|
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 46
ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 5089 - 2016 / 2 / 29 - 19:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 46 ضياء الشكرجي [email protected] www.nasmaa.org أواصل ذكر الرسائل التي وصلتني كردود فعل على حلقاتي التي نشرتها عام 2006 بعنوان «قصتي مع الدعوة من انتمائي حتى استقالتي». [ملاحظة: أبقيت ما يتعلق بالتعرض لشخصي، لأن هذا من حقي الخاص، وحذفت الشتائم الموجهة لأشخاص آخرين، لأن هذا ليس من حقي] من (بلا اسم) هل حصلت على الپرفسور أم بعد مرحبا عليكم ديمقراطيا لكل إنسان نصيب في هذه الحياة، ويجب أن يعرف الذي عليه والذي له، ومن هذا المفهوم يجب عليك أن تجهد نفسك بالابتعاد ولو قليلا عن الأنا ومعرفة قدراتك، فنأتي إلى أنك تقول أنت إمام مسجد في مدينة هامبورك، والمعروف لا يوجد مسجد، إنما دار وأكو فرق بين الاثنين ديمقراطيا، وهذه الدار يوجد فيها أمانة، وهذه الأمانة ينوب عنك فيها رجل [...]. وهذه الدار جمع مبلغ شرائها من العراقيين زائدا متبرع آخر، وكان هدف هذه الدار جمع العراقيين وقضاء حاجياتهم من أمور ديمقراطية، ولكن هذه الديمقراطية التي تؤمن بها شتتت جمع العراقيين، وخصوصا من لهم تاريخ ديمقراطي وبقيت أنت و[...] وبقيت أنت وعشرة نفرات في الدار من المبشرين بالديمقراطية، فهناك هوسة عراقية يجب أن تسمعها، لأنه في أفغانستان لا توجد هوسات، اسأل جدك رحمن (غرب للموته ايوز بيه)، لأن الذين يمك في بغداد كالأموات ديمقراطيا. سلام على من اتبع الهدى ديمقراطيا.
[بين حين وآخر كنت أستلم إيميلات شتائم، يبدو من نفس الشخص، ويعيّرني بجذوري الأفغانية، وكون جد جدي رحمان كان أفغانيا، ولا أدري من أين أتى بهذه المعلومة، فمثلما أني لم أستنكف عن ذكر احتمال أن تكون جذورنا إيرانية، لا يبقى لي من مبرر أن أخفي أفغانية جذورنا، لو صح ذلك؟ ربما يخلط هذا الشخص بيني وبين أحد أقاربنا الذي يحمل نفس اللقب، ويقيم في هامبُرڠ-;- أيضا، وقرابته من ناحية أبويه، فوالده الأفغاني الأصل شقيق زوجة أحد أعمامي، ووالدته شقيقة زوجة خال لي، وكلهم متوفَّون. (وهو الآخر قد توفي رحمه الله). وآخرون كتبوا عني في وقت لاحق على موقع «شبابيك» الموالي للمالكي، يكيلون الشتائم لي، وعيّرني أحدهم بأني پاكستاني، وآخر بأني كردي فيلي، وثالث بأني أفغاني، ورابع بأني (عجمي)، أي إيراني، ولا يعلم هؤلاء أني، كما وأي عاقل، لا نعير وزنا للعِرق والأصل وغير ذلك من التفاهات. أما موضوع المسجد أو الدار، فقد سردت في مكان آخر من الكتاب قصة «دار الهدى»، و«المركز الإسلامي في هامبورغ - (مسجد الإمام علي)»، الذي أممت فيه الجماعة والجمعة في كثير من الأحيان، مع إن هذه الأمور لم تعد موضع افتخار، بقدر ما يسبب لي ذكرها حرجا.|
من محمد كاظم الشهابي الأخ ضياء الشكرجي أطيب التحيات لشخصك الكريم وبعد المرفق نسخة من عمودي اليومي بصحيفة أخبار الخليج البحرينية، ليوم غد الثلاثاء، وكنت قد كتبته يوم أمس، وأضفت إليه معلومة أنك كنت معمما، أهنئك لشجاعتك أولا، وهي شجاعة فريدة تدل على ثقة عالية بالنفس وبالموقف، وأتمنى أن تواصل جهادك الفكري، ونضالك الدؤوب على طريق التنوير الإسلامي، الذي - برأيي - لا يقل في أهميته عن أرقى أنواع التضحيات، وهو الجود بالنفس، وهذا ما قمت به خير قيام من خلال كتاباتك الجريئة، أهنئك وأحييك مرة أخرى، متمنيا استمرار التواصل بيننا. محمد كاظم الشهابي ناشط سياسي وكاتب صحافي المنامة البحرين
