لماذا اعتبرت 1979 اسوأ عام في التاريخ الحديث(الجزء11)

مازن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 5090 - 2016 / 3 / 1 - 12:02
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

في الاجزاء العشرة الماضية’تحدثت عن الثورة الايرانية’والتي ادت الى تربع اية الله الخميني على قمة السلطة المطلقة في ايران’والضجة التي اثارها عالميا’ونشوة النصر التي جعلته يستعجل اعلانه الصريح بأن ثورته لن تقف داخل حدود ايران’بل اعلن عزمه على تصديرها الى الخارج’وطبعا كان من الواضح انه عنى دول الجوار,عامة’والعراق كان المستهدف الاول والرئيسي لعدة اعتبارات’وقد فصلتها,لذلك اعتبرأن ذلك الموقف الرسمي والخطاب الاعلامي الصريح من قبل اية الله الخميني كان بمثابة الشرارة التي اشعلت حريقا في المنطقة لازال سعيره مستمرا,وفي الحلقات القادمة سأقدم الدليل المنطقي والمادي على دقة ادعائي هذا’بالاضافة الى الثورة الايرانية’في 17 من شهر شباط (فبراير)وبعد اقل من اسبوع على نجاح ثورة ايران ووصول قائدها الى ارض الوطن من فرنسا بعد فرار الشاه’اندلعت حرب,في جنوب شرق اسيا’عندما هاجمت الصين شمال فيتنام ب85 الف جندي معززين ب400 دبابة,واستطاعت التوغل في الاراضي الفيتنامية’وفعلت الصين ذلك ردا على التدخل الفيتنامي في كمبوديا’حيث كانت في شهر ت2(نوفمبر)عام 1978 قد قامت بمساندة القائد الكمبودي هنغ سامرين في هجومه الكاسح على حكومة الخميرالحمرالتي كان يقودها بول بوت حليف الصين’واستطاعت دحرهم’واجبرت بول بوت على الهرب الى الادغال’ومن الجديربالذكرانه في ذلك الوقت كان العداء والتنافس واضحا ومستشريا بين الصين والاتحاد السوفيتي,ولأن فيتنام حليفة للسوفييت’فقد اعتبرت الصين ان السوفييت هم الذين دفعووا الفيتناميين لتحدي حلفاء الصين الخميرالحمروتوجيه ضربة الى مناطق نفوذها,وتشكيل حكومات موالية للسوفييت’وكادت الحرب تتسع وتخرج عن نطاقها المحلى ’وتتسع بعد تدخل اطراف اخرى’وتتحول الى حرب كبيرة قد تجردول كبرى الى اتونها’لكن الحكمة تغلبت’اذ بعدانتصارات كاسحة وتقدم مستمر لمدة 27 يوما’توقف الهجوم وانسحبت الصين فجأة بعد ان كادت تحتل العاصمة هانوي’والى الان لااحد اكتشف حقيقة الامر وتفسيرالانسحاب الصيني المفاجئ!خصوصا ان فيتنام اعتبرت نفسها منتصرة(وذلك لم يكن امر واقعي في الحقيقة) وفي نهاية عام 1979,وتحديدا يوم عيد الميلاد دخلت القوات السوفيتية افغانستان بقوات كبيرة واحتلتها بدعوى انها تلقت طلبا من رئيسها انذاك الشيوعي حفيظ الله امين’لكن تبين لاحقا عدم صحة مزاعمها عندما تخلصت منه واتت ببابراك كارمل رئيسا’ومن تلك اللحظة بدأت شرارة التطرف الاسلامي’ونارها الذي اتقد ولازال يحرق كل ماامامه’وبواقع كابوسي لازال خطره شديدا واحتمالات تداعياته القادمة خطرة جدا.وهكذا بدأ عام 1979 بانتصار الخميني وتأسيس اول جمهورية اسلامية,وبقيادة رجل دين,بادر فورا بما يشبه اعلان الجهاد ضد حكام دول كانت تحكمهاانظمة راسجة قوية’ممااثارردود افعال ’تسببت في خراب ودمارالمنطقة ’ ثم وانتهى ذلك العام الاسود بالتدخل السوفيتي الذي تسبب في احياء الجهاد الاسلامي وولادة ونمو حركات التطرف التي توسعت وامتدت تداعياتها’وهددت استقرارالعالم باسره,وفي الاجزاء القادمة سأقدم تحليلي كمراقب سياسي لحقيقة ماجرى’وتوقعاتي بما سيجري.

#مازن_الشيخ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات