أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد شحات ديسطى - المبارزات الطائفية هى المقدمة الطبيعية لتحقيق الفوضى الخلاقة














المزيد.....

المبارزات الطائفية هى المقدمة الطبيعية لتحقيق الفوضى الخلاقة


محمد شحات ديسطى

الحوار المتمدن-العدد: 1380 - 2005 / 11 / 16 - 12:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عند إبحارك فى فضاء الإنترنت ذلك العالم الخلوى الذى يعتبر منتهى الإبداع العلمى والتكنولوجي وقمة ما توصلت إليه الحضارة الإنسانية للتواصل الإنساني وتذويب الفوارق بين الشعوب لتحقيق الديمقراطية الحقيقية بدون تفرقة بين شعوب العالم …. ولا تفرقة بين البشر من حيث الجنس أو اللون أو الدين أو العرق .
إلا أننا نجد المواقع المسيحية و الإسلامية على السواء فى حالة تناطح واستقطاب حاد مما يغذى روح التعصب واستعلاء كل طرف على الطرف الآخر والطعن فى مقدساته …. وفى مصر تظل حالة الاستقطاب الحادة فى المجتمع المصرى تحديداً نتيجة لأسباب سياسية واجتماعية واقتصادية…. ونتيجة ذلك الاستقطاب الحاد فى المجتمع والتعصب الأعمى الذى نراه ماثلاً وصادماً أمام أعيننا فأينما تولى وجهك تجد أمامك صراع ….. بين الأغنياء والفقراء …….وفى الثقافة بين أنصار العلمانية والإسلام …..وفى الرياضة بين جمهور الأهلى وجمهور الزمالك …..وأخيراً الاحتقان الطائفى بين المسلمين والأقباط … أين ذهبت روح السماحة والوسطية؟؟ ولماذا حلت محلها روح التعصب والجمود والتشدد ؟؟
فمصر التى كانت تقود العالم العربى بما لها من قوة ناعمة متمثلة فى ثقلها السياسى والدينى والثقافى والفنى ……وفى ظل غيبة الدور المصرى نراها تنازلت عن أدوراها دوراً بعد آخر وفى جميع المجالات أصبحت الساحة فارغة …. وبالتالى عجزت ثقافة النفط أن تملأ هذا الفراغ .
فمنذ أن سيطرت ثقافة النفط وذهاب المصريين للعمل فى دول الخليج عادوا ومعهم أفكار البداوة وثقافة الصحراء ..…أفكار يغلب عليها الاهتمام بالشكل وتنزع من الدين روح السماحة ليحل محلها روح التعصب والتشدد والجمود …ذلك كله فى غياب القوة الناعمة الحضارية التى كانت تتحلى بها مصر لتحولها بين عشية وضحاها من دولة تقود العالم العربى إلى دولة تابعة لدول وثقافة النفط من تشدد وانغلاق…. فلبسنا قشرة الحضارة وظلت الروح جاهلية .
وإذا كانت أحداث محرم بك بالإسكندرية نموذج للاستقطاب الدينى والاحتقان الطائفى خير دليل على سيطرة فكر البداوة وثقافة التشدد …فهل لنا من عودة إلى النبع الصافى ؟؟؟ إلى روح التسامح والوسطية التى نشأنا وتربينا عليها….لماذا التركيز دائماً على المواقف السلبية وعلى تغذية روح التعصب والاستعلاء ؟؟ لماذا ننظر دائماً إلى نصف الكوب الفارغ ….علينا أن نتذكر ملايين المواقف الإنسانية بين نسيج الشعب الواحد وأن نظهرها على السطح لأنها سلوك طبيعى ويومى نمارسه جميعاً بدون استثناء حتى نعود لهذا النبع الصافى نبع الوسطية والاعتدال والتسامح.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر أتذكر يوم وفاة والدي كان الجميع يتحدث عن بكاء أبله أنيسة وهى تودع جثمان أبى بالدموع لأنه الوحيد الذى كان يزورها فى العيد سواء عيد الميلاد أو عيد القيامة ..…كما أنها لا تنسى له موقفه النبيل عندما مات زوجها وهى بمفردها وإحضاره سيارة الإسعاف لنقل جثمانه للقاهرة حتى إتمام دفنه فكان أبى بالنسبة لها نعم الأخ دون أى حساسيات ….كان أبى يتعامل من منطلق إنسانى نبيل وصافى لم تكن الديانة هى المحدد لموقفه الإنساني ….. فى نفس الوقت كان أستاذي فريد جورج مدرس الرياضيات الذى لم يتعاط منى أى أجر بل يعطيني الدروس أنا وأختي مجاناً…. بل عند زواجي تم شراء الشبكة من عمى ألفونس تاجر الذهب لأنه صديق أبى وسيقوم بعمل الواجب معه ………وغيرها ملايين المواقف مما لا يتسع المجال لذكرها…..لا تجد أى موقف عدائي لمجرد الاختلاف الديانة الجميع يعيش فى رحابة وسماحة سلوك إنسانى يومي بدون أدنى حساسيات .
فلو قام كل منا بالتركيز على الإيجابيات وترك السلبيات ……. فنحن لسنا فى مبارزة طائفية أو نزال طائفى المستفيد الوحيد منه هو أعداء الوطن الذين يسعون بكل السبل لتحقيق الفوضى الخلاقة ….. فنحن مستهدفون وليس خافيا على أحد ما يحدث فى منطقتنا …. المخططات الأمريكية ليست خافية على أحد الجميع يعمل ويشجع الفوضى الخلاقة ….حتى يتسنى لهم تقسيم الوطن إلى أجزاء فتات ….وعندها تصبح المبارزات الطائفية هى المقدمة الطبيعية لتحقيق الفوضى الخلاقة….بما يعنى تقديم الوطن هدية لأعدائه .
وعندها لا ينفع الندم .



#محمد_شحات_ديسطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الكريم نبيل سليمان بين حرية التعبير والمراهقة الفكرية
- هل الإخوان سبب فساد الحياة السياسية المعاصرة ؟؟
- الرجل والكرسى
- الفقراء لا يدخلون البرلمان
- إطلالة على المشهد الانتخابي المصرى
- الوعى فى مواجهة الثقافة السمعية
- السقوط المبين للإخوان المسلمين
- الوعى المفقود


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد شحات ديسطى - المبارزات الطائفية هى المقدمة الطبيعية لتحقيق الفوضى الخلاقة