حملة تشهير رخيصة تقودها البغدادية ضد قاضي جريمة سبايكر

خلدون الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 15:38
المحور: الصحافة والاعلام
    

حملات التشهير والتسقيط التي تمارسها بعض وسائل الاعلام مثل قناة البغدادية ازاء الكتل السياسية اوبعض السياسيين ضمن هذه الكتل، هذه الحملات معروفة لدى الجميع كما ان دوافعها معروفة ايضاً منها السياسية واخرى من اجل الابتزاز للحصول على مشاريع او من اجل المال وهذا الامر ليس خافياً على احد ولاسيما ان الاعلام في العراق تحول لدى البعض الى وسيلة من وسائل الربح غير المشروع.
وبصرف النظر عن الدوافع التي تقف وراء الحملات التشهيرية التي تمارسها قناة البغدادية ضد الكتل السياسية منذ عدة شهور بدعوى الدفاع عن اصوات المتظاهرين والمحتجين فانا شخصيا لا اقف بالضد من هذه الحملات كونها موجهة ضد الكتل السياسية الفاشلة وتمثل عامل ضغط قوي من اجل التغيير السياسي، ولكن عندما يصل الامر الى التشهير بالقضاء العراقي والتشكيك بنزاهته وباستخدام اساليب اشبه بالاعمال الدرامية التي تتطلب وضع سيناريو وومثلين لاداء الادوار ومخرج لادارة العمل وكاميرا تنقل الحدث فان الامر يتطلب وقفة جادة لمنع الاعلام من الانزلاق الى مثل هذه الحملات التي تقوم بها قناة البغدادية ومقدم برامج ستوديو التاسعة سيئ الصيت انور الحمداني.
فقبل ايام وضع صانعو الاعلام الرخيص في قناة البغدادية سيناريو منسق ومنظم للتشهير برئيس المحكمة المركزية القاضي ماجد الاعرجي من خلال قيام بعض الاشخاص المأجورين برفع لافتات تحمل صور القاضي ماجد الاعرجي في ساحة التحرير مستغلين تظاهرات المواطنين ضد الفساد ووضع اسم وصورة الاعرجي في ضمن التظاهرة متهمينه بابشع التهم الملفقة وكانوا بين المتظاهرين من يعرفون الاعرجي جيداً ويشهدون بنزاهته فتصادموا مع رافعي اللافتات المأجورة لمينعونهم من التشهير بالقاضي.
قناة البغدادية من جانبها وبواسطة بوقها سيئ الصيت والسمعة البعثي انور الحمداني قامت بعرض هذا الفلم المفبرك عبر برنامجه ليشن حملة تسقيطية ضد القاضي ماجد الاعرجي.
السؤال الذي يطرح بقوة هو لماذا قامت قناة البغدادية بوضع هذا السيناريو ضد الاعرجي والاعتماد على بعض المرتزقة لتشويه سمعته؟ هل هو من اجل التسقيط السياسي؟ ام من اجل الحصول على المال؟ ام ان هناك سبباً اخر وراء هذه الحملة؟.
برأيي ان احتمال التسقيط السياسي غير وارد وذلك لان القاضي الاعرجي رجل مستقل وغير منتمي لاي حزب سياسي او جهة يتعكز عليها من اجل الحفاظ على منصبه، والاحتمال الاخر كذلك غير وارد لان الرجل لا يملك الا مرتّبه الشهري ولا يستطيع ان يدفع لانور الحمداني لشراء سكوته، فلماذا اذن اصرار البغدادية على التشهير بقاضٍ لطالما عرف بنزاهته واستقلاليته وحرصه على اداء وظيفته على احسن شكل ممكن؟
طبعاً الجواب على هذا السؤال يحتاج الى مراجعة دقيقة للقضايا التي تعامل معها القاضي ماجد الاعرجي مؤخراً وهي قضية جريمة سبايكر التي نأى جميع القضاة بأنفسهم عنها لاسباب مختلفة لكن القاضي الاعرجي تصدى لها واصدر حكمه الذي شفى قلوب ذوي ضحايا شهداء سبايكر بالحكم القطعي باعدام الارهابيين الجناة بما يستحقه هؤلاء المجرمون وهذا الامر حدا بالبغدادية واصحاب اللافتات المأجورين في ساحة التحرير من خلال استخدام الاعلام الداعشي الرخيص المتمثل بقناة البغدادية ليشنوا حملة تسقيط وتهشير ازاء هذا القاضي الذي وضع حياته ومستقبله على المحك في سبيل انصاف شهداء سبايكر والاخذ بحقهم عبر القانون والدليل.
هذه الممارسات التي تنتهجها بعض وسائل الاعلام المأجورة تضعنا امام حقيقة خطيرة تتعلق بانحراف المسار الاعلامي عن اهدافه، وواجب المتنورين من اصحاب المهنة التصدي والذين يمتلكون الوطنية الحقة ان يتصدوا لمثل هكذا ممارسات لان الجمهور العادي لا يمتلك خبر امام اساليب التضليل الاعلامي الممنهج الذي تقوم به الفضائيات بدعوى الدفاع عن حقوق الشعوب.
قضية الاساءة الى القاضي ماجد الاعرجي كشفت رخص وخسة هذه الاساليب وبشاعتها، وادعوا الاعلاميين الى كشف التضليل الاعلامي من خلال حملة صحفية لدعم القضاء العراقي ومساندة القضاة النزيهيين والوطنين لان البلاد بقضاتها فاذا ذهب القضاء ذهبت البلاد.

#خلدون_الصالح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات