كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 17:28
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عندما تقيم ذاك الاتصال الدائم مع المطلق او المصدر او الروح، اي عندما تعي انه هو انت وانه انت هو، تغمرك النعمة الكبرى.
حتى وان كنت تعرف ان كل ماتراه امامك من تشكيلات ومظاهر ليس الا انعكاسا له، فتستمتع بمعايشته.
انك في الواقع تتعدى مجرد رؤيته بل تصبح تشعر وتحس به، وترى كم انتما متشابهين.
لا يعود من مسافة بينك وبين كل ما هو حولك بل تندمجان في تناغم حقيقي، لا يعود المحيط يشكل لك التهديد والخوف والغربة بل على العكس تماما.
ان الوحدة التي تجمع جميع موجودات هذا الوجود وضعت على عاتقك مهمة اكتشافها، ادراكها، والحياة بها.
وبالتالي فكلما كان هناك انفصال مع هذه الوحدة، كلما شعر المرء بنفسه غريبا، بل ويعمل للصراع من اجل البقاء، والاجتهاد في الحصول على الخير والوفرة، وبالحقيقة كل ذلك ليس الا جزء من وجوده.... فقط لو يعرف.
ليس عليك ان تسعى للكمال كما يقول ايكارت تول، انت هو الكمال بعينه، ليس عليك ان تجهد وتذهب بعيدا لاكتشافه، ليس علك ان تقوم باي مجهود، فقط انظر داخلك، وهو سينجلي لك.
ان اعتقادك بأنك كائن منفصل عما حولك هو الذي ينشئ داخلك الصراع والتوتر والقلق، وعندما تشعر انك متكامل في هذا الكون، وبانك متناغم مع مظاهره فانت تعيش السلام الداخلي، ذلك السلام التي تحاول ان تحققه بينما هو في الواقع موجود بين يديك.
عندما تشعر بالسلام في داخلك، يخف عن كاهلك ضجيج ووطأة المجتمع... ويختفي بذلك مصدر الهم والغم.
لا يعود الشكل الظاهر هو مايلفت انتباهك انما الشكل اللامرئي للمظاهر... مايكمن خلف الظاهر. فتتخذ الاشجار حياة حافلة بالحياة، وكذلك الحجارة والصخور والبحر والنهر والجبل والتراب الذي يخبئ البذور محتفظا بها لربيع المواسم.
اليقظة الروحية هي ان تفتح عيناك على معنى اخر للوجود، تشعر بايقاعه ونبضه وبانك معه تؤلفون سيمفونية العالم.
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