علم من مدينتي إبراهيم سلمان جمعة الهيتي

قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 17:30
المحور: سيرة ذاتية
    

ولد إبراهيم سلمان جمعة الهيتي في قضاء هيت بمحافظة الأنبار في يوم من أيام 1922. ونشأ في كنف عائلة هيتية طيبة كادحة، غايتها الحياة الحرّة الكريمة، وكالعادة الجارية آنذاك فقد تعلم القرآن الكريم لدى الكتّاب، ولما بلغ التاسعة من عمره، وفي عام 1931 دخل مدرسة هيت الابتدائية للبنين.
-
أنهي دراسته الابتدائية في عام 1937، وحيث كانت المرحلة الابتدائية أعلى مرحلة يصل اليها الطالب الهيتي في مدينته آنذاك، ولأنه طموح ولأن الكثير من أبناء مدينته ذهبوا الى بغداد للدراسة فيها وحيث أن مستلزمات الدراسة كانت متوافرة بما يتفق مع الإمكانيات المادية لعائلته الكادحة فقد كانت محطته الدراسة في دار المعلمين الريفية في الرستمية في بغداد وكان فيها عدد من أبناء مدينته ومنهم زميله في الابتدائية المعلم سهمي نصار السعدي.
-
في عام 1942 تخرج من الدار المذكورة معلما متخصصا بتعليم (الرياضة والألعاب والرسم والأعمال).
-
وفي 22 / 11 /1942 صدر الأمر بتعينه معلما على ملاك معاونيه منطقة معارف بغداد في الدليم، وقد نسب للعمل في مدرسة البوعيثة في جزيرة الرمادي وكان المعلم الوحيد في المدرسة، وبعد سنوات عدة قضاها في هذه المدرسة قدم طلبا لنقله الى مدرسة قريبة من أهله في هيت، وكان له ما أراد حيث نقل الى مدرسة كبيسة الابتدائية للبنين وفيها مارس تخصصه في تعليم التربية الرياضية.
-
استنادا الى تقرير المفتش التربوي وبسبب اختلاف وجهات النظر نقل إداريا الى ناحية حديثة وفي مدرستها تولى تعليم طلبتها التربية الرياضية، ولأنه متفانِ ومخلص في عمله وبسبب كفاءته، ولأنه لم يكن مقصرا في عمله عندما تقرر نقله من كبيسة الى حديثة؛ فقد كانت توصية المفتش التربوي إعادة النظر في أمر نقله.
-
وبناءً على توصية المفتش التربوي الذي أعاد النظر في قراره السابق وطلب نقله الى مدرسة قريبة من أهله صدر الامر الإداري المرقم 2488 في 3 / 9 /1947 بنقله الى مدرسة هيت الابتدائية للبنين وقد باشر عمله فيها معلما للرياضة ومواد أخرى وهي الرياضيات والعلوم.
-
وبعد ان تم شطر مدرسة هيت الأولية الى مدرستين غازي والهاشمية أصبح ضمن أعضاء الهيئة التعليمية لمدرسة الهاشمية التي كلف بإدارتها المعلم متعب عبد الكريم جاسم بموجب الامر الإداري المرقم 1/7/4233 في 30 / 9 / 1951الصادر عن مديرية معارف لواء الدليم. وفي هذه المدرسة التي تم استبدال اسمها بعد ثورة 14 / تموز / 1958 الى اسم (الكفاح) شغل منصب معاون المدير دون أن يتخلى عن دوره في الاهتمام بالنشاط الرياضي في مدرسته بصورة خاصة وفي مدينة هيت بصورة عامة.
-
في عام 1960 وبعد الخلاف السياسي بين عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي العراقي واتخاذ الزعيم موقفا معاديا من الكوادر التعليمية ذات التوجهات الشيوعية واليسارية ولأنه كان محسوبا عليها من خلال تطوعه في المقاومة الشعبية فقد صدرت الأوامر من مديرية معارف لواء الدليم بنقل عدد من المعلمين الى ألوية أخرى لأبعادهم عن مدنهم خوفا من نشاطهم الذي كانوا يظنون أنه ضد الحكومة والزعيم.
.
وكان إبراهيم سلمان بين من شملهم النقل الإداري، حيث نقل الى لواء الكوت ونسب الى مدرسة بقرية (الداموك) قضى فيها سنتين كاملتين، وبناء على طلبه نقل في عام 1962 الى بغداد التي استقر فيها حتى وفاته.
-
في العاصمة بغداد كان له تاريخ مشرف في النشاط الرياضي؛ فبعد أن عمل في إحدى مدارس الكرخ، وأثبت كفاءة ونشاطا متميزا عُيّن مشرفا للتربية الرياضية، ثم مديرا للنشاط الرياضي والكشفي في مديرية معارف الكرخ، ثم مديرا للنشاط المدرسي الذي قضى فيه (37) عاما، فقد أحيل على التقاعد في عام 1977.
-
وفي بغداد لم يكتفِ إبراهيم سلمان بالنشاط المدرسي بل تعداه الى ميادين الرياضة الأخرى، فكان عضوا في اللجنة الأولمبية العراقية، وعضوا في اتحاد رفع الأثقال العراقي، ونظرا لمكانته وحسن إدارته فقد كلف برئاسة الوفد العراقي المشارك في البطولة الدولية لرفع الأثقال في المانيا الديمقراطية في سبعينات القرن.
–
ولم يشغله النشاط الرياضي عن التأليف والكتابة، فقد شارك السيد علي هداد رهيف في تأليف كتاب بعنوان (أضواء على العاب الساحة والميدان).
-
ولأنه هيتي أصيل أحب مدينته وعشقها فقد كتب عنها وعن تراثها كتابا بعنوان (قصص وحكايات) وهو عبارة عن حكايا وطرائف مستوحاة من تراث مدينة هيت، كما كان مهتما بالرسم وعنده مما رسم لوحات جميلة احتفظ بها لنفسه، فضلا عن أنه كان يهوى جمع كل ما هو تراثي أصيل.
-
ودعنا إبراهيم سلمان جمعة بعد أن رفع اسم مدينته عاليا أينما حلّ وارتحل، فلقد كان معلما وعلما يحق لنا أن نفخر به، وأن نذكر طيبه وحسن أخلاقه ومعشره، ودعنا إبراهيم زاهدا عن ترف الحياة ومفاسدها، وغادرنا الى حيث وجه ربه في الرابع من تموز / 2007، بعد عمر ناهز الخامسة والثمانين، ودفن بناءٍ على وصيته في مدينته في الأرض التي أحبها، وكتب أسمها في قلوب محبيه.

#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات