أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الفتنة الدينية














المزيد.....


بدون مؤاخذة- الفتنة الدينية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 16:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- الفتنة الدينية
يقول ابن خلدون "1332 - 1406م" في المقدّمة: "باب في أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينيّة من نبوّة أو ولاية أو أثر عظيم من الدّين على الجملة، والسّبب في ذلك أنّهم لخلق التّوحّش الذي فيهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض؛ للغلظة والأنفة وبعد الهمّة والمنافسة في الرّئاسة، فقلّما تجتمع أهواؤهم، فإذا كان الدّين بالنّبوّة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم، وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم فسهل انقيادهم واجتماعهم." فهل اختلف عرب القرن الحادي والعشرين عن عرب القرن الرّابع عشر الميلاديّ، وابن خلدون كتب "المقدّمة عام 1377م؟ وهل لو عاش ابن خلدون في هذا العصر كان سيكتب غير ما كتب؟ وفي تقديري لو أنّ ابن خلدون يبعث حيّا لكتب بطريقة أكثر حدّة عن وحشيّة عقليّة الصّحراء، وزيادة الفرقة والتّشتت، لأنّها ازدادت وحشيّة لتتناسب مع تطوّر العصر، خصوصا في أسلحة القتل والدّمار.
ونظرة سريعة على ما يجري في عالمنا العربيّ المجزّأ إلى 22 دولة، ويجري العمل على زيادة هذه التّجزأة، لاعادة تقسيمه إلى دويلات طائفيّة متناحرة قد تصل إلى ضعف عدد الدّول الموجودة حاليّا، بل إنّ هذا التقسيم بدأ فعلا، فالسّودان أصبح "سودانين" والعمل جار لظهور سودان ثالث في اقليم دارفور ورابع شرق السّودان، ويجري تدمير سوريا، العراق، ليبيا، اليمن وغيرها تمهيدا لتقسيمها. وعقليةّ الصّحراء الوحشيّة جعلت من العرب " أصعب الأمم انقيادا لبعضهم البعض" كما قال ابن خلدون، لكنّهم ينقادون لغيرهم بسهولة فائقة، ويصعب على الباحث أن يجد دولة عربيّة لا تنقاد لقوى ودول أجنبيّة، وقد تكون معادية لمصالح الأمّة، وما الحديث عن "استقلالية القرار" إلا للاستهلاك المحليّ، ولزيادة جرعة التّخدير للشّعوب.
وحتّى غالبيّة قوى وأحزاب المعارضة هي الأخرى متذيّلة لقوى أجنبيّة، ويجدر الحديث هنا عن وجود حوالي مئة فصيل معارض في سوريّا يتدثّرون بعباءة الدّين، يوحّدهم هدف تدمير سوريا وقتل شعبها والعمل على تقسيمها، ويفاخرون بدعم أمريكا وتركيّا وحلف "النّاتو" لهم عسكريّا، وبتمويل من مال البترول العربيّ، وهذه الفصائل قبلت بوقف اطلاق النّار الذي اتّفق عليه قبل يومين بين روسيا وأمريكا. وخضعوا للتّعليمات الأمريكيّة، بينما النّظام ومن يوالونه خضعوا للتعليمات الرّوسيّة.
فهل أمريكا وحلف النّاتو معنيّون بنصرة أهل السّنّة، وهل نسينا من دمّر العراق وقتل وشرّد شعبه عام 2003 وسلّم الحكم فيه للشّيعة لا حبّا بهم، وإنّما لاثارة الفتنة الطّائفيّة والعرقيّة فيه تمهيدا لتقسيمه؟ ومن المفيد التّذكير بأنّ العلاقات بين الدّول تقوم على المصالح، لكنّ العلاقات العربيّة مع الدّول الامبرياليّة تقوم على حفظ مصالح الطّرف الآخر، وتتجاهل مصالحها ومصالح شعوبها، حتّى أنّ رفع وتخفيض أسعار النّفط لا تتحكم به الدّول العربيّة المنتجة للنّفط، والمالكة لأكبر احتياطي نفطي في العالم. فهل الولاء والتّبعيّة للأجنبيّ جزء من الثّقافة العربيّة، أو من تعاليم الدّين الحنيف الذي تدين به الغالبيّة العظمى من الشّعوب العربيّة؟ وكيف يمكن تفسير مواقف "شيوخ السّلاطين" الذين يعطون الفتاوي المجّانيّة للحكام، وكأنّهم خلفاء الله في الأرض؟ وكيف يمكن تفسير سياسة التّكفير والتّخوين؟ وهل هناك صراع دينيّ حقيقيّ بين الشّيعة والسّنّة؟ وإذا كان ذلك كذلك فهل كانت ايران الشّيعيّة على سبيل المثال تدين بالمذهب السّنّيّ زمن الشّاه، الذي كان حليفا لأمريكا واسرائيل وللأنظمة العربيّة؟ ولماذا أقرّت دولة الخلافة المذهب الشّيعي عبر تاريخها حتى انهيار الامبراطوريّة العثمانيّة في أعقاب الحرب الكونيّة الأولى؟ وسمحت للشّيعة بالحجّ إلى مكّة والمدينة إن كان الشّيعة روافض ومجوسا كما يشاع الآن؟ ولمصلحة من تصبّ هذه الخلافات؟ وإلى متى سيستمرّ هذا الاقتتال الذي يتلفّع بعباءة الدّين والدّين الصّحيح براء منه؟ وهل يوجد بين العربان عقلاء للتّمييز بين الاجتهاد في الرّأي وبين نار الفتنة؟ أم أنّ الاختلاف والتّكفير والتّخوين أصبح "عقيدة" عند العربان؟ ويحضرني هنا ما يروى أنّ زياد بن معاوية بعد مقتل الحسين، خاف من ثورة الصّحابة في مكة والمدينة ثأرا لدم "الحسن والحسين" سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار عليه زياد بن أبيه أن يبعث لهم من يسألهم سؤالا لا جواب له وهو:"هل الملائكة ذكور أم إناث"؟ ولم يجد المسلمون جوابا مقنعا لهذا السّؤال حتّى الأن.
2-2-2016



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- العربان المتصهينون
- بدون مؤاخذة- كي تنهض الأمّة
- بدون مؤاخذة-انتصار القيق له دلالاته
- ذاكرة سلمان ناطور لا تنسى
- بدون مؤاخذة- المتأسلمون الجدد وقضايا الأمّة
- رام الله مدينة الأديب شقير الثانية
- سلمان ناطور مع الخالدين
- من ينقذ حياة القيق؟
- ديوان-خروج من ربيع الرّوح- في اليوم السّابع
- الأحفاد الطيّبون
- بدون مؤاخذة- الدّين لله والوطن للجميع
- رواية البلاد العجيبة في اليوم السابع
- اليتيم
- أمّي في رحاب الله
- رواية -الهروب- في اليوم السابع
- ظبي المستحيل لبكر زواهرة في اليوم السابع
- رواية -فانتازيا- في ندوة اليوم السّابع
- رواية -فانتازيا-والربيع العربي
- كيف ترى ديمة السمان القدس من برج اللقلق؟
- فراشة عمر حمّش تبوح في اليوم السابع


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الفتنة الدينية