أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - تظاهرات الوعي وتظاهرات اللاوعي















المزيد.....

تظاهرات الوعي وتظاهرات اللاوعي


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5088 - 2016 / 2 / 28 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر التظاهرات في العراق اليوم " وغيرها من البلدان" شكل من أشكال الإحتجاج السلمي على واقع سياسي أو أجتماعي أو إقتصادي أو أمني أو خدمي أو مجتمعة يؤثر سلبا على حياة الناس، للتعبير عن رفض هذا الواقع والعمل على تغييره نحو الأحسن من خلال الضغط على القوى السياسية المهيمنة على مقاليد الحكم كونها أساس المشاكل التي تعصف بالبلد. والجماهير التي تمارس هذا الفعل الثوري عادة ما تكون بل يجب أن تكون مسلّحة بالوعي، إذ من غيره فأن التظاهر سيتحول الى أصطفافات سياسية "جديدة" نابعة من رحم الإصطفافات التي قبلها والتي خرجت الجماهير بداية لتغييرها. فهل الجماهير التي خرجت للتظاهر في ساحات تحرير العراق والتي بدأت فعلا في أواخر شباط / فبراير 2011 والمستمرة لليوم تحمل الوعي القادر على قيادة حركة التغيير نحو إصلاح كم الفساد الهائل الذي خلّفته سياسة المحاصصة لليوم والتي تهدد وحدة الوطن ومستقبل شعبه؟

من الممكن القول من خلال تجربة التظاهرات التي بدأت منذ أواخر تموز 2015 ولليوم وبعد تظاهرة التيار الصدري يوم الجمعة " 26 /2/2016 من إننا أمام تجربتين من أشكال التظاهر بالبلد، أولهما هي تظاهرات الوعي إن جاز التعبير، وهي التي تخرج بإصرار كل يوم جمعة في بغداد ومختلف مدن الوسط والجنوب بأعداد تقل وتتزايد من أسبوع الى آخر ولكنها لاتتعدى بضعة آلاف في أحسن الحالات متسلحة بوعي جماهيري ضيّق لليوم وقابل للإتساع الحتمي مستقبلا. وهذا ما يظهر في أعداد المشاركين فيه والذين يرفعون شعارات الإصلاح الحقيقية وهي إنهاء نظام المحاصصة الطائفية القومية وبناء نظام مدني على أنقاضه كهدف استراتيجي وهذا ما يرعب القوى الطائفية القومية على قلّة أعداد المتظاهرين، ما دفعها ويدفعها دوما على قمع المتظاهرين بخطف وقتل بعض ناشطيهم أو الإعتداء الجسدي على المتظاهرين عن طريق " شقاوات" أحزابهم وتنظيماتهم كما حصل في ساحة التحرير ببغداد وفي تظاهرات البصرة وأخيرا أعتداءات جلاوزة حزب الدعوة الحاكم على المتظاهرين في الناصرية.

والتجربة الثانية والتي من الممكن نعتها بتظاهرات اللاوعي هي التي خرجت الجمعة الماضية ببغداد، والتي أستطاع السيد الصدر أن يحشّد فيها عشرات الالاف من المتظاهرين الذين ملئوا ساحة التحرير والساحات والشوارع المحيطة بها دون أن تتعرض لا القوات الأمنية لهم ولا شقاوات حزب الدعوة الحاكم! ولكن لمَ هذا الوصف " القاسي" لهذه الآلاف من الجماهير التي تعاني كما بقية أبناء شعبنا من الفقر والجوع والمرض والمهددَّة بفقدان القليل من المكاسب التي حققتها مستقبلا؟

للإجابة على السؤال أعلاه علينا أن نطرح أسئلة إعتراضية لنحرك قليلا من الماء الراكد الذي تحول الى مستنقع تعيش فيه وتتغذى من خلاله الاحزاب المهيمنة على السلطة كأية فطريات لتنهب ما لم تصل له يدها لليوم وليظل الشعب يعاني من أزمات يستنسخها المتحاصصون بمهارة وحرفنة بعد أن تراكمت عندهم خبرة السرقة منذ الاحتلال لليوم من جهة، ولإنتشار ثقافة اللاوعي وأنحسار ثقافة الوعي عند أعداد كبيرة جدا من أبناء شعبنا ، من جهة ثانية.

