أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كلمان ألطمان - كيف لشركات النفط أن تنقذ العالم















المزيد.....

كيف لشركات النفط أن تنقذ العالم


كلمان ألطمان

الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في بداية العام 2015 ذكرت النيويورك تايمز ان سنة 2014 كانت الأكثر حرًّا منذ العام 1880، عندما بدأ تسجيل مرتب للقياسات. وبعد ذلك أوضح العلماء ان سنة 2015 كانت أكثر حرًّا من السنة التي قبلها، ويتوقعون ان السنة 2016 ستكون أكثر حرارة.
ما بين الـ10-15 السنوات الأخيرة كان متوسط ارتفاع درجة الحرارة المتوسطة لطبقات الجو وكذلك فوق المحيطات، معتدلا جدًا، والذين ينكرون ارتفاع الحرارة قفزوا على هذه الظاهرة وأعلنوا ان "ارتفاع الحرارة الإجمالي" هو أمر لا أساس له – مع ان خبراء الأرصاد الجوية أوضحوا ان الكرة الأرضية ما زالت تستوعب حرًّا كما هو متوقع، ولكن في السنوات الأخيرة الحرارة دخلت في الأساس لمياه المحيط الهادئ العميقة.
ومع مرور الوقت، حذروا، ان هذه الحرارة ستدخل إلى طبقات الجو وسيُشعر بها في كل العالم. وهكذا كان. فترة ابتلاع الحرارة بواسطة المحيط الهادئ تسمى "لا نينيا" (البنت الصغيرة) ومدة انبعاث الحرارة في طبقات الجو "الـ نينيو" ("الولد الصغير" أو "الطفل يسوع")، وسنوضح باختصار هذه الظواهر.
الشمس تسخن المحيط الهادئ على طول خط الاستواء، والرياح على خطوط العرض لـ 30 درجة من الشمال والجنوب منه ("رياح تجارية") تهب من الشرق إلى الغرب وتدفع معها مياه المحيط الساخنة نحو الغرب. وهذا يبدأ من الشواطئ الغربية لقارة أمريكا، من كليفورنيا في الشمال وحتى دولة البيرو في الجنوب، والتي تبقى باردة وجافة (لدرجة القحط). هذا الإجراء ينتهي نحو عشرة آلاف كيلومتر غربا بالقرب من سلسلة جزر فنوآطو، شمال شرقي استراليا. ارتفاع سطح البحر هناك يمكن ان يصل لمتر وأكثر فوق ارتفاعه بالقرب من شواطئ أمريكا الجنوبية، والحرارة أكثر ارتفاعًا بعدد من الدرجات، والهواء الرطب والحار يصعد عادة إلى فوق ويتحول بواسطة الرياح الشرقية نحو الهند وما إليها ويجلب معه الأمطار الموسمية السنوية. هذه فترة "لا نينيا" والتي فيها يمتص قسم من الحرارة من الجو خلال الطبقات العميقة للمحيط الهادئ.
وعندما موسم "لا نينيا" يستمر لعدة سنوات، والرياح الشرقية تخف، مياه البحر الدافئة التي تجمعت شرق استراليا واندونيسيا تبدأ بالجريان رجوعًا شرقًا باتجاه أمريكا. العواصف والبروق والأعاصير تبدأ بالتقدم في هذه المنطقة وتسحب معها من البحر كميات كبيرة من بخار المياه الحارة لارتفاع حتى 10 كيلومترات أو أكثر، وهناك تمتزج مع تيار الهواء الموسمي، الذي يهب من الغرب نحو الشرق، وينزل حمله الساخن والرطب في جبال جنوب وشرق أمريكا. سلسلة 65 جزر فنوآطو تعرضت لمثل هذه الأعاصير والعواصف خلال شهر آذار في السنوات الثلاث الأخيرة، وهذه ظاهرة غير اعتيادية في هذا الموسم، والاعاصير في آذار سنة 2015 كانت الأقوى والمدمرة الأكثر التي عرفت حتى الآن. "يسوع الصغير" (الـ نينيو) ولد خلال عاصفة، كما هو متوقع، وكان الأقوى أكثر من الذي حدث خلال السنوات 1997-1998 حيث قتل 20000 إنسان.




