أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر جمعة العابدي - قراءة في الانساق الثقافية المضمرة من ثقافة التغيير إلى ثقافة التبرير والتدوير.














المزيد.....


قراءة في الانساق الثقافية المضمرة من ثقافة التغيير إلى ثقافة التبرير والتدوير.


حيدر جمعة العابدي

الحوار المتمدن-العدد: 5088 - 2016 / 2 / 28 - 10:29
المحور: المجتمع المدني
    


قراءة في الانساق الثقافية المضمرة
من ثقافة التغيير إلى ثقافة التبرير والتدوير.
قد لا يختلف اثنان على حجم الفساد والتدمير الذي تعرض له العراق منذ فترة ليست بالقليلة مما دفع الجماهير العراقية بكل أشكالها ونتماءاتها للخروج بمظاهرات حاشدة تطالب بالتغيير والإصلاح والكشف عن مصادر الفساد في نظام الحكم منذ 2003 وإلى يومنا هذا حتى ان الطبقة السياسية بكل أحزابها باتت هي الأخرى تستشعر المازق وتطالب بالتغيير والإصلاح من خلال استبدال وتقليص الوزارات والنفقات ومحاسبة المقصرين عن هذا الفساد بدون استثناء سواء كان زعيم حزب ،أو زعيم طائفة ،أو زعيم قومية ،وهو ما يكشف عن وعي شعبي وجماهيري وسياسي بدأ يستشعر حجم المأزق والخطر من استمرار هذا التدهور والفساد كما ويعكس وعي جمعي أخذ يتبلور يوما بعد يوم بأهمية فعل التغيير كونه يمثل شرطا أساسيا من شروط الإصلاح الحقيقي القادر على انتشالنا من الأزمة الاقتصادية والسياسية ،والأخلاقية التي تعصف بنا اليوم ، إلى هنا الكلام جميل جدا شعب يعي حجم المشكلة ويسعى للتغير عبر آليات عمل سلمية ومدنية متقدمة ،وطبقة سياسية خائفة على مصيرها السياسي .لكن على مستوى البحث والمتابعة لما يحدث سنجد أننا أما شعارات براقة لم تجد مصاديقها على الواقع بعد بل حتى لم يتم الوعي بعناصر ها الأساسية المتمثلة في الوعي بمفهوم ونوع التغيير المطلوب تحقيقه بل لم تطرح اغلب هذه الجماهير السؤال على نفسها كيف نغير ولماذا نغير؟ والسبب في ذلك هو غياب الوعي لدى اغلب قيادات هذه الجماهير عن أهم محددات وآليات التغيير كما فات هذه الجماهير أن فعل التغيير هو فعل ثقافي معرفي له اشتراطات فكرية تنظم عمله داخل الواقع تؤثر وتتأثر فيه من ضمنها الوعي بفكرة ومفهوم التغيير بوصفه بنية ثقافية ترتكز على محددات ثلاث هي : نقد ،، تجديد، اصلاح ،اي لايمكن للتغيير أن يحدث بشكل حقيقي وفاعل دون المرور بهذه المحددات الثلاث فبدون النقد لا يمكن أن نشخص أسباب المشكلة ، وبدون التجديد لايمكن لنا البحث و إيجاد الحلول لهذا المشكلة، ومن ثم تحقيق الإصلاح لا يتم إلى عن طريق تصحيح المسارات السابقة ،وعليه فالتغيير وفق هذه المحددات هو فعل يرتبط تحقيقه بمنظومة ثقافية وفكرية وأخلاقية ترتبط بتوجهات ورؤى استراتيجية تؤمن بأن الحاضر هو من يرسم نوع المستقبل وبالتالي لا مستقبل متقدم دون حاضر ناجع ومتجدد. ولو عكسنا هذه المحددات على اغلب مطالبنا بالتغيير سنجد اننا لا نزال لم نعي او نفهم معنى وطبيعة التغيير الحقيقي فبدل ان يكون نقدنا منصب حول اسباب المشكلة المتمثلة في طبيعة الثقافية التي أفرزت لنا وجوه سياسية طائفية فاسدة وغير قادرة على تحقيق الأمن والأمان الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للمواطنين ، نذهب إلى تكرار نفس الأخطاء السابقة من خلال دعمنا المستمر لنفس الوجوه والرموز التي كانت عامل فاعل ومشاركة في إنتاج هذه السلطة بكل أنماط الفشل المعروفة ، فبدل من الإستفادة من تجارب الفشل السابقةو جعل الحاضر نقطة انطلاق للمستقبل عبر التجديد ، والإصلاح ،تجد هذه الجماهير تعيد انتاج تمركزها خلف نفس الوجوه و الرموز التاريخية ، والماضوية دين /قبيلة ، وبدل السعي الحثيث لتأسيس وعي ثقافي يرفض كل ما هو ترقيعي أني بحجة الإصلاح نجد أن هذه الجماهير تمارس نفس فعل التبرير والتدوير لبعض الذين يرفعون شعار الإصلاح وهم أحد أهم أسباب الفشل وعليه ما يحدث في العراق اليوم من مطالبات للتغيير والإصلاح ما هي إلى عملية تدوير وتبرير للأخطاء السابقة من خلال أعادة أنتاج لنفس هذه الملاذات والمرتكزات السياسية بخطابها التبريري والتدويري المتمثل في أنساقها التاريخية والثقافية المضمرة عبر تمركزها حول ثنائية عشائري / ديني لنظل نرزح تحت رحمة الفساد والتخلف والتبرير والتدوير لنفس وجوه الفساد المعروفة .