من أحمد الكاتب الأستاذ العزيز الشيخ ضياء الشكرجي حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأت مقالاتكم باهتمام كبير، وكانت لي بعض الملاحظات والاقتراحات، وربما بعض الأسئلة. أعتقد أنكم استعجلتم الانسحاب من الحزب، وكان من الأفضل، أو إذا يمكن، التأني والتريث بالانسحاب من الحزب، أملا بتطويره ديموقراطيا في المستقبل. [قلتها في حينه، إن اختلافي مع الحزب أصبح اختلافا فكريا جوهريا] فإن انسحابكم ربما يؤخر مسيرة التحول الديموقراطي، وأعتقد أن كل الأحزاب العراقية تعاني من هذه المشكلة، وتمر في ظروف استثنائية، ويمكن أن تتطور في المستقبل القريب، علما بأني أعرف وجود تيارات عديدة مختلفة تؤمن بالديموقراطية والإصلاح في داخل حزب الدعوة [وهذا ما كنت أظنه، مما كان يبرر لي البقاء في الحزب، رغم إيماني العميق بالديمقراطية منذ مطلع التسعينيات، لكن التجربة أظهرت لي خطأ هذا التصور، لكن حتى هؤلاء الذين يعنيهم قد أفسدتهم تجربة السلطة، ولكن حتى مع فرض بقاء حزب الدعوة على نقائه، ما كان بالإمكان أن أبقى فيه، بعد أن تحولت فكريا، من الناحية السياسية ابتداءً بحسم تحولي إلى العلمانية، ثم من الناحية الفلسفية باعتمادي لاهوت التنزيه بعد أقل من سنتين من استقالتي]، ولا بد أن تتكاتف كل هذه التيارات، لتشكل الصورة القادمة. إن أزمة الديموقراطية في التيارات الشيعية مرتبطة بموضوع المرجعية وولاية الفقيه، وهما مسألتان مرتبطتان بعمق بالفكر الشيعي الإمامي، وهناك في داخل المذهب الشيعي وفي داخل حزب الدعوة من يحاول إعادة النظر في المسائل المذهبية، وبالخصوص مسألة الإمامة، وهذا الأمر له علاقة وثيقة بالتيار الديني الإسلامي في العراق بصورة عامة، وربما كانت الأزمة الطائفية التي نمر بها هو إفراز من إفرازات المسألة الطائفية التي تهدد الديموقراطية في العراق بشكل عام، ولذا ينبغي علينا في سبيل حل الأزمة الديكتاتورية داخل الأحزاب الإسلامية وحزب الدعوة، حل الأزمة الطائفية والفكر الطائفي، [بل عموم أزمة الإسلام السياسي، ثم حل أزمة الطائفية لا يكون مع وجود قوى شيعية وقوى سنية، فحتى القوى الشيعية والسنية التي تقول إنها ضد الطائفية، هي طائفية من حيث تشعر أو من حيث لا تشعر، طالما كانت مغلقة على طائفة واحدة.] وربما كنتم قد اطلعتم على بعض الجهود التي بذلناها في هذا السبيل في كتابنا تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه، والهادف إلى معالجة الديكتاتورية والتمزق الطائفي، ومن هنا أشعر بأني قريب إليكم، ويمكن أن نتعاون في هذا المجال الفكري والسياسي، وأنا الآن بصدد تطوير موقعي على الانترنت، وإصدار مجلة فضلا عن مشاريع إعلامية أخرى، ولذا أقترح عليكم وعلى من ترغبون التعاون في المجال الإعلامي فكريا، وأنا على استعداد لنشر كتاباتكم ومقالاتكم في سبيل نشر الفكر الديموقراطي وتأصيله داخل التيار الإسلامي السني والشيعي، وذلك لأن أزمة الديموقراطية لا تخص حزب الدعوة وحده، وإنما تعم كل التيار الإسلامي، [بل للأسف حتى أكثر الأحزاب العلمانية، مع الفارق في أن مشكلة الأحزاب الإسلامية في الثوابت الفكرية، في مشكلة الجوهر، بينما مشكلة العلمانيين ذوي السلوك غير الديمقراطي، تبقى مشكلة سلوكية وربما أخلاقية، وبالتالي هي مشكلة في العَرَض أو الشكل.] ولا بد من معالجتها بعمق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم أحمد الكاتب