من هذه الأسئلة، لو فرضنا أن بناء نظام مدني ديموقراطي ليس هدفا لهذه الجماهير على الرغم من فشل النظام الطائفي في تلبية حاجاتها اليومية وهو فعلا كذلك، فَلِمَ لَم تتظاهر لليوم بنفس الكثافة كما خرجت الجمعة الماضية ضد عدم توفر الخدمات مثلا؟ لماذا لم تتظاهر لليوم لغياب الأمن؟ لماذا لم تتظاهر لليوم ضد البطالة وعدم توفير فرص عمل؟ لماذا لم تتظاهر لليوم ضد الواقع الصحي والتعلمي البائس؟ لماذا لم تتظاهر لليوم ضد الفساد الذي يهدد المجتمع نتيجة أستشراءه بأزمات إقتصادية ستؤثر على حياة عامّة الشعب والتي بدأت آثاره نتيجة إنخفاض أسعار النفط العالمية وريعية الإقتصاد العراقي؟

إنّ عدم خروج هذه الجماهير بهذه الكثافة دفاعا عن مصالحها وخروجها فقط بعد نداء السيد الصدر لها لا يعني الا أنتشار وشيوع ثقافة اللاوعي بينها، إذ من غير المنطقي أن يبقى الأنسان يعاني من الجوع والمرض والبطالة وانعدام الخدمات ويرى بنفس الوقت وطنه مهددا بالمجهول ولا يخرج للتظاهر في سبيل تغيير واقع مأساوي يعيشه نحو الأفضل. أن متظاهري التيار الصدري لا يعملون من حيث يدرون أو لا يدرون على أصلاح العملية السياسية بالبلد كون التيار الصدري كان ولا يزال جزء مهم وفاعل في مؤسسة الفساد التي خرّبت البلد، كما وإنّ التيار الصدري لا يعمل على أصلاح جذري بالعملية السياسية بل على إعادة توزيع المناصب في نفس مؤسسة الفساد وذلك من خلال عدم رفعه شعارات واضحة تدعو ودون أية تأويلات وبعيدا عن التقية في نبذه للمحاصصة كنهج للحكم، كون المحاصصة هي أسُّ البلاء وليس الفساد الذي هو وغيره من الجرائم أبناء شرعيين لهذه المحاصصة. والآن هل السيد الصدر جاد فعلا بمبدأ التغيير؟

إن كان السيد الصدر جادا فعلا بمبدأ التغيير وهذا ما نتمناه فإنه مطالب اليوم ولغرض أنهاء الإصطفافات الطائفية بالمجتمع بأن يعلن عن خروج تياره متسلحا بحالة الرفض الجماهيري من البيت الشيعي أولا والبرلمان والحكومة العراقيتين ثانيا كي يسحب البساط عن شرعية الفساد التي تمثلها الحكومة وبرلمان اكثر فسادا منها وقوّة قضائية لا تعرف غير الصمت أمام غول الفساد والمصادقة على قرارات الفاسدين وتغطية جرائمهم بفتاوى قانونية! على السيد الصدر ان يجيبنا حول نظرته لشكل الحكم التي ستنقذ البلد من المشاكل التي يمرُّ بها وهل هي بأعادة الإصطفافات السابقة بنفس رموزها أو من يخرج من عباءتهم على الرغم من فشلها الكبير لليوم، أم بنبذه للطائفية نهجا وقولا وفعلا وعملا؟ وما هي رؤيته لشكل الدولة هل هي دولة إسلامية أم مدنية؟ كون التجربة الاسلامية بالعراق فشلت لليوم في بناء دولة بعد أن ضيّعت الهوية الوطنية لصالح هويّات فرعية وساهمت مع غيرها من القوى المتحاصصة بشيوع ثقافة الكراهية والقتل والقتل المضاد وسرقة ونهب ثروات البلد، أنّ أي بديل إسلامي لنظام المحاصصة سيكون إعادة أستنساخ لتجربة ثلاثة عشر عاما من الجرائم بحقّ شعبنا ووطننا.

اليوم والإقتصاد العراقي يترنح من ثقل فساد ساسته الأشرار لم أرى جملة أنهي بها هذه المقالة غير قول الامام علي بن أبي طالب "ع" ...

إذا غضب الله على أمّة غلت أسعارها وغَلَبَها أشرارها.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتّى أنت يا -نجامينا- !!
- آلا الطالباني توجه قارب الإصلاح نحو مستنقع البرلمان
- 8 شباط 1963 – 2016 .. الجريمة مستمرة
- السيد السيستاني يقرّ بفشل تدخل المرجعية بالشأن السياسي
- الثقافة بين تكريم بالكويت وإهانة في العراق
- عذرا عَلّي لقتلك ثانية
- دراسة التمايز بين الاسلام كمعتقد والإسلام السياسي واحتكار ال ...
- متى تزيدين الكلام إذن أيتها المرجعية الدينية!!؟
- إنتصارنا النهائي ليس بعودة الموصل إلى حضن الوطن
- ستفشل السعودية وحلفائها في جرّ إيران الى حرب إقليمية
- نادية مراد
- معمّم شقي في شارع المتنبي .. آني شعليه
- هل الخمر سبب بلوى العراق !
- نجاح الأربعينية لا تعني أنتصار معركة الإصلاح
- داعش تشرب النفط ولا تبيعه لتركيا!!
- أيها الدعاة أيها المتحاصصون ... لقد بان معدنكم الردي
- هل ستدعو المرجعية الزوار بالتوجه للخضراء بعد الزيارة؟
- يد العبادي مغلولة إلى عنقه
- أيها الدعاة من سرق أموال العراق إذن ؟
- الحسين قيمة .. وليس قيمة*!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - تظاهرات الوعي وتظاهرات اللاوعي