كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 16:09
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نحن كائنات روحية ترتدي جسدا لمدة من الزمن مقولة رددها الكثير من المعلمين الروحانين، فقد وجد الجسد ليكون امامنا شاهدا على عظمة الكون، ليكون دليلا ملموسا على ابداع الخالق.
وفي مفهومنا للجسد تترائ الحياة بأكملها، يقول فاشيستا: بالنسبة الى الانسان الجاهل، يعتبر الجسد مصدر العذاب، لما يتطلب من رغبات والام ومتطلبات، اما للانسان المستنار، فيشكل الجسد هو مصدر الفرح اللانهائي، لانه عبر الجسد امكنه ان يكون شاهدا على العالم.
ان العارف الذي يتمتع بالوعي وعند نهاية حياته لا يعتبر جسده خسارة ابدا، فبما انه أوصله الى هذا العالم استطاع من خلاله التجوال بحرية وبفرح، فلم يكن من الممكن معرفة هذا العالم الا من خلال الجسد.
ويعتبر الجسد كمركبة من الحكمة. الجسد لا يعرض الرجل الحكيم لمغريات الشهوة ، والطمع، ولا تسمح للجهل وللخوف من اقتحامه. الكائن المتجسد يحتك بالجسد بخفية خلال بقائه فيه، ولكنه لا يلمسه حين يذهب، كما يلفح الهواء القدر الموجود، ولكن ليس الغير موجود.
ليس على الجسد ان يمارس سلطة على الروح اي على الذات، لذلك عليه تهذيب الرغبات والمتع، وفقط من اختبر الحكمة يعرف السعادة العظمى الاكبر من كل رغبة.
ان الحواس امسؤولة عن افعال الشر، وهي مجهزة بخزانات عظيمة من الرغبات. لذلك من الصعب اخضاعها. هذه الحواس العقوق تدمر الجسم الذي هو مسكنها وحاملها.
على اي حال، من يتمتع بالحكمة يصبح قادرا على كبح رغبات جسده دون ان يؤذي الوجود، هذه السعادة المطلقة يتمتع بها الرجل الحكيم الذي يسيطر على حواسه تتفوق على سعادة ملك يحكم مدينة مبنية من القرميد والملاط. الاول ينمو ذكائه بنقاوة ووضوح عندما تتلف رغباته للشعور بالمتعة. على كل، تختفي الرغبات بشكل كامل عند رؤية الحقيقة الاسمى.
بالنسبة الى الحكيم، العقل هو خادم مطيع، مستشار جيد، قائد قدير للحواس، زوجة مرضية، اب حامٍ وصديق يمكن الوثوق به. تدفعه الى فعل الخير.
في مملكة الجسد، ليس فقط الحواس لها دور انما ايضا الانتظام والتفكر.
الجسد مركبة عبور في هذا العالم، يستحق التقدير، ولكنه ابدا ليس الرحلة.
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