*"شركات النفط تنقذ العالم"*


المشكلة هي هكذا: استمرار حرق نفط متحجر (فحم، نفط وغاز طبيعي) وفي أعقاب ذلك ارتفاع عال في طبقات الجو والمحيطات غير قابلة للسيطرة، ستضع حدًا في نهاية الأمر لوجود المجتمع البشري كما نعرفه اليوم، ومقابل ذلك، توقف استعمال النفط المتحجر معناه ضربة قاضية لشركات النفط، الغاز والفحم، وكذلك للبنوك الكبيرة التي تملك أكثرية أسهمها ولاقتصاد الدول التي عملت فيها. الشركات وعلى رأسها اكسون – موبيل قررت على ما يظهر ان "ما هو جيد لشركات النفط، جيد للإنسانية"، وهي استعملت نفس الأسلوب كما استعملته شركات التبغ في سنوات الخمسين ضد ادعاءات العلماء والأطباء ان التدخين يضر بالصحة العامة. تقرير لـ"اتحاد العلماء المختصين في الموضوع" يدعي انه بين السنوات 1998 و 2005 اكسون موبيل دفعت لأصحاب النفوذ في واشنطن مبلغ 61 مليون دولار لمنع سن قانون ضد سخونة المناخ، ووزعت 16 مليون دولار للمنظمات التي قامت بنشر دعاية من اجل "التشكك بالنسبة للمناخ" أي وضع شك في انه يوجد ارتفاع في حرارة الكرة الأرضية وفيما وجدت، هناك شك فيما إذا كان الأفراد مسؤولين عن ذلك.
في أيلول 2006 وجهت رسالة لشركة اكسون موبيل من قبل الهيئة الكبيرة، الشركة الملكية البريطانية التي تطلب من الشركة ان تتوقف عن تمويل منظمات تنشر دعايات خاطئة بخصوص نقص معرفة علمية عن المناخ.
إحدى المنظمات التي تمتعت بدعم مناسب من شركة اكسون موبيل كانت معهد هارتلاند، الذي يدفع حوالي 300000 دولار لمجموعة علماء بخصوص نشر إعلانات تدحض الإجماع العلمي بالنسبة لتغيير المناخ، وقسم من هؤلاء الذين ينكرون ذلك يتمتعون براتب شهري. أعضاء كونغرس وسنات، جامعات، هيئات تحرير جرائد، مراسلون ومثقفون شُملوا ضمن من يقبضون الأجر من اجل توجيه الرأي العام. شركات النفط أصبحت قوة اقتصادية وسياسية كبيرة جدًا والتي تحدد بنسبة كبيرة طريقة وأعمال الامبريالية الأمريكية.
موجة الحر العالمية في السنوات الأخيرة أربكت شركات النفط. وكان من الصعب الادعاء انه لا يوجد احتباس حراري عالمي، والشركات بدأت بإعطاء دعم مالي بنشاطات تظاهرية ضد تغيير المناخ (التي نظمت بأكثريتها بواسطة منظمة AVAAZ). وكما يقولون: "لا توجد وجبات بدون مقابل" – حضرت مؤتمر المناخ في باريس 2014 باشتراك حوالي 50000 شخص. لم يكن هناك أي شعار ضد شركات النفط، منتجة الحرارة التي تسبب الاحتباس العالمي.
ومع ذلك كانت شعارات كثيرة تقول "لا تستعمل الطاقة النووية" وكذلك "الحل – طاقة متجددة" سوف نبحث الطاقة المتجددة لاحقًا.
قبل مؤتمر الأمم المتحدة في موضوع تغيير المناخ بشهر، اقيمت في باريس ورشة عمل لحوالي 10 شركات الطاقة الكبيرة "لمعالجة تغيير المناخ" وقد اقترح هدف حد أعلى للاحتباس العالمي للحرارة حتى نهاية القرن الحالي (أي، لا تخلطوا لنا الأمور الآن، سوف نتحاسب بعد 85 سنة) وكوسيلة رئيسية للوقوف بهذا الهدف اقترحوا لتمكين الدول من الاتجار باحتياطي التلوث.
المندوب الأمريكي الرئيسي في المحادثات ذكر للسنات في الولايات المتحدة بعد ذلك انه لا احد في وضع جيد أكثر من اجل الاستفادة أكثر في السوق تريليونات الدولار في القرن الحادي والعشرين لتجديدات قليلة النيتروجين من الولايات المتحدة.
من الممكن ان عدم اشتراك اكسون موبيل في هذه المبادرة مرتبط بالتحقيق الذي يقوم به المدعي العام لنيويورك ضد اكسون موبيل (نيويورك تايمز 5/11/2015) لتحديد فيما إذا كذبت الشركة على الجمهور الواسع عندما نفت انه يوجد خطر بسبب تغيير المناخ، أو فيما إذا كذبت على أصحاب الأسهم عندما حذرت كيف ان تغيير المناخ يمكن ان يضر بصناعة النفط.




• مؤتمر الأمم المتحدة في باريس في موضوع تغيير المناخ
في مؤتمر الأمم المتحدة في باريس COP21، شركات النفط الملوثة الرئيسية لم تُذكر في التقرير النهائي، الوسيلة الرئيسية لتقليل انبعاث غازات التسخين بقيت وسيلة الـ CAP AND TRADE التي تمكن الدول التي ينبعث فيها ثاني اوكسيد الكربون ان تشتري "تراخيص انبعاث" من دول أخرى. ووجدوا صحيحًا لجعل الترتيب الجديد بلغة غير مفهومة – الاتفاق سمح للدول بالتجارة باحتياطي انبعاث غازات شمسية. نقدم بعض الأمثلة من ردود الفعل لاتفاق المناخ.
محلل المناخ، جورج مونبيو لخص النتيجة هكذا "بالمقارنة كيف يمكن ان ينتهي، هذا كان أعجوبة. بالمقارنة كيف يجب ان ينتهي، هذا كان كارثة" مدير لجنة العامل الدولية لغرينبيس، كومي نييدو لاحظ ان: أجزاء من الاتفاق هي مخيبة للآمال... الاتفاق بحد ذاته لا يخرجنا من الهوة التي نحن موجودون فيها، لكن جدران الهوة جعلت بشكل غير حاد" وصحيفة الغارديان تلخص: "عناصر في الاتفاق – لا تلزم أحدًا". البروفيسور شطيفي بوهم، مدير المؤسسة للتطور في جامعة اسكس في انجلترا، يحذر ان الاتجار بالنيتروجين يولد الظروف لتأجيل الحل لعشرات السنين، ولكن نحن لا نستطيع ان نسمح لأنفسنا ان نقبل بإضاعة هذا الوقت. وانتقاد عالم المناخ الكبير جيمس هانس، هو قاتل جدًا، هو يذكر، انه ليس فقط غير ممكن بشكل قانوني بإلزام كل بلد ان يقلل من انبعاث الغازات، لكن لا يوجد أي بند يفرض الضرائب أو الغرامات على انبعاث ثاني أكسيد الكربون. العالم هانس يسمي الاتفاق "خداع وثرثرة". شركات النفط والفحم لا تُذكَر في الاتفاق – تريد، تنبعث الغازات، لا تريد، لا تنبعث الغازات، وهناك شك كبير فيما إذا وافقت من تلقاء نفسها لإبقاء النفط والفحم في باطن الأرض.




