أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد البياتي - الهزيمة والمظلومية














المزيد.....


الهزيمة والمظلومية


جواد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 12:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الهزيمة والمظلومية
جواد البياتي
الهزيمة هي الانكسار في الحرب ، او الفرار من ارض المعركة والهزيمة هي ايضا الخسارة والتقهقر وهي عكس كلمة النصر والفوز بالحرب الاّ ان ميادين الحرب ليست الوحيدة التي يحكم نتائجها الصراع دائما . فهذا الصراع موجود في السياسة والفكر وحتى العلوم والاداب والرياضة واللغات . اما السياسة فهي اهم ميادين الصراع على الاطلاق ، والهزيمة في ميادينها هو تراجع في كل الميادين الاخرى وعليه وجب ان يقود معركة السياسة قوم متخصصون خبراء في الانتصار فقط واذا ماحصل نكوص في بعض المنحنيات فيمكن تحويله بسرعة الى منطلق مغر للعودة الى ميادين الانتصار مرة اخرى ، وباختصار شديد، ان الانتصار والهزيمة هو مايكون على الارض من وقوعات او وقائع مادية او عينية محسوبة وموثقة .
اما المظلومية فهي الهزيمة والانكسار والتراجع والفرار داخل النفس فهي احباط دائم ونكوص نحو الوراء وصاحبها يصبح اشبه بالمتسول الذي يبتكر اغرب النظريات ويقوم بأعجب الفعاليات ليستدر عطف الاخرين للحصول على اكثر المساعدات والتعاطف ، ولذلك فلا تصلح لأن تكون منطلقا نحو انتصار مهما كان نوعه او طبيعته ، اللهم الاّ في استدرار البسطاء واستقطابهم وضمهم الى حضيرة المظلومية ، وهذه ليس لها مكان ثابت ، فهي تنمو في المجتمعات الاستهلاكية وتلك التي تقع تحت تأثير الفكر الديني ، واذا كانت الهزيمة يمكن ان تكون منطلقا للنصر في احيان كثيرة ، فليس للمظلومية اية فرصة للوثوب بدافع الانتصار .
ان عقائدية المظلوم وعقيدته هي التي تدفعه الى خلق المزيد من الاسباب لزيادة مظلوميته وهي ليست حبا في الخضوع الدائم لها وانما املا في تعويض سماوي يحفظه له الله لما بعد الموت ، لان فكرة الحق المفقود التي تراوده دائما لايتخيل او يتوقع او يأمل الحصول عليها على الارض ، بل انها تنتظره عند الله وفي معشر انبيائه وائمته الاطهار .
ان من ابرز اسباب المظلومية هي الوقوع تحت تأثير الظلم المؤلم لأجل غير مسمى ولأسباب لايعرفها او يتحسسها الاّ المظلوم نفسه وتحصل هذه في ظل ظروف سياسية استثنائية عصيبة كمراحل التحول السياسي او مرحلة التحول الفكري او الديني وتستمر كمنهج سياسي غير منصف تبعا لعدة عوامل قد يكون اهمها الفتن والعواصف السياسية التي تتخللها حالات النفاق والخيانة والتنافس التي تمر به الدولة .
والمظلوم لاتجد لديه مناسبة للفرح الاّ واستغلها لتذكّر احزانه حتى ان لحظات الفخر لديه تعني تذكّر المزيد من مظلومياته وابتكار طرق جديدة لزيادة الامه وخسائره واهدار ماله ووقته ، وما دام ذلك يتعلق بالعقيدة فمعنى ذلك ان اي اعتراض على هذه المظلومية او تخفيفها هو مساس بالعقيدة وتلك المقدسات ، ومع ان اصحاب نظرية المظلومية يتطلعون الى الاجر والثواب في الاخرة الاّ انهم اكثر تشبثا بالحياة من خلال تهالكهم على جمع المال والسعي له بكل الطرق والاساليب ، كما لاينتظر هذا المظلوم ان ينتقده احد او ينقذه من هذا الظلم ، اما الخلاص فيمكن ان يأتي على يد اقوام اخرى لاتمت له بأي صلة .
ان التطلع للخلاص من المظلومية واعلان الانتصار المطلق هو منح المظلومين حرية التعبير عن مظلوميتهم بكل الطرق المتاحة ولكن يمكنه السماح بتوجيه التعبير عن المظلومية وفق اساليب استثمار جديدة معنوية وتحويلها الى فعل مادي تقلل خسائر التعبير عنها ويتجه نحو حصاد حقيقي مثمر يفتح امام المظلوم باب المنافسة في صنع الحياة حتى يبدو منتصرا .
ان النواح المستمر والحزن المفرط ولطم الوجوه وجلد الذات ليس هو الانتصار وانما الانتصار هو فعل شئ للاخرين يدخل في الجانب المادي والمعنوي والتربوي والاخلاقي للحصول على مجتمع متكامل ومتعاون وصادق محبا للعمل حريصا على الوقت ضمن مجتمع بنّاء ومخلصا لوطنه ومتحمسا لمنافسة المجتمعات المتحضرة التي انتصرت على مظلوميتها في زمن ما وانتقلت لتغيير حياتها بالشكل الذي هي عليه الان ولكن بنسخة اسلامية تراعي فيها مبادئ ديننا الحنيف وتقاليد مجتمعنا الاصيلة ، ومن اجل الوصول الى هذه النتائج لابد من قيام النخبة والصفوة من مفكرينا للدعوة الى خلع رداء المظلومية والانتقال الى ميادين العمل الحقيقي لصناعة التاريخ بصيغته الجديدة .



#جواد_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار غريب
- حرب المضايق
- حوريتي
- العزة بالاثم .. سياسيا
- الاختيار الصعب
- ثرثرة عن قطعة ارض اسمها الوطن
- اذا اردت ان تسكت سياسيا
- داعش تتسلل الى الشعائر الحسينية
- راي غير متخصص في موضوعة اقتصادية
- الله والمسلمون
- يوميات متسكع
- سمعت من موصليين شاهدوا
- عندما يكون الأمر واقعا
- مليارديرو اخر الزمن
- العمر الافتراضي للسياسي (نسخة معدلة )
- العمر الافتراضي للسياسي
- انا وانت عيون الوطن
- واوي مع وقف التنفيذ
- الوعي الشخصي في موضوعة العمل السياسي
- الانظمة السياسية العربية والاسلامية ورش لتصنيع احزان الشعوب


المزيد.....




- متى الايام البيض شهر شعبان 1446؟ .. دار الإفتاء تكشف عن أهمي ...
- عاجل | البيت الأبيض: ترامب يوقع أمرا تنفيذيا للقضاء على التح ...
- ترامب يعتزم إنشاء لجنة للقضاء على التحيز ضد المسيحيين
- الإعلان عن موعد دفن آغا خان زعيم الطائفة الإسماعيلية في مصر ...
- ماما جابت بيبي..استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- رئيس بلدية رفح يناشد الدول العربية والاسلامية إغاثة المنكوبي ...
- وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامي ...
- -ترامب سينقذ العالم من الإسلام المتطرف- – جيروزاليم بوست
- قائد الثورة الاسلامية في تغريدة: كل فلسطين من النهر الى البح ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد البياتي - الهزيمة والمظلومية