أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - المبادرة المصرية والمصلحة الوطنية..















المزيد.....

المبادرة المصرية والمصلحة الوطنية..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 377 - 2003 / 1 / 24 - 16:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

22-1-2003

 

بعد وقت طويل من الانتظار وبعد جولات من الحوار, لم تخرج بإعلان مشترك أو مشروع قرار لبرنامج وطني سياسي وميداني يعيد اللحمة للفصائل الفلسطينية المختلفة ويضمن نجاح الحوار الفلسطيني بما يعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس العمل المشترك بروابط وأسس وطنية عريضة تجمع الجميع وتلزمهم بها وتؤكد على احترامها. تقدمت الحكومة المصرية الراعية للحوار بمبادرة للوحدة والعمل المشترك بين الفصائل الفلسطينية جميعا.

وتنص تلك المبادرة بالأساس على :

"  تحديد أهداف واستراتيجية النضال الفلسطيني, والعمل الموحد والمشترك على الصعيد الداخلي, التأكيد على النضال لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة على كافة الأراضي المحتلة, بما فيها القدس, وصيانة وحماية حق العودة بناء على قرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن 242 ,بالإضافة للإصلاح الداخلي والمشاركة في القرار, وإعلان وقف العمليات لمدة سنة واحدة".

إذا نظر المرء للمبادرة سيجدها ايجابية في جميع نقاطها وفيها منفعة للوحدة الوطنية والعمل المشترك ولمصلحة القضية الوطنية, لكن أكثر ما فيها إثارة وخطورة هو الفقرة التي تطالب بإعلان هدنة أو وقف للعمليات من جانب واحد لمدة سنة وبدون أية ضمانات ولا حماية.

إذ كيف يقوم الفلسطينيون بوقف العمليات العسكرية ضد الاحتلال بينما الجيش الصهيوني يقوم بتعزيز أعماله الإرهابية ضد أبناء الشعب الفلسطيني, ومن آخر أفعاله الشريرة تدمير المنازل والمتاجر بالعشرات في الضفة الغربية وقطاع غزة, وكذلك القوانين التي  تسنها محكمته العليا وأخرها  القانون الفاشي العنصري, ألا إنساني الجديد, المستحضر من عصور السادية الرهبانية والأصولية الظلامية والنازية التي استعملتها إسرائيل شماعة للأجرام الذي تمارسه, بحيث احتكرت دور الضحية ومنعت أي إنسان آخر من إظهار إجرامها كدولة مارقة وخارجة عن القانون وفوق المحاسبة وبلا حدود إنسانية, تستعمل كافة الوسائل والأساليب الهمجية لضمان بقاءها لابسة لدور الضحية وثيابها مع أنها أصبحت بممارساتها فاشية ونازية أكثر من الجيوش النازية.

 هذا القانون الجديد الذي صدر عن المحكمة العليا الإسرائيلية يوم أمس يسمح رسميا وشرعا للجيش الإسرائيلي استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية وقرن القرار بموافقة الفلسطيني نفسه. تصوروا هذه القذارة والسخافة في التحايل على البشر والقانون والعقول, من يرضى أو يوافق أن يستعمله أي جيش محتل درعا بشريا لمهاجمة أو اعتقال أعداء ذلك الجيش, ثم من المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة يستطيع أن يمانع في أن يكون درعا بشريا لجيش فاشي سادي لا يعترف بكلمة لا ولا يفرق بين مدني وعسكري, وهل كان اليهودي أيام الموت والمهانة والرعب والإرهاب النازي في أوروبا يستطيع أن يقول لا للجندي المدجج بالسلاح الذي كان يهيمن على البلاد المحتلة, وهل كان يحق للمحكمة النازية أن تجعل من الناس دروعا بشرية؟ حتى النازية لم تستعمل البشر دروعا بشرية لكن إسرائيل تفعل ذلك..

هذا قانون عنصري جديد, يجب أن تحاسب عليه قيادات الكيان الصهيوني في محاكم جرائم الحرب الدولية. وهذا القرار يجب أن يكون حاضرا أمام الوفود الفلسطينية التي ستبحث قضية وقف العمليات بلا مقابل وبدون ضمانات. لأن أي تخلي عن سلاح الانتفاضة الأمضى والأقوى, خاصة إذا كان التخلي غير مسنود بضمانات قادرة وفاعلة وبنية عند الطرف الآخر للتعامل بالمثل.

على الفصائل الفلسطينية التركيز جيدا والتعمق في دراسة المشروع وحسبانه بميزان المصلحة الوطنية لا بميزان الضغط الخارجي والأخوة العربية, لأن أيا من هؤلاء لم يستطع مساعدة الشعب الفلسطيني  ووقف العدوان الصهيوني عليه طوال فترة الانتفاضة الحالية, بالرغم من أن إسرائيل نفذت مذابح ومجازر وأعمالا غير مشروعة ضده خلال تلك الفترة.

الذي نريد الوصول إليه وتأكيده أن عدو الفلسطينيين, عدو بلا رحمة وبلا ضمير وبلا إنسانية, يريد قتل الفلسطيني من اجل أن يضمن استمراره هو وتفوقه ولكي يحقق أحلامه الطامعة, تلك الأحلام التي لم يتخل عنها لا يسار ولا يمين إسرائيل. ليس فقط بالأحلام وفي المنام , بل حتى وهم بكامل وعيهم يرفضون عودة اللاجئين الفلسطينيين والتعويض لهم, يرفضون إعادة الضفة والقطاع بالكامل وتفكيك وإزالة المستوطنات والاعتراف بدولة فلسطينية حقيقية ذات سيادة بجوار دولتهم التي ابتلعت معظم أراضي فلسطين التاريخية والطبيعية بالقوة الحربية والدبلوماسية التي اختلط فيها التآمر الدولي مع الخنث السياسي الإقليمي والعجز العربي والخبث الصهيوني.

