أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - اثر العدوان على العراق إقتصاديا على الارض المحتلة














المزيد.....

اثر العدوان على العراق إقتصاديا على الارض المحتلة


عادل سمارة

الحوار المتمدن-العدد: 377 - 2003 / 1 / 24 - 16:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


رام الله ـ فلسطين المحتلة

ستكون للعدوان الجديد على العراق تأثيرات على مختلف جوانب الحياة للفلسطينيين داخل الاراضي المحتلة. وهنا تجدر الاشارة الى ان هذه الآثار السلبية المتوقعة، ليست بلا جذور، وإنما هي امتداد وتساوق مع مقدمات كثيرة وُجدت على الارض من قبل الاحتلال والدول المانحة. على ان ما نتعرض له في هذه العجالة هو جوانب من التأثير الاقتصادي لهذا العدوان على الاراضي المحتلة.

يعود التمهيد لهذا الامر منذ زمن بعيد. فما تسمى بالمساعدات الاميركية سواء بالتمويل او بالتهجير، قد بدأت على الاقل منذ قال وزير الخارجية الاميركي الاسبق في اعقاب العدوان الصهيوني على لبنان 1982: " يجب العمل على تحسين شروط معيشة الفلسطينيين" . يمكننا القول ان نشاطاً مسعورا بدأ منذ تلك الفترة لاحتواء المقاومة الفلسطينية وقطاعات معينة من المثقفين بالتحويلات المالية. والحقيقة ان هذه ليست المرة الاولى التي جرت فيها محاولات احتواء الفلسطينيين بالتمويل. فهناك تجربة طويلة من قبل انظمة النفط العربية التي كان دورها الاساسي هو تقوية الجناح البرجوازي في المقاومة الفلسطينية على حساب او مخافة تجذير هذه المقاومة من قبل القوى اليسارية الفلسطينية. وهو الاحتواء الذي ادى عبر التمويل الى احتجاز جذرية الحركة الوطنية ولا سيما يسارها.

في اعقاب العدوان على العراق سوف يتم دمج المجتمع الفلسطيني ضمن مشروع إعادة التثقيف باقتصاد السوق، والانفتاح، وتحرير التجارة الدولية والخصخصة ...الخ من دعائم السياسة اللبرالية الجديدة. وعليه، سيتم التركيز بكل المبالغة الممكنة على دور القطاع الخاص وكأنه سيملأ البلاد لبناً وعسلاً. والحقيقة ان المقصود بالقطاع الخاص في الخطاب الاقتصادي للمؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة وخطاب المؤسسات المالية الدولية (صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ) هو القطاع الخاص الممثل في وكلاء الفبارك الاجنبية، اي راس المال التجاري الاستيرادي وليس رأس المال القومي الاستثماري في القطاعات الانتاجية.

قد لا تتوقف التحويلات المالية من قبل ما تسمى بالدول المانحة، بل سيتم توظيف هذه التحويلات في عملية تمكين السلطة الفلسطينية الجديدة، تمكينها عن طريق توفير سيالة مالية بيدها كي يعتمد عليها في معيشته اكبرعدد ممكن من الناس بهدف إضعاف مقاومتهم او اعتراضهم على سياساتها. وعليه، فإن السلطة وتحالفها الحاكم سوف تتمتع بالتحكم في الفائض المنتج محليا وفي المساعدات الممنوحة.

فطالما سيتم اطلاق يد راس المال الكمبرادوري في الاستيراد، فإن معظم الفائض في البلد سيتركز بأيدي هذه الطبقة التي تقوم بالطبع بتهريب هذا الفائض الى ارصدتها في الخارج. فهي لن تستثمره محليا لأن الاستثمار ليس طبعها ولا طبيعتها. وإذا قررت استثمار جزء من هذا الفائض، فسيكون بموجب السيناريو الذي تعده امبراطورية العولمة لهذا البلد وهو الاستثمار في قطاع الخدمات السياحية عامة وخدمات السواح خاصة. اي في انشطة من طراز اقتصاد الكازينو. وبما ان الاستثمار الخدماتي هو بالاساس في الخدمات السياحية، فإن هذا الاقتصاد سيكون "اقتصادا تحت الطلب" ، اي كما يريد رأس المال الاجنبي.

وهذا يعني كذلك ان الاقتصاد في حقبة ما بعد العراق الحالي، هو استمرار للاقتصاد السياسي للفساد الذي كان هو الطابع العام لاقتصاد السلطة الفلسطينية ما بين 1993-2000.
 
تجدر الاشارة الى ان المساعدات المالية، اي رأس المال المستورد (المقترض) ليس عاملا حاسما في المشروع التنموي لا سيما اذا كان على شكل منح ومساعدات وهبات من دول المركز الامبريالي التي تفرض على البلدان الممنوحة اجندة استخدام هذه الاموال. اما في الحالة الفلسطينية، فإن ما حصل هو غض الطرف من قبل الدول المانحة عن الفساد المنفلت للسلطة الفلسطينية. وعليه، كانت النتيجة ان لعبت المساعدات دورا في إعاقة الانتاج والنمو والتنمية. وعليه، فإنه بدلا من التشارك في استثمار المساعدات حصل التقاسم في سرقة المساعدات، الامر الذي صب في خانة تكريس سلوك انتظار بطاقة الذي أرغم شعبنا عليه منذ احتلال عام 1948، او انتظار (شيكا) من المنظمات غير الحكومية. وكل هذه امور تعمق شره الاستهلاك وليس ثقافة الانتاج.

ولا تنحصر الخطورة في هذا المستوى، بل ان قيام الاحتلال خلال الانتفاضة الحالية بتصفية المواقع الانتاجية يمهد بدوره السبيل للمرحلة المقبلة التي تُعد لإزاحة قوة العمل المحلية الشابة للعمل خارج الوطن حيث ستكون طاقة التشغيل المحلي في القطاع الخدماتي من طراز اقتصاد تحت الطلب، وهذا ما يرغم قوة العمل على الهجرة الى الخارج ولا سيما للعمل في مشاريع التهجير تحت تسمية "إعمار العراق". اما التهجير في هذا السياق فيتمثل في دفع العمال لجلب اسرهم الى اماكن عملهم في العراق، وذلك إما يتقديم تسهيلات او بفرض قيود على تحرك العمال (تعقيد اجراءات المغادرة والاجازات والتلويح بفقدان الاقامة او اذن العمل...) مما يرغمهم على ترحيل اسرهم اليهم.



#عادل_سمارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصراحة: إما اميركي أو عروبي
- من سِرِيَّة المقاومة الى محاورة المخابرات
- شراكة والشريك غائب والموظفون مثقفونا!
- من دولة سايكس- بيكو الى دولة الكانتون والقاعدة
- إسبانيا: دولة تشتغل عند دولة أخرى
- انتخاباتنا: بين العصا والجزرة...ما الذي سيختاره رافضو التسوي ...


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل سمارة - اثر العدوان على العراق إقتصاديا على الارض المحتلة