• طاقة متجددة بديلة
الذين يؤيدون استعمال الطاقة المتجددة من اجل تقليص انبعاث الغازات (سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون، مثلا، أو وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ومنظمو مظاهرات المناخ وغيرهم كثيرون) يريدون بشكل عام غازات منبعثة في إنتاج طاقة كهربائية. لكن فقط قسم نسبيًا صغير لانبعاث الغازات ينتج من توليد الكهرباء. في سنة 2013 في الولايات المتحدة مثلا انبعاث الغازات في إنتاج الكهرباء كان 32% من مجموع كل الانبعاثات، اللأثر في المواصلات كان 27% في الصناعة 21%، في السكن والتجارة 21%، وفي الزراعة 9%.
إنتاج الطاقة الكهربائية في العالم كله أدى إلى 26% من مجموع الانبعاثات. ولذلك، حتى لو ان كل الكهرباء في العالم تولد بواسطة "طاقة نظيفة" – محطات هيدروكهربائية، والواح سولارية ومولدات رياح – كنا بقينا مع 74% من انبعاث الغازات في العالم. وكذلك إنتاج كل الكهرباء في العالم بواسطة طاقة متجددة هو إمكانية غير واقعية، كما سنرى لاحقًا.
منتجة الطاقة الكهربائية الكبيرة في العالم من مصادر رياح وشمس هي الولايات المتحدة، التي تسبق قليلا الصين. لكن بنسب قليلة، أوروبا تتقدم باستعمال الطاقة المتجددة. نفحص مدى فائدة الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة في إنتاج الكهرباء. في سنة 2014 إنتاج الطاقة الهيدروكهربائية كان 6,3%، لمحطات الرياح 4.4%، ولطاقة سولارية (استعمال بوسائل ألواح الطاقة الشمسية أو براميل الزيت المسخن لتشغيل المولدات) 0,45% فائدة الطاقة الهيدروكهربائية، بنسب مئوية، بقيت اقل أو أكثر ثابتة ولا نتطرق إليها لاحقًا.
المشكلة مع هذه المصادر التي تزود طاقة لشبكة الكهرباء العامة هي بعدم استمراريتها. الالواحالشمسية تنتج كهرباء فقط في ساعات النهار وبقوة مختلفة، لأيام وليس لأشهر. استيعاب طاقة متجددة كهذه في شبكة الكهرباء العامة يلزم ان محطات الفحم أو الغاز الكبيرة تحتاج في أوقات متقاربة للإغلاق أو تقليص إنتاجها.
وهذا الأمر يسبب لها الخسائر. إدخال تيار كهربائي بشكل مفاجئ لشبكة الكهرباء يسبب ثقلا على الشبكة، ولحرق خطوط كهرباء ولظلمة عامة. محطات الدعم تضطر لتركيب تكنولوجيا معقدة وغالية من اجل ضمان تدفق كهرباء ثابت ومتزن. ليس غريبًا ان شركات الكهرباء عارضت بشكل عام توسيع المنشآت الشمسية أو مولدات الرياح فوق حد معين، وإلا لوجدت نفسها تبيع الكهرباء مع خسارة.




• طاقة شمسية
الاستعمال العالمي بطاقة شمسية لإنتاج الكهرباء قفز في السنوات الأخيرة نتيجة لاستعمال وسائل شمسية رخيصة من إنتاج الصين. سنبحث في استعمال طاقة شمسية لإنتاج كهرباء في جزر هواي، في المحيط الهادئ التابعة للولايات المتحدة، ألواح شمسية في جزر هواي موجودة فوق 12% من أسطح البيوت، وهي النسبة العالمية أكثر في كل الولايات المتحدة.
شركة الكهرباء في هواي بدأت في 2013 ترفض توصيل منشآت شمسية جديدة لشبكة الكهرباء، وأعلنت عن نيتها إنزال حتى النصف الدفع لكهرباء سولري الذي يُدخل للشبكة بواسطة المنشآت الشمسية. ولكنها تراجعت بعد ان هددت لجنة الكهرباء في ولاية هواي باتخاذ إجراءات ضدها، في أريزونا، وهذه ولاية مع "أكثر بكثير" من ألواح شمسية فوق أسطح البيوت، شركة كهرباء محلية أضافت حوالي 50 دولارا للشهر لحساب الكهرباء لـ "زبائن سولريين" جدد. وكلما كانت الطاقة المتجددة، شمسية وبواسطة الرياح، هذا يكون نسبة اكبر بكثير من مجموع الطاقة الكهربائية في الشبكة، وهكذا يرتفع سعر الكهرباء.