من حسنين الأسدي [هو ابن وكيل وزير الداخلية سابقا والنائب حاليا عدنان الأسدي، من زوجته الأولى، والذي أي الأب كان يعرف قبل السقوط بـ (أبو حسنين الرميثي).] العم العزيز أبو آمنة المحترم أرجو أن تكون بصحة جيدة. يشهد الله يا عم مزقت قلبي. كنت أرى أن أكفأ حزب سياسي في الساحة العراقية هو حزب الدعوة، وكان لدي بعض التحفظات على طريقة عملهم، وهذا هو سبب عدم انتمائي للحزب، وعرض عليّ هذا الأمر أكثر من مرة. الأمل الذي كان لدي هو بتياركم الإصلاحي، وكنت أنت من هذا التيار، وما أراه الآن هو انسحابك وسينسحب غيرك لنفس الأسباب، فمن سيبقى لنا؟ سينفرد [...] [لا أتذكر من الذي ذكره، لأني كنت قد حذفت الاسم بسبب نشر الرسائل آنذاك] وزمرة إيران بالحزب الذي بنيناه بالدم والتضحية. الحمد لله على كل حال. أرجو من الباري أن يحرسك ويحميك. تحياتي ودعائي. حسنين الأسدي، أو حسنين الرميثي من الدانمارك
من .... ....... السلام عليكم شيخنا الفاضل أبو آمنة المحترم أشكرك على إجابتك على رسالتي. وبالنسبة إلى الحلقات التي تخص قصتك مع الدعوة، فقد كنت طيلة الفترة الماضية في [...] ثم [...] حيث تركت السياسة نهائيا وتوجهت إلى التجارة، والفضل يعود إلى [...] وعصبته من المتملقين الذين دمروا العراق، حيث التقيت هناك بالأخ [...]، والمحسوب على جماعتنا، وقد تحدث لي الكثير من الأمور التي كنت أنت تعاني منها، ومن بعض عباراته إنه يقول أن فضل الرئيس الطالباني على رأس العراقيين إلى يوم القيامة، وذلك بإنقاذ العراق من يد [...] [من الواضح إن إبراهيم الجعفري هو المقصود، لأني لا أتذكر ما كنت قد حذفته من الرسائل آنذاك، والبحث عنها إن وجدت يتطلب جهدا فوق العادة، وهكذا هو الأمر مع كل الأسماء المحذوفة، فلا أتذكر أسماء من كانت] وطاقمه المتخلف، وبالطبع فهو لا يقصد بذلك نزاهته (حاشاه)، وإنما انفراديته، وإهماله للأمور الجوهرية، وانشغاله بالمحاضرات، وترك مشاريع الإعمار، بيد من كان بالأمس يدير محل بقالة في كوبنهاﮔ-;-ن [عدنان الأسدي، ولو أني ضد التعيير بسبب المهنة أو الحرفة أو أي عمل]، وأقصد في ذلك عديمي الخبرة. لذلك لم أستطع الدخول على صفحة الكتابات، إلا ليلة البارحة، حيث قرأت الحلقة التاسعة، ورجعت من البداية إلى الحلقة الخامسة، فأرجو منك أن ترسل لي الحلقات من الأولى إلى الرابعة، لأتابع هذه التجربة المريرة. والحقيقة أقول إن الذي تقوم به من تأسيس لتجمع سياسي جديد، قد يكون بصيص أمل لشبابنا الذي يعيش صدمة فشل [الجعفري]، وانتقاله ومن معه إلى مقبرة السياسيين، علما بأن الذين كانوا معه يخجلون الآن من العودة إلى محلاتهم في أوروپا، كونهم تعودوا أن يكونوا أسيادا، ولهم خدم وحشم، وهذه معلومات مؤكدة، وأرجو عدم نشر اسمي على المقال في حالة استشهادك ببعض العبارات. المهم عزيزي الحاج هناك الكثير ممن يؤيد خطوتك، وأنا أولهم، ورسم الخدمة، وكما تعلم فلم أكن يوما متسابقا مع الآخرين للوصول إلى مركز عال في الحكومة، رغم الدعوات التي تلقيتها من المحيطين بـ[الجعفري]، وأنت تعرف ذلك حسب علمي، والذي أعنيه في وقوفي معك هو فعلا تجميل منظر الإسلام، الذي شوهه الآخرون بحسن نية، والله الموفق لكم ولنا. أخوك الصغير [.... .......]
