أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد رفعت الدومي - حواء السيلفي














المزيد.....

حواء السيلفي


محمد رفعت الدومي

الحوار المتمدن-العدد: 5086 - 2016 / 2 / 26 - 17:27
المحور: سيرة ذاتية
    


كلما استطاع إنسان باستخدام كاميرا الهاتف تكبيل لحظة قبل أن تهرب، يجب ألا ينسي أن الفضل في هذا يعود إلي "صوفي كان"، ذلك لأنه علي شرف مولدها تم دمج الكاميرا لأول مرة بالهاتف المحمول، وحين حدث هذا في عام 1997، لم يعد العالم إلي ما كان عليه قبل مولدها أبدًا!

لا شك أن هذا التطور التقني كان حتميِّاً، كل ما هنالك أن الحظ حالف الفرنسيّ "فيليب كان" في الحصول أولاً علي لحظة استنارة، وبالتالي، منح العالم إمكانية تبادل الصور عبر الشبكات، ثقبًا للتلصص علي الحقيقة، وإمكانية الدخول إلي كل الرحاب الغريبة، حيث تتيح الأسرار نفسها لمن أراد حصدها، بشكل يجعل من الصعب كتابة تاريخ الشعوب من وجهة نظر السلطة كما في الماضي، وهذا معيار عظمة اكتشاف "فيليب"، وتلك حدوده أيضًا، ولو حظي العالم بكاميرا الهاتف قبل ذلك بأي مدة، لألقي ثلثي تاريخ هذه المدة في النفايات، وعلي هذه الخلفية يمكنني القول:

- لولا هدية "فيليب" لنجح مؤرخو السلطة الذين لا ضمير لهم في تزوير ثورة يناير وتحويلها إلي مؤامرة كونية كما كانوا يخططون، ذلك لأن سجلاً ضخمًا من لحظات الثورة التي دونتها ذاكرة الهواتف صورًا وفضحتها وهي في ذروة حرارتها جعل من تحريف الحكاية أمرًا مستحيلاً!

يجب أن نتعرض أولاً للرجل الذي أراد التقاط صورة لمولودته فالتقط بدلاً من ذلك عالمًا بمفردات مختلفة، لأننا لسنا بصدد إنسان عكف بالمصادفة علي ابتكار شئ مذهل لمجرد كونه فخورًا، بل بصدد إنسان يعد واحدًا من الأفضل كونيِّاً حيال الرهان التقني، وسيد الأدمغة الإلكترونية، أسس أربع شركات أضافت الكثير إلي حقل التكنولوجيا والبرمجة في العالم: شركة "بورلاند" التي تصدرت بفضل مهارته المشهد التكنولوجي حقبة كاملة حتي انهارت أمام سيطرة مايكروسوفت على سوق البرمجيات، فاستقال "فيليب" من منصبه ليؤسس بالإشتراك مع "سونيا لي" شركة "ستارفيش" بالاعتماد على فكرة التزامن الكلي والتكامل بين الأجهزة اللاسلكية والسلكية لإدخال أو تعديل معلومات في أي مكان وكل مكان تلقائيًا، وعندما قامت "موتورولا" بشراء "ستارفيش" بمبلغ 325 مليون دولار قام هو بتأسيس شركة "لايت سيرف"، ثم كانت "فول باور" آخر شركة قام بتأسيسها عام 2003 معتمدًا علي التقاء التكنولوجيا اللاسلكية والنانو تكنولوجي والأنظمة الكهروميكانيكية الدقيقة المعروفة بنظام "MotionX"..

بالإضافة إلي ممارسته رياضة الإبحار واشتراكه وفوزه بمراكز متقدمة مع فريقه في العديد من المسابقات العالمية كل عام, كما يجيد العزف علي الفلوت أيضًا، فلقد تعلم الموسيقى الكلاسيكية في المعهد الموسيقي بمدينة زيوريخ!

ولد في باريس عام 1952، ودرس الرياضيات في سويسرا, وحصل علي درجة الماجستير فيها من جامعة "نيس"، ليبدأ أسطورته في عالم البرمجة من خلال سلسلة من البرامج المتتالية للحواسب الصغيرة "MICRAL"..

لكن قدرته علي دمج الكاميرا بالهاتف هي ما جعلت شعبيته تطوق العالم من تأثير هذا الإستحداث علي الأفكار التي كانت مقررة أو الأفكار التي في طريقها إلي أن تصبح من الماضي!

بدأت حكاية هذا الحدث عندما كان "فيليب" في انتظار مولودته علي أحد مقاعد المستشفي، وفكر فقط في أن ينقل صورتها عبر الإنترنت إلي عائلته فجعل منها طفلة عالمية، كان يمسك هاتفه بيد، وكاميرا بيده الأخري، وفجأة، تسائل:

- لماذا لا يندمجان؟

وبسلك مكبر الصوت في سيارته، فعلها!

مع ذلك، فاختزال أهمية كاميرا الهاتف في الصور الذاتية تحريفٌ لها وخيانة وتشويه، إنها أيضًا وسيلة للتدوين، فإذا فعلت ذلك في أي مكان أو حتي التقطت "سيلفي"، لا تنسي أن "فيليب" دعاك لتكون جزءًا من الاحتفال بميلاد "صوفي كان"..

محمد رفعت الدومي



#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم الغلام .. من أساطيرنا الخرقاء!
- نبوءة جولدبرج
- عندما تكهَّن غسان كنفاني
- من قتل الفنانة ميمي شكيب؟
- يا مواليَّا
- آينشتاين في هوليوود
- عندما أعاد السماد كتابة التاريخ
- هم لا فرانسيسكو ريدي
- في فيروز، قوقعتي !
- نجَّار القرن
- من الذي لا تخجله الكتابة عن نهاية شيخ الصيادين؟
- الكنديون الجدد
- لفيف
- لاستعادة المصريين العالقين في ستوكهولم
- فكري أباظة : حياته من حكاياته (2)
- عدالة داعش وعنصرية العالم
- آية الله أبو الطين
- مطلوب خياطة
- عفريت (1)
- بنات كلب


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد رفعت الدومي - حواء السيلفي