بهجت العبيدي البيبة
الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 23:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحريف الكلمة عن مواضعها، يعني أن تؤخذ هذه الكلمة بعيدا عن سياقها، كما توظف توظيفا على خلاف ما قيلت له، أو يتم فهمها بطريقة تخدم أهدافا غير تلك التي قيلت لها.
إن مصر ركن ركين لأمتها العربية، ففي صحتها صحة لها، وفي نكبتها نكبة لها، ولو تأملنا حال المنطقة في الفترة الراهنة، لعلمنا أن هناك وعكة كبيرة تمر بها مصر، هذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته يوم أمس في تدشين إستراتيجية التنمية المستدامة " مصر 2030 " حينما أعلن دون مواربة أن مصر في حاجة إلى جهد جهيد لكي تعود إلى مكانتها، تقود المنطقة، وكان لتعبير الرئيس المصري في أنه يطلب من الشعب ألا يستمعوا إلا له رد فعل كبير على كافة المستويات، ما بين مؤيد، وهم أتباع الرجل الذين يرون فيه بطلا منحته السماء لمصر والمنطقة ليخلصها من حكم الجماعة الفاشية، جماعة الإخوان المسلمين، التي تضرب بذيولها في كل بقعة من عالمنا العربي، يقويها نظام أردوجان بتركيا، وإمارة قطر، وبين معارضي الرجل الذين جلهم ينتمي لتيار الإسلام السياسي الذين انساق وراءهم بعض ممن يطلق عليهم نشطاء، كان لهم أخطر أثر على تلك الانتفاضات العربية التي بدأت في يناير 2011 ومازالت نتائجها تعتمل في المنطقة كلها.
لم يتوقف الأمر عند هذه الجملة التي خرجت من شفتي الرئيس المصري، بل كانت في تلك الكلمة التي ألقاها ارتجالا بعد العبارات التي تعطي دلالات خطيرة، منها ما ذكره السيسي أنه " سيشيل " من على الأرض من يحاول الاعتداء على مصر في إشارة لمؤامرة كبرى تحاك للمنطقة وفي القلب منها مصر، لم يرسل السيسي مزيدا من الإشارات في هذه الناحية وإن كان تعبيره العامي ولهجته، عكست أمرين: الأول استشعار الخطر والثاني العزيمة والتصميم على الحفاظ وحماية البلاد، وهو ما يؤكده دائما في أحاديثه، التي يؤكد فيها على قوة وتماسك جيش مصر.
أما المقولة التي أثارت بل أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي فكانت تلك التي قال فيها أنه على استعداد لبيع نفسه من أجل هذا البلد والكلمة بعيدا عما أثير حولها من أنصار الرئيس ردا على تلك التي خرجت من أفواه معارضيه، عكست مدى المعضلة التي تمر بها مصر وأنها في حاجة ماسة لجهد أبنائها ودعم كل من يؤمن بالدور المصري في المنطقة من ناحية، ومدى عزيمة الرئيس المصري في العمل بكل طاقته بل التضحية بالغالي والنفيس.
إن كلمات الرئيس السيسي قد تم تحريفها وتفسيرها بعيدا عن سياقها، من قبل بعض الإعلاميين المصريين المحسوبين على نظام السيسي، وهذا ما يدفعنا للتساؤل عن السبب في ذلك، وهل هو بداية لمخطط لإيقاع مصر في مستنقع الفوضى، ذلك الذي ألمح له الرئيس شخصيا وطمأن شعبه بالقضاء على من يحاول النيل من مصر، وكأني به على علم بأن هناك من سيحاول استغلال الأزمات التي تمر بها مصر، فاستبق هؤلاء بهذا التهديد.
#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