من علاء الزيدي بسم الله الرحمن الرحيم سماحة الأخ الأستاذ الشيخ ضياء الشكرجي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قبل المقالات الأخيرة، كنت أتابعك باستمرار، على اعتباري قارئا نهما لأمهات المقالات، و متابعا مثابرا لكبار الزملاء، ولا أطري عليك حين أقول إنني كنت أشعر بلمسة إنسانية، انفتاحية وتعددية وديمقراطية، في كل كتاباتك ونتاجاتك، في عين تماسكها الفكري وقيمتها التنظيرية العالية، ولا غرو فكل من تتلمذ على يد شهيد العراق العظيم السيد محمد باقر الصدر، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، هو على هذا النمط، شرط أن يستلهم روح الصدر ومحياه الباسم في كل كلمة يكتبها أو يقولها. في سلسلة المقالات الأخيرة، ازدادت هذه اللمسة الإنسانية إشراقا وتألقا. ولست هنا في صدد التطرق إلى الجوانب الفكرية البحتة للمقالات المذكورة على أهميتها، فلست مهتما بالأحزاب العراقية، سواء كانت إسلامية أو علمانية، لاعتقادي بأننا لم "نتسيس" بعد بالمفهوم العلمي: ما زلنا قبليين، عشائريين، متخلفين على صعيد التعاطي مع الآخر. وماذا تنتظر من سياسيين يستنكفون من مساعدة زوجاتهم أو أخواتهم أو حتى أمهاتهم في أعمال البيت، ثم يملأون الدنيا زعيقا حول تحررهم وإنسانيتهم ورمزية علي ابن أبي طالب بالنسبة إليهم، ذلك الرجل العظيم الذي يكنس بيته بيده، ويعمل شغيلا وعتالا، وهو من هو. قلت لم أهتم بالجانب الفكري والنظري للمقالات إياها، رغم أهميته، ورغم صلادتها وتماسكها المثير للاحترام، والباعث على الإقناع، لكن لمسة إنسانية نادرة، حدت بي إلى أن أحني رأسي احتراما لشخصك الكريم، وهي المتمثلة بحديثك الشفاف عن عدم الإنجاب والمتسبب فيه بغير إرادتك، بل بإرادة العلي القدير. فقد عهدنا الرجال القبليين وهم ينحون باللائمة على زوجاتهم، حتى بسبب تتالي إنجاب البنات، الذي يعلمون علم اليقين أنهم سببه المباشر، أما عدم الإنجاب فالمرأة المسكينة هي المتهم الأول والأخير! عزيزي، بمثل لمساتك الإنسانية هذه لا خطر على مستقبل العراق، لو كثر مماثلوك. لك تحيتي وفائق تقديري. أخوك علاء الزيدي – لندن
من حسين علي شرف السلام عليكم. المحترم الأخ العزيز ضياء الشكرجي. لقد تمنيت أن أتابع سلسلة مقالتكم وتجربتكم التي رويتموها بدون رتوش، فهلا دللتني عليها، فإني متابع للحركات الإسلامية، وخصوصا في العراق ولبنان والبحرين. أخوك من البحرين سيد حسين سيد علي
من أبو جعفر السامرائي بسم الله الرحمن الرحيم جناب الأستاذ ضياء الشكرجي دام محفوظا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قرأت حلقاتك في "كتابات"، ثم الحلقة التي أدرجت فيها الردود. ووددت الكتابة إليك منذ الحلقة الأولى، للتعليق على أمور، ولكن تأجلت إلى ما بعد حلقة الردود، وهو ما سيضيف تعليقات أخرى، ولكن على شكل نقاط سريعة. علما بأني لا أقرأ إلا من موقع "كتابات"، وبعض المقالات فقط، لأن وقتي ضيق دائما؛ ولكن لأني لا أترك التلفاز عندما أجدك تطل منه في أحد البرامج، لأهمية طروحاتك (آخرها عندما "زعلت" وتركت البرنامج في قناة الديار)، فقد سارعت لقراءة الحلقة الأولى عندما قرأت اسمك. بدءً، الكاتب هو سعيد السامرائي صاحب كتب "حجج النهج"، و"صدام وشيعة العراق"، و"الطائفية في العراق"، وغيرها) وإن كان بأسماء أخرى؛ ولكني سامرائي حقا، بل أهلي من شيوخ ألبو عباس أكبر العشائر السامرائية. أقول ذلك لأن هذه الأيام - وما