*مولدات رياح*


سنفحص ماذا يجري في الولايات الثلاث الرائدة في أوروبا باستعمال طاقة رياح – اسبانيا، الدنمرك وألمانيا.. في اسبانيا 2013 الفائدة الكبيرة أكثر بإنتاج طاقة كهربائية 20.9% مصدرها الريح. في المكان الثاني طاقة ذرية بنسبة 20.8%. وهذا الانجاز يعد من قبل المهتمين بالأمر كعلامة ان اسبانيا، ويمكن بقية العالم، يخطون نحو مستقبل مؤسس على طاقة متجددة. لكن في 2014 كان هناك شك فيما إذا كان إنتاج طاقة بواسطة الرياح تبقي تقليصات الحكومة. والآن الحكومة تقدم سوبسيديا (دعمًا ماليًا) كبيرة لدعم الطاقة المتجددة، والذي يكلفها مليارات الدولارات في فترة ان الدولة تعاني أزمة مالية. وعندما جربت الحكومة رفع سعر الكهرباء كانت هناك معارضة عامة، والحكومة تراجعت بإبقائها دينًا بقيمة 35 مليار دولار لدعم الطاقة المتجددة، وهذا الفهم ان الطاقة المتجددة لا تستطيع ان تقوم بدون دعم مالي كبير من شأنها ان تخفف حماس الاسبان وبقية العالم انه قد وجد، على ما يبدو، الحل لانبعاث ثاني اوكسيد الكربون.
في 2015 الدنمارك أنتجت 34% من الطاقة الكهربائية من طوربينات الرياح، والنسبة الكبرى بكثير التي أنجزت حتى الآن في العالم، وضعت هدفًا للوصول إلى 50% حتى 2050. وزير المناخ أعلن انه مع إضافة هذه النسب ستكلف المجتمع الدنماركي كثيرًا، وهذا ما لا تحتاجه الدنمارك حاليًا.
يجب ان نلاحظ ان الرياح والشمس تزود حوالي 4% من مجموع الطاقة الكهربائية في العالم.
ألمانيا هي مستهلكة النفط الخامسة في العالم، والرابعة في استهلاك الفحم والثالثة في استهلاك الغاز الطبيعي. في سنة 2012 11% من الطاقة الكهربائية أنتجت من الرياح والشمس. في أعقاب الكارثة الذرية في فوكوشيما في سنة 2011 وبضغط "الخُضر"، أعلنت حكومة المستشارة انجيلا مركيل أنها ستغلق كل الأفران الذرية السبعة عشر في ألمانيا في 2014، مقابل 23% في 2010. والحكومة تصرف الآن حوالي 20 مليار يورو في السنة في دعم حكومي على الطاقة المتجددة. كما انه في سنة 2010 أعلنت الحكومة عن هدفها لزيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 80% حتى سنة 2080، وألمانيا تعتبر "صاحبة اقتصاد الطاقة المتجددة الأولى في العالم" ولكن الصحيفة الألمانية "دويتشه ميتلشتدنت ناخرريختن" (13/4/2015) تكتب: "بعد سنوات من دعم طاقة خضراء، من المحتمل ان ألمانيا قد تقف على حافة "أزمة طاقة" كل محطة قوة ثانية المقرر ان تبنى حسب التخطيط، سوف لا تبنى.. والإغلاق المخطط له لمحطات النووية سوف يفاقم الوضع... والاستعداد للاستثمار في بناء محطات قوة بدأ يقل، لأنه من غير الممكن ضمان الأرباح حتى ولو من محطة قوة الأكثر نجاعة... واستمرار دعم طاقة خضراء معناه انه أكثر محطات فحم أو غاز تكون بحاجة لدعم، لكن من الصعب إيجاد مستثمرين مستعدين لخسارة أموالهم في محاولة لبيع كهرباء... ثورة الطاقة الخضراء تكلف كثيرًا المستهلكين. سعر الكهرباء ضُعف في العُشر الأخير، واستعمالها يعتبر شيئًا ممتعًا... محطات فحم جديدة من المحتمل ان تغلق إذا استمر هذا الهدف..."