#حيدر_جمعة_العابدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهشم المعنى قراءة في المجموعة القصصية (إذا كنت تحب ) للقاصة ...
- استلاب المعنى في رواية -الصورة الثالثةللروائي علي لفته سعيد
- أجساد تبحث عن وطن قراءة في رواية (بوصلة القيامة) الروائي هيث ...
- قراءة في الاستعارات الصورية في مسرحية (براد الموتى) للكاتب ع ...
- ثقافة الموت كحل وجودي في رواية (قياموت) للروائي نصيف فلك.
- دلالات العنف في قصة (معرض الجثث) للقاص حسن بلاسم.
- ثقافة التبعية والإتباع مابين شعارات النصر وفلسفة الهزيمة في ...
- جدلية الصراع مابين الرمز والواقع في مسرحية (عزف نخلة ) للكات ...
- تراجيديا الوجع العراقي في المجموعة القصصية (الهذيان داخل حقي ...
- صورة المرأة كبديل معرفي في رواية (العارية ) للروائي سلام جبا ...
- دراسة نقدية عن وظيفة المكان في الخطاب الشعري (طين الأبدية) أ ...
- الوطن وإشكالية المعنى مابين المقدس والمدنس في رواية (كش وطن) ...
- نقد الأنساق الذكورية في السرد قراءة في المجموعة القصصية (بيت ...
- تحولات السرد في الرواية العراقية / هكذا أقرأ تجميع الأسد للر ...
- تحولات السرد من الواقع الى الأسطورة في رواية ( آدم سامي-مور) ...
- الدلالات الزمكانية في السرد في رواية ( انزياح الحجاب ما بعد ...
- المعنى بين الواقع والافتراض في القصة القصيرة (لؤي قاسم عباس) ...
- المجاملات النقدية وأثرها على المشهد الادبي والثقافي في العرا ...
- الاخر مابين الصدمة والتجاوز قراءة في المجموعة القصصية ( ترات ...
- القصة ما بين المفارقة والحدث قراءة في المجموعة القصصية (كائن ...


المزيد.....




- إجراءات إسرائيلية لربط المستوطنات في بيت لحم بمدينة القدس: ع ...
- اعتقال مجرم -سيء السمعة- متهم بـ-جرائم كبيرة- ضد السوريين
- أسامة حمدان: نتنياهو يخشى شهادات الأسرى عن جرائمه ويريد قتله ...
- محللون: الاحتلال يمارس التطهير العرقي باستهداف مستشفيات غزة ...
- مسؤول فرنسي يصف التهديدات باعتقال زورابيشفيلي بأنها -غير مقب ...
- مبادرة ليبية لإيواء النازحين في قطاع غزة
- الموت يتسلل إلى خيام النازحين في غزة.. الممرض أحمد الزهارنة ...
- لاجئون من الروهينغا يروون تفاصيل مروعة عن الحرب الدائرة في ب ...
- المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تعلن عودة 58 ألف شخص إلى سور ...
- الأونروا: أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر جمعة العابدي - قراءة في الانساق الثقافية المضمرة من ثقافة التغيير إلى ثقافة التبرير والتدوير.