قبلها - أضاعت الأسماء والألقاب مع ما أضاعت. وبسبب التفكير النمطي والجهل بواقع العراق، علق أحد الخليجيين على كتاب لي قديم نشر بلقب "الأعظمي" بأني لا يمكن أن أكون أعظميا، لأن الكتاب ينبئ أنني شيعي! هذا مع أنني أعظمي من الولادة وحتى خروجي من العراق - ولادة، ودراسة، وزواجا، ولكن هذا حال الأمة: لا يقرؤون المكتوب، ولا المضمون، وإنما يبحثون عما يسقطه من عنوان أو اسم أو تاريخ - وهذا ما ستتعرضون إليه، فظني أن البعض سيقول: انظروا، تاريخه البعثي أو الإلحادي أثر عليه، فإنك بنظرهم بعثي سابق، أو كافر سابق، كما أنني سني سابق! هذا مع أن الذي يقدم على شيء بعد إعراض أو خروج أو جهل سيكون أقوى تمسكا، لأن فهمه له سيكون أكثر عمقا. وإلا فدونك "أحمد الكاتب" - سأعلق عليه بعد قليل - أين بدأ وأين انتهى. أيضا، لست حزبيا، ولم أكن في يوم، ولا أنوي ذلك، بل لن يحصل مطلقا، ربما لمزاجي الخاص أو لظروفي الصحية. لذلك، فما أكتب هو من شخصي لشخصك، غير محمل بأي بُعدٍ آخر. بل لعلك ستجد أنه لا علاقة له بما يتعلق بحزب الدعوة (وهو مركز المسألة!) على الرغم من أن بعض أصدقائي القريبين من الدعاة (أو من تنظيمات أخرى. [مع احترامي لآراء الأخ صاحب الرسالة، إلا أني حسبما فهمت أنه كان سنيا، وتحول إلى شيعي، بينما يستنكر على أحمد الكاتب، كونه كان شيعيا تقليديا، وتحول إلى ناقد وناقض لأهم مقولات الشيعة، كالإمامة الاثناعشرية، بنفيه لوجود شخص الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري، مما يجعل الحلقة المكملة للسلسلة الاثناعشرية مفقودة، أو ثابتا عدم وجودها أصلا، لكونه قد وصل ببحثه إلى أن الإمام الحادي عشر الحسن بن علي العسكري، لم يولد له ولد أصلا، وبالتالي يهدم الإمامة كلها. في تصوري من يرى من نفسه صحة ما اتخذه من قرار، عندما يتحول من عقيدة إلى أخرى، لا بد أن يقبل من الآخر التحول ولو بالاتجاه المعاكس. صحيح أنا لا أتبنى كل مقولات أحمد الكاتب، لكني أحترم بحوثه. علاوة أن لدي مشكلة مع من يتحول من مذهب إلى آخر، أو من دين إلى آخر، لأن التخلي عن مذهب ما لثبوت وجود ثغرات معتد بها فيه، لا يجب بالضرورة التمذهب بمذهب آخر، بل قد يؤدي بصاحبه إلى الدين اللامذهبي، أي أن يكون لنفسه مذهبه الخاص به، كما إن التخلي عن دين ما، لثبوت أنه ليس الدين الذي يجب اعتناقه، لا يعني بالضرورة التحول إلى دين آخر، بل قد يؤدي بصاحبه إلى اعتماد الإيمان اللاديني. وهكذا لا تلازم بين التحول من الإلحاد (اللاإلهية) إلى اعتناق دين ما، ولا تلازم بين نفي الدين ونفي وجود الله. وهذا التلازم الموهوم، فصلت الكلام عنه في كتابي «الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل»، المرجأ نشره حاليا (نشر في صيف 2015). طبعا وكما ذكرت لا أستبعد أن الأخ قد طور من فكره، واستجدت لديه رؤى غير التي كان عليها من عام 2006 حتى كتابة هذه الأسطر في الأول من آذار 2013، لاسيما وهو كما يظهر من كلامه ذو نزعة إنسانية وعقلانية. ويكمل صاحب الرسالة مشكورا:| أخي الفاضل 1. صحيح أنك تعد سنواتك الثلاث في حزب البعث تلوثا، إلا أن مجرد انخراطك في البعث في منطقة الكاظمية يؤشر إلى شخصية لها موقف لا يتبع الأكثرية على كل حال، لأن ما أعرفه أنه في ذلك الوقت كانت الكاظمية منطقة تكاد تكون مقفلة للشيوعيين، في قبال الأعظمية للقوميين والبعثيين. طبعا. هذا الكلام أقوله لك، لأنك تفهم هذه الأمور. هذا مع العلم بأنني لم أتعاطف ذرة واحدة لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء في حياتي، بل كنت ولا أزال أبغضهم جميعا. 