*خلاصة*


استعمال الطاقة الشمسية أو الريح في أماكن مناسبة هو أمر ايجابي، وبإمكانه ان يقلل من انبعاث الغازات والنقص الرئيسي هو ان هذه المصادر ليست ثابتة من ناحية الزمن ومطلوب دعم بواسطة محطات كبيرة، لفحم أو غاز طبيعي مثلا، من اجل البدء بالتغييرات السريعة للتيار الكهربائي ولملاءمته حسب الطلب. محطات الدعم ستضطر للعمل حسب الأكثرية بإنتاجية محددة حيث ان الربح سينزل، وأحيانا هي تستعمل في خسارة وهناك حاجة لدعمها.
- حوالي 67% من الطاقة الكهربائية في العالم مصدرها بنفط متحجر، وليس في استطاعت الشمس والرياح ان تكون بديلا لها، وإنما بنسبة صغيرة جدًا فقط. والبديل الوحيد للطاقة المحجرة بإنتاج كهرباء هو الطاقة الذرية.
يجب التغلب على مشاكل سلامة الأفران الذرية وإيجاد طرق لكيفية التخلص من نفايات ذرية لإطالة العمر. بلاد مثل الهند، الصين وغيرهما تعمل للقضاء على هذه المشاكل (بحثنا في الأمر في سلسلة مقالات سابقة). شركات النفط الكبرى نجحت في معالجة هستيرية الخطر النووي، خاصة في الغرب، بشكل ان محطات القوة النووية تغلق في أوروبا، بينما في الوقت نفسه في روسيا وشرق آسيا بناء الأفران الذرية الجديدة يتقدم بشكل سريع. (شركة AVAAZ نظمت عريضة قبل فترة لإغلاق فرن ذري في بلجيكا: "وإذا نظمنا دعوة عالمية واسعة، يمكننا إيجاد بادرة في بلجيكا، وبعد ذلك يمكننا ان نتقدم وان نغلق عشرات الأفران الذرية في العالم" أي مستقبل زاهر ينتظرنا)
- شركات النفط الكبرى والبنوك الكبرى مسؤولة عن الاحتباس الحراري المتسارع للكرة الأرضية والذي سيسبب بشكل لا يمكن منعه من انهيار المجتمع الإنساني كما نعرف ذلك اليوم. وهل هناك من انتبه انه في مؤتمر المناخ الكبير في 2014 والذي نظم من قبل AVAAZ ومُول من قبل شركات النفط الكبرى والبنوك وتظاهروا ضد "تغيير المناخ"، لكن لم يذكروا "الاحتباس الحراري للكرة الأرضية"؟ "ومن يدفع للزمار يحدد اللحن". ومن دفع لزمارنا حدد بشكل واضح انه لا ارتفاع في درجة حرارة الكرة الأرضية، وفيما اذا وجد، فهذا يتسبب بواسطة قوى الطبيعة والتي ليس لنا تحكم فيها – إذا ماذا يوجد لنا للبحث فيها.



#كلمان_ألطمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كلمان ألطمان - كيف لشركات النفط أن تنقذ العالم