أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - نظرية الكهنوت الإسلامي














المزيد.....

نظرية الكهنوت الإسلامي


انور سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 11:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نظرية الكهنوت الإسلامي

لم يجعل القران (وكذلك النبي محمد) لأحد من الناس مكانة دينية لا في حياة النبي ولا بعد وفاته. ولأنه حدث اختلاف وصراع سياسي, واختلاف وصراع ديني في قسم منه ناتج عن الاختلاف السياسي وفي قسم آخر ناتج عن الاختلاف الفكري وعن الاختلاف في تصور الدين, وهو تصور لا ينفك عن ظروف وثقافة عصره, أدى ذلك الصراع إلى محاولة كل طرف تفسير الدين بطريقته الخاصة, وتصوير نفسه أنه هو المهتدي وخصمه هو الضال الذي يحتم الدين قتاله. ووضع كل طرف نفسه مكان النبي ووضع خصمه مكان خصوم النبي من المشركين العرب, وأنزل الآيات التي نزلت في المشركين, الذين لم يعد لهم وجود, على خصمه السياسي والديني.

ومحاولة التفسير الخاصة للدين استتبعت اختراع صلاحيات دينية للنفس, ونزعها من الآخرين. ولذلك نقرأ ونسمع كثيرا أن هذه الفرقة أو تلك, أو هذا الشخص أو ذاك, لا يُعتد برأيه. ونتج عن هذا الأمر ليس فقط فرض وصاية على الدين, بل أصبح البعد الشخصي مقوم من مقومات الحجة. ولذلك ليس مستغربا أن يُحتج بأقوال من يُسَمون بالأئمة. وكثيرا ما نقرأ ونسمع, أيضا, هذه العبارة تتردد: قال: فلان, مثل: قال عمر, قال علي, قال الشافعي, قال أحمد, قال ابن تيمية ...الخ. وكأنهم أنبياء وكأن أقوالهم في ذاتها حجة.
الذي حدث هو أن نظرية الكهنوت الاسلامي جعلت من أقوال غير النبي حجة كنصوص القران وكأقوال النبي وإن كانت أقل مرتبة.

وتقوم نظرية الكهنوت الاسلامي على مجموعة من الأسس المبتدعه الدخيلة على الاسلام, بغض النظر عن مصدر الإسلام, وهل هو دين إلهي أم دين من وضع النبي نفسه تقليدا لليهودية والنصرانية أوتوفيقا بينهما كما يُقال. وهذه الأسس الفكرية هي:
(1) القول أن الشريعة شاملة تستغرق كل صغيرة وكبيرة من الحياة العامة والفردية. ولأنها ليست كذلك فعلا, تم تقسيم الشريعة الشاملة إلى شريعة منصوص عليها وشريعة غير منصوص عليها.
(2) القول أن قسما من الدين, الذي لم ينزل فيه نص, وهو القسم الأعظم, هو محل لاجتهاد البشر, ويُعرف عن طريق الاجتهاد.
وهذا القول اما نتيجة مباشرة لمقولة شمول الشريعة. أو العكس, مقولة الإجتهاد التي خلقت كهنوت ديني استلزمت القول بشمول الشريعة, الذي استلزم تقسميها حسب مصدرها الى منصوص عليها وغير منصوص عليها, لتبرير مقولة الإجتهاد كطريق لمعرفة شريعة السماء في المسائل التي لم تـُنزل السماء نصا فيها. وعلى أية حال فكل مقولة منهما مكملة للأخرى.
(3) تقسيم الأمة الى مجتهدين ومقلدين. والقول أن الائمة المجتهدون هم ورثة الانبياء الذين يقومون مقام النبي في أمته. فالمجتهد بالنسبة للمقلدين كالنبي بالنسبة للمسلمين في حياته.
(4) القول أن الاجماع (وهو إجماع بشر) مصدر قطعي ملزم من مصادر الشريعة الإلهية.

المقولات أعلاه ليست إلا دعاوى باطلة ومحض افتراءت تم الاستدلال عليها بالتحكم في معنى النصوص أو بتحريف معناها.

لقد نشأ الاعتقاد بصحة هذه المقولات, ثم بحثوا لها عن دليل, عملا بالقاعدة غير المعلنة: أعتقد ثم استدل. ولا يُفهم من النصوص التي استدلوا بها معاني هذه المقولات لا من قريب ولا من بعيد. ولا تدل على مرادهم حتى دلالة ظنية.
وعدم وجود نص صحيح صريح على هذه المقولات يكفي لاسقاطها. فهذه مقولات خطيرة جدا, فهي تضع أصولا في الاسلام, وليست مجرد مسائل فرعية. ولا يمكن القبول بوضع أصل في الدين لم يكن له وجود في عهد النبي, ولم تتم ممارسته في عهده, بنص ظني. هذا اذا سلمنا أن النصوص التي يستدلون بها على هذه المقولات الخطيرة جدا ترقى الى الظنية.

وعندما جاء الشافعي جمع شتات هذه المقولات ونظمها و "اجتهد" في الاستدلال عليها بنصوص من القران في كتابه "الرسالة".

وهناك مقولة خامسة حاول الشافعي التأصيل لها في كتابه الرسالة, وهي مقولة: الزامية العمل بحديث الآحاد "الصحيح". (ووصف قسم من أحاديث الآحاد بالصحيح مغالطة لتمريره على العامة, لأن هذا الوصف, وإن كان اصطلاحيا, يوحي أنه غير مشكوك فيه وأن النبي قاله فعلا. والأولى وصفه بالمقبول, وليس حتى بالقوي, إذا توفرت فيه شروط صارمة).

جعل الحديث حجة حوله إلى حصان طرواده مكن الدولة الأموية والعباسية والسلاطين والفرق والأفراد من تكييف الإسلام ليتماشى مع أهواءهم وتصوراتهم.

وستكون الحلقات القادمة, تحت عنون: "نقد الشافعي", نقاشا لتأصيل الشافعي لنظرية الكهنوت الإسلامي, بأركانها الخمسة.



#انور_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الداعشي الذي اعدم امه
- النبي محمد والحرب الدفاعية والهجومية
- نقد الحوار المتمدن
- مؤسسات المجتمع المدني في العالم الثالث كلام فارغ من المعنى
- العرب والاستعمار والكيل لغيرهم بكيل الاستعمار
- قصة ادم وحواء في التوراة والقران
- خلق الكون في التوراة والقران
- قصص القران تذكير بما في العهدين لا تعريف بقصص مجهولة
- التوراة والانجيل كتابان صحيحان حسب القران
- هل الكفر جريمة تستباح به الحقوق؟


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - نظرية الكهنوت الإسلامي