2. لفت انتباهي التأثير الكبير، بل المفصلي، لكتاب "القرآن محاولة لفهم عصري" للدكتور مصطفى محمود، وذلك لأنه كان من الكتب التي قرأتها مرات ومرات عندما كنت في مرحلة الثانوية (حيث أهدته إلي إبنة عمي). ثم كان سببا في شرائي جميع ما استطعت الحصول عليه من كتبه عند زيارتي لمصر أيام الجامعة. بعدها "حوار مع صديقي الملحد"، "التابوت"، "الله"، "الوجود والعدم"، "رحلتي من الشك إلى الإيمان"، "الإسلام والماركسية" وغيرها. صحيح إنني كنت أصلي منذ ذلك الوقت، ولكن مؤلفات مصطفى محمود ساهمت في تعميق الإيمان بالله، سيما في تلك الفترة التي كان الوعي يتشكل فيها. [كان مصطفى محمود – صحيح - مؤثرا فيّ آنذاك، وكان سببا لتحول جذري، إلا أني لم أعد أرى استدلالاته متينة على النحو الذي يمكن أن يغير قناعة إنسان، بعدما يكون قد وصل إلى مستوى، أراه متقدما على ما كنت عليه آنذاك، من الرشد وعمق التفكير. مع هذا شاء الله أن يكون مصطفى محمود سببا في تحول مهم، كان مقدمة مهمة لكل تحولاتي، أو لنقل لكل مراحل النمو والترشّد، لأن تحولاتي بعد 1977 كانت في مسار تصاعدي وتناموي، ولا تمثل انعطافات حادة مفاجئة، بحيث تكون الانعطافة الواحدة منها تحولا إلى الاتجاه المعاكس تماما، مما كان قبلها، بل كان كل تحول مقدمة تمهيدية لما بعده.] 3. فهمت من رسالة د. حاچم الحسني رغبته في نقد "الحزب الإسلامي العراقي"، فهل فهمت أنت ذلك أيضًا؟ إن هذا سيكون شيئا مفيدا، وربما ستكون أنت صاحب هذه السنة الحسنة، وإن كان سيزيد من عدد الأعداء والمبغضين. 4. أحمد الكاتب - حذار منه ومن طرحه، فهو - بنظري - رجل شيعي ترك التشيّع إلى التسنن، ليس إلا، ولكنه أراد إحداث ضجة، منها لأنه ربما يعتقد أنه وجد شيئا مهما، ومنها لأنه باع جهوده أو اشتريت. [لا أوافقه على هذا الرأي، وإن كنت - كما بينت – لست متفقا مع كل ما طرحه أحمد الكاتب، لاسيما فيما هو التلازم عنده بين إثبات وجود شخص المهدي، وبين مبدأ ولاية الفقيه، لأن نقض ولاية الفقيه ممكن حتى مع التسليم بالعقيدة الشيعية للإمامة والمهدي. بل مناقشة كل من الأمرين يمكن أن يكون مستقلا عن الآخر، أعني ولاية الفقيه، حتى مع فرض ثبوت الإمامة، والإمامة وفق الرؤية الشيعة نفسها. لكني لم أفهم من أحمد الكاتب أنه أصبح سنيا، وإن كان يلتقي مع المذهب السني في أمور. وفي تصوري أن ما بحثه وأعطى الأدلة عليه في غاية الأهمية، بقطع النظر عن صحة استدلاله أو عدمها، فأهمية بحث موضوع شيء، وصحة نتائج البحث شيء آخر. المهم ليست من فكرة ممتنعة النقد والمراجعة وطرح التساؤلات عنها. 01/03/2013] 5. الديمقراطية والإسلام. ولعل هذه هي أهم النقاط لأن الكثيرين يطرحون - سيما هذه الأيام – أن الديمقراطية في الإسلام، أو هي الإسلام الخ، كما كان يقال الماركسية والإسلام، وأن عليا (ع) أول اشتراكي، وأبا ذر (رض) أول ماركسي! إن كان المقصود من الديمقراطية آلياتها من الانتخابات مثلا، أو كان المقصود هو الحريات المصاحبة للديمقراطيات الغربية، فهذا لا غبار عليه. أما إن كان المقصود روح الديمقراطية فإنها - بنظري - تصادم الإسلام تماما لأنها باختصار "حكم الشعب بالشعب، أي بنواب الشعب" حيث يشرّعون ما يصلون إليه بعقولهم، وحسب المعطيات التي تحت أيديهم، في حين أن الإسلام هو "حكم الله