على الفصائل الفلسطينية أن تطالب السلطة الفلسطينية أولا وقبل البدء بأي حوار وطني شامل وجاد وحقيقي أن تطلق سراح السجناء السياسيين الفلسطينيين وأن تنظف البيت الفلسطيني من الشوائب التي قد تعيق تنظيف البيت. لأنه لا يمكن للعقل الوطني الفلسطيني أن يقبل بحوار فلسطيني من اجل توحيد الصفوف والمواقف بينما السجون الفلسطينية تعج بالمناضلين المحبوسين بتهمة المقاومة ومواجهة الاحتلال وتصفية رؤوس الإرهاب الصهيوني مثل المجرم رحبعام زئيفي,هؤلاء الأبطال يجب أن يحصلوا على أوسمة وطنية, بدلا من الزنازين السلطوية التي يجب إغلاقها وتدميرها نهائيا لأنها نتاج الانتداب والاحتلال.

 ثم أن سياسة سجين يسجن مساجين آخرين ويتركهم رهائن لفك سجنه, أصبحت سياسة مملة ومرفوضة وغير مرغوبة ومضحكة مبكية في آن. على جميع الفصائل المطالبة بإطلاق سراح سعدات وكل المعتقلين لأسباب سياسية ونضالية, لأن الذي سجن سعدات قد يفعلها مع غيره مادامت المواقف غير ثابتة وليست كلها تطالب بما تردده الجبهة الشعبية دائما.

على السلطة الفلسطينية ممثلة بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إصدار الأوامر بإطلاق سراح السيد احمد سعدات ورفاقه وكل المعتقلين على خلفية سياسية وأعمال مقاومة ضد الاحتلال. لأنه من حق كل فلسطيني أن يقاتل الاحتلال وينتقم لدماء الشهداء الذين يسقطون يوميا في فلسطين. ومن حق وواجب كل فلسطيني أن يواجه الاحتلال ويقاومه ويقاتله بكل وسيلة ممكنة, لأن هذا الحق طبيعي وبديهي وعادل ومقدس وشرعي ومن أسمى الأعمال التي يقوم بها الإنسان من اجل وطنه وإنسانيته وكرامة شعبه ولطرد وكنس الاحتلال.

 

قبل التفكير بالإصلاح ووقف العمليات والمقاومة وترتيب الصفوف ورصها وتعزيز الحوار لأجل الوحدة,علي الفلسطيني الذي تسبب بالانشقاق الوطني الشامل الذي أصاب القضية ,والوطن والشعب والفصائل ومنظمة التحرير الفلسطينية وذلك بسبب نهجه القيادي والإداري والسياسي الذي قاد الوضع إلى ما هو عليه, ونشر السأم والتراجع وألا مبالاة بين البشر, مما زاد من المعاناة النفسية و الشخصية للإنسان الفلسطيني العادي, على هذه القيادة التي لازالت تتعامل مع الشعب الفلسطيني وكأنه ملكها الخاص أن تتخلى عن تلك السياسة المتنفذة التي فشلت و انتهى عهدها وولى زمانها إلى غير عودة وبلا رجعة. وعليها أن تصارح شعبها وتتحدث معه وتواجهه بالحقائق وتطلب رأيه وتأخذ به ولو مرة واحدة في حياتها.

 

نعم هذا الشعب مع الحوار الوطني ومع الوحدة الوطنية ومع المصلحة الوطنية, لكن المطلوب من المتحاورين أن يكونوا مع هذا الشعب وأن يأخذوا مصالحه ومطالبه وطموحاته بعين الاعتبار, بل أن يعتبروها برنامجهم السياسي والميداني الأنسب, لأنه لا سلام ولا حرب بدون موافقة الشعب الفلسطيني. والشعب الفلسطيني لن يوافق على وقف العمليات بلا ضمانات وبلا خطوات عملية من الجانب الآخر.

المبادرة المصرية هي بالتأكيد امتحان صعب للفصائل الفلسطينية التي تتحاور الآن في القاهرة, لكن هل ستنجح المبادرة في أن تصبح  مشروع فلسطينيا تتبناه الفصائل الفلسطينية, نعتقد أن الجواب سيظهر للعلن ليس من القاهرة بل من الضفة الغربية أو قطاع غزة.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام المفقود والحل المنشود..
- دولة شارون- الفلسطينية -
- قصة حقيقية من مخيم عين الحلوة..
- برلمان تشيكيا نسي ربيع براغ..
- السلام والإصلاح والحقوق المستبعدة
- سمير القنطار شعلة لا تنطفئ
- حملة عداء الفلسطينيين مستمرة والذي يدفع يركب
- غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي
- عندما يلقى طعام الفلسطينيين للكلاب الإسرائيلية!
- طبول الحرب و طبول الحوار
- آه يا فلسطين !
- علي المعني يلقي النفايات متهما..
- المشهد الإسرائيلي, سياسة وقضاء
- عملية تل أبيب
- صبحان الذي يغير ولا يتغير أيها الغصين..
- هؤلاء هم أولاد بنات آوى..
- إنها الحرب في ثوب جديد
- على هامش الشطب الجاري للعرب في إسرائيل
- إمبراطورية أمريكا
- حمائم و صقور وتواريخ من الفجور


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - المبادرة المصرية والمصلحة الوطنية..