة الدعاة الجدد - ص124) فإذا كان د. جابر نصار بدأ التحدى والمجابهة الفكرية ، فلماذا لا يتضامن معه باقى رؤساء الجامعات ؟ وإلى متى تظل الثقافة السائدة فى مهادنة الأصوليين؟



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا مرض عبادة البطل ؟
- العلاقة الملتبسة بين الرب العبرى والأنبياء والإنسان
- لماذا جرّح الإسلاميون بطرس غالى ؟
- تابع المزامير العبرية
- التوجه الأيديولوجى فى المزامير العبرية
- من يمتك مفتاح الفهم الصحيح للإسلام ؟
- كيف اخترقت الأصولية التعليم الجامعى
- متوالية العداء بين الفلسطينيين وبنى إسرائيل
- الرب العبرى مُخلّص إسرائيل
- ما سر ازدواجية شخصية الحجاج ؟
- جذور طقوس الزار
- الميول السياسية واجهاض الموضوعية
- عجائب أنبياء بنى إسرائيل الخارقة
- هل البخارى (ألّف) الأحاديث ؟
- رد على الأستاذ سلام صادق بلو
- لماذا ينخدع شعبنا بالأحزاب الظلامية ؟
- ما مغزى تهمة ازدراء الأديان ؟
- لماذا غضب إله إسرائيل على سليمان؟
- متضامن مع الأستاذ على محمود ورفاقه
- كيف تكون النبوة بالوراثة ؟


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - النقاب على عقول المتعلمين المصريين