تعالى". نعم، هناك من يقول إن الحكم في الإسلام هو "حكم الله بواسطة رجال الدين"، في حين يقول آخرون أنه "حكم الله بالشعب أو بنواب الشعب"، وهذا فرق كبير بالطبع. وإنه لمما يريح النفس أن مذهب أهل البيت - على ما فيه من نص على شخص الإمامة المعصومة - إلا أنه يعطي الحرية الكاملة للناس في الاختيار (عملا بالنصوص المقدسة بالطبع لا بحسب ما يريده البعض من أتباع المرجعيات أو حتى أنصاف أو أعشار المرجعيات اتباعا أعمى). [وهنا يقع التناقض، فالمذهب الشيعي يمنح حرية، ثم يقيدها، أي يسلب ما منحه من حرية. فطالما هناك مقدسات، ومسلمات، ونهائيات، وثوابت لا يسمح بمناقشتها، لا يمكن أن يكون هناك فكر حر بالمعنى الصحيح. وهذا لا يعني أن الفكر لا يجب أن تكون لديه ثوابت، لكن الثوابت هي قواعد، وأسس، وقوانين، يعتمدها المفكر، إما علمية وإما عقلية، منطقية أو فلسفية، وليست نصوصا.]. على أية حال، وطالما أنك طرحت في رسائلك للدعاة مسألة البحث عن طروحات جديدة أو تجديدية، لِمَ لا يكون ذلك في الاسم أيضا؟ لماذا التشبّث بكلمة "الديمقراطية"؟ لعل التفكر، مع توفيق الله تعالى، يوصل إلى مصطلح جديد لا يُحَمَّل إيحاءاته الغربية والتغريبية وغيرها. [لا أستبعد أبدا أن الرجل بعقليته المنفتحة قد طور من قناعاته، فأن تكون الديمقراطية ديمقراطية ليست غربية، كمن يريد أن يلتزم بإسلام غير محمدي، أو شيوعية غير ماركسية، أو يهودية غير موسوية. الغرب هو منتج الديمقراطية، ولذا فهي والحداثة نتاجان غربيان، ولا عيب من الأخذ بتجارب الشعوب.] أقول ذلك، وأني على قناعة تامة بأني في هذا الموضوع كالتلميذ الصغير بالنسبة إليكم، حيث لا بد أنكم قضيتم وتقضون أوقاتا طويلة في التفكير والبحث والنقاش في هذا الموضوع، وهو ما لا أقوم به. ولكن حرصي على هذا الدين، وحرصي على الأشخاص المجاهدين الذين يريدون بالأمة خيرا عن طريق الإصلاح - أي المصلحين - هو الذي يجعلني أناقش هذا الأمر معكم. أرجو أن لا أكون قد أطلت عليك. وفقك الله لما يحبه ويرضاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين. أخوك أبو جعفر السامرائي لندن – بريطانيا
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 45
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 44
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 43
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 42
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 41
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 40
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 39
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 38
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 37
-
هل تتجه مرجعية السيستاني نحو العلمانية؟
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 36
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 35
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 34
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 33
-
أمراض المتعصبين دينيا أو مذهبيا
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 32
-
ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 31
-
لست مسلما .. لماذا؟ 3/3
-
لست مسلما .. لماذا؟ 2/3
-
لست مسلما .. لماذا؟ 1/3
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|